مريم بندق ـ هناء السيد
تسلم الرئيس المصري حسني مبارك رسالة خطية من شقيقه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد تتعلق بتنفيذ ومتابعة قرارات قمة الكويت الاقتصادية الاخيرة.
صرح بذلك نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح عقب استقبال الرئيس مبارك له بمقر رئاسة الجمهورية في اطار جولة عربية تشمل الاردن وسورية الى جانب مصر.
حضر اللقاء وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط وسفيرنا لدى القاهرة د.رشيد الحمد ومدير ادارة مجلس التعاون الخليجي بالخارجية الكويتية السفير جمال الغانم.
وقال الشيخ د.محمد الصباح في مؤتمر صحافي ان اللقاء مع الرئيس مبارك شمل الحديث عن مؤتمر اعادة اعمار قطاع غزة الذي سيعقد بشرم الشيخ يوم الاثنين المقبل.
واوضح ان اللقاء شمل ايضا بحث الاجتماعات التي ستعقب هذا المؤتمر وتشمل وزراء الخارجية العرب للإعداد لمؤتمر قمة الدوحة العربية الذي سيعقبه ايضا اجتماع آخر لوزراء الخارجية العرب مع نظرائهم من أميركا الجنوبية للإعداد للقمة العربية ـ اللاتينية.
واكد انه تبادل مع الرئيس مبارك وجهات النظر حول تلك الموضوعات والقضايا.
واوضح ان الكويت تقف قلبا وقالبا مع الجهود التي تبذلها مصر سواء في المصالحة الوطنية الفلسطينية او في عملية السلام او عرض وجهة النظر العربية امام الادارة الأميركية الجديدة خاصة انه ستكون هناك فرصة امام مجموعة من وزراء الخارجية العرب للقاء وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
واضاف الشيخ د.محمد الصباح انه ابلغ الرئيس مبارك خلال اللقاء خالص تعازي الكويت لمصر في الحادث الارهابي الذي وقع مؤخرا بمنطقة الحسين بالقاهرة معربا عن اسفه لوقوع هذا الحادث.
وحول كيفية تنفيذ ومتابعة قرارات القمة الاقتصادية بالكويت قال الشيخ محمد الصباح ان تنفيذ قرارات هذه القمة يتعلق بمبادرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد التي اعلنها امام القمة الخاصة بإنشاء صندوق لمساعدة المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وأكد ان الصندوق الذي من المقترح ان يبلغ رأسماله نحو ملياري دولار ساهمت الكويت فيه بـ 500 مليون دولار ويعتبر انجح واكفأ وسيلة لمكافحة الفقر في الوطن العربي.
وحول ما اذا كانت جولته العربية لها علاقة بجهود المصالحة العربية اكد الشيخ د.محمد الصباح ذلك وقال نعم «نحن جميعا نعمل على تحقيق هذه المصالحة التي انطلقت من مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود امام قمة الكويت ودور الرئيس مبارك الفعال في هذا الصدد ولذلك فنحن نبني على تلك الخطوات الطيبة».
وحول امكانية الربط بين جهود المصالحة العربية والمحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري نفى الشيخ د.محمد الصباح ذلك متسائلا «وما علاقة المحكمة الدولية بجهود المصالحة العربية فقد نفت سورية اي علاقة لها بهذا الامر» مؤكدا في الوقت نفسه ان «قضية المحكمة تتعلق بجريمة كبرى حدثت في لبنان ونحن جميعا ندعم هذه المحكمة ولكن لا علاقة لها بالمصالحة العربية».
من جهة ثانية، أقام سفيرنا لدى مصر د.رشيد الحمد حفل استقبال مساء أول من امس بمناسبة عيد الاستقلال ويوم التحرير، وقد تقدم حضور احتفال السفارة الكويتية في مصر 10 وزراء منهم وزيرة القوى العاملة د.عائشة عبدالهادي، وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية د.مفيد شهاب، وزير التضامن الاجتماعي علي مصيلحي، وزير التعليم العالي د.هاني هلال، وزير الكهرباء والطاقة د.حسن يونس، وزير الموارد المائية والري د.محمود ابوزيد، وزير الاستثمار د.محمود محيي الدين، وزير السياحة زهير جرانة، ووزير الأوقاف د.محمود زقزوق.
وحضر الاحتفال ايضا مندوب عن البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وشيخ الأزهر د.محمد سيد طنطاوي، رئيس مجلس الشعب د.فتحي سرور، رئيس وزراء مصر السابق د.عاطف عبيد، امين عام جامعة الدول العربية السابق د.عصمت عبدالمجيد، اضافة الى عدد كبير من الشخصيات السياسية والاقتصادية والتنفيذية والبرلمانية والإعلامية والشخصيات الديبلوماسية الخليجية والعربية والاجنبية ولفيف من المواطنين الكويتيين والطلبة المتواجدين في مصر.
ورفع سفيرنا لدى مصر د.رشيد الحمد الى مقام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد واعضاء الحكومة أخلص التهاني وأسمى التمنيات، داعيا الله العلي القدير ان يعيد هذه المناسبة على صاحب السمو وولي عهده الأمين والشعب الكويتي وهم جميعا بكامل موفور الصحة والعافية وان يديم الله على كويتنا الغالية الحبيبة نعم الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار والرخاء في ظل قائدنا صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد الأمين وان يحفظ الله الكويت واميرها وشعبها من كل مكروه.
وقال د.الحمد ان الاحتفال بذكرى الأعياد الوطنية هو احتفاء بالنهضة النوعية الكبرى التي تتمثل في الانجازات الشامخة التي حققتها القيادة السياسية ممثلة في صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد في المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والتنموية بصفة عامة وكان عنوانها الرئيسي «كويت الحضارة والتقدم والديموقراطية والعطاء».
وقال السفير د.رشيد الحمد ان مندوب الرئاسة المصرية هاني سمير النادي نقل تهنئة الرئيس محمد حسني مبارك الى الشعب الكويتي بمناسبة العيد الوطني ويوم التحرير وذلك خلال زيارته للسفارة.
واضاف د.الحمد ان مندوب الرئاسة نقل أصدق التهاني بمناسبة العيد الوطني ويوم التحرير داعيا الله القدير ان يديم على الكويت وأهلها الكرام نعمة الأمن والاستقرار والرخاء في ظل قائد مسيرتها وراعي نهضتها صاحب السمو الأمير.
واكد سفيرنا لدى مصر د.رشيد الحمد ان الرئيس المصري حريص جدا كعادته سنويا على ان يبعث بتهنئة الى الشعب الكويتي بالعيد الوطني ويوم التحرير، معبرا عن بالغ شكره لهذا النهج الكريم تجاه الكويت والذي يعبر عن روح الاخوة الصادقة والمحبة الدائمة.
وأوضح د.الحمد ان مندوب الرئيس المصري اكد خلال زيارته سفارتنا متانة العلاقات بين البلدين العربيين الشقيقين في جميع المجالات.
من جانبه، اكد سفيرنا لدى مصر د.رشيد الحمد ان العلاقات الكويتية ـ المصرية تشهد نموا متزايدا في جميع مجالات التعاون بما يعكس حالة متميزة من التقارب والتفاهم بين قيادتي البلدين، واصفا العلاقات بين البلدين بأنها نموذجا يحتذى في العلاقات العربية وتستند الى جذور راسخة في الاخاء والتعاون بما يجعلها مضربا للمثل بين الدول العربية.
واضاف ان العلاقات بين مصر الشقيقة والكويت تتسم بوحدة الرؤية والتوجه والسعي المشترك لتحقيق اهداف التنمية والاستقرار للوطن العربي بأسره.
واكد حرص الكويت على استمرار التنسيق والتشاور مع مصر، مشيرا الى الزيارات المتبادلة والمتتالية التي يقوم بها مسؤولو البلدين للمضي قدما في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في كل المجالات.
واشار السفير د.رشيد الحمد الى وجود 30 مشروعا تشمل مختلف جوانب التنمية في مصر بما في ذلك محطات توليد الكهرباء وصناعة السماد وانشاء شبكات الغاز وتمويل مشروعات الصندوق الاجتماعي للتنمية، لاسيما المشروعات المتعلقة بتوفير فرص عمل للشباب.
ووصف د.الحمد العلاقات الاقتصادية بين البلدين بأنها ممتازة ومتنامية، مشيرا الى ان الكويت هي ثاني دولة عربية في حجم الاستثمار في مصر بعد المملكة العربية السعودية، معربا عن رضاه عن العلاقات الاقتصادية، مبينا ان هناك نحو 600 شركة موجودة في مصر منها شركات كويتية مملوكة بالكامل، في حين هناك شركات كويتية ـ مصرية مشتركة تعمل في المجالات السياحية والعقارية والاستثمارية والمصرفية والعقارية.
وقال د.الحمد، الذي بقي في الكويت طوال فترة الاحتلال، ان يوم التحرير لا ينسى عندما خرجنا في الصباح الباكر وبعد اداء صلاة الفجر لنجد قوات التحالف والجيش الكويتي ودباباته وآلياته، فكانت فرحة غمرتنا جميعا ونحن نستذكر هذه الفرحة لنجدد العهد على مواصلة العطاء لاجل الكويت الغالية.