أسامة أبوالسعود
أكد النائب السابق والمرشح الحالي لعضوية مجلس الامة مخلد العازمي ان بعض النواب لديهم اجندات خارجية يهدفون من خلالها الى هدم الديموقراطية في البلاد مشيرا الى ان التعسف في استخدام الادوات الدستورية لبعض النواب هو الذي وصل بالبلد الى هذه المرحلة وحل المجلس، على الرغم من أن المجلس لم يتجاوز عمره عدة شهور، واوضح مخلد في الندوة الجماهيرية الاولى التي اقامها بديوانه مساء امس الاول ان الدستور الكويتي يعتبر من افضل الدساتير في العالم، وهو الذي كفل للمواطن الكويتي الحرية والأمن والأمان والمراقبة والتشريع، وجعل الشعب يشارك في الحكم في هذا البلد المعطاء.
وقال مخلد ان النواب استخدموا حقهم الدستوري الذي كفله لهم الدستور، استخداما تعسفيا واضحا جدا بالتركيز على رئيس الحكومة مباشرة، لافتا الى ان هناك قضايا تخص وزراء معنيين ورئيس الحكومة ليس له علاقة بها، فلماذا بعض النواب يتعمدون ان يستجوبوا رئيس الحكومة ولا يذهبون الى الوزير المختص وقدموا استجوابا ثانيا وثالثا ورابعا، والله اعلم لو استمر المجلس فإن الاستجوابات قد تصل الى خامس وسادس وسابع لرئيس الحكومة، وهذا هو التعسف الواضح الذي يقوم به بعض النواب.
الانحدار في اللغة
واضاف انه، للاسف، حصل الكثير من التراشق والانحدار في لغة الحوار بين اعضاء مجلس الامة، حيث انني كنت في يوم من الايام داخل قاعة عبدالله السالم ووصل الامر لدرجة ان يكون هناك تشابك بالايدي بين الاعضاء، وهذا هو سبب تأخير المشاريع التنموية والتأزيم السياسي بين الوزراء والنواب، وهذه هي احد الاسباب الرئيسية التي وصلت بالبلد الى هذه المرحلة، وهذه الازمة، وبالمقابل الحكومة للاسف لا تستطيع ان تواجه وتدافع عن قراراتها.
واشار العازمي الى ان المجلس الماضي كان يوجد به اعضاء ونواب عقلاء يريدون الاصلاح ويريدون النهضة والتنمية لهذا البلد، ولكن نرى ان بعض النواب تأزموا وتعسفوا بحقهم الدستوري، بالرغم من اننا نصحنا هؤلاء النواب وجلسنا معهم وتوسلنا اليهم أرجوكم ليس هناك داع لهذه الامور والتأزيم، ولكن دون جدوى ولم يستمع احدهم الى اخوانه النواب، وهذا هو المصير عندما اعلن واتخذ صاحب السمو الأمير قراراً بحل مجلس الامة وان هذا هو الحل الصائب، عندما رأى ان الامور وصلت الى ظروف لا تحمد عقباها.
ورأى ان المستشارين والبطانة حول سمو رئيس مجلس الوزراء لم يوفقوا ولم يشيروا على رئيس الحكومة بالرأي السديد، وبعد ذلك توالت الاستجوابات واحداً تلو الآخر حتى وصلنا الى طريق مسدود، هذا مما جعل صاحب السمو الأمير يتخذ القرار بحل المجلس، مضيفا: انني احد الاشخاص الذين قابلوا صاحب السمو الأمير مع مجموعة من النواب، وكان واضحا انه حزين جدا وتعبان من الاوضاع السيئة التي وصلت اليها الكويت، وان تدخل صاحب السمو الأمير يعتبر صائبا ومحقا بحل المجلس، وذلك عندما رأى اننا وصلنا الى طريق مسدود وليس له حل.
تعطيل مشاريع التنمية
واوضح العازمي اننا نعاني منذ تحرير الكويت الى هذا اليوم من تعطيل المشاريع التي لم تنجز الى الآن متمنيا ان تكون هذه الاستجوابات التي قدمت لرئيس الوزراء تكون على التنمية وعلى التربية والاسكان والمستشفيات ولا تكون على أشياء للأسف لا تستحق ان تقدم وليس لها أي معنى، وهذا هو التعسف بمعنى الكلمة وبذلك تعطلت التنمية ولم يكن هناك أي تعاون ما بين السلطتين.
واستذكر العازمي ان الكويت تمر بقضية اقتصادية وهذه الأزمة هي أزمة عالمية ضربت أميركا وأوروبا واليابان والدول الأخرى، وهذه تعتبر جريمة كبرى بحق الحكومة والمجلس عندما تسقط المؤسسات والدولة كلها في قبضة هذه الأزمة العالمية، لافتا الى عدم التعاون بين السلطتين هو الذي وصل بنا الى هذه الحال بالرغم من انه لو كان هناك تعاون ما بيننا لأنجزنا الكثير ولكن للأسف ابتلينا ببعض النواب الذين لا يسمعون لزملائهم، ولا يتلقون منهم النصائح للخروج من هذه التوترات والتأزيم.
القرض العادل
وقال انني كنت أحد المتقدمين بقانون الذي يعتبر من أفضل القوانين هو قضية المعاناة للشعب الكويتي بسبب الديون واقتراح قانون القرض العادل، مشيرا الى اننا مع الوزراء الذين يتقدمون بحل قضية شراء المديونية واعادة جدولتها أو إسقاط الفوائد ولكن الحكومة تتحجج وتقول ان هذا القانون والاقتراح ليس به عدالة بالرغم من ان الشعب الكويتي يمر بظروف صعبة ويمر الكثير منهم بمعاناة وذلك بسبب القروض، ومع هذا كله قدمنا أنا وبعض النواب ومنهم مرزوق الغانم وخلف دميثير باقتراح قانون بصرف قرض حسن للذي يتجاوز عمره الواحد والعشرين 10 آلاف ولكن التشنجات والمشاحنات حالت دون ذلك.
أجندة خارجية
واشار الى ان خطاب صاحب السمو الذي ألقاه قبل ثلاثة أيام أن كل كلمة فيه لها معنى، وعندما قال ست مرات خطر خطر وفعلا خطر ان تدب الروح عدم التعاون بين السلطتين، مستغربا أنه حتى دول الخليج أنقذتنا بسبب هذه المشاكل والتأزيم ما بيننا، متهما بعض النواب بأن لهم أجندة خارجية تفرض على الكويت، ويريدون هدم الديموقراطية والعبث بالكويت، وهذه من أكبر المشاكل في الكويت.