أسامة أبوالسعود
أجمع المشاركون في الندوة التي أقامتها الحركة السلفية مساء امس الاول بديوان امين عام الحركة بدر الشبيب على ضرورة صعود سمو رئيس مجلس الوزراء منصة الاستجواب وتفنيده لكل ما جاء في صحيفتي استجواب النائب د.فيصل المسلم واستجواب «حدس»، أو تقديم استقالته في حال رفضه صعود المنصة.
النائب د.فيصل المسلم قال ان البلد يعاني عجزا كاملا في جميع الخدمات التي تقدم وفي المقابل حين يسعى المجلس الى ممارسة دوره الحقيقي تعلو أصوات التهديد بحل مجلس الأمة.
واضاف: ان المخرج الحقيقي لهذه الأوضاع السيئة هو تنظيم الامور واداة ادارة القضية ومجلس الوزراء حتى ينصلح الحال، فإن استأجرت فاستأجر القوي الأمين والشواهد على ذلك كثيرة في التاريخ.
وتابع ان الوزراء يقسمون مرتين امام صاحب السمو الأمير وامام مجلس الامة فيما يتعلق بالحفاظ على الامانة وعدم خيانتها، ولهذا هل هم حافظوا على الامانة تجاه مصروفات ديوان رئيس مجلس الوزراء؟
ولفت المسلم الى انه لا يوجد بلد في العالم أعطى صلاحيات للحكومة كما هو الحال في الكويت، ولهذا لو طرحت الحكومة على المجلس وتم التصويت عليها في قاعة عبدالله السالم لكان هناك برنامج اصلاحي واضح.
الأوضاع سيئة
وقال ان الاوضاع سيئة خلال السنوات الـ 3 الماضية التي حلت فيها الحكومة 5 مرات وحل مجلسان والثالث على الابواب بعد التهديدات والتسريبات بحله نتيجة ممارسة المجلس لدوره الطبيعي.
واضاف: ان الوضع قادنا الى الاختلال في الوضع القائم، خاصة ان هناك محاور عديدة كان يمكن تضمينها الاستجواب، الا انني فضلت اختصارها في مصروفات ديوان الرجل التنفيذي الاول وكيف ينصرف في المال العام وما هي الآلية التي سارت بها الامور في ديوان الرئيس.
ولفت الى ان هذا الملف لابد ان ينتهي برئيس الوزراء الى الاستقالة او المحاسبة والاقالة لان هذا الملف اصبح ملكا للامة وليس للاعضاء لما فيه من تجاوزات واعتداء على المال العام وجاء حينها اجماع من المجلس على تقرير ديوان المحاسبة الذي رد عليه الرئيس باستخفاف حين كلف لجنة برئاسة الشيخ ثامر لتقييم تقرير الديوان فهل يعقل ان تكلف هذه اللجنة لتقييم عملها في تقرير الديوان الذي يعد خطيرا جدا والذي جاء فيه اتهام بتبديد المال العام حين ذكر التقرير ان هذه السيارات لم تستخدم لصالح الدولة، ولهذا فان المصروفات ثلاثة اقسام اولها الهدايا بقيمة 23 مليونا صرفت في يوم واحد وهنا يأتي دور ديوان المحاسبة الذي يجب عليه ان يتتبع اين صرفت هذه الاموال والى من تم صرفها؟
وقال ان رئيس مجلس الوزراء خالف القوانين بشرائه للهدايا دون الرجوع الى موافقة الجهات الرسمية في الدولة فكيف يكون حال الوزراء ومن هم اقل منهم في شغل الوظائف في الادارات التابعة للوزارات في الدولة.
واضاف: ان الحديث عن عدم علم الرئيس بما يدور في مكتبه لا يمكن ان يغفر له لانه علم بذلك من خلال تقرير الديوان لكنه لم يحرك ساكنا تجاه هذه الملايين التي صرفت.
واشار الى ان المجلس لا يمكن ان يقبل هذه الاوضاع واذكر انني طلبت من الرئيس الاعتذار عن رئاسة الحكومة حين عجز عن العثور على من يقبل الانضمام لحكومته الا انه استمر في تجاهله لهذا المطلب المتكرر.
وقال ان الاستجواب اصبح اليوم مدعاة لتقييم النواب لاننا نريد من الرئيس ان يستقيل او يقال لاننا والله نشفق عليه من المساءلة ولهذا فإنني ارى اي معالجة غير معالجة الصعود للمنصة تعد مشبوهة.
واضاف ان ما يؤلمني هو الحديث عن تعطيل الدولة نتيجة للاستجواب لان البلد يجب الا يتأثر بشيء كهذا بل تتأثر نتيجة لوجود خلل في القيادة ولهذا يجب ان يحسم الاستجواب كل اوجه التقصير.
وتابع المسلم: ان ما ذكره الخرافي امر غريب حين قال يجب ان ننتظر التحقيقات وعمل اللجنة الا ان هذا الكلام عبثي يجب ان يعيه الشعب ويعلم لما يردده الاعضاء الذين اختارهم لتمثيله في المجلس.
ولفت الى ان الشعب لن يقبل من الاعضاء اللاءات بل نريد من يقف مع الاستجواب ولهذا يجب ان يصعد الرئيس ويرد على محاور الاستجواب او ان يستقيل لكي ينهي هذا الوضع.
وقال ان المجلس يمثل الامة بأسرها ولهذا فان الحديث عن حل المجلس بالرغم من انه حق مطلق للامير لكن في الجانب السياسي هل هذا هو الحل الذي ينهي الاوضاع الخاطئة، وهل يعتقد البعض ان الحل هو ملاذ آمن للخروج من الازمات؟ عليهم العودة الى التاريخ ومتابعة الفترات التي تم فيها حل المجلس، الامر الذي يدعونا الى مطالبة الرئيس صعود المنصة وتقديم اجاباته التي قد تغير الامر وتكشف الخلل او تقديم الاستقالة لتكون سابقة تحسب له لاننا سنقدم خلال جلسة الاستجواب الشيء الكثير.
ولفت الى ان اجتماع الاسرة الذي عقد قبل يومين وان كنا نكن كل التقدير لهذه الاسرة وندافع عن احقية تتابع مدة الحكم في ذرية مبارك لكن ان يكون هناك من يدفع بتعطيل الدستور ولهذا يدعونا الى المطالب بعدم احراج صاحب السمو الامير لكي يكرر في اكثر من مرة انه لا يفكر في حل مجلس الامة حلا غير دستوري ولهذا اشكر الشيخ احمد العبدالله الذي اعلن عدم سعيه الى الحل غير الدستوري وتعطيل العمل بالحياة البرلمانية التي ارتضاها الشعب والاسرة معا منذ عهد طويل.
غير مأسوف عليه
ومن جانبه، قال النائب د.وليد الطبطبائي انه من المؤسف التلويح بحل مجلس الأمة، لكن هذا المجلس ان ذهب فهو غير مأسوف عليه لأن عددا من النواب يحولون الى «التربي» اي هم من يدفنون الاستجوابات لكي يضمنوا البقاء على الكراسي فهذه سوابق ستحسب على المجلس الذي لا قيمة له دون هذا الحق الذي يخيف الحكومة ويضعها على المحك ولهذا فإننا نكرر على رئيس مجلس الوزراء ان يتفضل بصعود المنصة لمواجهة المساءلة السياسية او الاستقالة ودون هذين الخيارين فعلى المجلس السلام.
واضاف انه من غير المعقول حل مجلس الأمة 3 مرات خلال 3 سنوات امتدت من 2006 الى 2009 وهذا مؤشر خطير وغير مقبول لأن الحل لن ينهي الاوضاع المتردية في البلد وان الاستقالة لن تؤثر على طريقك نحو الامارة وعليك حسن الادارة في مجلس الوزراء.
وتابع اننا نقف مع النائب فيصل المسلم وحركة «حدس» في استجوابيهما المقدمين لرئيس مجلس الوزراء.
المسؤولية التاريخية
ومن جانبه قال رئيس المكتب السياسي في الحركة السلفية فهيد الهيلم ان رئيس الحركة واجه عدة استجوابات واستمرت الأزمات حتى كان من بينها استقالات للحكومة الآن المسؤولية التاريخية التي يعيشها د.فيصل المسلم ارتضت تقديم هذا الاستجواب.
واضاف ان كثرة الاستجوابات جاءت نتيجة لوجود الخلل في الحكومة، ولهذا استمر مسلسل الترهيب، حين قال رئيس الحكومة سنحيل الاستجواب الى جلسة سرية وهذا ما لا يمكن قبوله واذا كان هناك من النواب من سيوافق على احالة الاستجواب الى الدستورية فإنه يخون الامة بأسرها.
وتابع: هذه الاحداث تذكرنا بقول الشاعر: الثعلب قد يبدو أسدا في حين الاسد الخواف، ولهذا فإننا نرى فيصل المسلم ليس بالأسد الخواف ولهذا لا يمكن ان يتعطل البلد بسبب الاستجواب.
وقال: اذا كان هناك من يطلق اللاءات الاربع نقول له نحن نعم لصعود المنصة او الاستقالة لأن الشعب الكويتي يستاهل ان تكشف امامه الحقائق.
واضاف ان المدير الجيد هو من يواجه المشاكل ويتصدى لحلها ولهذا يجب على رئيس الوزراء ان يصعد الى المنصة لكي يوضح لنا اين صرفت هذه الملايين التي فاقت الـ 9 ملايين خلال العام الماضي.
واشار الى ان الحركة السلفية تؤكد انها مع د.فيصل المسلم في استجواب رئيس الوزراء الذي جاء في الاطر الدستورية ولهذا يجب على نواب الدائرة الرابعة الوقوف مع هذا الاستجواب الذي تسبب بشلل كامل للبلد الذي يديره مجلس وزراء قائم على محاصصة قبلية طائفية مذهبية اخذت البلد الى حافة الهاوية.
ولفت الى ان المجالس السابقة كانت تحظى باحترام الناخبين لأن النواب لم يتجاهلوا مطالب الشعب الأمر الذي يدعونا الى مطالبة رئيس الوزراء بصعود المنصة او الاستقالة ان رأى عدم قدرته على مواجهة محاوره وان لم يستقل فليقل.