حنان عبد المعبود
أقيمت امس الأول ندوة طبية عن مرض ضغط الدم المرتفع، أسبابه ومضاعفاته وسبل السيطرة عليه والوقاية من مضاعفاته القاتلة، حضرها عدد كبير من الأطباء الاستشاريين والاختصاصيين بمستشفيات الكويت.
في البداية تحدث استشاري أمراض السكر والغدد الصماء بمستشفى مبارك الكبير د.وليد الضاحي، فقال «يعد مرض ارتفاع ضغط الدم أكثر الأمراض شيوعا في العالم، كما تتنبأ الاحصاءات العالمية بأن تتزايد الاصابة به الى الضعف خلال الـ 30 عاما المقبلة.
مضيفا ان ارتفاع ضغط الدم يحدث عندما تضيق أوعية الدم ذات الحجم الصغير في الأطراف، مما يجعل الدم يضغط على جدران الأوعية الدموية أكثر من السابق، ويحتم على القلب أن يعمل بصورة أشد وأن يبذل جهدا أكبر، مضيفا: من المتفق عليه في جميع الدوريات العالمية أن ضغط الدم المرتفع هو ما كان فوق 140 مم زئبقي للضغط الانقباضي أو 90 مم زئبقي للضغط الانبساطي.
الأنواع والمسببات
وتابع: ان ضغط الدم نوعان الأول منه هو ارتفاع ضغط الدم الأولي، ويصاب به 98% من مرضى ارتفاع ضغط الدم، ولا يوجد سبب محدد للاصابة به، غير أنه يبدو أن العوامل الوراثية تلعب دورا مهما في استعداد فرد معين للاصابة اذا توافرت عوامل أخرى مصاحبة كالسمنة وميل الشخص لتعاطي كمية زائدة من الملح أو مع وجود ضغوط نفسية لديه.
أما النوع الثاني فهو ارتفاع ضغط الدم الثانوي، وهي الفئة التي تعاني من حالة ارتفاع ضغط الدم لسبب يمكن اكتشافه وربما ازالته، ومن ثم عودة ضغط الدم الى الحالة الطبيعية، وهذه الفئة تعد الفئة النادرة وتصل الى 2% من جميع حالات ارتفاع ضغط الدم.
من جانبه تناول استاذ الأمراض الباطنية والقلب بجامعة بنسلفانيا وصاحب العديد من الأبحاث العلمية في تطوير علاجات مرض ضغط الدم البروفيسور د.آلان جرادمان أحدث ما توصل اليه العلم من طرق علاج مرض ارتفاع ضغط الدم وهو «مثبط انزيم الرينين ـ راسيليز»، وقال «تعتبر الفصيلة الجديدة «مثبطات انزيم الرينين ـ راسيليز» هي أول فصيلة لعلاج الضغط تم اعتمادها من هيئة الرقابة على الأدوية والأغذية الأميركية (fda) خلال العقد الأخير، وتحمل «مثبطات انزيم الرينين ـ راسيليز» املا جديدا لسيطرة أفضل على ارتفاع ضغط الدم على مدار اليوم والحد من مضاعفاته المختلفة على أعضاء الجسم كالقلب والكلى والدماغ وخلافه.
واضاف: إن الدراسات العلمية اثبتت قدرة «مثبط انزيم الرينين ـ راسيليز» على خفض معدلات ارتفاع ضغط الدم لدى فئات مختلفة من المرضى الذين يصعب علاجهم كمرضى السكر والكلى والسمنة وكبار السن، كذلك اثبت فاعلية في خفض مؤشرات تدهور أعضاء الجسم نتيجة للضغط المرتفع وهى نتائج ضمن برنامج مكثف يشمل 35.000 مريض لمدة 6 سنوات.
الجدير بالذكر ان هذا العقار حاصل على جوائز عالمية عديدة منها جائزة أفضل دواء جديد في عام 2007 من مجلة ميد اد نيوز الأميركية الطبية المعروفة وكذلك على الجائزة الذهبية في المؤتمر السابع لأفضل الاختراعات الطبية لعام 2007 من مجلة وول ستريت جورنال الشهيرة، ومسجل في 57 دولة بالعالم منها الولايات المتحدة الأميركية والكثير من دول اوروبا وقد تم صرفه لأكثر من ربع مليون مريض حتى الآن.
وأشار جرادمان الى ضرورة اتباع نظام غذائي مناسب، وخفض الوزن، وتخفيف ملح الطعام، واستخدام الزيوت النباتية في الطعام، وكذلك القيام بتمارين رياضية كالمشي، مؤكدا أن ذلك يجعل الأمل كبيرا في أن يعيش مريض الضغط حياة عادية دون أي مشاكل.