بيروت ـ اتحاد درويش
اثنى مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله حسن عز الدين على الدور الذي قامت به الكويت في القمة الاقتصادية في سبيل ايجاد مناخ من المصالحة والتفاهم بين العرب، لافتا الى ان الكويت سبق ان قامت بهذا الدور الذي هو قديم العهد.
ووصف ما جرى في قمة الكويت الاقتصادية على صعيد المصالحة العربية بأنه محاولة لرأب الصدع قادها الراعي الكويتي في سياق إعادة التضامن الى العرب وفي سبيل تحسين الموقف العربي، معتبرا ان هذا يشكل خطوة ايجابية في إطار التضامن العربي، خصوصا ان بعض النظام الرسمي العربي كان شريكا في العدوان على غزة او سمح به.
ودعا عز الدين في تصريح لـ «الأنباء» الى اعادة قراءة النتائج التي اسفر عنها العدوان الاسرائيلي على غزة، خصوصا لجهة ما حققته المقاومة الفلسطينية، مشيرا الى اننا امام ادارة اميركية جديدة تحتم علينا أن نقرأ المرحلة الجديدة بموضوعية وواقعية، خصوصا ان اسرائيل باتت ضعيفة اكثر من أي وقت مضى سواء على مستوى الرأي العام الدولي أو على مستوى القدرة العسكرية والمستوى السياسي.
وشدد على أهمية تضامن الدول العربية في هذه المرحلة والذي يجب ان يكون حول الخيار الذي تشكله المقاومة وخيار الامة وخيار استعادة الحقوق العربية كاملة.
واشار الى ان التطور الايجابي في المواقف ان المبادرة العربية لم تعد صالحة لايجاد التسوية باعتبار ان اسرائيل هي التي اجهضتها ولم تستجب الى متطلباتها.
مؤكدا ان ما جرى في غزة يجب ان يدفع العرب باتجاه رفع سقفهم السياسي باتجاه دعم المقاومة والشعب الفلسطيني في مواجهته مع اسرائيل.
وأمل ان تشكل المصالحة بين سورية والمملكة العربية السعودية خطوة صحيحة في الاتجاه الصحيح للوصول الى قواسم مشتركة تشكل الحد الادنى للتضامن العربي للانطلاق نحو المزيد من القوة العربية التي تعيد الحقوق وتلتف حول القضية الفلسطينية وخيار المقاومة في مواجهة اسرائيل، مؤكدا ان المصالحات العربية من شأنها ان تنعكس ايجابا على الساحتين اللبنانية والعربية.
اما على صعيد المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية فقال انها مطلوبة وضرورية خاصة بعد انتصار المقاومة في غزة والذي هو انتصار للقضية الفلسطينية، لافتا الى ان السلطة الفلسطينية والفصائل الاخرى دون استثناء معنيون بالوصول الى تفاهم والى صيغة الوحدة الوطنية التي تشكل عامل قوة في مواجهتهم لاسرائيل، معربا عن اعتقاده ان الجميع بات محكوما بخيار الشعب الفلسطيني الذي هو خيار المقاومة ضد الاحتلال وخيار استرداد كامل الحقوق دون تنازل او تفريط، خاصة ما يتعلق بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، مشددا على ضرورة الا يتجاوز احد هذه الثوابت بعد الذي جرى في غزة، معتبرا ان الجميع مطالب بإعادة دور وموقع منظمة التحرير على اساس هذه الثوابت الوطنية وان تكون هناك مشاركة لجميع الفصائل في المنظمة دون اشتراطات مسبقة وان يكون هناك برنامج سياسي ومقاومة يحميان هذه الثوابت وينطلق الجميع على اساسها.
اما لجهة قراءته لآفاق المرحلة المقبلة في المنطقة بعد تسلم الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما مهامه، رأى انه من المبكر ان نحكم على توجهات الرئيس اوباما، لافتا الى ان خطابه حمل تغييرا في لغته او في مقاربته للازمات الداخلية والخارجية بموضوعية او فيما يتعلق بالسياسية الخارجية تجاه بعض القضايا.
واكد ان ما جاء في خطابه هو رهن بالواقع السياسي الذي سينتهجه اوباما، فإذا انتهج سياسة مغايرة لبوش على المستوى الخارجي ونفذ وعده بإقامة نظام علاقات دولي قائم على المصالح والاحترام المتبادل كما جاء في خطابه فإن هناك امكانية لان نشهد سياسة جديدة وعلاقات جديدة مع كثير من الدول في العالم، خصوصا تجاه الدول التي حاول بوش ان يحاصرها كسورية وايران وغيرهما.
ورأى ان الحوار الذي يمكن ان نشهده مع الرئيس الاميركي الجديد يجب ان يكون قائما على الاحترام المتبادل وألا يكون هناك انحياز لاسرائيل وان تنظر الولايات المتحدة الى الحقوق المغتصبة للشعب الفلسطيني وان تتطلع الى طموحاته في الحرية واستعادة الارض وعودة اللاجئين.