محمد راتب
الانتخابات عرس يغلب عليه الطابع الديموقراطي، يتطلع المواطنون من خلاله إلى تحقيق أمانيهم وتلبية متطلباتهم، وترجمة طموحاتهم في وطنهم، التي لطالما تأخرت إثر عمليات التأزيم واللاتفاهم بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
«الأنباء» رصدت آراء بعض أهالي الدائرة الـ 3 الذين بدت على وجوه الكثيرين منهم معالم ضعف الأمل والثقة في المجلس المقبل بسبب القبلية والطائفية والفرعيات، الى جانب تصرفات بعض النواب السابقين اللامسؤولة، فضلا عن التناحر المستمر بين الحكومة والمجلس لسنوات عدة وفيما يلي التفاصيل:
يرى معيل حسن أن أغلب الوجوه القديمة لأعضاء البرلمان ستظهر على الساحة البرلمانية في المجلس القادم، وبالتالي، لن يلحظ المواطنون أي فائدة على صعيد مشاريع التنمية، فمعظم النواب السابقين ليسوا أكفاء، ولا يفكرون في مصلحة البلد، بل يعيقون الحكومات عن عملها، والاستجوابات التي وجهوها للحكومة تتخذ طابع «الكيدية».
وتوقع في حال بقي التأزيم على ما هو عليه بين السلطتين، أن يحل المجلس بشكل غير دستوري من قبل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، لذا، أعرب عن أمله في أن يتغير منهج النواب، وأن يعطوا الحكومة المجال والفرصة للعمل والتنفس، ومن بعد ذلك المحاسبة، وقال: «الذي نراه ـ للأسف ـ ان المرشحين يحضرون من الآن لاستجواب الحكومة»، وحول الأسس التي ينبغي أن يبني الناخب ترشيحه عليها، وصف حسن الناخبين بأنهم لم يصلوا إلى ذلك الوعي، فترشيحهم مبني على اختيار ابن القبيلة والعشيرة، وليس انتقاء الأكفأ، والذي يجب أن يكون مثقفا ومدركا لمصلحة البلد، ولا يميل إلى القبلية والطائفية، وأن يكون هدفه الوطن والمواطن فحسب.
واستنكر طرح مسألة معالجة القروض ثلاث مرات دون أن يكون لها داع، متسائلا: «لماذا تسقط القروض وهي خطوة تنافي العدالة؟ وهل سنجعل الدول الأخرى تسخر منا؟ وهل نحن الوحيدون الذين نقترض من البنوك أم أن جميع دول العالم تفعل ذلك؟
الحكومة مذنبة
أما حبيب سلطان فأكد أن المتهم في عملية التأزيم ليس مجلس الأمة وحده، فالحكومة مذنبة، وإلا لما خافت من الاستجواب، والمثل يقول «لا تبوق ولا تخاف»، فمصالح البلد والبنيان والتعليم والصحة كلها معطلة، في حين أن الحكومة تركض وراء إقرار قانون الاستقرار المالي كونه عملية تنفيع للتجار والبنوك ومصالح الكبار، فنفسهم أعضاء الحكومة شركاء في هذا القانون.
وقال «الكويت ديرة عوائل معروفة لا تتجاوز أصابع اليد، وهم المتحكمون في البلد والشعب، وهذا ما يجب أن يعرفه كل مواطن كويتي، ولكن وللأسف، فإن الأغلبية الصامتة غير قادرة على الكلام، لأن صوتها لا يصل».
وحول معالجة القروض، أكد سلطان أن المواطنين يعانون من قروض دون أن تقوم الحكومة بتقديم اي حل، كما أن صندوق المعسرين ولد ميتا، وقال: لم نسمع من وزير المالية وأمثاله إلا الكلام، وقد مللنا من الكلام، ونريد أفعالا.
واتهم النواب السابقين بالعمل لأجل أحزابهم السياسية، فالمسألة مسألة أحزاب لا طوائف، ورغم أن صاحب السمو الامير يريدنا أن نختار الأفضل، إلا أنه ليس أمامنا إلا هؤلاء، والناخب «طاح بين حانا ومانا»، وأوضح انه بسبب التردد في اتخاذ القرار وعدم وجود برنامج عمل للحكومة اصبحت البلاد تسير نحو الهاوية، وهذا يدل على وجود أخطاء.
ويرى أن الحكومة إذا أرادت أن تعتمد على المواطنين لدعمها، فعليها أن تتخذ خطوات ملموسة تجاههم، لكي لا يستغل المرشحون عواطف الشعب وحاجة الناس، فمن الضروري أن تنظر الحكومة في حاجة المواطن وأن تقوي شوكته ليصبح له رأي حر، بدل أن لا يرى أي شيء ملموس من الحكومة ويتبع أي شخص من هؤلاء المرشحين، فالغريق يتعلق بقشة.
ودعا عبدالمجيد شعبان مجلس الأمة القادم إلى السعي بجدية لحل مشاكل المواطنين، وأن يضع القيل والقال بعيدا وأن تتصافى قلوب الأعضاء بهدف خدمة المواطنين ومصلحة الكويت، متوقعا عدم حدوث تغيير في المجلس الجديد عن السابق مادامت جاءت نفس الوجوه، وتمنى أن تتشكل حكومة مع مجلس بشكل متعاون لخدمة المواطنين، فالتقصير ينقسم على الحكومة والأعضاء معا.
التعاون بين السلطتين
وتوقع محمد المنير أن يكون المجلــس القــادم أفضل من «المنحل» وأن يكون هنــاك تعــاون بينــه وبيــن السلطة التنفيذية، مؤكــدا أن المرشح الناجــح الــذي ينبغــي أن يسعى وراءه الناخبــون، يجــب أن يتحلــى بالأخــلاق، وأن يكون متفهما وراقيــا فــي حديثــه ومناقشاتــه، وأن ينفــذ جميــع الأجنــدة الموجــودة مــن قبــل الدولــة منــذ زمــن بعيــد، والتـي تم تجميدها بسبب التأزيم.
من جهته، أكد مسعود الصراف أن أعضاء مجلس الأمة السابقين لا فائدة منهم، وأن العمل معهم عقيم، لذا، فإن حل المجلس كان في محله، والمفترض أن يتم منذ وقت طويل، ولكن «صاحب السمو الأمير تحملهم كثيرا».
ودعا الصراف إلى العمل ضمن الدائرة الواحدة والتخلص من الفرعيات والطائفية والقبلية، والتي تعوق البلد عن النجاح، ورأى أن المشكلة تكمن في الأشخاص، والذين سيعودون للظهور مرة أخرى نظرا لعدم وجود البديل، فهم أكثر الناس إتقانا للكلام، ووفرة في الحالة المادية، ولديهم الاستعداد للسخاء على هذه الحملات الانتخابية.
وناشــد حسيــن دشتي المرشحين بأن تكون مصلحة الكويت لهم هي الأولى والأخيرة، وأن يتركــوا مصالحهــم الخاصــة وكل ما دون ذلك وراء ظهورهم، وأن ينظروا إلى بقية الدول والتي تقدمت على الكويت، التي كانت متفوقة على جميع دول الخليج، لكنهــا وللأســف، أصبحــت مــن الأواخر، رغم ما تملكه من مقومــات كفيلــة بــأن تجعلهــا فــي مصــاف الــدول المتقدمة عالميا وليس خليجيا فحسب.
وتوقع أن تظهر بوادر الخير في مجلس الأمة الجديد إذا تغيرت الوجوه وكذلك المبادئ، وقال: أنا لا أدعو الناخب إلى البحث عن المرشح الذي يضع الدين والوطن في أولوياته فحسب، فهذه يجب أن تكون من الأمور المسلم بها، ولكن أدعو الناخب الكويتي إلى أن ينتخب المرشح الحريص على البلد ومصلحة البلد وتراب البلد، وألا يدفعها إلى أناس آخرين يتحكمون فيها.