ليلى الشافعي
أكدت د.فايزة الخرافي انه من دون الأسرة لا يمكن ضمان سلامة صحة الطفل الجسمية والعقلية، ولا تربيته التربية الدينية والخلقية الصحيحة، وتوجهت في افتتاح مؤتمر «طفلي مسؤوليتي» الذي اقامته امانة العمل الاجتماعي ـ نساء بالأندلس بجمعية الاصلاح الاجتماعي، والذي اقيم تحت رعايتها لمدة يومين متتاليين بفندق رامادا الرقعي، بالشكر للعاملاتت في امانة العمل النسائي بالأندلس على تنظيم المؤتمر تحت عنوان «طفلي مسؤوليتي» والذي يعتبر من القضايا المهمة التي يجب التركيز عليها والاهتمام بدراستها والأخذ بتوصياتها، وقالت ان رعاية الطفولة ليست محض عاطفة انسانية وانما هي رؤية عاقلة مستبصرة بمصير ومستقبل الوطن فالأطفال هم عماد المستقبل وعلى صفحتهم النقية تبرز من البداية جذور الانتماء الوطني، كما ان شعور الطفل بالانتماء لا يتحقق له الا في اسرة، وهذا يزيد من احساس الطفل بالمسؤولية الاجتماعية فيحرص عليها حتى تصبح من مكونات ذاته يفرضها عليه رقيب انتجته الأسرة وهو الضمير.
واشارت الخرافي الى ان الدور الوظيفي للأسرة له تأثير بالغ في حياة افرادها وسلوكهم وتفكيرهم، فالطريقة التي تنظم بها الأسرة أسلوب الحماية والرعاية والتعليم لأفرادها، وطبيعة العلاقات السائدة وأسلوب رعاية الوالدين وسلوكهما مع الطفل كلها عوامل تعمل على تعزيز وتدعيم النمو الجسدي والعقلي والانفعالي والاجتماعي لأفرادها وتعليمهم الدين الحنيف على اساس سليم فالإسلام يهتم بتربية الفرد، ويظن البعض ان دور الأم في الأسرة أكثر أهمية وتأثيرا من دور الأب وذلك لاهتمامها الفطري بأطفالها ولكن الواقع يؤكد ان دور الأب له نفس الدرجة من الأهمية، بدليل ما نلاحظه من اضطراب في سلوك الأطفال الذين حرموا من وجود الأب اثناء نشأتهم فالأسرة تلعب دورا مهما في تنمية قدرات الطفل، لذا ينبغي على الأسرة ان تمارس دورها كاملا في رعاية الطفل والاهتمام به.
وأكدت ان الأسرة التي لا تهتم بأطفالها فهي لا تقدم للمجتمع الا الشر والضر فمعظم المخربين والمجرمين هم من الذين لم تهتم بهم أسرهم ولم تنشئهم تنشئة سليمة ولم تقم بتربيهم تربية صالحة.
دور المدرسة
وبينت د.الخرافي ان دور المدرسة في الاهتمام بالطفل وانها تلعب دورا مهما في تنشئة الأطفال وتربيتهم حيث يقضي الطفل معظم وقته داخل الفصول الدراسية فهي البيئة الثانية التي ينمو فيها الطفل ويكتسب فيها المعارف والمعلومات، ويتواصل مع الآخرين، لذا يجب الاهتمام بهذه البيئة وتهيئتها بما يحقق تنمية مهارات الطفل وتفعيل موهبته وتعليمه آداب الدين السمحة وذلك عن طريق توفير برامج تعليمية وتدريبية لتنمية القدرات الثقافية وتشجيع الاطفال على ممارسة الانشطة المتنوعة والبحث والاطلاع وجمع المعلومات حول الظواهر والوقائع ومحاولة تفسيرها ونقدها، لذا نرى من هذا كله ان عنوان هذا المؤتمر يعني ان رعاية الطفل مسؤولية الجميع وهي مسؤولية عظيمة سنحاسب عليها ونحصد نتائجها، لذا نقول جميعا: طفلي مسؤوليتي، وشكرت القائمات على المؤتمر ورئيسة المؤتمر اقبال الشهاب.
دور الأسرة
وتحدثت رئيسة أمانة العمل الاجتماعي بجمعية الاصلاح سلوى الايوب عما يتناوله المؤتمر من قضية مهمة وحساسة تهم المجتمع بأكمله في زمن اصبحت فيه تربية الابناء مهمة شاقة وصعبة.
وقالت: قد نجد قائدا عسكريا لا يأبه لمواجهة جيش جرار ولكنه يقف حائرا امام تغيير عادة سيئة عند احد ابنائه وهي حقيقة وعتها الاخوات المنظمات لهذا المؤتمر فكان اعداد هذا المؤتمر سعيا الى تسليط الضوء على القضية لابراز دور الاسرة ومسؤوليتها في التربية والتنشئة.
واكدت الايوب ان قوة المجتمع وتماسكه وسلامة بنيانه واخلاقه والعلاقات السائدة فيه تتطلب كلها جيلا تشبع بثقافة امته ويعتز بتراثها ويحافظ على عاداتها وتقاليدها الصالحة ويتمسك بقيمها وينصاع طواعية لقوانينها ويضحي من أجلها ويساهم في دفع عجلة التنمية نحو غد افضل.
واوضحت الايوب ان السبيل لتكوين هذا الجيل هو التربية الصالحة والرعاية السليمة واذا لم يجد النشء مثل هذه التربية او الرعاية الصالحة التي تربطه بمجتمعه وتجعله يشعر بأنه محب متعاون متضامن مع من فيه من أفراد وجماعات ومرتبط بتراثه في ماضيه ومستقبله فان احدا لا يضمن تكيف هذا النشء وهذا الجيل من الافراد مع مجتمعه في المستقبل وغالبا ما يفشل في حياته الاجتماعية وينحرف نحو اتجاهات شاذة لا يقرها المجتمع ويقع فريسة للتقليد الاعمى للقيم السلبية والمشاعر والعواطف المنحرفة ويصبح غير مبال بقيم مجتمعه فيفقد بذلك كيانه الاجتماعي ويفشل في تأدية الدور الايجابي المناط به والمتوقع منه.
واكدت ان الاسرة هي الحصن التربوي الاول الذي يعيش الطفل في كنفه ويقضي فيه اهم سني حياته والمحضن الصالح يتكون من رجل صالح يحسن اختيار الزوجة الصالحة لبناء البيت المسلم الذي يجتهد في رعاية الابناء وتربيتهم.
ونوهت الايوب الى ان الطفل يولد مرتين اولاهما ولادة عضوية وثانيهما ولادة اجتماعية حين يتحول الى عضو في المجتمع والشخصية الانسانية السوية التي تبني المجتمعات الصالحة كانت من قبل تعيش طفولتها في كنف اسرة صالحة تقوم على تربيتها وتأديبها وتهذيبها، وحتى عملية التربية بسهولة ويسر ينبغي ان تبدأ في سن مبكرة يقول ابن سينا فاذا فطم الطفل تبدأ الاسرة في تأديبه ورياضة اخلاقه قبل ان تهجم عليه الاخلاق اللئيمة.
وشددت على اهمية غرس العقيدة الاسلامية في نفوس النشء وتربية الضمير كقوة ذاتية داخلية تحفظ الانسان من الضياع والانحراف والاسرة التي تضغط على افرادها من غير تربية صالحة اسرة ظاهرها خير من باطنها لانها اسرة كثيرة العادات قليلة العبادات.