آلاء خليفة
دانيا شومان
للنجاح والتفوق فرحة لا تضاهيها فرحة في حياة الانسان، ويأتي التكريم ليبرز تلك الفرحة ويتوج الجهود المضنية التي بذلها الانسان، وليكون ذلك دافعا له لبذل المزيد من الجهد لتحقيق احلامه واهدافه.
وكعادتها سنويا وحرصا منها على تكريم طلبتها وطالباتها، نظمت المدرسة الاميركية ثنائية اللغة حفل تكريم الطلبة الحاصلين على تقديرات مرتفعة للفصل الدراسي الاول من العام الدراسي 2008/2009، بحضور د.فايزة الخرافي التي قامت بتكريم الطلبة والطالبات وتوزيع الشهادات التقديرية عليهم، وذلك على يومين حيث شهد اليوم الاول تكريم طلبة المرحلة الابتدائية واليوم الثاني تكريم متفوقي المرحلتين المتوسطة والثانوية.
بدأ حفل اليوم الاول بتلاوة آيات من الذكر الحكيم أعقبتها كلمة لناظرة قسم اللغة العربية آمال المنياوي قالت فيها: «نجاحكم هذا هو نجاحنا جميعا، وهو ثمرة جهد وعمل متواصل من كل القائمين على العملية التربوية في هذا الصرح العلمي الكبير».
واضافت: «لقد وفرت لكم مدرستكم كل السبل لترقى بكم الى أعلى الدرجات، مشيرة الى ان المدرسة طبقت مناهج دراسية متطورة باللغتين العربية والإنجليزية مستخدمة أحدث الوسائل التعليمية التكنولوجية الحديثة لافتة الى ان المدرسة طبقت طرق تدريس متنوعة ليتخرج الطالب في المرحلة الابتدائية متمتعا بطلاقة لغوية وقادرا على التعبير والحوار باللغتين.
مؤكدة ان المرحلة الابتدائية هي مرحلة التأسيس والبناء ومرحلة تتبلور فيها شخصية وقدرات الطالب وتعده لاستكمال مشواره الدراسي، داعية أولياء الأمور للتعاون يدا بيد للنهوض وللوصول بهم الى أعلى الدرجات، مشيرة الى ان طموحات المدرسة كبيرة، مؤكدة تحقيقها بجهود مجلس الادارة وجميع الاداريين والهيئة التدريسية، لافتة الى ان هناك برامج وخططاً منظمة يرتب لها ضمن دراسات مسبقة قبل ان تدخل حيز التنفيذ.
هذا وتخلل الحفل عدة فقرات متميزة لاقت استحسان الحضور ومن بينها عرض تمثيلي درامي خاص أجاد تقديمه طلبة وطالبات المرحلة الخامسة وفقرة خاصة قدمها طلاب المرحلتين الثالثة والرابعة، وجاء الختام بقطعة موسيقية لطلبة المرحلة الثانية.
وبدأ حفل اليوم الثاني بعزف السلام الوطني ثم تلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحضور عبدالعزيز الظفيري، ثم ألقى ناظر المدرسة روبرت موند كلمة اكد فيها ان التكريم هو اقل ما يستحقه الطلبة والطالبات المتميزون والحاصلون على درجات عالية مكنتهم من الحصول على تقديرات ما بين الامتياز والجيد جدا والجيد في الفصل الاول من العام الدراسي 2008/2009.
وأشار موند الى ان هذه التقديرات تحسب وفقا لمتوسط النقاط التي حصل عليها الطالب، لافتا الى ان طلاب مرتبة الشرف الاولى حصلوا على متوسط بين 3.76 و4 مع العلم بأن 4 هي أعلى عدد من النقاط يمكن للطالب الحصول عليه ومن أصل 352 طالبا في المرحلتين المتوسطة والثانوية حصل 37 منهم على هذا التقدير.
وتابع: وحصل طلاب الامتياز على متوسط بين 3.45 و3.75 وبلغ عدد هؤلاء الطلبة 40 طالبا، وحصل طلاب الامتياز على متوسط بين 3.35 و3.44 وبلغ عدد هؤلاء 14 طالبا.
وقال: لقد كنتم جميعكم متميزين حقا، وستواصلون هذا التميز في مرحلتي دراستكم المتوسطة والثانوية وفي مسيرة حياتكم، موضحا ان كل طالب في هذه المدرسة يمتلك شخصية متميزة وهبها له الله، وعليهم يتوقف الاستمرار في التعرف الى هذه المواهب واستخدامها.
وأردف موند قائلا: ستواجهون في حياتكم أوقاتاً ستبدو صعبة بالنسبة لكم، ستتساءلون عن الهدف من هذا كله، وعن سبب وجودكم هنا وعما ستفعلونه لاحقا، وقد تشعرون بأنكم فقدتم رؤية أهدافكم، وهنا أرجو منكم ان تتذكروا ان الجواب موجود دائما عند رؤوس أصابعكم، ان بصمات أصابعنا هي تذكير بأننا كلنا متفردون وليس هناك احد آخر يشبهك، وليس هناك من يمتلك نفس رغباتك او أهدافك او تجاربك، ان تحديد المساهمة التي ستقدمها لمجتمعك يعود إليك، وهذه الخطة لن تجدها واضحة دائما، انها تحتاج الى تساؤل شخصي دائما وبشكل يومي أحيانا.
وقال موند: اسعوا في حياتكم دائما الى وضع رابح للجميع، لقد تحدثنا في حصص التربية الشخصية عن الأوضاع الرابحة للجميع، ماذا تعني؟ إليكم مثالا جيدا، ذات مرة كان شقيق وشقيقته يتشاجران على القطعة الاخيرة من كيك الشوكولاتة، وتدخل والدتهما المطبخ وتسأل عن سبب الصراخ، كل منهما يريد القطعة الاخيرة من الكيك، الحل الواضح هو تقطيع القطعة الى نصفين، وهنا تظهر مشكلة اخرى، من سيأخذ النصف الاكبر، وتطلب الأم من ابنها ان يقطع الكيك الى نصفين وان يدع لشقيقته ان تختار القطعة التي تريدها، ومن المؤكد ان شقيقها بذل أقصى جهده لجعل النصفين متساويين، مضيفا: وإذا لم تتوصلوا الى أوضاع رابحة لكل الأطراف فستحصلون على أوضاع تربحون فيها ويخسر الآخرون فيها ويربح الآخرون، هذه ليست طريقة مثلى للحصول على سمعة جيدة، اسعوا الى ان يكون الجميع رابحين وبذلك سيكون الجميع سعداء.
وأكد موند انه من المهم جدا في حياتنا ان نقوم بعمل نشعر بالحماس له، شيء نحب القيام به او استكشافه او القراءة عنه او التحدث عنه للآخرين، ولكن العائلة ايضا مهمة جدا في حياتنا، أيا كان عملكم لا تنسوا أبدا روابطكم العائلية، قد لا تتفقون دائما مع والدكم او والدتكم او الأوصياء عليكم ولكن عليكم بذل قصارى جهدكم لتحقيق وضع رابح للجميع، توصلوا الى الحل الوسط الذي يرضى الجميع.
واسترسل موند في كلمته قائلا: كثيرون منكم قد لا يعرفون بالتحديد ما الذي سيفعلونه بحياتهم، وقد لا تتمكنون من الإجابة عن هذا السؤال بشكل كامل الا عند بلوغكم العشرينيات او الثلاثينيات او حتى الأربعينيات من العمر، ولكن لا تتوقفوا أبدا عن سؤال أنفسكم عن كيفية استخدام الموهبة التي منحها الله لكم وليكن هذا الحافز للمعرفة والخبرة دافعا لكم في الحياة، موضحا ان الدراسة المتوسطة والثانوية مرحلة مهمة يواصل فيها الطلاب تطوير أسس معرفتهم، مشددا عليهم ضرورة البناء على ما يحتاجون معرفته في المستقبل، ولا يفكرون بأنهم لن يستخدموا ما تعلموه.
مؤكدا عليهم ضرورة ان يتحدوا أنفسهم دائما لتعلم المزيد، وقال: وبما أنكم كنتم متميزين جميعا بدرجاتكم وهذا هو سبب وجودكم هنا اليوم، فإن عليكم ان تواصلوا تميزكم، ولا يوجد احد آخر مثلكم، لا تنسوا هذا، انه تذكير موجود دائما عند رؤوس أصابعكم.
مثابرة وجهد
وفي حديث للصحافيين مع د.فايزة الخرافي على هامش الحفل، اعربت عن سعادتها بتواجدها في حفل تكريم طلبة وطالبات المدرسة الأميركية ثنائية اللغة المتفوقين والمتفوقات في المرحلتين المتوسطة والثانوية، واكدت د.الخرافي انها فخورة بوجود شباب وشابات من ابناء الكويت الذين يعملون ويثابرون ويجاهدون ليصلوا الى هذه المراحل المتميزة من التفوق، وقالت نحن بالفعل بحاجة الى مثل هذا النوع من الشباب الذين لم يقبلوا فقط بنيل درجات عادية بل اصروا على التفوق، لذا فان تكريمهم واجب واحتفالهم يجب ان يكون عرسا للجميع، معربة عن سعادتها بالفرحة التي تتلمسها في اعين اولياء امور الطلبة والطالبات.
واكدت د.الخرافي ان الاستثمار في التعليم هو من افضل انواع الاستثمار، موضحة ان الكويت تسخر جميع امكانياتها للاستثمار في ابنائها وبناتها المخلصين.
وعلى جانب اخر اشارت د.الخرافي الى ان المدرسة الأميركية ثنائية اللغة، تحرص على التربية والتعليم معا، لافتة الى ان الاخلاق من الامور الهامة التي يجب ان تزرع في نفوس الطلبة كما ان صقل شخصية الطالب وتعوده على تحمل المسؤولية واحترام الرأي والرأي الآخر، امور يجب ان يتعلمها الطالب منذ الصغر قبل ان يخرج الى المجتمع ويعكس ما تعلمه وما تربى عليه، حتى يسود المجتمع النظام الديموقراطي الذي نسعى جميعا لايجاده.
وقالت د.الخرافي: انا فخورة وسعيدة واسعد دوما بوجودي في المحافل العلمية التي تكرم المتفوقين والمتفوقات، الذين يعملون جاهدين دوما لرفع اسم الكويت عاليا.
نبراس ينير الطريق
وفي تصريح خاص لـ «الأنباء» اعربت مديرة المدرسة الأميركية ثنائية اللغة اريج الغانم عن فخرها واعتزازها بهذا اليوم الذي تخصصه المدرسة سنويا لتكريم ابنائها وبناتها المتفوقين والمتفوقات.
وقالت الغانم: ان طلابنا المتفوقين بذلوا جهودا كبيرة طيلة العام الدراسي حتى يصلوا الى هذا اليوم لتكريمهم على ما حصدوا من تفوق ونجاح، موضحة ان تكريمهم سيظل نبراسا ينير دربهم لتحقيق التفوق طيلة حياتهم، لافتة الى ان الطلاب الذين لم يحصلوا على التفوق العام الماضي بذلوا جهودا مضنية العام الحالي حتى يتم تكريمهم، بما يعني ان التكريم يدفع الشخص لبذل الجهد للوصول الى تلك المكانة العظيمة، مؤكدة اقتناعها التام بان الجهود التي ستبذل العام المقبل ستكون مضاعفة.
وعلى جانب اخر اكدت الغانم حرص المدرسة على تكريم ابنائها المتفوقين والمتفوقات، وتشجيعهم باستمرار تقديرا لجهودهم التي كللت بالنجاح والتفوق، فقد غرسوا خيرا وهاهم يحصدون نتيجة ما غرسوا، لافتة الى ان حفل تكريم الطلبة يعتبر سنة حميدة حيث تحرص المدرسة على تنظيمه منذ افتتاحها وحتى يومنا هذا للعام الثالث على التوالي، وعلى الرغم من الامكانيات المحدودة الا ان الحفل خرج بصورة منظمة تليق بالطلاب المتفوقين، واعدة بان المدرسة ستسير على نفس المنوال العام المقبل وسيكون هناك تطوير للافضل في الاعوام المقبلة، وهنأت الغانم باسم ادارة المدرسة جميع الطلبة والطالبات المتفوقين والمتفوقات متمنية لهم دوام النجاح والتفوق والتميز.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )