ماضي الهاجري
بعد غضب المواطنين وتجمعهم أمام مجلس الأمة للمطالبة بحل البرلمان وإعطاء الفرصة للشعب لاختيار أعضاء جدد لمجلس الأمة بعد تردي الانجازات من قبل السلطتين والتسابق على الاستجوابات وانحدار لغة التفاهم والتعاون فيما بينهما يبقى السؤال: هل بالفعل الشعب جاد في التغيير ام لا؟ وهل ستصل المرأة عبر الانتخاب لمجلس الأمة ام ماذا؟ وهل ستتفق النساء لاختيار من يمثلهن من جنسهن في المجلس المقبل؟
كلمات صاحب السمو الأمير في خطابه عن حل مجلس الأمة والتي جاء في لغتها حزن شديد من سموه والتي قال فيها: «البعض منا غرتهم نعم الله فاعتادوها وطال عليهم الأمد فقست قلوبهم، الممارسات الخاطئة تجاوزت كل الحدود وأضحت سبيلا الى استفزاز مشاعر الناس، تلمّست في المواطنين بمختلف مناطق البلاد مشاعر القلق والاستياء، هل يليق ان تتحول قبة البرلمان الى ساحة للجدل العقيم والخلافات وافتعال الأزمات، انني معكم دائما ولم اكن يوما بعيدا عن تلمس هواجسكم وتفهم ضجركم، القرار الذي اتخذته اليوم لم يكن يسيرا على قلبي، بل هو قرار حتمي تمليه علي امانة المسؤولية، انني على ثقة تامة بأنكم حريصون على ممارسة واجبكم الوطني المسؤول في حسن اختيار من يمثلكم».
هذه كلمات صاحب السمو الأمير وهي عبرة ونصيحة الأب لأبنائه وأتت عن قلب حزين مما يحدث في الساحة السياسية في البلاد جراء الاحداث الاخيرة التي بلغت مرحلة خطيرة الامر الذي جعل ربان السفينة يحل هذه الأزمة بحل البرلمان ودعوة المواطنين لحسن اختيار من يمثلهم في مجلس الأمة المقبل 2009.
وهنا يبقى دور الناخب الذي يعتبر اهم من دور العضو في مجلس الأمة فهل المواطن جاد في حسن الاختيار؟ ان حسن الاختيار سيضع البلاد في مأمن من الازمات السياسية وسيجنبها الكثير من الأزمات، فالبلاد مقبلة على ازمة مالية حقيقية فيما لو لم يتعاون مجلس الأمة المقبل مع الحكومة، فلنبتعد عن الحزبية والقبلية والطائفية ولنعمل بروح واحدة ونفس واحد تحت شعار واحد اسمه «الكويت» ولنضع مصلحة الكويت فوق كل الاعتبارات ولنخدم وطننا الحبيب عبر اختيار المرشح الأفضل ولنجرب ضخ الدماء الشابة في مجلس الأمة والاستفادة مما تعلموه في حياتهم العلمية بدلا من اختيار مرشحين كونهم ينتمون لتكتلات او احزاب او طوائف او قبائل او على اساسهم المذهبي والعرقي.
ان للمرأة الحق في الوصول الى مجلس الأمة وهي بالفعل تحتاج من يمثلها من جنسها فلماذا لا تتفق النساء على اختيار مرشحات لايصالهن الى مجلس الأمة لتمثيلهن داخل قاعة عبدالله السالم للدفاع عنهن وكسب المزيد من مكتسباتهن خصوصا ان اللجان في مجلس الأمة فشلت في معالجة قضايا المرأة الرئيسية لعدم احساس الرجال بما يطلبه النساء من مكتسبات.
ان عدد الناخبات يفوق عدد الناخبين، فهذه دعوة حقيقية للتغيير خصوصا ان النساء مللن من عدم تمثيلهن من نفس جنسهن في مجلس الأمة بعد حصولهن على حقوقهن السياسية، بعيدا عن فكرة التوزير من النساء في الحكومة.
وهنا أيضا يكون السؤال للنساء الناخبات هل انتن قادرات وجادات في اختيار من يمثلكن في مجلس الأمة من نفس جنسكن ام سيكون الـ 50 عضوا رجالا؟
وسنقدم نصائح للناخبين في اختيار مرشحيهم في الانتخابات المقبلة بعيدا عن الطائفية والقبلية والحزبية والمذهبية فيجب ان يخضع اختيار المرشح الى:
اولا: الانتماء الوطني كمعيار مدى اهلية المترشح لتمثيل ابناء دائرته والذي يمكن قياسه من مشاركات المرشح الوطنية ومدى اهتمامه بالقضايا التي تهم ابناء وطنه بالدرجة الأولى.
ثانيا: الكفاءة على اساس الشهادة العلمية، فكثير ممن لديهم شهادات علمية كبيرة لا يستطيعون الوصول لقبة البرلمان بسبب النزعات المذهبية والقبلية والتجمعات والتكتلات والأحزاب، فمن الممكن ان يكونوا افضل بكثير ممن يصلون الى مجلس الأمة مما جعلنا نتأخر كثيرا في تشريعات تواكب العصر وتخدم المجتمع كما ان الحال الآن في مجلس الأمة يصل الى اكثر من 30 عضوا لا يحملون شهادات علمية جامعية.
ثالثا: يجب ان تكون «النزاهة» هي مبدأ المرشح وان يتم اختيار من لا توجد عليه قضايا او من تكون يداه ملطختين بالفساد والشبهات وشراء الاصوات والتورط في القضايا والتدخل في مؤسسات الدولة لنصرة مواطن على آخر وهضم حقوق الآخرين وهذه النقطة مهمة جدا يجب ان ينتبه لها الناخب في اختيار المرشح للانتخابات المقبلة.
رابعا: ان يكون المرشح قويا يتحمل المسؤولية في جميع انواع القضايا وابرزها الحساسة التي تمس المواطن بالدرجة الأولى وتعتبر قضايا مصيرية مثل الاستجوابات او شراء المديونيات او زيادة الرواتب وان يكون رأيه لمصلحة الوطن اولا ومن ثم المواطنين وألا يجامل ناخبيه على حساب الوطن كما هو الحال الآن الذي اوصلنا الى ما نحن عليه اليوم من تأخر في جميع المجالات.
خامسا: ان يبتعد الناخب عن مجاملة اقارب المرشحين وان يكون حاسما في اختياره للمرشحين وان يطلع على البرامج الانتخابية للمرشحين وان يبتعد كل البعد عن الشعارات الرنانة التي اشعلت الندوات الانتخابية وتبخرت بمجرد وصول المرشحين لمجلس الأمة وان يضع نصب عينه البرامج الانتخابية السابقة في الانتخابات السابقة ويقارن بينها ويعرف مدى مصداقية من حققها وسعى فيها ومن تجاهلها وتناسى العمل عليها.
وهنا وفوق كل شيء لنضع نصح صاحب السمو الأمير نصب اعيننا في حسن اختيار من يمثلنا في المجلس المقبل وهذه دعوة للتغيير خصوصا بعد معايشة الأزمات في المرحلة السابقة بين أعضاء السلطتين.