بيروت ـ داود رمال
رغم تزامنها مع انعقاد قمة الكويت الاقتصادية، فإن زيارة الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان الى الكويت، شكلت محطة بارزة من محطاته الخارجية لاعتبارات تتصل بطبيعة العلاقة بين البلدين الشقيقين على المستويات كافة وفي شتى المجالات.
وسجل مصدر رسمي لبناني رافق الرئيس اللبناني في الزيارة، النقاط التالية:
لفت الاهتمام الكويتي الاستثنائي برئيس الجمهورية منذ الاستقبال في المطار الى الوداع وما بينهما من حفاوة وكرم ضيافة وحرص شديد على راحة اعضاء الوفد وعلى رأسهم الرئيس سليمان. هذا من حيث الشكل. أما من حيث المضمون، فالرسالة المعبرة الواضحة، عندما أجمع القادة العرب وبطلب من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على ان يتحدث الرئيس سليمان باسمهم في الجلسة الختامية، وهذا يعبر عن حرص الكويت قيادة وحكومة وشعبا على موقع لبنان في الوسط، عنصر توافق ومؤثر ايجابي في أمته العربية بعيدا عن كل محاولات استخدامه ساحة لتصفية الحسابات.
في المحادثات الثنائية، لم يفرض الجانب الكويتي أي جدول أعمال للمحادثات، وتركوا للضيف اللبناني ومرافقيه طرح ما يشاؤون من مواضيع وقضايا ذاته اهتمام مشترك، وكان الجانب الكويتي متفهما ومتجاوبا الى أبعد الحدود.
وفيما يتعلق بنقاط البحث فقد أوضح المصدر الرسمي ان الرئيس سليمان وخلال المحادثات الثنائية وهي الأولى التي يعقدها من صاحب السمو الأمير بصفته رئيسا للجمهورية تناول النقاط التالية:
أهمية ما صدر عن القمة الاقتصادية وضرورة متابعة قراراتها ولاسيما انها للمرة الأولى مقرونة بآليات تنفيذية. واستعداد لبنان بخبراته وطاقاته البشرية للمساعدة في تحقيق ذلك.
شرح لصاحب السمو الأمير، تطورات الوضع في لبنان منذ اتفاق الدوحة الى انتخاب رئيس الجمهورية الى تشكيل حكومة وحدة وطنية الى اعادة الحياة للمؤسسات الدستورية ولاسيما عودة المجلس النيابي للعب دوره في المراقبة والتشريع وأبرزها اقرار قانون الانتخاب الجديد الذي يؤمن حدا مقبولا من العدالة بين اللبنانيين، الى انطلاق الحوار الوطني لأول مرة برئاسة رئيس الدولة واصراره على متابعته توصلا الى نتائج وحلول للملفات المطروحة وصولا الى التحضيرات الجارية لاتمام الاستحقاق الانتخابي في موعده في 7/6/2009.
تحدث الرئيس سليمان عن تأثير الخلافات العربية ـ العربية على الوضع في لبنان، وهذا دليل على ان لبنان في قلب القضايا العربية ويتأثر بها مباشرة، وأهمية العمل على ازالة الشوائب من العلاقات بين الاشقاء عبر المسارعة الى البناء على ما حققه الشيخ صباح الأحمد بعد الجلسة الافتتاحية لقمة الكويت الاقتصادية من مصالحات بين الزعماء العرب وعدم بقائها مصالحات شخصية ووجوب ان تنعكس على العلاقات السياسية لهذه الدول.
أكد الرئيس سليمان على وجوب الاجماع العربي في معالجة أي قضية قائمة او راهنة، شارحا موقفه من المشاركة في لقاء الدوحة التشاوري ورفضه تعليق مبادرة السلام العربية لأنها المبادرة الوحيدة التي تنص على حق العودة ورفض التوطين. مشددا على وجوب الاسراع في تأمين المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية، حتى نصل الى مؤتمر القمة العربية في الدوحة في النصف الثاني من مارس وكل الأمور قد حلت على الصعيد العربي لعلها تكون قمة القرار العربي الموحد والمصالحة الشاملة.
لفت الرئيس سليمان الى أهمية توحيد الموقف العربي من القضايا المرتبطة بمسألة الصراع العربي ـ الإسرائيلي والقضايا الاقليمية الأخرى مع بدء الادارة الأميركية الجديدة ولايتها، لأن اي تشتت في الموقف سيصب في مباشرة في صالح اسرائيل، لاسيما ان الاندفاعة الأميركية الجديدة باتجاه التسوية في المنطقة قد تؤدي الى نتائج يجب الا تكون على حساب العرب.
تحدث سليمان عن العلاقات الثنائية بين لبنان والكويت، شاكرا لصاحب السمو الأمير وللشعب الكويتي المساندة المستمرة للبنان في شتى المجالات، قائلا ان هذه المساعدة المستمرة على الصعد السياسية والاقتصادية والمالية والانمائية تكاد تكون الوحيدة التي تقدم خالصة من دون أي غايات او حسابات الا المصلحة اللبنانية العليا وبها يؤمن الاستقرار والازدهار للبنان، والكويت لم تقرن يوما دعمها اللامحدود للبنان بأي تدخل في أي ناحية من نواحي الشؤون اللبنانية الداخلية.
وجه الرئيس سليمان دعوة مفتوحة لأخيه الشيخ صباح الأحمد لزيارة لبنان ساعة يشاء حتى يكون موضع احتفاء وتكريم من الدولة والشعب اللبناني بما يستحق هذا الزعيم العربي وشعبه من عرفان بالجميل.
ولفت المصدر الرسمي الى أن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أيد الرئيس سليمان في كل طروحاته مجددا التأكيد على الثوابت الكويتية في هذا المجال لاسيما خيارها، قرارها الثابت بالوقوف الى جانب لبنان في كل الأوقات، خصوصا ان ما يجمع البلدين من قواسم مشتركة يجعلهما توأما في كل شيء، مؤكدا على التنسيق والتشاور المستمر مع لبنان في كل القضايا والاستعداد للمساعدة في كل ما يطلبه لبنان.