- المنظمة دربت مئات الآلاف من الكوادر العربية والخليجية تجاوزوا 6800 قيادي عربي في 2012
- نتطلع إلى مزيد من التعاون مع المؤسسات العربية لتحقيق التكامل العربي المنشود
- المنظمة استمرت خمسين عاماً في ممارسة دورها كبيت الخبرة العربي الأول لأنها أول مؤسسة عربية
عبدالكريم العبدالله
أكد المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الادارية المنبثقة من جامعة الدول العربية د.رفعت الفاعوري على مساهمة الكويت الدائمة في دعم العمل العربي المشترك، مشيرا الى أن ابرز الأمثلة على ذلك هو استضافتها للقمة العربية الأخيرة.
وذكر في حوار خاص مع «الأنباء» أن المنظمة العربية للتنمية الادارية دربت مئات الآلاف من الكوادر العربية والخليجية من خلال التدريب والإرشادات المهنية والمنتديات والمؤتمرات وورش العمل، مبينا انهم تجاوزوا 6800 قيادي عربي في 2012.
ولفت الفاعوري الى أن المنظمة العربية للتنمية الادارية استمرت خمسين عاما في ممارسة دورها كـ «بيت الخبرة العربي» الأول، وذلك لأنها أول مؤسسة عربية تنشأ بهدف دعم التنمية الإدارية في الوطن العربي.
وفيما يلي تفاصيل الحوار:
في البداية حدثنا عن مدى التعاون بين المنظمة العربية للتنمية الادارية المنبثقة عن جامعة الدول العربية والكويت؟
٭ على مدار تاريخها العريق ساهمت الكويت دائما في دعم العمل العربي المشترك، وأبرز مثال على هذا استضافتها للقمة العربية التي عقدت مؤخرا، والتي كانت منبرا لمناقشة القضايا العربية وتقريب وجهات النظر، وذلك لان الكويت عضو فاعل ومؤثر في العديد من المنظمات العربية ومنها عضويتها في المجلس التنفيذي، والجمعية العمومية للمنظمة العربية للتنمية الإدارية المنبثقة عن جامعة الدول العربية، علما بأن المنظمة العربية للتنمية الادارية بجامعة الدول العربية لها شراكة وثيقة وعميقة مع الكويت في جميع المجالات.
ما الأهداف التي أنشئت من أجلها المنظمة؟
٭ سأعطيك في البداية نبذة عن المنظمة العربية للتنمية الإدارية والتي باشرت عملها بتاريخ 1/4/1961 كإحدى المنظمات المتخصصة المنبثقة عن جامعة الدول العربية لتتولى مسؤولية التنمية الإدارية في العالم العربي، اذ تتلخص رسالتها في الإسهام في تحقيق التنمية الإدارية بالأقطار العربية بما يخدم قضايا التنمية الشاملة والمستدامة، حيث توجه جهودها وخدماتها وبرامجها لحكومات الدول العربية، ومنظمات الأعمال والقطاع الخاص وللقيادات الإدارية بمستوياتها الثلاثة الإشرافية والمتوسطة والتنفيذية، حيث لها ثلاثة أدوار، وأولها الدور القيادي الريادي، والذي يتمثل في قيام المنظمة بارتياد آفاق جديدة، وطرح وتقديم مناهج ومسارات وأساليب مستحدثة في التنمية الإدارية، اما الدور الثاني فهو الدور التنسيقي التكاملي حيث تعتبر المنظمة العربية للتنمية الإدارية جهازا تنسيقيا قوميا بين المؤسسات القطرية العاملة في حقل التنمية الإدارية، والدور الثالث والأخير هو دور بيت الخبرة التنفيذي، حيث تقوم المنظمة باعتبارها بيت الخبرة العربي بتقديم الخدمات الاستشارية والتعاقدية بهدف تطوير النظم وزيادة الفاعلية الإدارية الكلية للمنظمات المختلفة، كما تقوم كذلك بإمداد مؤسسات التنمية الإدارية القطرية في الدول العربية بالخبراء والمتخصصين كمستشارين في مجالات التنمية الإدارية المختلفة، وفي مجال التدريب تقوم المنظمة بتصميم وتقديم خدمات التدريب الإداري من خلال عقد البرامج والندوات وورش العمل في مختلف مجالات وجوانب التنمية الإدارية، كما تقوم كذلك بإنتاج وتقديم وسائل ومعينات التدريب الإداري.
دور المنظمة
ماذا عن دور المنظمة على مستوى الدول الأعضاء؟
٭ هذا السؤال أواجهه في كل مكان لكنني سأوضح أمرا مهما قبل أن أتكلم عن إسهامات المنظمة وهو أن المنظمة تسعى إلى تطوير الإدارة العربية، ولكننا نسعى بأسلوب طوعي فهي ليست لها سلطة ولا القدرة القانونية بأن تلزم أي بلد بأي إجراء أو فكر إداري، فنحن نسعى بأسلوب طوعي الى تقديم الخدمات إذا طلبت منا ونسعى للناس ونقول هذا ما لدينا، وهذا ما هو حديث في الإدارة، وهذا ما يجب أن يفعل أو يتبع، حيث نقدمه لهم بكل أريحية وبكل مصداقية وبكل مهنية وبسعر الكلفة لأن خطة التمويل الذاتي التي تتبعها المنظمة أنقذتها من الانهيار، فنحن لا نسعى للربح ولا نخطط للربح ولكننا نسعى الى أن نغطي نفقات المنظمة وكلفة النشاط، وهنا نؤكد على أننا لا نلزم أي بلد، ولو كانت لدينا هذه القدرة لكانت الأمور تغيرت تماما ولكانت عجلة التغيير أسرع.
الإنجازات
حدثنا عن انجازات المنظمة؟
٭ لا استطيع حصر انجازات المنظمة في عجالة لأن المنظمة لها إنجازات ضخمة جدا، وجزء منها موجود على الموقع الالكتروني للمنظمة العربية للتنمية الإدارية، والإسهامات كبيرة جدا، فالأمانة العامة بجامعة الدول العربية تستعين بالمنظمة في تقديم المشاريع الإدارية للعلاقة، ثم إن المنظمة دربت مئات الآلاف من الكوادر العربية من المحيط إلى الخليج من خلال التدريب والإرشادات المهنية والمنتديات والمؤتمرات وورش العمل إلى آخره، وهذا ليس بالسهل ففي سنة 2012 الناس الذين قدمت لهم المنظمة تدريبا، سواء كان قصير الأجل أو طويل الأجل، تجاوزوا 6800 قيادي عربي، وهذا رقم مشرف علما بأن جميع الذين تم تدريبهم كانوا على مستوى القيادات التنفيذية، وهذا تم في خلال عام واحد، كما أن المنظمة العربية ساهمت في تقديم استشارات ضخمة جدا تبدأ بالجامعة العربية نفسها، فنحن من أعدنا هيكلة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وأيضا قدمنا المشاريع الاستشارية لمعظم الدول العربية من هيكلة الدولة وهيكلة الوزارات وقضايا مشاريع الإصلاح ومشاريع التطوير كلها أفكار الحقيقة المنظمة لعبت فيها دور الخبرة، أي بيت الخبرة العربي، كما أن المنظمة قدمت مئات الاستشارات للمؤسسات العربية، ولقد استمرت المنظمة خلال خمسين عاما في ممارسة دورها كبيت الخبرة العربي الأول لأنها أول مؤسسة عربية تنشأ بهدف دعم التنمية الإدارية في الوطن العربي، وما هي إلا مظلة تنطوي تحتها الخبرات ومصادر المعرفة والمؤهلون على أعلى مستوى وبالتالي هي حقا بيت خبرة تأخذ على عاتقها تحديث وتطوير الإدارة العربية في القطاع العام والخاص.
ما الآليات التي تعتمد عليها المنظمة في تحقيق إستراتجياتها؟
٭ تنبثق إستراتيجية المنظمة من إستراتيجية العمل العربي المشترك لتسهم في دعم وتعزيز التنمية الإدارية، والاقتصادية، والاجتماعية في الوطن العربي، من خلال إثراء المعارف والممارسات الإدارية، ورفع مستوى كفاءة الإدارة العربية في قطاعات التنمية المختلفة، اذ تمثل المنظمة الكيان الرئيسي الحيوي والمباشر للتعاون العربي الشامل في المجالات المختلفة للتنمية الإدارية، فضلا عن دورها القيادي الرائد في التطوير المؤسسي في العالم العربي، وتحقيقا لرسالة المنظمة، كما تحدد المنظمة أنشطتها وبرامجها في خطط عملها السنوية، وتتمثل أنشطة المنظمة وخدماتها المباشرة في عقد الأنشطة والحلقات التدريبية بما في ذلك الندوات واللقاءات العلمية والاجتماعات والبرامج التدريبية اللازمة لتنمية قدرات ومهارات المدربين والباحثين والاستشاريين والموثقين، وتنظيم المؤتمرات العامة والمؤتمرات المتخصصة التي تبحث في شؤون التنمية الإدارية العربية، كما تقوم المنظمة بتشجيع البحوث الإدارية وتقديم الدعم المادي والمعنوي للباحثين وإصدار النشرات والمطبوعات والبحوث والأدلة المختلفة التي تخدم أهداف التنمية الإدارية، والاستفادة من تلك الأبحاث في التطوير والتحديث المستمر لبرامجها، هذا بالاضافة الى ان المنظمة تقدم الخدمات الاستشارية في مجال التنمية الإدارية للدول الأعضاء والمنظمات العامة في نطاق جامعة الدول العربية، وكذلك الإسهام في إرساء الأسس والقواعد الصحيحة لمهن التدريب والاستشارات والبحوث الإدارية، ومساعدة الدول العربية في التحول إلى الحكومة الالكترونية فعلى سبيل المثال تبنت المنظمة مشروع النشر الإلكتروني وبناء المكتبة الرقمية (مكتبة الشيخ حمد الرقمية) واستهل هذا المشروع بأن وضعت المنظمة كل إصداراتها ودورياتها وكذلك الكتب والمجلات العلمية في موقعها بالإنترنت ليكون مرجعا يمكن الوصول إليه بسهولة من قبل أكبر عدد من القيادات الإدارية والباحثين، والمساهمة في إنشاء وتشغيل الشبكة العربية للمعلومات والوثائق الإدارية والعربية، وتشجيع كل الهيئات الأكاديمية المهتمة بالعلوم الإدارية للمساهمة في تلك الشبكة، أيضا لإحداث التحول إلى التدريب الإلكتروني تعمل المنظمة على تدريب الكوادر العربية وتأهيلها على الميكنة أي إدارة الإعمال وإتمام الإجراءات الحكومية بواسطة الكمبيوتر، والتدريب عن بعد فقد بثت المنظمة لأول مرة بعض محاضرات ندوة الحكومة الإلكترونية التي عقدت في دولة قطر إلكترونيا إلى القاهرة وبالعكس، كما بدأت المنظمة مؤخرا برنامجا للتدريب عن بعد في مجال إدارة الأزمات والكوارث بالتعاون مع البنك الدولي، بالإضافة إلى هذا تعمل المنظمة على تشجيع الدول العربية للاستفادة من خبرات وإمكانات بعضها البعض وتعظيم تلك الخبرات في التنمية الإدارية من خلال التعرف على الممارسات الإدارية الناجحة في الإدارات العربية، وقد عقدت المنظمة 47 لقاء من سلسلة الممارسات الإدارية الناجحة في معظم الدول العربية وقد شارك فيها 3254 مشاركا، كما تم استعراض 184 ممارسة ناجحة من 17 دولة عربية.
وكذلك العمل على الاستفادة من التجارب الدولية في الإدارة والتعريف بالتجربة العربية في التنمية الإدارية.
وكذلك دعم ثقافة جودة الأداء وتأطير التنافس بين الأجهزة الإدارية والأفراد من خلال تبنيها لمحور مشروعات الجوائز التقديرية المتمثلة في جائزة الشارقة لأفضل أطروحة دكتوراه في العلوم الإدارية في الوطن العربي، بدعم صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وجائزة المملكة العربية السعودية للإدارة البيئية بدعم من خادم الحرمين الشريفين.
وابتداء من عام 2012 بدأت الدورة الأولى لجائزة «الأمير سلمان للإدارة المحلية في الوطن العربي» والتي أطلقت في بداية عام 2010 بالتعاون بين المنظمة العربية للتنمية الإدارية، ومركز الأمير سلمان للإدارة المحلية، وتأتي الجائزة اعترافا وتقديرا لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع في المملكة العربية السعودية، كأحد أبرز رواد الإدارة المحلية في الوطن العربي، وفي مارس 2014 أطلقت مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية بالاشتراك مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية جائزة «أفضل أداء لمؤسسة خيرية» على مستوى الوطن العربي، وقد نتج عن هذا التوجه انتشار الجوائز كآليات ذات فعالية واضحة في تطوير الأداء على مستوى الوطن العربي.
كيف ترى الواقع العربي من موقعك؟
٭ يمكن القول إن وضع الدول العربية إداريا مقارنة بالدول النامية أفضل حالا، وإذا كنا في مقارنة مع الدول المتقدمة فالوطن العربي مازال في مرحلة وسط ونأمل أن تتطور الإدارة العربية، وثقتنا في ذلك كبيرة خاصة أن الدول العربية لديها إمكانيات تؤهلها لذلك سواء مادية أو بشرية فضلا عن الإمكانيات التكنولوجية والموارد الطبيعية، وأؤكد هنا أن الإنسان العربي متميز ومتفتح ولديه الرغبة في التطوير ولدى الدول العربية إمكانيات هائلة، فقط نحتاج إلى إرادة تدعم هذا الأمر وتعمل على توطين التكنولوجيا وتتقدم بخطوات أسرع، فالإدارة العربية تتقدم لكن بخطى لا تضاهي الخطى المتسارعة للدول المتقدمة، كما أن لـ «الساحة الإدارية العربية» مشاكل متعددة وفي تقديري أنها تنبع من أساس جوهري وهو افتقاد الرؤية لدى البعض، وعدم وضوح الأهداف وعدم توفير الوسائل لتحقيق أنشطة إدارية متميزة مواكبة لأحدث ما وصل إليه علم الإدارة وتطوير التشريعات وتيسير الإجراءات والاستخدام الموفق لتكنولوجيا المعلومات وفاعلية مراقبة الأداء والتقييم الدائم والمستمر وإصلاح منظومة التعليم حتما سيقضي على هذه المشكلات أو على الأقل يخفف من حدتها.
معرض الكتاب
كشف د.الفاعوري عن مشاركة المنظمة العربية للتنمية الإدارية المنبثقة عن جامعة الدول العربية من خلال وحدة الدوريات والمعارض التابعة لها بمعرض الكويت الدولي للكتاب الذي سيعقد شهر نوفمبر القادم في الكويت، مؤكدا أن المنظمة ستعرض من خلاله أحدث إصداراتها ودورياتها التي تناقش القضايا الإدارية المعاصرة.
وذكر د.الفاعوري حصول الكويت متمثلة في هيئاتها وجمعياتها على عدة جوائز من المنظمة العربية للتنمية الإدارية المنبثقة عن جامعة الدول العربية، والتي كان من أحدثها حصول المبرة التطوعية البيئية لفريق الغوص الكويتي على جائزة الإدارة البيئية لأفضل جمعية أهلية، علما أن المنظمة تقدم هذه الجائزة بالشراكة مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالسعودية.
صرح شامخ
أشاد د.الفاعوري بالعمل الإعلامي المتميز والرسالة الهادفة التي تقدمها «الأنباء» من خلال منظومة إدارية متكاملة، مؤكدا أن هذا العمل ليس مستبعدا عنها فهي أحد الصروح الشامخة في الصحافة المهنية والموضوعية في الوطن العربي.