حوار :
يوسف خالد المرزوق
عدنان الراشد ـ عمر حبنجر
للرئيس سليم الحص معزة خاصة لدى الكويتيين عموما، ولذكر الكويت رنين محبب الوقع على مسامع مؤسس منبر الوحدة الوطنية في لبنان، الموصوف بنقائه الفكري وطهارته السياسية.
أهل الكويت يتذكرون الحص بموقفه الشجاع ومبادرته الجريئة، عندما اعلن باسم لبنان، وقبل اي مسؤول عربي آخر الادانة الشديدة للاحتلال الصدامي الغاشم للكويت، ود.سليم الحص يتذكر بمحبة ووفاء ان اول عمل منتج له، بعد الجامعة الاميركية كان مع الصندوق العربي للتنمية في الكويت، برئاسة السيد عبداللطيف الحمد، الذي يذكره بالخير دائما، كما يترحم على سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الذي كان وزيرا للمال في ذلك الوقت، ولا ينسى الإشادة برصانة «الأنباء» وتغطياتها المتصفة بالاتزان.
في مستهل اللقاء معه بمنزله في بيروت، وبمحلة عائشة بكار، التي باتت تعرف باسمه، تحدث رئيس الحكومة الاسبق (5 حكومات) لرئيس التحرير يوسف خالد يوسف المرزوق ونائب رئيس التحرير عدنان خليفة الراشد ومدير مكتب «الأنباء» في بيروت عمر حبنجر، عن علاقته بالكويت، وظروف عمله فيها، وعن شؤون لبنان وشجون الامة العربية، خالصا الى التأكيد على أن قدر لبنان وسورية ان يكونا بلدين متفاهمين يعتمد بعضهما على بعض، مستبعدا ان يكون تبادل السفراء مدخلا لتغيير جذري في العلاقة.
الرئيس الحص اعتبر ان الطائفية هي وباء لبنان الأول، يليها عدم ولاء بعض اللبنانيين الكامل للبنان، و«كثير منهم يوالون قوى عربية وأجنبية».
ولاحظ رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق بفخر واعتزاز ان الرئيس اللبناني ميشال سليمان كان الرئيس العربي الوحيد الذي رفض مفاوضة إسرائيل منفردا عندما طرح عليه الأمر وها هو يطرق باب تشكيل الهيئة العليا الناظرة في كيفية الغاء الطائفية السياسية، وينفض الغبار عن احد ابرز بنود اتفاق الطائف المنسية التي تتعلق بانشاء مجلس للشيوخ.
د.الحص، واثق من ان لا خلاص للبنان الا بخلاص العرب ولا خلاص للعرب إلا بحل عادل للقضية الفلسطينية، على اساس دولة واحدة يتحول فيها اليهود الى جالية، كحال اللبنانيين والعرب في اصقاع الدنيا وكتجربة جنوبي افريقيا معلنا عدم ايمانه بالمبادرة العربية، وكذلك الرباعية الدولية التي تشترط على الفلسطينيين ان يعترفوا بالاسرائيليين قبل الشروع في المفاوضات.. وقال: نريد فلسطين كلها، ويبقى اليهود كجالية، والا فلن يكون هناك استسلام.
الحص الذي انتقل من العمل السياسي إلى العمل الوطني، يحلم ببيروت «بروكسل» العرب.. أي قاعدة الدولة العربية المتحدة.. ويشترط الديموقراطية والتنمية لهذه الوحدة، ويشيد بمجلس التعاون الخليجي، لافتا الى عقم الجامعة العربية الذي تبدى في محنة الكويت ثم افقدنا عروبة العراق، معتبرا ان المشكلة في عدم التزام الاعضاء بتنفيذ المقررات، واشاد بالجهد السياسي الكويتي من اجل المصالحات.
وعن مشكلة لبنان المالية والاقتصادية، قال استاذ الاقتصاد السابق في الجامعة الاميركية في بيروت ان الدين العام الذي فاق الخمسين مليار دولار مصدره عجز الموازنة، ولاحظ ان لبنان لم يصل الى مرحلة بدء تناقص زيادة الدين العام، مشيدا بفضل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في حماية لبنان من ارتدادات الازمة المالية العالمية، وذكر بموقفه الرافض في يوم من الايام لتسييل ذخيرة لبنان الذهبية، حينما عرض عليه كرئيس للحكومة التصرف باحتياطي الذهب، وتوقع ان يبلغ سعر اونصة المعدن اللماع الـ 2500 دولار، في ظل الهروب العالمي من العملات الورقية، ما يرفع قيمة احتياطي الذهب اللبناني الى ما يوازي نصف الدين العام بالدولار.
الرئيس الحص وسم حكومة الوحدة الوطنية القائمة بالفشل، ورفض تشكيل حكومة على هذا الغرار بعد الانتخابات المقبلة، خصوصا ان حكومات الوحدة الوطنية تتشكل في بلدان العالم عند مواجهة حروب خارجية، وهذا ما ليس متوافرا في لبنان، اضافة الى ان حكومة الوحدة لا تسمح بالمساءلة والمحاسبة، وتلغي الديموقراطية.
وعن آخر انتخابات خاضها عام 2000، قال: لقد اسقطني النظام الأمني اللبناني ـ السوري السابق، فطلقت العمل السياسي، وتحولت الى العمل الوطني اكتب وأصرح واحاضر واعقد اجتماعات، دون ان اطلب امرا لنفسي، وقد علق على حائط مكتبه لوحة كتب فيها: «يبقى المسؤول قويا حتى يطلب امرا لنفسه...».
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )