بيان عاكوم
«لا نقيم علاقات مع إسرائيل، والقول اننا نريد الانفصال عن العراق اتهامات باطلة ولا أساس لها» عناوين جديدة أطلقها رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني خلال المؤتمر الصحافي الذي نظم في قصر بيان بمناسبة زيارته للبلاد، وكان البرزاني احتد عند سؤاله عن العلاقة مع اسرائيل رافضا الإجابة وبعد إصرار صحافي نفى هذه العلاقة غامزا من قناة الدول العربية التي تقيم علاقات معها إذ قال «لماذا دائما تسألونني عن العلاقة مع اسرائيل فعندما تقيم الحكومة المركزية علاقات معها سنقيمها نحن»، وتابع «ولكن هناك دولا عربية كثيرة يرفرف العلم الإسرائيلي فيها فإذا كانت العلاقات سيئة معها لماذا يقيمون مثل هذه العلاقات؟».
وزاد بالقول: «لو أردنا إقامتها سنفعل بصورة علنية دون خوف من أحد».
وأما بخصوص حلم إقامة دولة كردستان العراق، اعتبر البرزاني تقرير مصير الشعب الكردي حقا شرعيا وانسانيا إلا انه رأى ان موضوع الانفصال اتهامات باطلة ولا أساس لها من الصحة.
وفيما أكد البرزاني على متانة العلاقات الكردية ـ العربية اعتبر ان هناك خصوصيات يجب مراعاتها.
وعبر البرزاني عن أسفه لوجود مفقودين كويتيين في العراق، مبديا استعداد إقليم كردستان لأي مساعدة بهذا الخصوص.
وهذه تفاصيل ما دار بين الرئيس مسعود البرزاني والصحافيين:
ذكرت انكم بحثتم مع الجانب الكويتي المشكلات العراقية هلا اطلعتنا عليها؟
طبعا حظينا بتأييد كويتي لكل المحاولات الهادفة لتذليل المشكلات التي يعاني منها العراق وما اكثرها.
ما تعليقكم على انتخابات مجالس المحافظات والانتخابات التي ستجرى في مايو المقبل؟ وهل انسحاب القوات الاميركية من العراق سيؤثر على الوضع الأمني هناك؟
انتخابات مجلس المحافظات كانت خطوة ايجابية على طريق العملية السياسية الديموقراطية في العراق ونحن ننتظر الاعلان عن النتائج الرسمية من قبل المفوضية العليا للانتخابات ولكنها كانت عملية جيدة وبالتأكيد سيكون لها تأثير كبير على الانتخابات المقبلة، اما بالنسبة لانتخابات الاقليم ستجري في مارس المقبل في المحافظات الثلاث.
اما عن موضوع انتخاب القوات الاميركية فبموجب الاتفاقية الاستراتيجية ستنسحب القوات الاميركية نهاية عام 2011 وهذه الاتفاقية وقعت وهذا الجدول الزمني المحدد لها، وهناك تطور كبير في اداء دور القوات الامنية العراقية ولكن لاتزال القوات العراقية غير قادرة على حفظ الامن بشكل كامل في العراق.
أولوية للكويت
هل للاستثمارات الكويتية أولوية في كردستان العراق من دول اخرى، ولماذا لم تشاركوا في الانتخابات؟
بدأت الاستثمارات الكويتية تعمل في اقليم كردستان ولها الأولوية، واليوم كان لنا لقاء مع رئيس مجلس الأمة وغرفة التجارة والصناعة واتفقنا على خطوات عملية لتعزيز العلاقات والمزيد من الاستثمارات، اما الانتخابات في اقليم كردستان ستجرى انتخابات البرلمان وكذلك انتخابات مجالس المحافظات بقرار من البرلمان الاقليمي وليس هناك اي سبب سياسي وانما فينا لان الانتخابات البرلمانية في اقليم كردستان تتزامن في هذا النحو ولذلك فضل البرلمان ان تجري الانتخابات لمجالس المحافظات والبرلمان في وقت واحد.
في انتخابات مجالس المحافظات جاءت القائمة العربية.
ماذا يدل هذا للراغبين بالنفوذ الكردي في الموصل؟ ومتى سيزور المالكي كردستان لبحث الخلافات بين الحكومة العراقية واربيل؟
لم تظهر النتائج بعد، ولم نقل ان الكرد هم الأكثرية في الموصل، دائما كانت بحدود 40% وعندما جرت الانتخابات السابقة قاطعها العرب ولذلك كان نسبة التمثيل الكردي عالية، وأيا كانت النتائج نحن نحترم رأي المواطنين ودعونا للتآخي والنسبة غير مهمة بقدر روح التآخي والتسامح والتعايش.
اما عن زيارة المالكي فهو رئيس وزراء العراق وفي أي وقت يرغب يأتي الى كردستان وجاءنا اكثر من 4 مرات وانا ايضا ذهبت الى بغداد وسأذهب، وبالتالي لم يحدد موعد ولكن ليس هناك اي مانع لذلك ورئيس الجمهورية وجه له دعوة لزيارة الإقليم.
حلم الانفصال
يقال ان تأسيس اقليم كردستان للبنى التحتية وتأسيس مؤسسات يدل على ان هناك نية للانفصال عن العراق، فما مدى صحة ذلك؟ وهل لايزال الحلم يراودكم بتكوين دولة منفصلة؟
تقرير مصير الشعب الكردي حق شرعي وانساني وقانوني وأليس من الأفضل بناء مؤسسات دستورية وبنى تحتية من ان تكون هناك فوضى، اقليم كردستان أصبح نموذجا لكل العراق وبقرار برلمان كردستان اخترنا الاتحاد الاختياري مع العرب في العراق وموضوع الانفصال اتهامات باطلة ولا أساس لها.
بالنسبة للمادة 140 من الدستور بخصوص مدينة كركوك لماذا لم تطبق حتى الآن؟
والأمر الآخر أخذ عليكم خلال أحداث غزة انه لم يكن لديكم موقف تجاهها فهل هذا نتيجة علاقتكم الجيدة بإسرائيل؟
أولا المادة 140 مادة دستورية وانتخابات مجالس المحافظات التي جرت في المناطق المتنازع عليها ثبت ان قائمة التحالف الكردستاني هي التي فازت بنسب عالية جدا وهذا دليل ان كركوك ايضا لو جرت فيها انتخابات مجالس المحافظات لحصلت على النتائج نفسها، نحن لسنا خائفين في الانتخابات سواء جرت اليوم او غدا، طبعا هناك مماطلة في تنفيذ المادة 140، ونأمل ان تكون هذه الانتخابات رسالة واضحة للحكومة الفيدرالية والامم المتحدة والولايات المتحدة الاسراع في تنفيذ المادة 140 لأنها ستنقذ العراق من مشاكله الكبيرة.
اما بالنسبة للموقف من غزة، فالحكومة العراقية واقليم كردستان اعلنا موقفهما وهو لم يكن اقل من موقف اي دولة عربية.
تؤكد على عدم الانفصال، لكن ترفضون رفع العلم العراقي في اقليم كردستان، فهل فعلا عازمون على عدم الانفصال ام ان هناك تكتيك للانفصال؟
بعد التعديل الذي طرأ على العالم فهو يرفع في اقليم كردستان، وتم افتعال ازمة لا اساس لها، وجرى الاتفاق بين القوى السياسية ان يتم رفع علم ما بعد سقوط نظام المقبور صدام حسين، ولم اتخذ قرارا بانزاله، لأننا لم نكن نعلم ما هو العلم العراقي، وطالبنا مجلس النواب اتخاذ قرار محدد بذلك، وعندما اتخذ قراره بتعديل العلم رفعناه وطالما العراق يلتزم بالدستور الحالي فنحن ملتزمون بوحدة العراق واتحادنا اتحاد اختياري.
هل انتم راضون عن تدخل ايران وسورية بالشأن الداخلي العراقي؟ وهل لكم ترتيبات للحد من ذلك؟
لم نلمس اي تدخلات في اقليم كردستان، لكننا ضد اي تدخل اقليميا بشأن العراق، سواء كان في البصرة او بغداد او اي مدينة عراقية، طبعا هناك تدخلات اقليمية ونحن ضدها.
مجموعة الازمات الدولية قدمت مشروعا، ما رأيكم به؟ وماذا عن لقائكم مع رئيس الجمهورية الذي تمحور حول الانتخابات؟
لا نقبل بأي بديل للمادة 140 من اي مؤسسات دولية لأنها مرفوضة والمادة 140 دستورية وصون الشعب العراقي لهذا الدستور.
والامر الآخر كان لنا لقاء مع رئيس الجمهورية والاحزاب الكردية لديها الحرية في الانضمام بقائمة واحدة او مختلفة، اليوم هناك اجتماع لقيادات الاحزاب وسيتخذ القرار في هذا الاجتماع. اعلن الناطق الرسمي للحكومة ان على مجاهدي خلق ان يرحلوا الى ايران او بلد آخر، نريد ان نعلم موقفكم تجاه هذا الموضوع؟
هذه القضية تابعة للحكومة الفيدرالية، ولكننا ضد ترحيل احد قسرا الى ايران اما اذا اختاروا هم العودة فهذا شأنهم، وايجاد حل لمشكلتهم هو من شأن الحكومة الفيدرالية واي قرار او موقف تتخذه الحكومة الفيدرالية لحل الموضوع على الا يشمل العودة القسرية سنؤيده.
ما شكل الدعم الكويتي لكردستان العراق؟
هو دعم معنوي وسياسي واقتصادي ومادي واكد سمو الأمير وسمو ولي العهد على وحدة العراق، وعلى العلاقة التاريخية بين العرب والكرد وبالتأكيد عندما تأتي الشركات والمؤسسات الكويتية للاستثمار في اقليم كردستان يكون هذا دعما كبيرا للطرفين.
تحول في العلاقات مع تركيا
ماذا عن علاقتكم مع تركيا في ظل النزاعات التركية مع حزب العمال الكردستاني؟ وماذا عن التقسيم بين الفئات العراقية رغم ان الدستور يمنع ذلك؟
حدث تحول ايجابي في علاقتنا مع تركيا بالفترة الاخيرة، حيث جرت لقاءات رسمية بين الجانبين ونتطلع الى تطويرها - اما بخصوص الانقسام في انتخابات مجالس المحافظات في المناطق المتنازع عليها فقد صوت العرب لقائمة اقليم كردستان بنسبة عالية وكانت الأعلى في نسبة تصويت العرب لأي قائمة اخرى في العراق، طبعا التآخي والاتحاد بين ابناء الشعب العراقي مبدأ ثابت، ولكن هناك خصوصيات ويجب مراعاتها.
زيارة المالكي سياسيا هل من الممكن ان يكون لها تأثير ايجابي؟ وماذا على اتفاقيات النفط والتي توقع ومتعارضة معها حكومة بغداد؟
الدستور هو الذي يتحكم في علاقات الاقليم مع الحكومة الفيدرالية وحتى وان جرت الانتخابات الدستور هو الحكم ونحن مستعدون للاحتكام للدستور، اما بالنسبة للعقود النفطية فسياستنا صحيحة وصائبة ولكن مع الاسف سياسة الحكومة الفيدرالية في المجال النفطي سياسة فاشلة.
هل انتم مع رحيل القوات الاميركية والأجنبية من العراق في الوقت الحالي؟
لست مع رحيلهم في الوقت الحالي، وانما عندما تكون الأوضاع السياسية والامنية مستقرة واليوم هذه الأوضاع لم تصل الى مرحلة الاستقرار والتكامل في الوقت الحاضر ورحيلهم الآن سيؤدي لبروز مشاكل خطيرة في العراق كحرب اهلية.
رفات الاسرى الكويتيين
هناك مفقودون كويتيون لاتزال رفاتهم موجودة في العراق وتتعالى الأصوات لطلب المساعدة من السلطات للعثور عليها فماذا تقدمون لمساعدة الكويت؟
اتألم لذلك وآسف جدا لأننا نعاني الشيء نفسه، لدينا عشرات الألوف من المفقودين ونبحث عن قبورهم من مجموع 182 الفا وحتى الآن لم نحصل الا على رفات نحو 2000 منهم.
وعندما اعتقلوا الابرياء الكويتيين نقلوهم إلى سجن بادوش قبل بدء مرحلة التحرير، وعندما بدأت حرب التحرير نقلوهم من بادوش بباصات الى بغداد وهناك اختفت آثارهم، بعد ذلك لم يُعرف عنهم اي شيء، وحكومة الاقليم مستعدة لكل انواع الدعم والتسهيل والمساعدة للكويتيين لأنها مسألة انسانية وواجب انساني.
نريد توضيحا بخصوص علاقتكم بإسرائيل.
العلاقات الديبلوماسية حصرا من صلاحيات الحكومة الفيدرالية، فاذا أقامت علاقات مع اسرائيل فسنقيمها.
ونفى ان يكون لديهم اي علاقات معها الا انه تابع بالقول: هناك الكثير من من الدول العربية يرفرف العلم الاسرائيلي فيها، واذا كانت هناك علاقات سيئة معها فلماذا يقيمون مثل هذه العلاقات؟ واضاف: لو أردنا اقامتها سنفعل بصورة علنية دون الخوف من احد.