أسامة أبوالسعود
اعتصم صباح أمس 120 موظفا كويتيا من العاملين بشركة الخدمات البترولية بوظائف رجل أمن صناعي في مركز التدريب البترولي في منطقة الأحمدي التابع لمؤسسة البترول صباح امس احتجاجا على قرار الشركة بايقافهم عن العمل واغلاق مكاتبهم بمواقع العمل، مما أثار الريبة لديهم وأبدوا تخوفهم من الفصل أو انهاء خدماتهم دون سابق انذار.
وفور علم الشركة باعتصام الموظفين الـ 120 قام مدير شؤون الأمن عبدالله العجمي ورئيس الفريق الأمن بالشركة مسفر نصار بتوضيح الصورة للموظفين وشددا على انه لم يتم فصل أي موظف من عمله وان جميع حقوقهم ومكتسباتهم محفوظة وسيتم نقلهم بشكل مؤقت للشركات النفطية لحين الحصول على موافقة وزارة الداخلية بعملهم في مهمة رجل أمن صناعي.
وأعلن عضو اتحاد البترول ونائب رئيس نقابة العاملين في شركة البترول الوطنية محمد الهملان انه قد تم الاتصال بالرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول سعد الشويب والذي أكد خلال مكالمة هاتفية من خارج البلاد مع الهملان انه لم يتم فصل أي موظف وان جميع حقوقهم ومكتسباتهم محفوظة، وأكد ان هناك خطأ في نقل الرسالة وانه حريص على جميع الموظفين في القطاع النفطي.
واشار الهملان الى الاتفاق على توزيع الموظفين بشركة الخدمات البترولية على كل من شركة البترول الوطنية وشركة البتروكيماويات لمدة مؤقتة 3 شهور على ان يتم الحصول على تصريح من قبل وزارة الداخلية لتسهيل عملهم في الجانب الأمني، مع احتفاظ هؤلاء الموظفين الكويتيين بمسمياتهم الوظيفية وعلاواتهم وجميع حقوقهم ومكتسباتهم.
ولفت الى ان هذا الاتفاق تم صباح أمس مع مدير الخدمات الأمنية عبدالله العجمي، مشيرا الى ان قرار الشركة نزع فتيل الأزمة الى ان توثق هذه الحقوق بمحاضر رسمية بين الشركة ونقابة شركة الخدمات البترولية.
وأوضح ان السبب وراء تلك الأزمة هو غياب التنسيق الحقيقي بين أجهزة الدولة والشركة، خاصة ان المعني بالمنظومة الأمنية لقطاع النفط هو مجلس الوزراء مباشرة نظرا لحساسية وأهمية هذا الأمر.
وتابع الهملان قائلا: الا ان غياب هذا التنسيق أدى الى سوء التخطيط بتوظيف عمالة تم اعدادها جيدا وصرفت مبالغ طائلة على تدريبهم وفق معايير أمنية دولية الا انهم لم يستطيعوا اداء مهمتهم بسبب رفض وزارة الداخلية عملهم وعدم السماح لهم بأداء مهامهم الأمنية في حراسة المنشآت النفطية، وهو ما يعكس التخبط وعشوائية القرار.
من جهته، استنكر نائب رئيس اتحاد عمال البترول وصناعة البتروكيماويات عادل العتيبي ما تقوم به شركة خدمات القطاع النفطي من تخبط اداري في قراراتها وذلك بقيام احد مسؤوليها بإيقاف 120 موظفا كويتيا عن العمل يعملون بوظيفة رجل أمن صناعي بمنطقة الشعيبة الصناعية وأصدر أوامره لهم بالتوجه الى مركز التدريب البترولي للنظر في مصيرهم المجهول وأغلق جميع مكاتب عملهم التي هي بالأساس غير مؤهلة بالشكل الذي يليق بقطاعنا النفطي وليست سوى شاليهات متنقلة.
واستغرب العتيبي هذا الاستهتار الكبير بالعمالة الوطنية كون هؤلاء الموظفين اجتازوا مراحل تدريبية عالية وتم اعدادهم وتأهيلهم لشغل وظائفهم بدورات خاصة جدا بالأمن الصناعي كلف القطاع النفطي مبالغ مالية كبيرة على مدى عامين متتاليين مما يعد خسارة كبيرة لقطاعنا النفطي.
واوضح العتيبي ان من عناصر التخبط الاداري الذي يعاني منه الموظفون هو عدم تسلمهم المكافأة الشهرية 200 دينار المقررة لهم والتي من المفترض ان تصرف لهم في نهاية السنة المالية بشيك اجمالي، فضلا عن ان هذه المكافأة لم يعرف مصيرها تحت اي بند ادرجت وليست هناك مستندات رسمية منحت للموظفين لاحقيتهم بالمطالبة المستقبلية بها، كما ان من امور التخبط الاخرى ايضا هو عدم وجود آلية منسقة لمنح الموظفين اجازاتهم الدورية كما نصت عليها القوانين مما سبب ضغوطا نفسية على غالبيتهم وأضعف قدراتهم على البذل والعطاء للشركة.
وقال ان اتحاد عمال البترول سبق ان اعلن عن التخبط الواضح وعدم وجود رؤية مستقبلية لشركة خدمات القطاع النفطي وذلك من خلال تصريحاته السابقة ولقاءات قيادات الاتحاد مع وزير النفط السابق م.محمد العليم وقيادات مؤسسة البترول الكويتية، والتأكيد على ضرورة الغاء هذه الشركة لعدم جدواها وعدم اقتناع القطاع النفطي بها وخير دليل على ذلك عدم وجود رئيس لادارتها بالاصالة حتى الآن رغم التدوير الذي اجرى لمختلف قيادات الشــركات النفطية في الاشهر السابقة، مطالبين سمو رئيس الوزراء رئيس المجلس الأعلى للبترول الشيخ ناصر المحمد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ووزير النفـــط بالوكالة الشيخ د.محمد الصباح وسعد الشويب الرئيس التنــــفيذي بالمؤسســــة بسرعة الـــتدخل لاحتواء هذه الأزمة التــــي باتـــــت تتفــــاقم وتأخذ منحــــنى خطيرا بالغاء شركة خدمات القـــطاع النفطي وتثبيت موظفــــيها الحاليين كل في الشــــركة التي يعمل بها حاليا، معــربين عن ان اتحادنا يثمــــن المــــوقف المشــــرف لنــــقابة الخدمات البــــترولية لنــــصرة قضايا عمالها مؤكدين دعمنا لهم ولجمـــيع العاملين في القطاع النفطي.