عادل العتيبي
علمت «الأنباء» ان رئيس مجلس ادارة جمعية الشامية والشويخ التعاونية سامي بوناشي سحب منتج زبدة الفول السوداني المصنوع في الولايات المتحدة من الجمعية وطالب الشركة المستوردة لهذا المنتج بشهادة مخبرية رسمية حديثة من وزارة الصحة بأنه خال من بكتيريا السالمونيلا تايفموريم وصالح للاستهلاك الادمي وذلك بناء على تحذيرات من هيئة الغذاء والدواء الاميركية fda التي حصلت «الأنباء» على نسخة منها في يناير الماضي من ان منتج الفول السوداني وعجينة الفول السوداني المنتجة من مصانع الشركة الاميركية peanut corporation of america (pca) في كل من ولاية جورجيا وكناتيكت ملوثة ببكتيريا السالمونيلا تايفموريم وذلك بناء على نتائج العينات التي قامت بها ولايتا منيسوتا وجورجيا الاميركيتان وكانت النتيجة مفاجأة لهم.
وقد سحبت الشركة المصنعة جميع منتجاتها المصنعة منذ شهر اغسطس 2008 وبعده في مصنع بمدينة بلاكلي بولاية جورجيا لتلوثها بالبكتيريا واوقفت الشركة الانتاج في هذا المصنع حيث تم بيع معجون الفول السوداني للعديد من شركات الاغذية المصنعة للحلويات والبسكويت والايس كريم وهي بكميات كبيرة جدا بالاضافة الى زبدة الفول السوداني التي يستخدمها الافراد، ومازالت هيئة الغذاء والدواء الاميركية تبحث عن هذا المنتج وتحذر منه، وفتحت موقعها عبر شبكة الانترنت لتلقي اي شكوى او استفسار لمعرفة سبب اصابة هذا المنتج بالسالمونيلا بعد اصابة اكثر من 399 شخصا في 42 ولاية اميركية بنفس البكتيريا.
هذا وكان مدير الاغذية في البلدية محمد غزاي العتيبي أوضح ان إدارة الأغذية المستوردة قامت باتخاذ الاجراءات الاحترازية لإخضاع منتج للفحص المجهري وعدم السماح بتداوله، الا بعد ثبوت صلاحيته، وخلوه من السالمونيلا، وذلك بموجب التعميم الداخلي رقم 5/2009 بتاريخ 20/1/2009.
وأضاف: تمت مخاطبة نواب المدير العام لشؤون افرع البلدية بالمحافظات للإيعاز للأجهزة الرقابية بالمحافظات بأخذ العينات من المنتج المذكور ذي العلامة التجارية king nut تاريخ الصلاحية 1/7/2010 انتاج الولايات المتحدة lot cod8 والإفادة بالنتائج بأسرع وقت، مؤكدا حرص اللجنة في هذا الخصوص على ضرورة ان تقوم كل جهة بالتخاطب مع مثيلاتها بدول العالم عند الضرورة.
الجدير بالذكر ان تلوث المنتجات تتسبب في الاسهال والتقيؤ، والحمى، والمغص وعند الاصابة الحادة بالمرض قد يسبب الوفاة اذا انتشرت بالامعاء في مجرى الدم خاصة من تكون مناعته ضعيفة كالاطفال وكبار السن.
وتنتقل هذه الأنواع من البكتيريا في الطبيعة عن طريق الحشرات والأغذية والبراز، ولحسن الحظ ومع وجود هذه البكتيريا بكثرة في الطبيعة الا ان حالات التسمم الغذائي محدودة وعادة يكون الاطفال دون السنة والكبار بعد عمر 60 سنة اكثر عرضة لهذا التسمم، وقد اثبتت احدى الدراسات العلمية وبعد البحث في 500 انتشار وبائي للتسمم الغذائي وعلى مدى 10 سنوات وجد ان 50% من الحالات انتقل التسمم البكتيري عن طريق الدواجن، والبيض، واللحوم، والحليب ومشتقاته، وتتوطن السالمونيلا في الحيوانات المنزلية مثل الدجاج والبط وتنتقل عموديا الى البيض، وكذلك تتوطن في الابقار وبقية الحيوانات المنزلية ومن الممكن ان تتعايش السالمونيلا مع الحيوانات فلا يحدث مرض واضح عليها، اما بالنسبة للحوم المصنعة فقد توجد السالمونيلا في كثير منها والتي لم يتم حفظها بطريقة سليمة، او التي تم تحضيرها بطريقة غير صحيحة او تم توزيعها بطريقة سريعة، او تم استهلاكها بعد فترات طويلة.
الأعراض الناتجة عن السالمونيلا
تقسم الأعراض الناتجة عن التسمم الغذائي الناتج عن السالمونيلا إلى 5 أعراض رئيسية وهي:
النزلات المعوية الحادة في 75% من الحالات.
ظهور البكتيريا في الدم ودون اعراض اخرى في 10% من الحالات.
حمى التيفوئيد وهي تختص بأنواع معينة من السالمونيلا.
التهابات محدودة في العظام، والمفاصل، والأغشية الدماغية في 5% من الحالات.
شخص حامل للسالمونيلا ودون اي اعراض جانبية، وفي هذه الحالات تتوطن السالمونيلا في المرارة الصفراوية.
أما فيما يختص بالتسمم الغذائي المؤدي الى النزلات المعوية فبعد تناول الطعام الملوث تستغرق فترة حضانة المرض من 6 ساعات الى 48 ساعة، ومن الممكن ان تمتد الى 12 يوما، ويبدأ المرض عادة بالغثيان والاستفراغ يتبعه آلام البطن والإسهال، وعادة تستمر هذه الأعراض من 3 الى 4 ايام، مصحوبة في بعض الاحيان بارتفاع في درجة الحرارة في 50% من المرضى، وعادة ما تكون آلام البطن في المنطقة المحيطة بالسرة ومنها تنتقل الى المنطقة السفلى اليمينية من البطن، اما الإسهال فيكون من 3 الى 4 مرات يوميا الى اسهال شديد ودموي مصحوب بمخاط صديدي الى اسهال شديد شبيه بالكوليرا، وكذلك من الممكن ان يحدث التهاب شديد في القولون ما يزيد من فترة المرض الى 10 او 15 يوما، وعادة يكون البراز دمويا ومن الممكن ان تستمر هذه الحالة المرضية الى شهرين او 3 اشهر ولكن المتوسط هو 3 اسابيع، ان ارتفاع درجة الحرارة يعني ان البكتيريا وصلت الى مجرى الدم وهذا تطور مهم ويجب عدم إهماله حيث ان السالمونيلا من الممكن ان تستوطن الاغشية الدماغية، او الصمامات القلبية، او العظام، او المفاصل، اما اذا استمر تواجد السالمونيلا في البراز ولمدة تزيد على السنة فيقال ان المريض اصبح حاملا مزمنا للسالمونيلا وتقدر هذه النسبة بـ 2 ـ 6 في كل الف مريض وعادة يكون الاطفال وكبار السن اكثر عرضة، كما توجد بعض الامراض المختلفة والتي يكون المرضى فيها اكثر عرضة لهذا الالتهاب البكتيري منها امراض تكسر الدم، والأورام السرطانية، ومرض هبوط المناعة المكتسب، والتهابات القولون المناعية.
كيفية الوقاية من التسمم الغذائي
لا تستطيع الدول القضاء على هذه المشكلة كليا عن طريق سن القوانين، ومراقبة اماكن تحضير الاطعمة، والفحص الدوري للاشخاص المعنيين بتحضير الطعام، كما يتناسب حجم المشكلة عكسيا مع وضع الدولة من الناحية الاقتصادية، والثقافية والتكنولوجية وكذلك درجة التعليم لدى العاملين في محلات اعداد الطعام، ولدى الجمهور المستهلك لهذه الاطعمة، فنرى ان حالات التسمم الغذائي بشكل عام محدودة في الدول المتقدمة، ومنتشرة في الدول الفقيرة، فيقع على محال اعداد الطعام القدر الاكبر من المسؤولية تجاه المستهلك عن طريق شراء اللحوم من اماكن معتمدة وذات خبرة في حفظ الاغذية وكذلك يجب على هذه المحلات توفير المعدات اللازمة لحفظ اللحوم خاصة والانواع الاخرى من الاطعمة على وجه العموم.