Note: English translation is not 100% accurate
الوطن ثم الوطن ثم المواطن
السبت
2006/11/18
المصدر : الانباء
بقلم المواطن علي جابر الأحمد الصباح
«الثوب اللي أطول منك يعتك» هذا المثل الكويتي هو حال الديموقراطية التي بدلا من أن ننعم ونفخر بها أصبحت نقمة علينا وينطبق عليها مثالنا السابق اذ غدت كالثوب ذي المقاس الخمسين على مواطن مقاس عشرين، الديموقراطية ليست كلمة نترجمها كيفما نريد ومتى ما نريد، بل هي معنى سام، لها من الوجوه الجميلة عدة ولها من الحسنات التي يجب علينا أن نساير الزمن بها كما هي الدول المتقدمة، ان الديموقراطية هي التعاون والمراقبة والتوازن بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، ولا أعني هنا الحرية المطلقة أو الخروج عن المألوف.
لو كانت الديموقراطية ضيفا على الكويت لغادرت دون رجعة بسبب سوء استخدامنا لمفهومها وممارستنا لها من نواب المجالس وكتاب المقالات وحتى من المواطنين، حيث ان ما يتم تبادله من شتائم واتهامات عبر الصحف لا يدخل تحت مظلة الديموقراطية ومفهوم حرية الرأي والقلم، فالجميع يتغنى بها ويضرب على أوتارها، ولكن بنغمات حزينة، الكل ينادي تحت مظلتها بما ينفع وبما لا ينفع.
المجلس يتصارع مع الحكومة والبلدي يتصارع مع نفسه والمواطنون يتصارعون على أملاك الدولة، والكل في صراع الى ان اختلط الحابل بالنابل وتساوى السيئ بالجيد والمتعلم بالجاهل والحرامي بالشريف، وبدلا من ان نتقدم بالديموقراطية للأمام أصبحنا نسحبها ونرجع بها الى الوراء والبركة في الموجودين على الساحة، والحل لا يتطلب خطة طويلة الاجل، بل قرارا سريع العمل.
كل منا تدفعه الشهامة والمروءة للدفاع عن أحد أقربائه عندما يصاب بأي مكروه، علما أننا بشر ونحن زائلون، أما الكويت الارض الباقية فتختفي الشهامة والمروءة للدفاع عنها.
ان الديموقراطية هي محاكاة جادة وايجابية وتعاون مثمر وعلاقة جدلية مميزة بين الجهازين التشريعي والتنفيذي، الامر الذي ينتج نظاما حضاريا فعالا، ولتحقيق ذلك لابد من الوقوف في وجه النهج المتخلف الذي ينادي أصحابه بديموقراطية، ولكن وفقا لمقاساتهم ومعاييرهم الشخصية.
ان ما يحدث الآن على الساحة الكويتية هو حالة من الفوضى وهدم لما خلفه لنا الاجداد والآباء من ديموقراطية مميزة طوال أربعين عاما نعتز ونفتخر بها، لابد من وقفة واعية مستنيرة تتكاتف من خلالها الايدي من أجل أن نتجاوز هذه المرحلة المصيرية ونضع الحلول المناسبة للحفاظ على الكويت بإخلاص آخذين في الاعتبار حب هذا الوطن العظيم وما قدمه لأبنائه.
اننا أمام مشكلة عميقة فالمصالح الخاصة اصبحت هي الاولويات بينما استراتيجية ومصالح الوطن والحراك التنموي والاقتصادي صارت آخر الاهتمامات، وهذا ما يحزننا كثيرا أين كانت الكويت في الماضي وكيف نحن الآن، علما اننا كنا وما زلنا محط أنظار وحسد العديد من الدول لنا على ما نتمتع به من نظام ديموقراطي يمثل وجوه الديموقراطية الحقة المطبقة بالدول المتقدمة، ولكن للاسف الشديد حسدنا أنفسنا على ما نحن فيه وخرج الكل من السرب وبدأ يغرد منفردا مستغلا الديموقراطية ومفسرا لها حسب ما تخدم به مصلحته الشخصية وما سيعود عليه من نفع ضاربا بمصلحة الوطن عرض الحائط.
يتبع...
اقرأ أيضاً