احتفلت مؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين للابداع الشعري الليلة الماضية بتخريج سبع دورات تدريبية في «علم العروض وتذوق الشعر ومهارات اللغة العربية» بالتعاون مع كلية دار العلوم بجامعة القاهرة.
واثنى سفيرنا في مصر د.رشيد الحمد في تصريح لـ«كونا» على هامش الحفل على الدور الكبير الذي تقوم به مؤسسة عبدالعزيز البابطين في مجال رفع شأن اللغة العربية والشعر العربي.
واشار السفير الحمد الى ان هذه الدورات التدريبية في علم العروض وتذوق الشعر تؤكد اهتمام المؤسسة ووعيها بأهمية هذا المجال الرحب، معربا عن شكره للشاعر عبد العزيز البابطين على ما يقوم به من جهد ملموس في مجال الحفاظ على اللغة وتنمية المواهب في مختلف البلدان العربية والاسلامية.
وقال: الكويت لا تألو جهدا في حماية اللغة العربية والحرص على رعاية المواهب الابداعية الشابة في المجالات الثقافية والفنية من خلال وزارة التربية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بما يؤكد مكانة الكويت الثقافية.
ولفت الى ان الكويت ستشارك في اعمال الدورة الـ 75 لمجمع اللغة العربية في القاهرة الاثنين المقبل والذي يناقش موضوع اللغة العربية في التعليم ويضم خيرة اساتذة اللغة العربية وعلمائها في الوطن العربي.
من جانبه اعرب رئيس مجلس امناء المؤسسة الشاعر عبدالعزيز البابطين عن سعادته بتخريج هذه الدورات التدريبية، مشيرا الى ان عدد الخريجين قارب ألف خريج في علم العروض وتذوق الشعر ومهارات اللغة العربية.
واوضح البابطين في تصريح مماثل لـ «كونا» ان المؤسسة انجزت حتى الآن في مصر 59 دورة في «علم العروض وتذوق الشعر» و«مهارات اللغة العربية» و«دورات تأسيسية للمذيعين الجدد» وقد بلغ عدد الخريجين 7766 خريجا في مصر فقط.
وأكد ان هذه الدورات المتتالية «هي اداء لواجب تجاه بلدنا مصر بما قدمته للغة العربية من رعاية واسناد خلال تاريخها الطويل لتكون لسانها الناطق والمعبر عن وجدانها ووعاء ثقافتها».
وقال البابطين «يكفي مصر فخرا ان تشهد ارضها ولادة اضخم واشهر معجمين في اللغة العربية هما لسان العرب وتاج العروس اللذان لا نزال نعيش على زادهما الغني وأن تنشىء مصر المجمع الأبرز للغة العربية والذي كان له دور كبير في تطوير اللغة العربية والدفاع عنها».
وتابع «ونحن في مؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين للابداع الشعرى نؤمن ان معتقدنا الديني وانتماءنا القومي يحتمان علينا أن نناصر هذه اللغة وأن نضعها في مكانها اللائق بها في حاضرنا وكم كان شاعر النيل حافظ ابراهيم موفقا حين ربط في قصيدته الشهيرة بين عزة الامة وعزة اللغة.
وذكر البابطين انه أداء لهذا الواجب امتدت انشطة المؤسسة الى دولة من دول الاطراف العربية وهي جمهورية جزر القمر المتحدة «عندما علمنا ان معظم مواطنيها لا يتحدثون اللغة العربية فأنشأنا فيها مركز الكويت للدراسات العربية والاسلامية».
واضاف ان المؤسسة اقامت في جزر القمر 15 دورة لتعليم اللغة العربية تشمل كبار المسؤولين ومعلمي المرحلة الابتدائية ليكونوا النواة لنشر اللغة العربية في هذا البلد العربي.
وقدم البابطين الشكر للمشرفين على جامعة القاهرة وكلية دار العلوم على تعاونهم الصادق في اقامة هذه الدورات والسير بها لتكون نموذجا متقدما للتعاون بين المؤسسات الثقافية، مشيدا ايضا بالدارسين الذين اقبلوا على هذه الدراسة برغبة صادقة ومنحوها من الوقت والاهتمام ما كفل لهم النجاح وتعزيز ولائهم لتراث امتهم.
من ناحيته اكد نائب رئيس جامعة القاهرة د.عادل زايد لـ «كونا» ان هذه الدورات التدريبية هي ثمار تعاون بناء بين جامعة القاهرة ومؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين للابداع الشعري احدى مؤسسات الثقافة العملاقة في الوطن العربي.
وقدم زايد الشكر للمؤسسة ورئيس مجلس امنائها ولكل من اسهم في تنظيم هذه الدورات التي تنمي المهارات اللغوية واكتشاف اسرار اللغة العربية واذكاء ملكة تذوق الشعر العربي وتعميق التمسك والاعتزاز بهوية الامة العربية.
بدوره وصف عميد كلية دار العلوم والمشرف على الدورات د.محمد الطويل الكويت بأنها «درة الخليج»، مشيرا الى ما قدمته الثقافة الكويتية في تاريخها الطويل من اصدارات ثقافية متميزة منها عالم الفكر والمعرفة وغيرها من الاصدارات المتعددة.
وقال الطويل ان دورات البابطين تمضي ثابتة الخطى راسخة القدم نحو ما حدد لها من غاية في حماية اللغة العربية والارتقاء بمناحي الابداع بها مستقطبة لكل محب لها ليس في مصر فحسب «بل في وطننا العربي بأسره».
ورأى «ان ما تقوم به المؤسسة يجسد وحدة أمتنا وخلود رسالتها على اتساع رقعتها بين المحيط والخليج ويسهم فضلا عن ذلك في تنمية مشاعر الانتماء والاعتزاز بالوطن الكبير والتكريس للهوية العربية في عصر يموج بتيارات شتى، فكرية واجتماعية تهدد عن قصد أو من دون قصد هذه الهوية».
واوضح ان هذه الدورات التدريبية يقصدها اعلاميون وقضاة وموظفون وخطباء وشعراء من الوطن العربي ومن الهند وباكستان واندونيسيا وغيرها حتى اصبحت بعض المدارس الخاصة بالقاهرة تعطي أولوية لمن يحمل شهادة اجتياز هذه الدورات.
وجرى توزيع جوائز المؤسسة على الفائزين من خريجي سبع دورات تدريبية في علم العروض وتذوق الشعر ومهارات اللغة العربية كما منحت المؤسسة دروعها الى كل من عميد كلية دار العلوم ورئيس جامعة القاهرة ونائب رئيس الجامعة ومجموعة من الأساتذة في الأدب والشعر.
كذلك منحت كلية دار العلوم درع الجامعة للشاعر الكبير عبدالعزيز البابطين تقديرا لدوره وجهده في اثراء حركة الشعر العربي.