بشرى شعبان
مع اول ايام العام الميلادي الجديد 2009، ولدت اللجنة الكويتية للوعي النفسي «اكون» لتأخذ على عاتقها عمل توعية نفسية لفئات المجتمع بهدف القضاء على نقص الدافعية الكويتية والحد من زيادة نسب الطلاق والجريمة ورفع المستوى الثقافي والعلمي ولغة الحوار.
اهداف اللجنة اوجزها رئيس اللجنة ميثم الاستاذ في انشاء فرق دعم لينخرط فيها كل من يعاني صعوبات نفسية او لتحسين المهارات الشخصية في كيفية التعامل مع الذات والمحيطين به، الى جانب احتواء كل من هو بحاجة لدعم نفسي واجتماعي لتخفيف حدة التوتر والقلق لديه ومساعدته على التعامل مع المجتمع والمطالبة له بحقوقه، ومتابعة الحالات عند الحاجة او الطلب، وتنظيم دورات تدريبية لهم خاصة في المجال النفسي والروحي، والقيام برحلات جماعية للجهات الخيرية وكذلك رحلات ترفيهية، اضافة الى اعداد دراسات وبحوث وتقارير جماعية لها جدوى تساعد اعضاء الفريق على معرفة طرق علاجه، وتغيير المفاهيم الخاطئة والمتعارف عليها بالمجتمع.
غنيمة حبيب نائبة الرئيس اكدت ان الهدف هو الارتقاء بالمستوى النفسي والاجتماعي للفرد وقالت ان مبادئ وقيم اللجنة تنطلق من خطابها الإعلامي المعلن والذي يؤكد على غرس مبدأ التعاون والتشاور والتآلف لحل المشكلات بين أصحاب هموم متشابهة وخبرات متنوعة بحيث تتكامل جهودهم تحت هدف واحد وهو تقديم المساعدة بأسلوب علمي ونفسي صحيح.
ومناداتها بالارتقاء بالمستوى النفسي والاجتماعي للفرد وذلك لتأهيل أفراد قادرين على التعايش مع ضغوط الحياة ومصاعبها، وايجاد حلول للمشكلات بأسلوب ثقافي واجتماعي متطور بهدف خلق بيئة ايجابية فاعلة في المجتمع.
وتابعت غنيمة حبيب: أخذت «أكون» على عاتقها مهمة تغيير المفاهيم والسلوكيات الخاطئة والمتعارف عليها في المجتمع.
كونها تمثل ثمرة عمل مدروس متفرد بالأداء المميز والجديد من نوعه، انها باختصار وهذا الأهم تعنى بالنهوض بالمجتمع الكويتي نحو فكر واع وسليم.
وحول رؤية «أكون» قالت حبيب انها تتلخص في تهيئة واعداد جيل مستقبلي واعد من افراد المجتمع قادر على التعايش ومواجهة ضغوط الحياة مما يساعد على خلق بيئة ايجابية فاعلة.
كما يمكن ايجاز رسالة «أكون» في الارتقاء بالمستوى النفسي والاجتماعي للفرد لتأهيل أفراد قادرين على التعايش مع ضغوط الحياة ومصاعبها، وايجاد حلول للمشكلات التي يصعب حلها بأسلوب ثقافي واجتماعي متطور بهدف خلق بيئة ايجابية فاعلة في المجتمع.
وعن فرق الدعم قالت حبيب انها متعددة ومتنوعة وتهدف الى تغيير المفاهيم الخاطئة والظواهر السلبية المتعارف عليها بالمجتمع مما يتطلب زيادة الوعي النفسي، وقد تقرر تحديد مدة زمنية لعمل كل فريق وهي ان يجتمع أعضاء الفريق خلالهما بمعدل 5 لقاءات شهريا وذلك لضمان تحقيق أكبر قدر من نجاح أهدافه.
وتختلف طبيعة عمل كل فريق عن الآخر وعلى اعضاء كل الفريق مهام يجب انجازها ويقدم رئيس كل فريق تقريرا عن انجازات فريقه للمجلس.
وزادت: كل فريق دعم مشكل سيكون تحت رعاية استشاريين من مركز نجاحات للاستشارات النفسية والاجتماعية ومن أهم مهامها ما يلي:
البوح بالمشاعر المحرمة عرفيا واجتماعيا والتي تسبب له قلقا دون الحكم عليها.
مساعدة ومؤازرة اعضاء الفريق بعضهم لبعض عند الحاجة.
الاستفادة من خبرات الآخرين ومحاولة تحليل أي مشكلة وتحليل أركانها لمعرفة مواطن الخلل فيها بهدف معالجتها.
تأهيل أعضاء الفريق اجتماعيا ونفسيا ليقوموا بأداء أدوارهم في الحياة بالشكل الطبيعي وذلك عن طريق استغلال طاقاتهم لوضع الخطط التي تساعدهم للقيام بواجباتهم المختلفة.
صعوبات وعراقيل
أما عضو مقرر اللجنة نزار منصور فاستعرض الصعوبات والعراقيل التي واجهت عمل اللجنة قائلا: بصراحة كون الفكرة جديدة وتطرح لأول مرة في الكويت، فمواجهة الصعوبات والعراقيل أمر متوقع، وذلك ناجم عن عدم تقبل الكثير لها، ولكننا على ثقة بأن اللجنة ستخطو خطوات سريعة بعد مباشرة أنشطتها، ولما ستحدثه من صدى واسع أمام المعنيين والمهتمين.
واضاف: ونحن الآن ندرس بشكل جدي ضم احدى الشخصيات الكويتية المرموقة والفاعلة في المجال الإنساني او الاجتماعي او التربوي الى عضوية مجلس ادارة «أكون» رئيسا فخريا لها، الذي سيمنحنا دافعا معنويا كبيرا وثقلا مميزا يساعد اللجنة في السير نحو تحقيق أهدافها بخطى أسرع، ونحن الآن نقوم بعملية حصر لتلك الأسماء لاختيار تلك الشخصية وتوجيه الدعوة اليها لقبول الرئاسة الفخرية.
واوضح منصور انه ضمن ما نص عليه النظام الأساسي للجنة الكويتية للوعي النفسي «أكون» انها جهة لا تهدف ولا تسعى الى الربح، وكون الفكرة جديدة وتشكل - لأول مرة في الكويت – لجنة كهذه فإننا لم نتلق أي دعم مالي أو معنوي من أي جهة حكومية كانت أو خاصة، وسنباشر عملنا بجهودنا الذاتية وبعزيمتنا القوية وبإيماننا الراسخ برسالة اللجنة، وسنوجه في الأيام القليلة القادمة كتب الرعاية الى المؤسسات والشركات الراغبة في تقديم الدعم ومن خلال جريدتكم نحن نوجه دعوة للشركات والأشخاص ممن يحبون تقديم أي دعم مالي يساعدنا في تقديم أنشطتنا وخدماتنا بشكل أفضل وأسرع، مع العلم أنه وللأسف فإن آخر التقارير الدولية قد بينت ان حجم مشاركة القطاع الخاص في دعم القضايا الاجتماعية في الكويت كانت قليلة جدا وليست بقدر الطموح، ولذلك فإنني أتوقع ان تلك الدعوة قد تكون فرصة حقيقية لتلك الشركات بممارسة دورها الاجتماعي عن طريق دعم تلك اللجنة أو لجان أخرى هدفها خدمة المجتمع.
العلاج الجمعي
الباحثة الاجتماعية مريم البلوشي رأت أنها قادرة على مساعدة الأفراد على تنمية معلوماتهم وإكسابهم المهارات للوصول لأعلى مستوى من الصحة النفسية ولتحسين جودة حياتهم من خلال استخدام العلاج الجمعي الذي يساعد على تخطي الأزمات والمعوقات للوصول في النهاية لتنمية المجتمع الكويتي.
وقالت: على سبيل المثال من خلال دراستي في مجال الارشاد الزواجي والأسري قمت بدراسة احصائية ادارة الاستشارات الأسرية – مركز اصلاح ذات البين (وزارة العدل) والتي أشارت آخر الاحصائيات الى انه بالنسبة لوضع الزوجين عند المراجعة للادارة لاجراء الطلاق كانت أعلى نسبة لدى الفئة التي وقع الطلاق بينها قبل الدخول، كما ان معظم المتقدمين للادارة لم يسبق لهم استشارة أي جهة من قبل، من هنا نلاحظ ان المقبلات على الزواج بحاجة لتأهيل وتهيئة قبل الزواج وبعد الزواج خاصة في السنين الأولى من عمر الزواج، فكلما زودنا المجتمع بجرعات من الوعي النفسي والاجتماعي نكون قد ساعدنا على الحد من ظاهرة الطلاق التي بلغت نسبها أرقاما مخيفة ونكون قد توصلنا لمجتمع مستقر ومتماسك وواع أسريا، كما ان اللجنة ستساهم في تخليص الفتيات المطلقات في المجتمع من المشاعر غير المرغوب فيها وإرجاعهن لوضعهن الطبيعي وللحالة التي كن عليها سابقا.
وعن المراهقات داخل الأسر قالت البلوشي سنقوم من خلال اللجنة بمساعدة تلك الفتيات على حمل قيم واتجاهات وأنماط وسلوك وإكسابهن مهارة اختيار البدائل وتحديد الأولويات بطريقة يرضاها المجتمع حتى يصلن لتنمية شخصياتهن، كما سنساعد على حل مشكلات أسرية أخرى من خلال أسلوب العلاج الجمعي المميز لدى لجنة أكون، حتى نصل لمجتمع كويتي واع نفسيا واجتماعيا.
واشارت البلوشي الى انه تم تشكيل فرق الدعم من أربع مجموعات هي:
المجموعة الأولى وتحت اسم «الزواج» وتتشكل من فرق الدعم التالية «المطلقات، العوانس، حديثي الزواج».
المجموعة الثانية وتحت اسم «المشاكل النفسية» وتتشكل من فرق الدعم التالية «المتقاعدات، الثقة بالنفس، الاكتئاب، العنف النفسي، فوبيا الاختبارات».
المجموعة الثالثة وتحت اسم «مهارات» وتتشكل من فرق الدعم التالية «مشاكل سن النضوج، عدم تحمل المسؤولية، التعامل مع الأطفال».
المجموعة الرابعة وتحت اسم «اولياء الامور» وتتشكل من فرق الدعم التالية: «اولياء امور المدمنين، اولياء امور الشاذين جنسيا، اولياء امور ذوي الاحتياجات الخاصة او الحالات المستعصية والميؤوس منها»، وقد ارتأينا في المجلس التأسيسي ان تكون انطلاقة عمل لجنتنا بفرق الدعم لمجموعتي الزواج والمشاكل النفسية خلال عام 2009 ولشريحة النساء فقط.
ظواهر سلبية
عضو اللجنة المحامي سعود السالم استعرض دور فرق الدعم في القضاء على بعض الظواهر السلبية في المجتمع او الحد منها، فقال: كوني محاميا سأسعى من خلال عضويتي باللجنة الى تسليط الضوء على بعض التصرفات او المفاهيم الخاطئة والتي يجهلها او يغفل عنها كثير من الناس، وذلك من واقع معايشتي للكثير من القضايا في اروقة المحاكم.
وزاد: الخطورة تكمن في عدم معرفة الشخص بجرمه او مخالفته للقانون مثل ضرب الامهات وخاصة المطلقات منهن لابنائهن كنوع من العقاب بسبب تعرضهن لضغوط نفسية، مما قد يترتب عليه دعاوى اسقاط للحضانة او قيام المطلقة بحرمان الوالد من رؤية ابنائه واستخدام الصغير كأداة لتصفية الحسابات مع طليقها، وما ينشأ عنه من آثار سلبية على نفسية الصغير وعلى تحصيله الدراسي وتكوين شخصيته.
وتابع: اود ان اسلط الضوء على ظاهرة خطيرة، قد تفشت في المجتمع وهي ظاهرة الشذوذ الجنسي او التشبه بالجنس الاخر، والاخطر في هذه المشكلة هو عدم علم ولي الامر بشذوذ ابنه او ابنته، وجاء قرار لجنتنا بتخصيص فريق دعم لاولياء امور هذه الفئة ايمانا منها بخطورة الظاهرة ومن واقع حرصها على محاربتها ولبيان طرق حلها وكيفية التعامل معها وكذلك لتوعية اولياء الامور توعية نفسية ولتوضيح الآثار القانونية لهذا السلوك الخاطئ، فالمادة (199 مكرر) المعدلة من المادة (198) بموافقة مجلس الامة تبين للجميع حجم المشكلة وعظمها حيث تنص المادة على ان كل من يرتكب في علانية فعلا فاضحا او تشبها في مظهره بالجنس الاخر يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة وبغرامة لا تتجاوز الف دينار.
واشار السالم الى انه في الواقع سنحاول بقدر الامكان أن نقوم بمحاولة تغذية الفرق بروح القوانين التي ذكرتها سابقا، وذلك يتماشى مع احد الاهداف الاساسية للمشروع وهو تغيير المفاهيم الخاطئة في المجتمع الكويتي، ونحن على ثقة كاملة بقدرتنا على تحقيق ذلك الامر، ونحن نعلم أننا سنواجه العراقيل او لنقل الصعوبات ولكننا قد قبلنا هذا التحدي الصعب وذلك من ايماننا بأن المجتمع الكويتي يستحق الافضل دائما.
الوعي النفسي
اما احمد الاستاذ فركز على اهمية الوعي النفسي للطلبة وقال بصفتي اكاديميا تربويا وقريبا الى الطلبة ارى ان تقوية الوعي النفسي لديهم يعتبر من اهم الامور التي يجب ان يعمل عليها المتخصصون وذلك من خلال اقامة الندوات والمحاضرات والدورات التثقيفية التي من شأنها النهوض بوعي الطلبة والمعلمين النفسي حتى تتحقق لدينا بيئة دراسية سليمة تعين الطالب على تحقيق اهدافه السليمة بأفضل واقصر الطرق كما انها ستزيد من قدرة الطالب والمعلم على خلق بيئة دراسية ايجابية حيث ان كليهما مسؤول عن ذلك.
وتابع: مما لا شك فيه ان ما وصلت اليه المجتمعات من تطور يرجع لاهتمامها بصحة افرادها النفسية وانتشار الوعي النفسي بهذه المجتمعات وبرغم زيادة الوعي النفسي في المجتمعات العربية الا انه لم يصل الى الدرجة المطلوبة حيث مازالت هناك مخاوف من اللجوء الى الاختصاصي النفسي وذلك بسبب النظرة السلبية للعلاج النفسي وارتباط الامراض النفسية لدى العامة بالجنون وبالتالي ان مراجعة الاختصاصي النفسي نقطة تحسب على الفرد، وآمل من خلال «اكون» ان يوفقني الله وان اسخر امكانياتي وتجاربي في هذا المجال لما يعود بالنفع على انشطتها.
واشار الى ان عملية التسجيل والانضمام لاحدى فرق الدعم بسيطة وتتم وفقا للنظام الاساسي للجنة وبعد تعبئة طلب نموذج الانضمام المعد لذلك.
واود ان اشير هنا الى ان اهم ما نحرص عليه ضمن شروط الانضمام هو توقيع عضو الفريق على ميثاق الشرف الذي يتعهد فيه كل عضو منتسب او عامل بالفريق بأن يحافظ على سرية اي معلومات او نقاش يدور بين اعضاء الفريق، وبألا يفشي سرا لاحد من خارج الفريق كائنا من كان بصورة مباشرة او غير مباشرة، وان يحافظ على اقصى درجات السرية والجدية وتحمل المسؤولية خلال فترة عضويته او بعد انتهائها، ويقر بأن اي اخلال منه بهذا الميثاق يعرضه للفصل من عضوية الفريق دون سابق انذار او تنبيه.