حوار :
يوسف خالد
يوسف المرزوق
عدنان الراشد و عمر حبنجر
سئل فيلسوف عن أي الرجال افضل؟ فأجاب: الرجل الذي اذا حاورته كان حكيما، واذا اغضبته كان حليما واذا ظفر كان كريما واذا وعد وفى، مهما كان الوعد عظيما.
والرئيس اللبناني ميشال سليمان، من هذه الخامة، خامة الرجال الحكماء، والحكماء والكرماء الاوفياء بالوعد، مهما غالبته الظروف، وما اكثر الظروف الغلابة في واحة العرب السندسية المشلوحة على شاطئ الابيض المتوسط.
لقد توافق عليه للرئاسة طرفا الحبل اللبناني المشدود، 8 و14 آذار، فاذا هو مع اللحمة الوطنية، وليس مع اي منهما، بل ان الرجل المثقف المستقل المفعم بأريج الميثاق الوطني الذي بني على صخرته الاستقلال اللبناني الاول، تحول الى جسر بين كل الاطراف، ويستمر هكذا منذ الاشهر التسعة التي مضت على وجوده في القصر الجمهوري مثالا لا يخجل بكل من يتمثل به، كما يقول احد السياسيين المعجبين «بالحكمة السليمانية»، الذي يرى ان على كل من يريد السير على هذا النهج، ان يكون قادرا على اثبات حضوره، وتأمين فرص وصوله (والكل يتطلع الآن صوب مبنى البرلمان) لا ان يعد نفسه بدعم رئاسي في اي اتجاه يخرجه من موقع عمود الميزان وضابط الايقاع الدستوري الحاسم.
في قراءة سريعة، للمرحلة المنقضية من عمر العهد، بما تخللها من صعاب، وما توافر لها من فرص التهدئة وهبوط مستويات التوتر الداخلي، المشحون عادة بالطاقة الاقليمية، يمكن لأي مراقب ان يلاحظ ببساطة ان الرئيس سليمان اعاد ادخال النزاهة السياسية الى معظم هياكل السلطة اللبنانية، وقد وضع البرنامج التطبيعي للاصلاح الاداري بأمل الاندفاع فيه بعد الانتخابات النيابية، المرتجى ان تفرز عناصر سياسية قابلة للاصلاح، كونه بدون اصلاح سياسي، لا امل بأي اصلاح آخر، اداريا كان أو ماليا أو قضائيا.
ومن التوافقية والوسطية، اظهر التزامه بتحرير الحياة الميثاقية من قيود النسيان، وبفك «الاحتباس» الاخلاقي الذي تحول الى ظاهرة سياسية مبررة، لكل راغب في السباق الى السلطة، هذا الاحتباس المزمن احدث تغييرات سلبية في البيئة السياسية اللبنانية الى الحد الذي نرى وترون.
وبأسلوبه «الغاندوي» الهادئ في مواجهة الزوايا اللبنانية والاقليمية الحادة، يعتقد الرئيس سليمان ان بوسعه ان يأتي بما لم يأته الاوائل، وهذه نقطة امل مشجعة.
ما قبله، بمعظمهم، اعتمدوا سياسة «فرق تسد» كي يُدان لهم الحكم، وما فعلت هذه السياسة بلبنان ظاهر للعيان، اما هو فقد اختار سياسة الجمع والاستقطاب، بالصبر وطول الاناة، مع تجنب تحريك المستنقعات الراكدة، أو تحريك اعشاش الدبابير، فهو كان قائدا للجيش، الذي مازال قائده الاعلى، لكن ما يكسبه الرئيس القائد من خبرات الكر والفر واحتساب الحساب لحقول الالغام، لا يحصل عليه القائد السياسي بالشكل المناسب وفي الوقت المناسب، خصوصا اذا اقترنت البراغماتية الذاتية بالتعامل الذكي مع واقع الحال.
البداية كانت بتحية الكويت، وتحية «الأنباء» والعاملين فيها ورئيسة مجلس ادارتها بيبي خالد المرزوق ورد للتحية بمثلها من فخامة الرئيس الذي خص الآنسة بيبي بالسلام.
وعن العلاقات اللبنانية – الكويتية قال سليمان: هذه لحمة تاريخية وسمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد يحب لبنان بشكل كبير جدا وأنا بقيت يوما اضافيا بعد القمة وأطلعته على مداولاتي مع الزعماء العرب حول الوفاق العربي وأخبرته كم ان الجميع يحترمون دوره ويؤمنون بدوره لذلك قلت له ان المطلوب من سموكم ان تقوموا بالحركة الأكبر لأنني سمعت من كل المتخاصمين انهم يثقون جدا بأمير الكويت وبدوره.
وأحببت ان أنقل اليه الانطباع الشخصي الذي سمعته وكان له دور مفيد جدا.وأنا كنت متفقا مع سمو الأمير في نيويورك على موعد القمة للعمل على مصالحة العرب هناك وتحدثنا مطولا وكان له دور كبير ونجح في هذا الأمر.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )