قال تعالى: (من يتق الله يجعل له مخرجا) والقسم العظيم هو الله ـ الوطن، لو أن كلا منا يضع الله ومخافته والوطن ومصلحته نصب عينيه متجاهلا ومبتعدا عن مصالحه الشخصية التي يمكن أن يحققها بجده واجتهاده، ويحقق نجاحا أكبر بكثير مما يحققه من خلال استغلاله لمنصبه أو مكانته على حساب الوطن ومن خلال الشعارات الزائفة الرنانة التي يتشدق بها، لما أصبحنا بالحالة التي نحن عليها الآن.
كثيرا ما كتبنا وخاطبنا الضمائر قائلين اتقوا الله بهذا الوطن المعطاء ومصلحته، ولكن لا حياة لمن تنادي الكل يريد مصلحته ومصلحته فقط ولا يهمه الوطن، وضع يشعر معه الانسان ـ طبعا المخلص الشريف ـ بألم يعتصر القلب ونحن نرى ونسمع ما آلت اليه الامور، ولو قارنا الكويت بالكثير من الدول لوجدنا ان المواطنين في تلك الدول حريصون كل الحرص على مصلحة أوطانهم، رغم أن ما تقدمه لهم تلك الاوطان وبالقياس لما تقدمه الكويت لأبنائها قليل.
ان ما يحصل بالبلد في وقتنا الحاضر هو غزو من نوع آخر، غزو داخلي، غزو منا وفينا، أين المدافعون عن الكويت أيام الاعتداء العراقي أين هم؟ أين دفاعاتهم عن بلدهم أمام ما يجري على الساحة في جميع المجالات؟ ما يجري الآن لا يتطلب التدخل من قوى حليفة أو صديقة أو شقيقة، بل يحتاج الى وقفة حكومية وشعب يملك الحس الوطني أمام هذا الزحف.
ان هذا التأزيم الخطير الذي يثير أصحاب المصالح الخاصة لا مبرر له ولا بد من لجمه، فأمورنا تحل بالحكمة والموضوعية، آخذين بعين الاعتبار مصلحة الوطن، فالحكومة وبأدواتها التي منحها اياها الدستور وبقراراتها الحكيمة، قادرة على الوقوف حصنا منيعا تجاه كل من تسول له نفسه التعرض والنيل من هذا الوطن.