ضاري المطيري
اكد رئيس اللجنة العلمية في جمعية احياء التراث الاسلامي الداعية محمد النجدي ضرورة دراسة واحاطة العلماء وطلبة العلم بمقاصد الشريعة تجنبا لاستنباط الاحكام استنباطا متكلفا يخالف قواعد الشريعة وروحها، مشيرا الى ان تعلمها يقلل من فجوة الاختلاف والنزاع ويقضي على التعصب المذهبي بين المسلمين.
واوضح في شرحه للمقاصد الشرعية ضمن الدورة العلمية المكثفة «دورة الإمام احمد بن حنبل» التي أقامتها جمعية احياء التراث الاسلامي - فرع صباح الناصر ان دراسة مقاصد الشريعة تساعد على التوفيق بين الاخذ بظاهر النص وروحه ومعناه، وشملت الدورة ايضا دراسة لاعتقاد أهل السنة والجماعة لابن العثيمين والذي قام بشرحه الداعية السعودي د.علي الشبل ابتداء من السبت الماضي وتنتهي اليوم.
وبين ان دراسة «مقاصد الشريعة» تزايد الاهتمام بها تحقيقا وتأليفا وتصنيفا للحاجة الملحة لها في فهم الشريعة والقدرة على استنباط الحكام منها استنباطا صحيحا، موضحا ان «مقاصد الشريعة» سلاح ذو حدين، حيث يمكن لمرضى القلوب ان يوظفوه للتفلت من الدين والانسلاخ منه.
واضاف ان اهم مقاصد الشرع الاسلامي، خصوصا والشرائع السماوية الآخرى عموما هو تحقيق العبودية وتحقيق مصلحة الانسان في الدنيا والآخرة، مشيرا الى ان الاسلام حرص على حفظ الكليات الخمس وهي النفس والعقل والمال والدين والعرض.
وتابع النجدي ان كل مصالح الدين مبنية على الحكمة والعقل الصحيح والفطرة السليمة، محذرا من المصالح التي تكون بحسب النزوات والشهوات والتي ليس لها ضابط أو غاية سوى المتع الجسدية واللذة الوقتية ولو على حساب الكليات الخمس كالدين والعرض وغيرهما.
واكد ان مقاصد الشريعة تقوم على الكتاب والسنة والاجماع والقياس الصحيح، موضحا ان دراستها تبرز علل واحكام الشريعة وتمكن الفقهاء من استنباط الاحكام وتقلل من الاختلاف والنزاع في مسائل الفقه وتحقق التوفيق بين الاخذ بظاهر النص والاخذ بروحه ومعناه، اضافة الى انها تعين المكلف على اداء العبادة على اكمل وجه كبلوغ التقوى مثلا في الصيام أو اقامة ذكر الله في الصلاة والحج.
وبدوره، أوضح عضو هيئة التدريس بكلية اصول الدين قسم العقيدة بجامعة الامام محمد بن سعود بالرياض الداعية د.علي الشبل ان علماء اهل السنة شرعوا يعتنون بالتصنيف والتأليف بكتب العقيدة منذ مطلع القرن الثاني هجري تحت مسميات عديدة مثل «السنة» أو «أصول السنة»، مبينا ان العقيدة السليمة هي رأسمال المسلم الذي بها ينجو من النار ويفوز بالجنان ورضا الرحمن.
وأشار الى ان كتاب «اعتقاد أهل السنة والجماعة لابن العثيمين» جاء ردا على من شكك في عقيدة العثيمين من بعض الحاسدين والحاقدين في زمانه، فقام بتأليف هذه المصنف المختصر ليجلي الامور على حقيقتها، ويشارك ايضا به على تيسير المصنفات المختصرة لطلبة العلم كي يتمكنوا من دراسة العقيدة بالشكل الصحيح والمطلوب.
وتابع على طالب العلم ان يحرص على تصحيح النية حتى ينال توفيق الله في علمه وافادته للناس، مشيرا الى ان مصنفات الامام النووي كتب الله لها القبول لإخلاصه وجده حيث يندر وجود مسجد أو بيت أو مكتبة تخلو من «الاربعين النووية» أو «رياض الصالحين» أو «شرح صحيح مسلم» على الرغم من ان النووي توفي وهو ابن الاربعين عاما.