Note: English translation is not 100% accurate
الدعيج: البابطين يبني جسراً ثقافياً بين الشرق والغرب
الأربعاء
2006/11/15
المصدر : الانباء
بدعوة من مجلس أمناء مؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين للإبداع الشعري شارك محافظ الأحمدي الشيخ د.إبراهيم الدعيج في افتتاح اعمال الدورة العاشرة للمؤسسة «دورة شوقي ولامارتين» التي اقيمت أخيراً في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» بباريس برعاية الرئيس الفرنسي جاك شيراك، حيث شارك الدعيج في ندوة «الثقافة وحوار الحضارات» ألقى كلمة افتتاح أعمال الدورة جاء فيها:
أيها الحفل الكريم، يطيب لي أن أرحب بالحضور الكرام، متقدماً بالتهنئة القلبية من الباحثين المفكرين الذين فازوا بجوائز مؤسسة البابطين التي نعتبرها من اعمدة الثقافة في الكويت، متوجهاً من الأخ عبدالعزيز البابطين بالشكر لما قام ويقوم به، خاصاً بالتنويه هذا الجسر الثقافي الرائع الذي يبنيه بين الشرق والغرب.
وما أحوجنا في هذه الأيام الحرجة للاستزادة من هذه اللقاءات التي شاءها الأخ عبدالعزيز لقاءات تمزج بين الشعر والحضارة، أي في صلب الوجود. وكما قال المفكر الفرنسي المعروف جان كوكتو: «الشعر ليس فن القول بل فن الوجود».
يقول الناقد الانجليزي المعروف راسكن: «الشعر روح الأدب، والأدب هو ما يرفع النفس ويفتق العقل ويلطف الذوق».
وبدوره يقول شوقي: والشعر إن لم يكن ذكرى وعاطفة أو حكمة فهو تقطيع وأوزان وما الذي ينقص الإنسان عندما يمزج بين العاطفة والحكمة؟ أليستا قيمتين أساسيتين في الإسلام والمسيحية؟ أليست المحبة والرأفة والتسامح والحكمة أسس الديانات الإبراهيمية وما أنتجت من حضارة حيث الحكمة ضالة المؤمن؟
لقب شوقي بأمير الشعراء وهو في الشعر أمير، ولكن الشاعر لا يعرف عليه أميراً إلا سيد وادي عبقر. وتحضرني بهذه المناسبة نبذتان في منتهى الروعة ودقة الدلالة في تكريم الشعر.
يقول الشاعر الفرنسي الفرد دو موسيه في قصيدة «طائر البطريق» ان هذا الطائر إن لم يوفق في حمل السمك لصغاره يغرز منقاره في صدره ليقتات صغاره من لحمه. وينتهي موسيه للقول: أيها الشاعر هذا ما يفعله كبار الشعراء. والنبذة الثانية عندما قيل في المتنبي انه عاش في ديوان سيف الدولة أحد عشر عاما بينما خلد سيف الدولة في ديوان المتنبي.
لامارتين الشعر الديبلوماسي والنائب في البرلمان لا يذكر الا كأمير في شعره.
وما يجمع بينه وبين شوقي نبوغ أصيل وموهبة متجلية وعبقرية فذة، كما يجمعهما حب باريس والشرق، باريس حيث بئر الثقافة بقعر لا يدرك، والشرق بسحره وصفاء روحانيته. في الشرق، في لبنان عاش لامارتين ردحاً من الزمن وفي راس بيروت مدفن ابنته جوليا.
ووادي حمانا وبحمدون ورأس المتن يعرفه اللبنانيون بوادي لامارتين حيث الضباب يلف الوادي فيحس الناظر كما أحس لامارتين انه جالس بين النجوم.
وقال العرب: أعذب الشعر أكذبه، ونقول: أحسن الحوار أصدقه، وكم كان شوقي موفقاً في المزج بين العذوبة والصدق: خلق الرفق يوم مولد عيسى والمروءات والهدى والحياء معتمدين هذا التعبير الصادق قولاً ومعنى نقطة انطلاق نتفق مع الإمام محمد عبده في اللجوء الى التفسير المساعد على نفي الشبهات.
يقول الإمام: فإن سلمنا ان المسيح قال انه ابن الله، قلنا: هل فسر هذا القول بأنه إله يُعبد؟ يقول ( صلى الله عليه وسلم ): «من شهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبدالله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل».
فعلى كل منّا كمحاور مخلص صادق عادل غير انتقائي في حواره أن يدرك ان كثيراً من التفسير يقع في خانة الاستفسار. وكثير مما اعتبر استنباطاً ليس اكثر من استنتاج واستنساب. وحيث توجد الانتقائية، المعتمدة مع الأسف، في الحوارات حتى الآن، يوجد البتر الخطر المؤدي لتغييب الحقيقة بتغطيتها او تجزئتها. الحوار الذي نرجوه هو الهادف لمرضاة الله، حيث الأقرب إليه أنفعهم لخلقه، بصرف النظر عن وسيلة تعبُّده له. وكلنا نعبد الله الذي خاطب نبيه المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ): (نزل عليك الكتاب بالحق مُصدقاً لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل وأنزل الفرقان).
أختتم بتوجيه أجمل وأنبل وأكمل تحية للحضور الكرام والإنسانية، تحية شاءها سبحانه وتعالى روحية رسالته لخلقه، تحية الإسلام التي أصبحت في صلب نسيج حياة المسلم اليومية.. إنها تحية السلام.
فالسلام عليكم، ليست مصطلحاً بل فرض أُسيء فهمه من قبل المسلمين والآخرين، فضاع السلام ولن نجده إلا بإخلاصنا في البحث عنه بجدية. فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اقرأ أيضاً