دانيا شومان
أكدت رئيسة لجنة شؤون المرأة الشيخة لطيفة الفهد ان الظواهر الاجتماعية السلبية ومنها السلوك المنحرف لا يمكن مواجهتها الا من خلال مجموعة متكاملة من الاجراءات على المستوى الوطني والاقليمي والعربي والدولي، كلام الشيخة لطيفة الفهد جاء خلال افتتاح مؤتمر «أنواع الضوابط الاجتماعية الواجبة في مواجهة السلوك المنحرف» صباح امس في فندق الشيراتون والذي تقيمه لجنة شؤون المرأة بالتعاون مع جامعة الدول العربية «ادارة الاسرة والطفولة».
واشارت الى ان مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الذي عقد في الكويت يعتبر قمة تاريخية لامست واقع المواطن العربي من خلال قرارات عملية وفاعلة لاهتمامها بشرائح المجتمع كافة، لافتة الى ان من خلالها اكدت المرأة العربية اهمية تمكينها من ممارسة حقوقها والقيام بدورها الفاعل في خدمة المجتمع وقضايا التنمية المستدامة، واضافت الفهد ان قرارات القمة تضع على عاتق المرأة العربية مسؤوليات اضافية لممارسة دور اكثر فاعلية وتأثيراً في كل قضايا المجتمع الحيوية، وان تكون شريكا أساسيا في العمل الوطني بكل مجالاته التربوية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
المرأة على قدر الثقة
وقالت: انني على قناعة تامة بأن المرأة العربية ستكون على قدر هذه الثقة وتقوم بدور ريادي في ميادين كثيرة وفي مجالات عديدة، واحداث التاريخ تؤكد لنا ذلك.
واشادت الفهد بالتعاون الكبير بين لجنة شؤون المرأة وادارة الاسرة والطفولة بالامانة العامة لجامعة الدول العربية من اجل الاعداد لهذا المؤتمر الذي يناقش معالجة واحدة من اهم المشاكل التي تواجه المجتمع، لافتة الى ان الانحراف السلوكي لا تتوقف آثاره أو تداعياته عند حد معين، بل تمتد انعكاساته الضارة على كل شرائح المجتمع ومجالاته ومستوياته، خاصة في غياب المعلومات والبيانات التي يرتكز عليها وضع الحلول والضوابط لعلاج هذه الظواهر التي بدأت تتفشى في مجتمعاتنا في السنوات الأخيرة منذرة بمشاكل كثيرة وكبيرة واعربت عن تفاؤلها بالرغم من صعوبة القضية التي نحن بصددها وتشعب آثارها وتداعياتها ورغم تأخر طرحها على مستوى عربي شامل ازاء المؤتمر الذي يضم نخبة مميزة من المفكرين والعلماء والخبراء والمختصين للخروج بنتائج وتوصيات عملية وفاعلة والذي جاء بتعاون مع جميع المؤسسات والمنظمات المعنية خاصة التربوية والدينية والاجتماعية والإعلامية لتساهم في الحد من الظواهر السلبية الدخيلة على مجتمعاتنا، متمنية ان يكون المؤتمر منطلقا لعمل عربي شامــل يتســم بالجديــة والاهتمام لــوأد الظواهــر السلبيــة قبل ان تستفحــل، ويصعب الحل ويزداد الخطر.
التغيرات الاجتماعية في الصدارة
وفي كلمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والتي ألقتها مديرة ادارة الأسرة والطفولة منى كامل قالت: «وسط أجواء تخيم عليها مشاعر الحزن والغضب العارم جراء العدوان الاسرائيلي الهمجي والوحشي على قطاع غزة والذي راح ضحيته آلاف من المدنيين بين قتيل وجريح أغلبهم من الاطفال والنساء والمسنين وما خلفه العدوان الغاشم من دمار شامل طال جميع مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية وبجانب الآثار النفسية الجسيمة التي تركها على الأسر الفلسطينية والأمر الذي يتطلب مزيدا من تضافر الجهود والتنسيق بين جميع المؤسسات العربية المعنية بالشأن الاجتماعي والإنساني التنموي العربي المشترك بهدف التخفيف من الكوارث التي لحقت بالمجتمع الفلسطيني في قطاع غزة.
مشيرة الى ان المؤتمر يأتي في ظل ظرف استثنائي تنفيذا لما ورد في الاستراتيجية العربية للأسرة وأقرتها قمة الجزائر في عام 2005 لتهدف بشكل رئيسي الى الحفاظ على أسرة مستقرة آمنة فاعلة منفتحة على الثقافات الانسانية المتنوعة لافتة الى ان الأسرة هي اللبنة الأساسية في المجتمع وبقدر ما يتحقق لأعضائها من الأمان المادي والمعنوي بقدر ما نصل الى استقرار المجتمع وتقدمه وتطوير قدراته البشرية.
واضافت كامل: «قضايا التغيرات الاجتماعية تحتل الصدارة في العمل العربي الاجتماعي المشترك، وتشغل قضايا الدفاع الاجتماعي أولوية خاصة في هذا المجال، نظرا لتداخلها وتقاطعها مع عدد من التحديات التي تواجه مجتمعاتنا العربية وأهمها الفقر، مؤكدة انه يعد من بين العوامل الرئيسية التي تؤثر بشكل مباشر على التماسك الأسري، فكلما زادت حدة الفقر انخفض مستوى التعليم وتدهورت الأحوال الصحية، واتسعت بؤر الجنوح وتعاظمت معدلاتها وازدادت نسب الانزلاق في براثن الانحراف والجريمة.
وأكدت كامل ان المنطقة العربية لاتزال بحاجة الى الكثير من الجهد والدعم للتعامل مع قضايا الانحراف واساليب مواجهتها، لذا فإن مؤتمرنا يعد مناسبة مهمة يلتقي خلالها الخبراء والمتخصصون من أجل تحديد حجم المشكلة وطرح رؤى جديدة ومبتكرة لآليات وبرامج تستهدف الضبط الاجتماعي في جميع مناحيه، وهذا ما يحتاجه المجتمع العربي لمواجهة السلوكيات المنحرفة والسلبية.
محاور متدرجة
من جانبه اشاد رئيس الوفد السوري د.علاء الدين الزعتري بمحاور المؤتمر التي انطلقت متدرجة بعلمية وموضوعية بعد تحديد المشكلة لدراستها والوصول الى نتائج مثمرة، واعتبر ان التربية نشاط انساني ميدانه الحياة كلها وغايته الانسان في تكوينه النفسي والعقلي والقيمي والوجداني والروحي والايماني بالاضافة الى رعايته صحيا ونموه جسديا، مضيفا انه من خلال الحديث عن الضوابط الاجتماعية وتعريف مجالاتها ومحدداتها نسعى لاصلاح الفساد وتقويم المعوج وارشاد الضال وتنبيه الغافل وتذكير الناسي ليكون الانسان سليم العقل وصحيح البدن قادرا على الابتكار والتطوير نافعا نفسه ومجتمعه.
مؤكدا ان الحياة لا تنتظم من غير منهج، ولا تصلح من غير مبدأ، والاستقرار الاجتماعي المنشود في ظل عالم متغير يحتاج لجهود المخلصين والمختصين في وضع الضوابط والأسس الموضوعية لتحديد الخطى في مناهجها، حتى لا تختلط الأمور، وتتوارى المعالم، وبالتالي يصعب تحقيق الأهداف.
مشيرا الى ان للمؤسسة الدينية دورا مهما في توجيه السلوك وتعديله لربطه بالقيم الروحية والرسالات السماوية التي نادت باعمار الأرض واصلاحها، ونهت عن الفساد والافساد في الأرض.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )