اكد رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي انه لا يوجد في ميثاق الأمم المتحدة ما يخول مجلس الأمن إحالة عضو من اعضاء الأمم المتحدة ليعاقب امام جهة لم تشكّل بواسطته.
وقال الرئيس الخرافي في كلمة له امام المؤتمر الـ 15 للاتحاد البرلماني العربي امس ان انعقاد المؤتمر يتزامن مع صدور قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بحق القيادة والمسؤولين السودانيين.
واضاف «على الرغم من ايماننا بالمبادئ التي قامت على اساسها الشرعية الدولية فإننا نؤكد على انه لا يوجد في ميثاق الامم المتحدة ما يخوّل مجلس الأمن إحالة عضو من اعضاء الأمم المتحدة ليعاقب امام جهة لم تشكّل بواسطته».
وأوضح ان الإحالة من مجلس الامن الى المحكمة الجنائية «لا توفر اختصاصا قانونيا مادامت الدولة غير طرف وغير مصادقة على ميثاق المحكمة».
وطالب الخرافي بضرورة معالجة «هذا الموضوع» وفق الاجراءات القانونية الدولية المتبعة «وهو ما اعلنه وأكده المسؤولون السودانيون».
وأضاف مطالبا المجتمعين في المؤتمر البرلماني بان تتضمن قرارات المؤتمر وتوصياته اشارة واضحة في هذا الشأن.
من جانب آخر اعرب الرئيس الخرافي عن الاسف بان يكون موضوع الخلافات العربية ـ العربية بندا متكررا على جداول اعمال الاجتماعات العربية مشيرا الى ان ذلك البند يحل على رأس بنود جدول اعمال المؤتمر الحالي.
وقال: وكأن الخلاف والاختلاف أصبحا سمة العلاقات العربية ـ العربية في وقت حققت فيه معظم اقاليم العالم تقدما كبيرا في التعاون الاقليمي وتجاوزت نزاعاتها وبرزت كتكتلات اقليمية مؤثرة في المجتمع الدولي.
واكد ان غياب الرؤية العربية المشتركة للقضايا القومية وعدم قدرة الحوار العربي ـ العربي على صياغة هذه الرؤية كانا سببا «ان لم يكونا السبب الرئيسي» وراء هذه الصورة المبعثرة «وهي دون شك صورة غير مضيئة لعالمنا العربي امام العالم».
وأوضح ان العدوان الاسرائيلي على غزة مطلع العام الحالي والعدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان في يوليو 2006 «لم يكن سوى انعكاس لهذه الصورة» الأمر الذي يتطلب التوقف عند اسباب ذلك والمعالجة بروح من الحرص على المصلحة العربية العليا.
وقال الرئيس الخرافي مخاطبا المجتمعين «لقد حققت قمة الكويت الاقتصادية في يناير الماضي تقدما مهما نحو تحقيق التضامن العربي وعالجت القضايا الأساسية للمصالحة العربية».
وأشاد في هذا السياق بجهود صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في معالجة تلك القضايا وتحقيق الأهداف المرجوة من القمة جنبا الى جنب مع أشقائه القادة العرب مبينا ان تلك الجهود السامية «كانت محل تقدير عربي ودولي».
وقال ان اعلان القمة حدد الإطار المطلوب للعلاقات العربية ـ العربية في هذه المرحلة وسبل معالجة القضايا الحيوية للكيان العربي بما يكفل وحدته وتماسكه وذلك من خلال التأكيد على اهمية وحدة الصف الفلسطيني وضرورة صيانة العلاقات العربية ـ العربية من التدخلات الاقليمية والدولية.
وأضاف ان ذلك تطلب ايضا دعم المبادرة العربية للسلام والتأكيد على ان عملية السلام في الشرق الأوسط يجب ان تترجم الى حل واقعي وعادل يشمل جميع اطراف النزاع ويعيد الحقوق العربية المشروعة.
وأوضح الخرافي ان قمة الكويت بذلك قد وضعت الاطار المناسب لتجاوز الخلافات العربية القائمة للوصول الى المستوى المطلوب من التضامن العربي «وينبغي علينا جميعا العمل على تحقيق اهدافه في هذه المرحلة».
وذكر ان هذا يضع على المؤتمر الحالي وعلى البرلمانيين العرب مسؤولية متابعة ما تم التوصل اليه والعمل على توفير مقومات المصالحة العربية وترسيخ التضامن العربي.
وقال الخرافي ان المصالحة الفلسطينية يجب ان تكون على رأس أولويات العمل الوطني الفلسطيني وهدفا رئيسيا ينبغي على القادة الفلسطينيين «وعلينا جميعا» العمل من اجله باعتباره من المقومات الرئيسية للتضامن العربي.
وأضاف ان حالة النزاع والشقاق التي تشهدها الساحة الفلسطينية ساهمت في تعقيد الموقف العربي تجاه المجتمع الدولي وأسهمت في انقسام هذا الموقف كما أساءت «من جانب آخر» للتاريخ النضالي الطويل للشعب الفلسطيني وأدت الى تراجع انجازاته.
وأكد ان القيادات الفلسطينية تتحمل في هذه المرحلة مسؤولية تاريخية لاستعادة وحدة الصف الفلسطيني من خلال الالتزام بما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة في نهاية الشهر الماضي.
كما حمل الخرافي القيادات الفلسطينية مسؤولية مواصلة جهود المصالحة لتجاوز جروح الماضي ووضع اسس صلبة للوحدة الفلسطينية تعيد للقضية الفلسطينية مكانتها.
وقال ان الجميع يعلق امالا كبيرة على الجهود العربية الجارية لتسوية الخلافات العربية «ونعتقد انها واجب قومي» للتوصل الى ارضية مشتركة تضع حدا لصراع المحاور في المنطقة العربية وتكفل وحدة الموقف العربي في القمة العربية المقبلة في الدوحة.
واضاف ان ذلك من شأنه ان يخرج الامة العربية من دائرة الخلاف والاختلاف «التي لا طائل من ورائها سوى زعزعة وإضعاف امتنا العربية».
واكد ان عملية السلام يجب ان لا تبقى مجرد عملية مفاوضات دون حدود زمنية ودون تقدم ملموس على ارض الواقع وكذلك مبادرة السلام العربية «يجب ألا تبقى معلقة دون تجاوب دولي فعال» في وقت يدفع فيه الشعب الفلسطيني ثمنا باهضا جراء الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة وجراء مواصلة سياسة الاستيطان.
وقال الخرافي ان «عدم تجاوب المجتمع الدولي مع هذه المبادرة وبقاء الاوضاع على ما هي عليه يجعل من المقاومة خيارا لا مناص منه».
واوضح ان استتباب الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط يتطلب من الادارة الاميركية الجديدة ان تترجم مواقفها ووعودها الانتخابية بشان الصراع العربي الاسرائيلي الى مبادرات وجهود فعالة وواقعية تشمل جميع اطراف النزاع.
واكد ان ذلك من شأنه التوصل الى سلام شامل وعادل في الشرق الأوسط يؤمن الحقوق العربية المشروعة ويكفل قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
وأعرب الرئيس الخرافي عن خالص الشكر والتقدير لجلالة السلطان قابوس بن سعيد وحكومته الرشيدة والشعب العماني الشقيق على ما لقيه والوفد المرافق من حفاوة وتكريم في بلدهم الثاني عمان.
كما اعرب عن الشكر والتقدير لرئيس وأعضاء مجلس الشورى العماني لاستضافة المؤتمر الحالي وكذلك الشعبة البرلمانية العراقية على ما قامت به من جهود خلال الفترة الماضية ولكل من ساهم في تنظيم المؤتمر داعيا المولى العلي القدير ان يجعل المؤتمر ومداولاته ونتائجه في مصلحة الأمة العربية.