حنان عبد المعبود
رغم أنها مازالت تشكل خطرا على صحة المواليد، غير أن الشفاء منها لم يعد أمرا مستحيلا، فما شهده ميدان الطب والجراحة وأجهزة التخطيط والأشعة سهل تشخيص العيوب الخلقية في قلب الطفل منذ ولادته، بل حتى أثناء كونه جنينا في بطن أمه.. وفي هذا السياق، شدد استشاري أمراض قلب الأطفال والعيوب الخلقية، والحاصل على الدكتوراه من فرنسا، د. ناصر أبوزيد، على ضرورة تيقظ الأم بعد ولادة الطفل عند ملاحظة أي أعراض غير طبيعية عليه، كسرعة التنفس وزيادة ضربات القلب وغزارة التعرق، خصوصا أثناء الرضاعة، ومن ثم مراجعة اختصاصي الأطفال للكشف المبكر إن كانت هناك عيوب خلقية في قلب الطفل، والبدء في العلاج للحصول على نتيجة أفضل، لافتا إلى أن التأخر في علاج قصور القلب يؤدي إلى تدهور حالة الطفل وصولا إلى الفشل في أعضاء جسمه الأخرى.
ومن خلال إجاباته على استفسارات المتصلين من قراء «الأنباء» بين د.أبوزيد أن الجراحة العلاجية للعيوب الخلقية، أسهمت في إعادة القلب إلى العمل بشكل طبيعي، وذلك بنسبة تقترب من 100%، وبعدها يستطيع الطفل ممارسة نشاطاته وحياته كما الأطفال الأصحاء، منوها إلى أن القسطرة تفيد في توسيع الصمام الشرياني الرئوي الضيق، وتؤدي الى نجاح فاعل كحل نهائي لهذه المشكلة.
ولدى سؤال البعض عن زراعة القلب، أجاب د. ابو زيد بأن التقدم الهائــل فـــي صناعة الأدوية التي تحد من رفض الجسم للجزء المزروع فيه، ساهم فـــي نجاح عمليات زراعة القلب بصورة كبيرة، غير أن الأطفال الذين أجريت لهم الزراعة يحــتاجون إلـــى المتابعة مدى الحياة، لاسيما أن تناولهم للأدويــة المثبطــة للمناعــة يجعلهم عرضــة للإصابة بالفطريات الخطيرة والڤيروســات والبكتيريــا.
كما تخلــل الحوار الحديث عن ضرورة التشخيص الدقــيق للحمى الروماتيزمية، وعن ضرورة تنبه السيدة الحامل للعوامل البيئيـــة، وتجنب التدخين والأدوية، وعن زرقة لون الطفل بعــد ولادته واسبابها والتمييز بين أعراض العيوب الخلقية في القلــب وبين المشاكل الصــدرية الرئويــة، وعــن التهــاب السحايا، وعــن ثقــوب القلب والتشافي منهـــا، إلــى غير ذلك من الجـــوانب ذات الصلة.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )