فقدت الكويت أول من أمس ركنا من أركان العمل الدعوي والخيري بوفاة الشيخ نادر النوري بعد رحلة طويلة من البذل والعطاء في عمل الخير والدعوة اليه. رحل الشيخ نادر النوري تشيعه دعوات الآلاف الذين عايشوه عن قرب وتعلموا على يديه وتعرفوا على خصاله الطيبة وسماته النيرة، فقد كان نادرا في كل شيء، ونورا يشع على من حوله.
ولد الشيخ نادر النوري في العام 1954 لأسرة محافظة في كيفان، وكان مستقيما صالحا منذ صغره، والتزم وصية عمه عبدالله النوري، وشغف بعمل الخير وانخرط فيه جريا على سيرة جده محمد النوري وعمه عبدالله النوري، وتوالت رحلاته في سبيل العمل الخيري، ولم يخل بلد من بصمة خيرية له أو عمل تطوعي، فطالت يده الحانية كثيرا من الأفئدة الكسيرة والعيون الدامعة في عشرات البلدان بأفريقيا وآسيا واوروبا.
وجمع الشيخ نادر النوري بين العلم الشرعي والفكري والدعوي والتربوي والإداري والقيادي والخيري والإعلامي، وهي صفات قلما تجتمع في شخص واحد.
و«الأنباء» إذ آلمها ذلك المصاب الجلل، لتعزي آل النوري، وتسأل الله لهم الصبر والسلوان.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
النور النادر ينطفئ ولا يغيب
ها هي ورقة خضراء أخرى تسقط من شجرة العمل الخيري والدعوي في الكويت برحيل نموذج رائع للدعاة المخلصين، الداعية نادر النوري، الذي امتدت مشاعله وشموعه الى بلاد كثيرة سخر فيها جهده وطاقته للعمل التطوعي، سافر الى الهند والصين واليابان واستراليا والبوسنة والهرسك وكثير من دول افريقيا وآسيا واوروبا ليمسح دموع الباكين، حتى طالت يده الحانية الكثير، اسمه نادر وهو حقا كان نادرا في أخلاقه وهدوئه وحبه للناس، كان زاده التقوى كما علمه عمه الشيخ عبدالله النوري الذي كان له اكبر الأثر في حياته، فهو معلمه الأول في العمل الخيري.
وقد شيعت الكويت أمس الفقيد النوري إلى مثواه الأخير حيث ووري الثرى في مقبرة الصليبخات وسط حضور كبير وحاشد من داخل الكويت وخارجها.
وقد أعرب عدد من المشيعين عن بالغ الأسى والحزن برحيل علم من أعلام العمل الخيري الكويتي سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.
من كلمات الراحل
٭ منذ نعومة اظافري ومنذ صغري كنت اذهب دائما وأزور المرضى وأزور المقابر وأشارك في غسيل الميت وايضا في دفنه، وكنت اجمع الشباب في بيتي ليناموا في غرفتي الخاصة المطلة على خارج البيت، وكانوا نخبة من الشباب الكويتي بعضهم مسؤولون كبار ومنهم من تقاعد، وكنا نجتمع على حفظ القرآن وتدبره ودراسة السيرة النبوية، كما كنا نقوم بمشاريع طيبة للعمل على إصلاح الشباب والعناية بالمنحرفين، وكنت اقوم بعمل الشاي والقهوة لهم وكنا نذهب لصلاة الفجر وبعد صلاة الفجر الديوانية مستمرة، وكان صوت المؤذن يطربني ويشجعنا على صلاة الجماعة، وكان لدي قدرة بحمد الله على حفظ القرآن الكريم وبدأت احفظ القرآن سنة 1965.
٭ الطير إذا طار يأكل رزقه ويأوي إلى عشه، وأنا أجد في جمعية عبدالله النوري سكينتي وراحتي وخدمة المسلمين وسعة الرزق وطمأنينة البال، والعلاقات التي اكسبتني حب الكثير ومحبتي لهم ويوميا اتلقى مكالمات من كل البلاد تسأل عنها.
٭ أفضل من الأصحاب المؤمن التقي، لوصية النبي صلى الله عليه وسلم «لا يدخل بيتك إلا مؤمن ولا يأكل طعامك إلا تقي».
٭ لم أنس يوم استدعاني الشيخ عبدالله النوري بعد أن أطلقت لحيتي وقد أخذني ناصحا وهو يعظني ويقول لي: يا بني أوصيك بتقوى الله تعالى وصحبة العلماء الصالحين وكن على سنن الهدى واتبع العلماء واحذر الغلو والتطرف أو التنطع والزم الوسطية وأهلها فإنها سبيل الفالحين، وكان قد استدعاني رحمه الله خصوصا، وأغلق الباب وهو يسر إلي بهذه الوصايا، وكانت وصيته الثانية لي قبل وفاته بساعات معدودة حيث قال: يا بني اني عندي هم في قلبي ولم أجد أفضل منك عندي لأبديه لك وهو أن العمل الخيري والدعوي بالخارج الذي اقوم به سيتوقف إذا لم أجد من يواصل المسيرة وقد رشحتك لهذه المهمة.
٭ قمت بأول زيارة لي إلى مدينة تايبيه بتايوان في الصين فحرصت كعادتي دائما في سفراتي المتكررة على أن أزور أهم معالم هذه المدينة فطلبت من إدارة الفندق أن تنظم لي برنامجا مختصرا حتى يحل موعد كنت مرتبطا به فكان هذا البرنامج مقتصرا على زيارة المتحف الوطني وهو متحف حافل بالقطع الأثرية يضم أكثر من خمسة ملايين قطعة، وكان يرافقني في هذه الرحلة رجل أميركي في الثلاثينات من عمره ومعه زوجته الشابة إضافة إلى رجل تايلندي وزوجته، تجولنا نحن الخمسة في أنحاء المتحف وبرفقتنا المرشد السياحي الذي كان يشرح لنا أقسام المتحف الذي كان مقسما على الحقب التاريخية، فلما مررنا بالحقبة الإسلامية كان هناك مخطوطات لمصاحف وكتب إسلامية قديمة تعود إلى عشرة قرون مضت وتقريبا تعود إلى القرن الأول أو الثاني الهجري عندما دخل الصحابة الصين فاتحين، وهنا أردت أن أجرب مدى تأثير القرآن الكريم في الإنسان حينما يسمعه للوهلة الأولى فاتجهت إلى أحد المصاحف الذي كان مفتوحا بالمصادفة على الآية الكريمة (وانا اخترتك فاستمع لما يوحى انني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني واقم الصلاة لذكري ان الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى) «سورة طه».
فأخذت أتلو هذه الآية الكريمة بصوت خاشع ومؤثر ليسمعني من حولي من الزملاء المرافقين، وبعد أن انتهيت من التلاوة فوجئت بما لم يدر بخلدي أو بفكري إطلاقا فقد شدني الرجل الأميركي من كتفي بقوة وهو يقول لي: ما أجمل هذا الكلام وطلب مني أن أعيده على مسامعه مرة أخرى، والحقيقة انه قد أثارني هذا الرجل إثارة شديدة جدا، فاستجبت لطلبه، وأعدت تلاوة الآية الكريمة فلاحظت شدة تأثره الذي أعقبه بالتساؤل: ما هذا الكلام؟ قلت له: انه القرآن الكريم، الكتاب العظيم.
وفي هذه الأثناء خاطبني الرجل قائلا: لابد من أن نحدد موعدا لتشرح لي معاني هذا الكلام فدعوتهم إلى مطعم صديق سوري وبعد أن أنهيت حديثي إذا بزوجة الأميركي تبدي في التو رغبتها في الدخول في الإسلام وذلك قبل أن يقبل زوجها الذي تأثر جدا للوهلة الأولى، وقال: أنا مقتنع تماما بالإسلام وأعلن إسلامه.
٭ بفضل تبرعات المحسنين من أهل بلدنا الطيب المعطاء انتشر الإسلام ومثال ذلك أنه بمجرد أن بدأ بناء المساجد في بوركينافاسو أقبل غير المسلمين على الإسلام والإقبال في تزايد مستمر وذلك من خلال ما يصلنا من تقارير من الجهات المنفذة أو ما نلمسه أثناء زياراتنا للدول المختلفة.
هل تعلم أن حفر بئر في أفريقيا بمبلغ 250 دينارا كان سببا في إشهار إسلام الكثيرين بمجرد علمهم بأن هذه البئر من تبرعات المسلمين.
٭ أهم القضايا التي تشغلني هي قضية الأقصى الأسير لأنه من المعلوم كما جعل الله الكعبة البيت الحرام مثابة للناس وأمنا والحرم النبوي مواليا لهذا البيت في الفضل، كذلك جعل بيت المقدس مهبط الملائكة ومبعث الأنبياء ومعراج سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم إلى السموات العلى.
النوري سيرة ومسيرة
نادر عبدالعزيز محمد النوري. - تاريخ الميلاد: 1954. - المؤهل العلمي: بكالوريوس تجارة وماجستير في الدراسات الإسلامية.
٭ خبرة طويلة في مجال العمل الخيري ومؤسس لكثير من اللجان الخيرية.
٭ مدير عام في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية سابقا.
٭ رئيس مجلس إدارة جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية.
1 ـ حاصل على بكالوريوس إدارة أعمال ـ جامعة الكويت ـ 1977.
2 ـ حاصل على ماجستير ودكتوراه في الدراسات الإسلامية ـ 1984.
3 ـ مدرس ومساعد علمي بالمعهد التجاري (التعليم الفني والمهني ـ إدارة وسكرتارية) ـ 1977 ـ 1979.
4 ـ مدرس بمعهد تدريب ضباط الشرطة ـ 1979.
5 ـ باحث في الموسوعة الفقهية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ـ 1981 ـ 1982.
6 ـ مراقب الشؤون الإسلامية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية 1982.
7 ـ مدير الشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ـ 1982 ـ 1992.
8 ـ عضو مؤسس بالهيئة الخيرية الاسلامية ـ 1993.
9 ـ نائب مدير عام الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ـ 1992 ـ 1995.
10 ـ مدير عام الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالنيابة ـ 1992 ـ 1995.
11 ـ رئيس لجنة فلسطين الخيرية ـ 1996.
12 ـ رئيس لجنة الشروق الشبابية التابعة للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ـ 1997.
13 ـ عضو مجلس إدارة لجنة التعريف بالإسلام ـ 1988.
14 ـ أمين عام لجنة التعريف بالإسلام ـ 1997 ـ 1998.
15 ـ رئيس مجلس ادارة لجنة التعريف بالإسلام ـ 1998.
16 ـ أمين عام جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية ـ 1981.
17 ـ رأس لجنة البعوث الطلابية التابعة لجمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية.
18 ـ مؤسس وعضو بمجلس ادارة لجنة مسلمي آسيا ـ 1989.
19 ـ مشارك في تأسيس لجنة مسلمي أفريقيا (تأسست سنة 1981) ـ 1982.
20 ـ مشارك في تأسيس لجنة الدعوة الإسلامية ـ 1982.
21 ـ مشارك في تأسيس لجنة العالم الإسلامي ـ 1982.
22 ـ عضو مؤسس في اللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة ـ 1982.
23 ـ عضو في جمعية الإصلاح الاجتماعي ـ 1975.
24 ـ عضو بجمعية إحياء التراث الإسلامي منذ تأسيسها.
25 ـ عضو في جمعية النجاة الخيرية ـ 1989.
26 ـ عضو في مجلس اليوم العالمي للمتطوعين (وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل).
27 ـ عضو في جمعية الصحافيين الكويتية.
28 ـ خطيب متطوع في وزارة الأوقاف ـ 1980.
29 ـ عضو في مجلس الكلية الإسلامية الأوروبية في شيتاشيتون ـ فرنسا ـ 1991.
30 ـ عضو مجلس أمناء في مؤسسة الإغاثة الإسلامية عبر العالم (بريطانيا) ـ 1996.
31- حاصل على أكثر من شهادة دكتوراه من بعض الدول العربية والإسلامية ولا يذكرها تواضعا.
أكدوا أنه صاحب أفكار إبداعية تخرّج على يديه العديد من الدعاة
دعاة لـ «الأنباء»: النوري كان مدرسة تعلمنا منها الصبر على العمل الخيري
- النشمي: عرفت فيه الداعية المخلص وكان همه دينه والعمل الخيري
- العقيلي: تميز بالحديث العذب والموعظة التي تنساب إلى القلوب
- الحيدر: صاحب علم واسع وأفق كبير
- الشطي: كان يعمل في صمت وترك بصمة كبيرة في عمل الخير
- بورحمة: لم يدخر جهداً في نصرة إخوانه المسلمين
- الفليج: قلما تجد بلداً لا يعرفون النوري
- الميمني: كنت أرتاح لإرشاداته الأبوية وتشجيعه على العمل الخيري
- العوضي: كنا بمجالسته نزداد أدباً وبحديثه نرتقي همة
- النفيسي: مسلمو إندونيسيا سيبكونه غداً
- الأحمد: قدم الكثير للإنسانية ولبلده وللإسلام
ليلى الشافعي
تحدث مجموعة من الدعاة ورجال العمل الخيري عن فقيد الكويت د.نادر النوري وعن مآثره وبصماته التي تركها وعن همته في العمل الدعوي.
في البداية قال رئيس رابطة علماء الشريعة لدول مجلس التعاون الخليجي والعميد السابق بكلية الشريعة د.عجيل النشمي: رحم الله عبده نادر النوري، عرفت فيه الداعية المخلص، عف اللسان، حسن المعشر، طيب القلب، همه دينه، وعمل الخير سعادته، هذا ما نشهد الله به وهو أعلم، فجهوده الخيرية الدعوية في كل بلد. وكان مصاحبا في كل رحلاته ما يقوم به الشيخ عبدالله المطوع ومع العم يوسف الحجي ويوسف الفليج. لم تبق بقعة في العالم الاسلامي الا وقام بزيارتها وله لمسات خير فيها، وخاصة جمعية عبدالله النوري كان رئيسا لمجلس ادارتها وقام بجهود كبيرة في الحقيقة، وكان متفرغا، ترك كل أعماله ليقوم بالعمل الخيري رغم انه كان مريضا، كان يحرص على الحضور في جمعية عبدالله النوري يوميا ويدير الامور بنفسه ولا يتغيب عن الجمعيات العمومية. ويضيف النشمي: كان همه الدعوة يربط بين العمل الخيري والدعوة، بمعنى اتخاذ العمل الخيري من وسائل الدعوة، وكانت هذه نقطة يغفل عنها كثيرون، فالعمل الخيري ليس معونات مادية فقط، إنما استثمار هذه المساعدات والأعمال الخيرية في العمل الدعوي لنشر الاسلام والدعوة الاسلامية، وتصحيح العقائد ومتابعة ذلك، نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة وأن يسكنه فسيح جناته.
فقيد الدعوة
من جانبه، قال الامين العام للرحمة العالمية يحيى العقيلي ان الشيخ نادر النوري، رحمه الله، هذا الرجل الرباني الذي سعى في بناء الدعوة ونشر الدعوة في اقطار الارض يعرف فضله ودوره مجاميع الدعاة والمراكز الاسلامية التي كان يجوب بلادها تأسيسا وتربية وتعليما للدعاة، هو من الرجال الذين تتربى النفوس بالنظر لهم والاقتداء بهم، وقد تميز، رحمه الله، بالحديث العذب والموعظة التي تنساب للقلوب والهيئة التي تضفي المحبة والتوقير، وهو من القلائل الذين احتفظوا بالحركة الدؤوبة في الدعوة والدعاة، رغم مضي السنين وتقادم العمر والمرض الذي اصابه كان يتصل بي.
ويضيف العقيلي: هو فقيد الدعوة وفقيد العمل الخيري، وفقيد الكويت الذي رفع اسمها عاليا في ارجاء المعمورة، نسأل الله تعالى ان يتغمده بواسع رحمته وان يرفع منزلته في عليين، وعزاؤنا لأهله واحبابه ورجالات العمل الخيري.
الصابر المحتسب
بدوره، قال مدير النشاط الخارجي في بيت الزكاة عبدالله الحيدر: عندما يرحل الشيخ نادر، فنادرا ان نحصل مثله، ماذا يستطيع الانسان في مثل هذا المصاب، فنحن نتكلم عن رجل عفيف شريف ضرب الامثال لكل الاجيال لحبه لخالقه ولرسوله صلى الله عليه وسلم، الشيخ نادر كاسمه نادر في تفكيره، شجاع في كلمته، مبادر في اعماله، عرفته الدنيا كلها شرقا وغربا، شمالا وجنوبا بالعمل الخيري، عرفته في صف الدعوة في بلادي الحبيبة الكويت منذ منتصف السبعينيات، سمته وصفاته الايجابية لخدمة دعوته ودينه، منذ ذلك التاريخ حتى وصل مديرا للاوقاف، ثم رئيسا لجمعية عبدالله النوري، رجل قل ان تجد رجلا مثله.
ويضيف الحيدر: اذكر انني زرت الهند، ووصلت الى احدى المدن واخذت السيارة مع المرافقين الى مسافة اكثر من ساعتين، فاذا المدرسة التي انشأها اهل الخير تكون بمنطقة بعيدة لكنها تخدم سكان تلك المنطقة، حاولت أخذ المعلومات حتى يمكن ان نساهم واذا انا امام مفاجأة ان الشيخ نادر زارهم، والعجيب انه لم يكن في فندق بل بنفس المدرسة في غرفة ضيافة.
وكان الشيخ نادر صاحب علم واسع وأفق كبير للمعلومات الشرعية، وحتى تجارب الحياة يعرف ويتفرس بالرجال، كان يمنح التزكيات لبعض الجمعيات التي زارها في كل عواصم العالم، وكان يتابع العمل الخيري بنفسه، مجتهدا في نشر العلم، عرفناه صابرا محتسبا للمرض لم نسمع منه شكوى، رحمه الله، ومن عجائب الايام ان كلمني ابنه عبدالله قبل وفاته بأيام وقال ان الوالد (اي الشيخ نادر) يسلم عليك ويوصيك بجمعية عبدالله النوري باعتباري عضو الجمعية، رحم الله الشيخ الشجاع وغفر له ونحسبه من الصالحين ونحسبه كذلك والله حسيبه.
من جانبه، قال د.بسام الشطي: كان الراحل يعمل بصمت ولم يدخل في الفتن وترك بصمة كبيرة في العمل الخيري، وكان في مقدمة الشعوب الإسلامية اذا نزلت بهم النوازل، وكان رجاعا للحق، محب للعلماء ويغلب عليه الصمت وصاحب الابتسامة المتميزة. صبر على مرضه وكان يشكو بثه وحزنه الى ربه، كثيرا ما رأيته في الحج يمشي وحده ويتلمس حاجة الفقراء والمساكين، وأكثر أعماله كانت في جنوب شرق آسيا وتحديدا في اندونيسيا.
نسأل الله ان يرحمه ويسكنه الجنة ويصبر أهله وذويه ومحبيه.
مدرسة في الصبر
وقال بدر بورحمة رئيس القطاع العربي بالرحمة بجمعية الإصلاح: لقد رافقناه في بداية عمله الخيري وكان شغله الشاغل هذا العمل، كان مدرسة من المدارس التي تعلمنا منها كيفية الصبر على العمل الخيري وتقديم المساعدات للآخرين والتفاني في ذلك، وكان دائما يدفعنا للعمل، وكان سباقا في تقديم الخير، ولم يدخر جهدا في نصرة اخوانه المسلمين في جميع بقاع الأرض، وما كان أحد يقصده الا ويلبي حاجته، وكانت جمعية عبدالله النوري خلية كخلية النحل الجميع يتردد عليها القريب والبعيد للاستفادة من الخبرات الموجودة والخير الموجود.
حقيقة كان مدرسة في الخير، صبر على المرض الذي عانى منه، كان قدوة وكان مبتسما دائما، وشاهدته في اللحظات الأخيرة مبتسما، وهذا أمر المؤمن ونسأل الله ان يكتب له الرحمة ويجعل قبره روضة من رياض الجنة.
أحبه الناس بلا حدود
بدوره، قال د. عصام الفليج: يعد الشيخ د.نادر النوري من العملات النادرة في هذا الزمان، فقد جمع بين العلم الشرعي والفكري والدعوي والتربوي والإداري والقيادي والخيري والإعلامي وهي قلما تجتمع في شخص واحد. انتشر في العالم كله ناشرا للدعوة ومساندا لها، فقلما تجد بلدا لا يعرف الشيخ نادر، سواء من خلال وزارة الأوقاف عندما كان مديرا للعلاقات الخارجية أو في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، أو جمعية الشيخ عبدالله النوري. عرفته متواضعا، دمث الأخلاق، دائم الابتسامة، مبادرا، لا يعرف المعوقات طريقا، فإذا ما أغلق عليه باب اتجه لفتح باب آخر، وكله ثقة بمعية الله عز وجل. وكان صاحب أفكار ابداعية ومتجددة، لا ينتظر العمل والإنجاز، بل يذهب اليه، ويبذل الأسباب. تخرج على يديه العديد من الدعاة في مختلف العالم، من عدة جنسيات، وانطلقوا في دعواتهم المباركة.
وأضاف الفليج انه استوعب العديد من الطاقات الشبابية بأفكارهم الابداعية، واستوعبهم عبر اللجان والجمعيات التي يديرها ويشرف عليها.
وقد أحبه الناس بلا حدود، لكل ما مضى، ولخبيئات عديدة بينه وبين الله عز وجل، فكان ممن قيل فيهم «اذا أحب الله عبدا جعل محبته بين عباده».
رحم الله الشيخ د.نادر النوري، وجعل الجنة مثواه، وأبدله بما هو أفضل من دنياه، وأخلف له بذريته الخير والبركة.
وتقول مديرة المشروع الشبابي الخيري في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية سمية الميمني: هناك أناس قد لا نراهم يوميا، لا نختلط بهم كثيرا، لا تجمعنا بهم أحداث كثيرة، ولكن وجودهم بيننا في الدنيا هو مصدر أمان واطمئنان وراحة الأذهان ونور الوجدان، لأنهم يبعثون النور في الوجدان لأنهم يعملون لتقوية الإيمان، يسعون لتقريب العبد من الخالق المنان، انهم من عباد الرحمن المخلصين، وكان منهم الشيخ نادر النوري، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، فقدناه البارحة وفقدنا خبرته العريقة في المجال الخيري، حيث امتدت مناشطه في كثير من دول العالم. الشيخ نادر جمعتني معه مناسبات واجتماعات قليلة في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.
لكن كنت أرتاح لأسلوبه الهادئ اللطيف، كنت أرتاح لإرشاداته الأبوية ونصائحه الأخوية في تشجيع الشباب للعمل الخيري. كان مشجعا ومحفزا لمشروعنا الشبابي «ادفع دينارين واكسب الدارين».
قد لا أملك العبارات الكافية والكلمات المعبرة التي أنعي بها الأمة الإسلامية والعاملين بالمجال الخيري لفقدان هذا العلم، لكنني أؤكد على شباب أمتنا أننا بحاجة إلى الكثير والكثير من المغفورين لهم أمثال الشيخ عبدالرحمن السميط والشيخ العم بوبدر المطوع والشيخ الذي انضم لهم وغادر للرفيق الأعلى الشيخ نادر النوري.. وغيرهم الكثيرون، لا بد أن نسير على نهجهم الخيري والدعوى بأساليبنا المعاصرة.. هكذا سيبقون أحياء دوما في قلوبنا ونفوسنا.
سفير الدعوة
ويقول د.محمد العوضي: رحم الله الشيخ نادر النوري سفير الدعوة والدعاة، كنا بمجالسته نزداد أدبا، وبحديثه نرتقي همة وبمخالطته نرتوي تربية، وكان القرآن أنيسه.
ويقول د.عبدالله النفيسي: مسلمو اندونيسيا سيبكون غدا، كم من يتيم كفل! وكم من مدرسة بنى! كم من مسجد شيد! نعزي الأمة ما بين نواكشوط وجاكرتا في الشيخ نادر النوري.
عمل بصمت ورحل بصمت
ويقول الكاتب وليد الأحمد: ها هي ورقة خضراء تسقط من شجرة الخير في بلدي والبلاد الإسلامية برحيل هذا الشيخ الجليل الذي قدم الكثير للإنسانية وبلده وللإسلام فعمل بصمت بعيدا عن الأضواء ورحل بصمت تاركا أعماله الخيرية تتحدث عنه وراسما منهجا لمن بعده يسير على خطاه مخلصا أعماله لخالقه سبحانه بإذنه تعالى بعيدا عن السمعة والرياء أو الشهرة نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.
ويضيف الأحمد قائلا لقد سافر الشيخ نادر النوري، رحمه الله، الى دول كثيرة في المشرق والمغرب في أعمال انسانية خيرية إغاثية دون ان يمل أو يكل رغم التزاماته وجال في كثير من بلدان العالم مثل السودان ـ اليمن ـ الصومال ـ ماليزيا ـ استراليا ـ اندونيسيا ـ الصين ـ المكسيك ـ اليابان ـ الهند ـ باكستان ـ الفلبين ـ روسيا ـ ألبانيا ـ البوسنة والهرسك ـ إثيوبيا ـ نيجيريا واريتريا.
ويقول انه في أواخر حياته ركز على العمل الأغاني للنازحين من بطش النظام السوري نحو الحدود حتى كانت آخر تغريداته عبر حسابه في تويتر حول الشأن السوري، حيث قال رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته «حسبنا الله ونعم الوكيل أطفالنا في سورية يأكلون الكرتون من الجوع.. هنيئا لمن ساهم وبذل ولا عذر لمن بخل». رحمك الله يا شيخ نادر وأسكنك فسيح جناته وجمعنا الله وإياه والمسلمين في الفردوس الأعلى.
الهيئة الخيرية: النوري قامة كبيرة في العمل الخيري وكان مشغولاً بهموم أمته
ببالغ الأسى والحزن، وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، أصدرت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بيانا تنعى فيه عضو جمعيتها العامة وعضو مجلس إدارتها السابق ورئيس لجنة فلسطين الخيرية الفقيد الشيخ نادر النوري، وقالت: انه يعد أحد أبرز قادة العمل الخيري في الكويت، وهو سليل عائلة كريمة عرفت بحب العمل الخيري، جده الشيخ محمد النوري من رجالات الخير الأوائل في الكويت، وعمه الشيخ عبدالله النوري مؤسس جمعية عبدالله النوري الخيرية، وكان الفقيد معروفا بإخلاصه وتفانيه في العمل الإنساني، وتواضعه وزهده وخلقه في التعامل مع الناس، كما عمل الفقيد إلى جانب بعض رواد العمل الخيري الكويتي، ومنهم العم يوسف جاسم الحجي نسأل الله له الشفاء العاجل، والعم عبدالله المطوع رحمه الله، وغيرهما. وكان الفقيد ـ رحمه الله ـ قامة كبيرة في العمل الخيري، صال وجال في العديد من دول العالم العربية والإسلامية متلمسا احتياجات الفقراء من أيتام وأرامل ومطلقات وطلبة علم ومرضى، وملبيا لها، ومن الدول التي قصدها الفقيد في رحلات إنسانية وجولات إغاثية الصين واليابان والهند وإندونيسيا وباكستان والفلبين وكذلك ماليزيا وأستراليا وروسيا وألبانيا والبوسنة والهرسك واليمن وإثيوبيا ونيجيريا والصومال والسودان واريتريا والمكسيك وغيرها.
ومن خلال رئاسته للجنة فلسطين الخيرية التابعة للهيئة الخيرية بدءا من عام 1991م، امتدت يده الحانية إلى الفقراء الفلسطينيين في الداخل وفي مناطق الشتات، بمئات المشاريع الخيرية.
ولم تعرف حياته رحمه الله الكلل والملل، فقد كان رحالة وسفيرا للعمل الخيري في مختلف أنحاء العالم، مشغولا بهموم أمته وقضاياها الإنسانية، حريصا على إنقاذ فقرائها من براثن المرض والجهل والجوع، راعيا لمشاريع وبرامج المسجد الأقصى المبارك وسدانته، ودعم أهل القدس من حوله، وكان إذا شعر ـ رحمه الله ـ بالتعافي من مرضه يعود مسرعا إلى مباشرة عمله الاجتماعي والإنساني. والهيئة الخيرية الإسلامية إذ تنعى للأمة العربية والإسلامية الفقيد، ترجو من الله العلي القدير أن يتقبله القبول الحسن وأن يغفر له ويعفو عنه.
«الحركة الدستورية»: فقيد الدعوة والخير
قالت «الحركة الدستورية الإسلامية» في بيان انها تحتسب عند ربها فقيد الكويت والعالمين العربي والإسلامي رجل الخير الداعية الشيخ نادر النوري الذي وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض دام خمس سنوات كان فيها صابر محتسب. وقد ولد الراحل عام 1954 في أسرة محبة للدين والالتزام بتعاليمه، ولها باع كبير في العطاء والبذل، فعمه هو الشيخ عبدالله النوري أحد رجالات الكويت المشهود لهم بالفضل، غرس فيه قيم حب الخير والعمل للدين مما كان له عظيم الأثر في بناء شخصية الراحل الفريدة. وقد عاش رحمه الله حياة مليئة بالعطاء والبذل وعمل الخير، فامتد عطاؤه الى مختلف قارات العالم أينما وجدت حاجة لاخوانه المسلمين.
وإذ تنعي الحركة الدستورية الشيخ الكريم، فإنها تتقدم بخالص عزائها لأهله وذويه ورفاق دربه وتلاميذه، سائلة المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان ويخلفهم في مصيبتهم خير منها، كما نسأله سبحانه أن ينزل على الفقيد واسع الرحمات ويتقبل سعيه وجهاده في نصرة الملهوف وإغاثة المحتاج.
«النجاة الخيرية»: النوري صاحب مدرسة رائدة في العمل الخيري والدعوي
نعت جمعية النجاة الخيرية ببالغ الأسى وفاة المغفور له بإذن الله رجل العمل الخيري والدعوي فقيد الأمة الإسلامية فضيلة الشيخ نادر النوري أحد رجالات العمل الخيري والدعوي الكويتي الذين افنوا حياتهم في خدمة الإسلام والمسلمين، وسخروا طاقاتهم وجهودهم لرفع المعاناة عن المنكوبين وإغاثة الملهوفين وتضميد جراح المرضى والمصابين.
وفي هذا الصدد قال مدير عام الجمعية د.محمد الأنصاري عندما تتحدث عن الشيخ نادر النوري فإنك لا تعرف من أين تبدأ وبأي الخصال الكريمة والحسنة تستهل الحديث فلقد عرفناه على الدوام محبا للعمل الخيري والدعوي صاحب ابتسامة جميلة يوزعها على كل من يقابله، استطاع من خلال أسلوبه المميز ودماثة خلقه ودعوته الربانية الخالصة، ان يجعل له مكانة مميزة في قلوب من يجلس معه أو يستمع لحديثه فكان له عظيم الأثر في تربية أبنائنا على المنهج الوسطي المعتدل، وغرس في نفوسهم حب العمل الخيري والدعوي وخدمة الإسلام والمسلمين. وأضاف اننا عندما نتحدث عن الشيخ نادر النوري فإننا نتحدث عن احد رواد العمل الخيري ليس في الكويت والدول الإسلامية فحسب بل في العالم بأسره، فالمغفور له، صاحب بصمات جديرة وواضحة للعيان في العمل الخيري في كل بقاع الأرض، فكان يعمل بصمت ويحرص على تحمل مشاق السفر والتعب، فلم يعقه المرض عن إيصال المساعدات للفقراء والأيتام والأرامل عن كثب.
وذكر ان النوري صاحب مدرسة عظيمة في العمل الخيري والدعوي فقد قضى رحلة طويلة امتدت لأكثر من 30 عاما في الحقلين الدعوي والخيري. فرحمه الله تجده يشارك في الندوات والمؤتمرات والتجمعات الدعوية والمحلية والدولية، كما تعرفه بقاع ضربها زلزال، ومناطق دمرها فيضان، وأناس شردهم إعصار وأطفال أصابهم اليتم وفقراء انهكهم شظف العيش يعرف له العلماء والدعاة فضله وقدره في حقل الدعوة الإسلامية ويتقدم صفوف رجالات العمل الخيري والتطوعي.
وحول إسهامات الشيخ نادر رحمه الله قال الأنصاري: بصماته رحمه الله عليه جلية للعيان فقد ساهم بشكل فعال في إنشاء العديد من اللجان الخيرية في الكويت وخارجها، فهو عضو مؤسس في معظم الجمعيات الخيرية وأمين عام جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية ورئيس لجنة التعريف بالإسلام ورئيس لجنة فلسطين الخيرية تولى منصب مدير عام الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالنيابة خلال فترة التسعينيات عضو مؤسس في اللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة، وعضو في مجلس اليوم العالمي للمتطوعين، وخطيب متطوع في وزارة الأوقاف منذ ربع قرن، وعضو مجلس أمناء في مؤسسة الإغاثة الإسلامية عبر العالم (بريطانيا). وعضو في مجلس الكلية الإسلامية الأوروبية في شيتاشيتون (فرنسا) والأهم على الإطلاق انه كان مديرا لإدارة العلاقات الخارجية بوزارة الأوقاف وهي الجهة المسؤولة عن تنفيذ ومتابعة المشاريع الخارجية للكويت في جميع أنحاء العالم.
«الفلاح الخيرية»: النوري رائد من رواد العمل الخيري في العالم الإسلامي
نعت جمعية الفلاح الخيرية في فلسطين ممثلة برئيسها الشيخ د. رمضان طنبورة ومجلس إداراتها وجميع العاملين فيها، الراحل نادر النوري وقالت انه رائد من رواد العمل الخيري في العالم الإسلامي رجل العمل الخيري والعطاء فقيد الأمة الإسلامية، أحد رجالات العمل الخيري والدعوي الكويتي الذين افنوا حياتهم في خدمة الإسلام والمسلمين، وسخروا طاقاتهم وجهودهم لرفع المعاناة عن المنكوبين وإغاثة الملهوفين وتضميد جراح المرضى والمصابين.
وقال الشيخ د. رمضان طنبورة: الشيخ النوري صاحب مدرسة عظيمة في العمل الخيري والدعوي قضى رحلة طويلة امتدت لأكثر من ثلاثين عاما في الحقلين الدعوي والخيري. فرحمه الله تجده يشارك الندوات والمؤتمرات والتجمعات الدعوية والمحلية والدولية، كما تعرفه جمعية الفلاح الخيرية فهو من الداعمين لفلسطين عامة وجمعية الفلاح الخيرية خاصة فكان له دور كبير في تأسيس مركز الفلاح للعلاج الطبيعي «الذي يعالج المرضى والمصابين والمعاقين تبرعا من لجنة فلسطين الخيرية التي يرأسها، التابعة للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت.
وأشاد طنبورة بمناقبه الجليلة ودوره الكبير في خدمة العمل الإسلامي والخيري سواء على المستويين المحلي او الخارجي عامة، ودوره بشكل خاص في دعم صمود الشعب الفلسطيني وذلك بتقديم التبرعات وحث أهل الخير من المؤسسات والشركات والتجار في الكويت على دعم الشعب الفلسطيني المرابط على ارض الإسراء والمعراج من أجل تعزيز صموده وتخفيف معاناته.