بيان عاكوم
استقبل نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ووزير النفط بالوكالة الشيخ د.محمد الصباح نائب الأمين العام لحلف الناتو كلاوديو بيزونيرو وذلك بمناسبة زيارته الى البلاد.
حضر اللقاء نائب رئيس جهاز الأمن الوطني الشيخ ثامر العلي ومدير إدارة المنظمات الدولية بالإنابة المستشار د.حمد بورحمة.
إلى ذلك، أعرب بيزونيرو عن سعادته بزيارة الكويت وخاصة الدعوة التي تلقاها من مدير المعهد الديبلوماسي السفير عبدالله الشارخ واتاحته ذلك اللقاء للتحدث حول علاقات حلف شمال الأطلسي مع الكويت من خلال مبادرة اسطنبول للتعارف ici.
ولفت بيزونيرو الى تطور علاقات «الناتو» مع الكويت منذ ان كان الشارخ سفيرا لبلاده في بروكسيل.
واضاف ان الكويت كانت اول دولة تنضم الى مبادرة اسطنبول للتعاون في ديسمبر 2004، مشيرا الى سياسة الديبلوماسية العامة التي ينتهجها الحلف بهدف تعزيز الحوار وشرح تحولاته والجهود المشتركة من خلال الندوات الدولية وتنظيم الزيارات الاعلامية لمقر الحلف ولقاء المسؤولين به للتحاور بشفافية حول كل القضايا التي تهم منطقة الشرق الأوسط بشكل عام ومنطقة الخليج بوجه خاص وقال بيزونيرو ان ما يسعدنا هو تفهم القيادة الكويتية لذلك الأمر خاصة مع وجود وزير خارجية يؤمن بدور الديبلوماسية العامة جيدا مثل الشيخ محمد الصباح مما يدعم جهودنا المشتركة في هذا الاطار.
واشاد بيزونيرو باستضافة الكويت لمؤتمر سفراء الناتو عام 2006 الذي عقد تحت عنوان «الناتو ودول الخليج.. مواجهة التحديات المشتركة» من خلال مبادرة اسطنبول للتعاون.
لافتا الى ان الكويت بصفتها اول دولة انضمت الى المبادرة قد شاركت بفاعلية منذ انضمامها، حيث اضطلع جهاز الأمن الوطني الكويتي بالتعاون الأمني مع الناتو، واستضافت الكويت انشطة عدة نظمها الحلف في اطار المبادرة.
واكد بيزونيرو اهمية التعاون الأمني بين الناتو وشركائه خاصة في ظل العولمة وزيادة التداخل بين اقتصاديات الدول المختلفة، مما يعود بالنفع على كافة الاطراف، مؤكدا ان الاخطار التي يشهدها العالم حاليا لا تؤثر على دول بعينها، بل ان الجميع ليسوا بمنأى عنها وان الناتو يهدف الى تحقيق مصالح مشتركة قائمة على اساس التفاهم المشترك مع دول المنطقة وحول وجهة نظرة للأخطار المشتركة قال بيزونيرو ان اولها يتمثل في محاربة الارهاب فقد اخذ حلف شمال الاطلسي على عاتقه حماية المواطنين والقوات والبنية التحتية في الدول الاعضاء.
واضاف انه بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر اعطيت الأولوية لمحاربة الارهاب
مما يتطلب استجابة دولية شاملة يعززها تنسيق الجهود والوسائل السياسية والديبلوماسية، مشيرا الى ان بنية حلف الناتو تؤهله لأن يكون واحدا من أفضل المنظمات الدولية لمواجهة خطر الإرهاب الدولي.
وقال إن الناتو قد بدأ في الدخول في هذا الموضوع ببناء الكثير من الصداقات مع دول كثيرة، مضيفا انهم يتطلعون لبناء شراكة استراتيجية مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وأوضح ان مبدأهم الثالث خلال القرن الواحد والعشرين هو الشراكة مع الجميع، حيث ان هناك تحديات تواجه جميع بلدانهم، مضيفا انهم وخلال السنوات الخمس الماضية استطاعوا ضم بعض دول الخليج لتحالفهم عن طريق مبادرة اسطنبول للتعاون، وان الكويت كانت الأولى في الانضمام لهذه المبادرة تلتها قطر والبحرين ثم الإمارات.
وقال نحن سعداء لمشاهدة الكويت وقد خطت مثل هذه الخطوة الممتازة للاستفادة من هذا المشروع.
وأضاف بيزونيرو ان معظم التدريبات التعاونية في السابق كانت تركز على التعاون العسكري فقط ولكنها الآن أصبحت تغطي الحرب ضد الإرهاب وحماية الحدود والتعليم والتدريب العسكري بين الأعضاء وخطط الطوارئ بالنسبة للمدنيين.
وقال إن من أهم القضايا التي تواجه الحلف في الوقت الراهن الوضع غير المستقر في العراق وقضية الملف النووي الإيراني والصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني وتصاعد أعمال القرصنة في المنطقة مما يجعل من المستحيل ملاحظة مجهوداتنا التي نقوم بها في المنطقة.
وأنهى حديثه قائلا انهم وخلال أشهر قليلة سيحتفلون بالذكرى الـ 60 لإنشاء هذا الحلف والذي يعتبر تحالفا ناجحا اكثر من غيره من التحالفات، حيث انه يعتمد في سياسته على الحوار السياسي وصناعة القرارات الفعالة، بالإضافة للقوة العسكرية التي تدعم هذه القرارات السياسية وتشكل دعما لها.
وقال إن هناك سببا آخر لنجاح الحلف وهو انه كان بالسابق يعتمد على دوله الأعضاء فقط ولكنه اليوم شمل معظم دول العالم، وأشاد بمؤتمر القمة الاقتصادية الذي عقد مؤخرا في الكويت، وقال إن هذا المؤتمر قد أظهر اهتمام الكويت بوضع الحلول للمشاكل ليس على مستوى المنطقة فحسب بل زاده للمستوى الإقليمي أيضا.