محمد هلال الخالدي
اكد النائب د.ناصر الصانع ان الحركة الدستورية الاسلامية (حدس) ماضية في استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء واعلن عن اكتمال مسودة قائلا ان اعلانها سيكون قريبا، مشددا على ان الحركة لن تقبل بغير صعود سمو رئيس مجلس الوزراء منصة الاستجواب وفي جلسة علنية للرد على محاور الاستجواب وكشف الحقيقة لأهل الكويت.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان «الاستجواب مسؤولية واصــلاح» عقدت في ديوانية طلال الظفيــري بالقيــروان مساء امس الأول حيث شارك فيها النائب د.ناصر الصانع والنائب السابق مبارك الوعلان.
حيث استعرض د.الصانع الخيرات التي تنعم بها الكويت وخاصة نعم الاسلام والحرية والديموقراطية قائلا ان هذه الديموقراطية وان كانت متقدمة بالنسبة للدول المحيطة الا اننا نسمع انتقادات بأنها ناقصة لعدم وجود مساءلة لرئيس الحكومة.
الممارسة الديموقراطية
واضاف ان هدفنا من هذا الاستجواب هو ان نرتقي بالممارسة الديموقراطية وتطبيق مواد الدستور على الرغم من «الفزعة» الغريبة لسمو رئيس مجلس الوزراء والتي يقابلها هجوم غير مبرر ضد الحركة حتى قبل الاطلاع على مادة الاستجواب وفحواه.
وأكمل د.ناصر الصانع بأن هناك من يردد القول إن استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء خط أحمر ونحن قرأنا الدستور ولم نشاهد اي خطوط حمراء سوى لصاحب السمو الأمير والذي أكد قبل ايام على لسان النائب علي الراشد انه لا يوجد ما يمنع من استجواب سمو رئيس الحكومة، واضاف أننا نؤكد اننا في الحركة الدستورية ماضون في هذا الاستجواب ولن نقبل بغير صعود سمو رئيس مجلس الوزراء منصة الاستجواب وبجلسة علنية حتى يرد على محاور الاستجواب ويوضح للشعب الكويتي من المتسبب الحقيقي في تعطيل عجلة التنمية، فهناك اصوات تردد أن مجلس الأمة يعطل المشاريع والتنمية في البلاد ولكننا نؤكد من خلال الحقائق أن الحكومة عاجزة عن القيام بأي مشاريع لأنها حكومة ضعيفة ومترددة لا تتخذ اي قرارات في صالح البلد، وبصفتي عضوا في لجنة الميزانيات اشاهد مع الأسف كل سنة مبالغ كبيرة ترجع لخزينة الدولة من الوزارات فهناك 62% من الميزانية المرصودة ترجع بسبب عدم قيام الحكومة بأي مشاريع فالأموال موجودة والقرار بيد الحكومة ولكنها لا تبادر لفعل اي شيء وحال البلد كما يعرف الجميع «على طمام المرحوم»، وعدد د.الصانع عدة قضايا وصفها بالقضايا الساخنة مثل أزمة المرور وملف البدون حيث لم نشاهد اي حلول واقعية لهما ولم نسمع غير الوعود والتصريحات، واضاف ان السبب الرئيسي للاستجواب ليس وجود هذه المشاكل فالمشاكل موجودة في كل بلد ولكن عدم وجود رؤية و برنامج عمل لحل تلك المشكلات هو ما دفعنا لتقديم هذا الاستجواب حرصا على مصلحة الكويت ونحن ليس لدينا عداء مع الحكومة فهذه حكومتنا وليست حكومة اسرائيل، كما وجه د.الصانع نقده الى سمو رئيس مجلس الوزراء قائلا ان الكويت تعيش حالة ترد في الخدمات وجمود في المشاريع وكل هذا بسببك «يا بو صباح» نحترم شخصك الكريم ولكننا نتحدث عن ادائك كمسؤول عن ادارة شؤون البلد ونعتقد أن اداءك عليه علامة استفهام وسنواجهك وعليك ان ترد في جلسة علنية على اسئلتنا فنحن نمثل الشعب الكويتي كله.
التوافق بين الحاكم والمحكوم
بعد ذلك تحدث النائب السابق مبارك الوعلان والذي أثنى على حديث د.ناصر الصانع حول نعمة الحرية والديموقراطية التي تنعم بها الكويــت والتوافــق بين الحاكم والمحكوم في علاقــة تاريخية ليــس لها نظير في المنطقة، وقال إننــي كنت قبل ايام في زيارة الى دولة الامارات العربية الشقيقة وأذهلني التطور العمرانــي هنــاك ونحــن بلا شك نسعد لأي تطور وتقدم في اي بلد شقيــق ولكــن احزنني وضعنا فــي الكويــت حيــث اصبحنا في المؤخرة بعد ان كنا في المقدمة، وعندما نتساءل عن السبب نجد الجواب عند الحكومة فهي سبب هذا التراجع وحالة الجمود مع احترامنا لسمو رئيس مجلس الوزراء ولكننا نتحدث عن اداء وليس عن اشخاص.
واضاف انه من غير المعقول ان تتغير خلال اقل من 3 سنوات خمس حكومات ومع ذلك يبقى رئيس الحكومة موجود، فالحكومة لم تقدم اي شيء ولكنها تهرول لانقاذ بعض الشركات والبنوك في حين انها تضع كل العراقيل امام انقاذ آلاف المواطنين ممن تآمر عليهم البنك ووضع عليهم فوائد متراكمة في مخالفة صريحة للقانون.
وانتقد الوعلان اداء الحكومة الذي وصفه بالسيئ قائلا ان الحكومة تتبرع بالملايين هنا وهناك وتبني المستشفيات والجامعات ومحطات الكهرباء في مختلف دول العالم في العراق واليمن وغيرها ولكنها لا تبني اي شيء في الكويت، حكومة عاجزة لأن فيها وزراء تأزيم فكيف يتم اختيار شخص ضرب الكويتيين بالماء الحار والرصاص ليكون وزيرا، وشخص يخرج من السجن ويتم اختياره وزيرا.
وتساءل: فهل هو تحد وعناد للشعب الكويتي الأصيل، كما انتقد الوعلان كل من هاجم الاستجواب قائلا ان الاستجواب حق دستوري والفيصل هو الدستور ولا يجوز الحكم على الاستجواب قبل مشاهدة محتواه وبنوده، وما نشاهده اليوم هو «نفس جديد» في الممارسة الديموقراطية حيث باتت الأحكام تصدر على الاستجوابات قبل معرفة محتواها والغريب ان تعيش الكويت كل هذه المشاكل والجمود ولا توجد استجوابات وليس العكس.
تأخر تقديم الاستجواب
بعد ذلك فتح باب الأسئلة حيث طرح أحد الحضور سؤالا للنائب د.ناصر الصانع عن سبب تأخر الحركة في تقديم هذا الاستجواب بعد خروج الحركة من الحكومة مع ان المشاكل موجودة قبل ذلك ولماذا شاركت الحركة في الحكومة مع انها لم تقدم برنامج عمل ثم تنتقد الحركة الحكومة اليوم بعد خروجها لعدم وجود برنامج؟
وأجاب د.الصانع بالقول إن وجود اخطاء تراكمية لا يبرر السكوت عن الأخطاء الموجودة اليوم ونحن اليوم امام خيارين اما ان نقول إن المشاكل والأخطاء كانت موجودة في السابق ونسكت عنها واما ان نضع لها حدا ونحاسب عليها، ونحن لا نستطيع ان نتوقف عن مساءلة الحكومة بسبب وجود أخطاء قديمة.