عاما بعد عام تستمر ملحمة شهداء بيت القرين متقدة وراسخة في وجدان الكويتيين وذاكرتهم يرويها متحف «شهداء القرين» جنوب العاصمة الكويت بكبرياء وشموخ بكل ما فيه من صور التضحية والبطولة عن شباب قدموا أرواحهم من أجل الوطن.
وتمر هذه الايام الذكرى العاشرة لتحول «بيت القرين» الى متحف وطني تحت اسم «متحف شهداء القرين»، وذلك بأمر من الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد طيب الله ثراه عام 2004 ليكون صرحا يخلد ذكرى الشهداء الابرار.
ومثلت معركة «بيت القرين» التي وقعت في 24 فبراير 1991 وخاضها شبان المقاومة الكويتية ضد الاحتلال العراقي أبهى صورة للوحدة الوطنية في الكويت وليظل المتحف شاهدا حيا يروي تفاصيلها لأبناء الكويت جيلا بعد جيل.
وجسدت المعركة التي قادها 19 شابا كويتيا ينتمون الى مجموعة المسيلة المقاومة ملحمة وطنية كويتية رائعة ذهب ضحيتها 12 شهيدا قدموا أرواحهم ودماءهم فداء للكويت وليعطوا العالم صورة واقعية وحية عن صمود الشعب الكويتي ومقاومته للمحتل.
من جانبه، قال أمين متحف «شهداء القرين» أحمد التتان في لقاء مع «كونا» ان متحف شهداء القرين افتتح عام 2004 بعد تطويره واضافة أقسام جديدة إليه كقسم الوثائق وقسم السينما وقسم المكتبة.
وأضاف ان فكرة تطوير البيت الى متحف متأتية من أهمية المكان وضرورة اضافة أقسام جديدة اليه ليتسنى للزوار معرفة المزيد من المعلومات عن الاحتلال العراقي للكويت في أغسطس عام 1990 وكذلك التذكير بالملحمة الوطنية التي قدمها أبناء الكويت لوطنهم.
وذكر التتان أنه بعد مرور عشر سنوات على تطويره تزداد أهمية المتحف ومكانته لدى الكويتيين وكل من يزوره يسمع قصته الحقيقية والموثقة ويرى عن كثب تلك الملحمة فكل زاوية في البيت تحكي حدثا معينا منها، مبينا أن المتحف يضم ثلاثة منازل، الاول الادارة وقاعة كبار الزوار، والثاني منزل الشهيد بدر العيدان حيث المعركة بكل صور البطولة والاستشهاد والمقاومة، بينما يضم المنزل الثالث قاعة للسينما ومعرضا للصور والمكتبة.
وقال ان المتحف يتبع وزارة الاعلام متمثلة بإدارة الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وتنقسم زيارته الى فترتين صباحية ومسائية طوال ايام الاسبوع عدا يوم الاحد حيث يغلق المتحف للصيانة.
ولفت التتان الى أن أعداد الزوار الذين استقبلهم متحف شهداء القرين خلال السنوات العشر الماضية وصل الى نحو 70 ألف زائر، علما ان العام الماضي شهد تسجيل أكثر من عشرة آلاف زائر للمتحف.
وعن سبل تعاون المتحف مع الجهات الاخرى، أشار الى تعاون دائم مع وزارة التربية عبر تنظيم زيارات لطلبة المدارس من كل المراحل وهي شبه يومية ويتم خلالها استقبال الطلبة وتوفير مرشد سياحي.
وذكر ان هناك تعاونا مع جهات أجنبية يقدم خلاله المتحف كل ما لديه من جهد لتسهيل زيارات الوفود الاجنبية الى المتحف والتعريف بمناقب الشهداء وبطولاتهم مع توفير مرشد سياحي للشرح باللغات الاجنبية.
وأشار التتان الى التعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومكتب الشهيد لعمل احتفالية بمناسبة العيد الوطني وعيد التحرير المقبلين وستتمثل مشاركة مكتب الشهيد بعمل نصب تذكاري يجسد الملحمة ورفع أسماء الشهداء في المتحف مع عرض للصور الزجاجية في القاعة وهذا التعاون مستمر لابراز تضحيات الشهداء.
وبين أن الجديد في العيد الوطني وعيد التحرير هذا العام يتمثل بالتعاون بين المجلس ومكتب الشهيد لعمل احتفالية تليق بدور شهداء الكويت وتضحياتهم من أجل الوطن وبمعاني الوحدة الوطنية ودورها في تماسك الشعب الكويتي، ما كان له الدور الأكبر في تحرير الكويت من الاحتلال.