أسامة أبوالسعود
أكد سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد ان الكويت ارتأت ان تضرب بسهم في مجال ابراز وجه الاسلام الحضاري وتعزيزه سبيلا للتعايش السلمي وطريقا للتبادل الحضاري.
وقال سموه في كلمة ناب عنه فيها وزير العدل ووزير الاوقاف والشؤون الاسلامية المستشار حسين الحريتي خلال افتتاح الندوة الثامنة لمستجدات الفكر الاسلامي تحت عنوان «حوار الحضارات بين العالم الاسلامي واليابان» صباح امس ان العالم الاسلامي اهتم بموضوع الحوار مع الآخر اهتماما كبيرا فحدد ضوابطه وأرسى شروطه واوضح اساليبه ووجه اهدافه ورفع مكانته عندما اضفى عليه حلة حضارية يلزم الناس احترام بعضهم البعض وتجنب اسباب الصراع.
ولفت سموه الى ان العالم اليوم يبحث عن صيغ ورؤى من اجل تجاوز الازمة البيئية فإن الامر يستدعي ابراز رؤية الحضارة الاسلامية للموضوع من حيث القيم الاخلاقية الرشيدة الهادية لسلوك الانسان تجاه الطبيعة، خاصة ان الاسلام اهتم بحفظ الانسان والحيوان والتربة والنبات وجميع المخلوقات الحية.
واوضح ان المسلمين استوعبوا هذه القيم والتاريخ سجل نماذج اكدت حسن تعامل المسلمين مع البيئة ومحافظتهم عليها، ما يستوجب علينا تقديمه في صورة اجراءات عملية تستفيد منها الحضارة المعاصرة.
ومن جانبه، قال وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ورئيس اللجنة التحضيرية العليا د.عادل الفلاح ان وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية تسعى جاهدة الى تحقيق هذا المنهج القرآني الاصيل من خلال الانشطة التي تقدمها في مؤتمراتها ومن خلال الندوات والبرامج العلمية التي ترعاها سواء على الصعيد المحلي او الدولي، وما هذا المؤتمر الذي يجمعنا اليوم الا ثمرة من ثمار هذه الجهود وهذه الرؤية التي تصب في اتجاه تحقيق غايات اسلامية سامية تتطابق واهداف الوزارة وخطتها الاستراتيجية بغية تجسيد التعاون الانساني وتحقيق التواصل الحضاري مع حضارات العالم الذي ارتضيناه سبيلا ومنهاجا لوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية في الكويت.
من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الياباني ماساهيكو ان الواجب على جميع الدول التضافر في بذل الجهود لكي يستمر هذا النجاح الذي حصدناه على مدى الندوات السبع السابقة.
واضاف ان المساعي مبذولة في اليابان لسرعة مواجهة التغيرات البيئية المتلاحقة، وذلك لكي نوفر حلولا مناسبة لهذه المشاكل البيئية التي باتت اليوم تهدد حياة البشرية.
من جانبها، قالت رئيسة مركز العمل التطوعي الشيخة أمثال الأحمد ان الله تعالى اكد في محكم كتابه وفي آيات عدة على ضرورة حفاظ الانسان على مخلوقات الله الاخرى التي سخرت لخدمته، مشيرة الى ان الله تعالى خلق جميع مخلوقاته، وميز الانسان بالعقل الذي يميزه عن باقي المخلوقات للحفاظ على تلك النعم من موارد طبيعية وبيئية، الا ان جهل الانسان وعناده للفطرة السليمة جعلاه يتلف البحار ويقطع الاشجار.
ودعت وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية الى ترجمة الآيات القرآنية التي تنص على الحفاظ على البيئة الى اللغة اليابانية وغيرها من اللغات لتبيان ان المسلم ملتزم بالحفاظ على البيئة من منطلق روحي وديني، دون خوف من قوانين تلزمه.
وتابعت بأن «التربية» مطالبة بإدخال مناهج الحفاظ على البيئة في مدارسها، وذلك لغرس القيم الصحيحة في أطفالنا والتي من أولاها الحفاظ على البيئة التي بها يشكر الانسان ربه.
من جانبه، قال عضو مجلس اللوردات البريطاني اللورد محمد شيخ: اننا في مجلس اللوردات نهتم كثيرا في البيئة ومناقشة التحديات التي تواجه العالم ازاءها، حيث نتشارك جميعا في تلك الامور، مطالبا بالاتفاق على الحد الادنى من الامور للمحافظة على أرضنا المشتركة.
وقال ان التغيرات المناخية والاحتباس الحراري قد يؤدي الى المزيد من المشاكل، الامر الذي ينعكس سلبا على حياتنا المعاصرة، ولذلك فنحن مطالبون بإيجاد الحلول في اطار من التعاون بين اليابان والعالم الاسلامي، بل العالم أجمع، مبينا ان هناك العديد من المؤشرات التي طغت على السطح توضح اهتمام العالم المتزايد بالبيئة.
من جانبه، قال مدير ادارة العلاقات الثنائية في وزارة الخارجية في مملكة البحرين د.ظافر احمد العمران ان تبني الكويت لمبادرة استضافة هذا الحوار سيسهم في اثراء وتعميق الفهم للحضارة الاسلامية، وتوسيع آفاق التفاهم والتعاون والتسامح بين العالم الاسلامي واليابان في مختلف المجالات، مشيرا الى ان الحوار كمفهوم يلعب دورا محوريا في حياتنا، كونه يمثل منهجا عمليا يعزز سبل التعاون مع الآخر المختلف، ويعمق التفاهم المشترك الذي يقوم على أساس من الفكر المستنير، والمنهج العقلاني.