آلاء خليفة
أعلنت مرشحة الدائرة الـ 2 (الشامية والدوحة) د.سلوى الجسار انها ستخوض انتخابات 2009 مستقلة ولن تدخل مع اي تحالفات او تيارات، واشارت د.الجسار خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته صباح امس في مقرها الانتخابي في الشامية انها ترفض فكرة البرنامج الانتخابي وتفضل التزام المرشح برؤية ورسالة يسعى لتحقيقها، مشيرة الى ان رؤيتها تركز على تدعيم مقومات الادارة الرشيدة في المؤسسات الحاكمة واستنهاض قيم المواطنة الصالحة لدى الأفراد بهدف توجيه كل الموارد البشرية والمادية لبناء مجتمع ديموقراطي يقوم على مبدأ تكافؤ الفرص ويسير في طريق التنمية ويحقق الرفاهية للمواطنين والمقيمين من خلال استغلال كل الامكانيات الاقتصادية والبشرية لمواجهة جميع التحديات وتفعيل برامج الاصلاح والاستجابة لمتطلبات المستقبل في ظل سيادة الدولة وحكم القانون واحتياجات العصر ومنظومة الثقافة المحلية والقيم والعادات والتقاليد والمسؤولية الاجتماعية للمواطن.
المطالب الوطنية
ومن جانب آخر، اوضحت د.الجسار ان تحقيق الرؤية وفق المطالب الوطنية ومصالح المواطنين والامكانيات المتاحة تكون عبر التأكيد على استقرار الدولة وأمنها من خلال اعداد المواطن الكويتي واستغلال طاقاته، والتأكيد على وضع المتطلبات الأساسية في صياغة برامج التنمية الشاملة وفق ثقافة المجتمع الكويتي واستثمار رأس المال البشري من كل الجوانب بتطوير قدراته وتأهيله لمواجهة التحديات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية لتحقيق التقدم والازدهار لرفع معدلات التنمية التي تتطلبها مؤسسات الدولة، وشددت على ضرورة تطبيق مبدأ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بإتاحة الفرص للرجال والنساء وفئة الشباب كل بحسب قدراته وإمكانياته بالاعتماد على النزاهة في اختيار صناع القرار والقيادات لتحقيق الاصلاح النوعي في مؤسسات العمل المختلفة، بالاضافة الى تطوير النظم والتشريعات القانونية بما يتناسب مع متطلبات التنمية، وإعادة صياغة جميع البرامج الحكومية بالاعتماد على الأساليب التقنية والرؤية الشاملة.
القطاع الخاص
وعلى صعيد متصل، اكدت د.الجسار ضرورة وضع السياسات الكفيلة بإشراك القطاع الخاص للمساهمة الفاعلة في برامج التنمية والتطوير والاصلاح من خلال رؤية تشجع القطاع الخاص للمساهمة في مشاريع التنمية، وتخفيض معدلات البطالة وتحويل الأنظمة التعليمية من الأساليب المعرفية التقليدية الى الاساليب التطبيقية الوظيفية.واشارت د.الجسار الى ضرورة الاهتمام بالشباب باعتبارهم الثروة الحقيقية للوطن، وذلك باحتضان الدولة لهم واستغلال طاقاتهم وإمكاناتهم بهدف النهوض بالمجتمع، كما لفتت الى اهمية تمكين المرأة الكويتية من اداء دورها كاملا في برامج التنمية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتربوية والتشريعية والتأكيد على مشاركتها الفاعلة في المجتمع محليا وعالميا من خلال العمل على مواجهة كل الاشكاليات والتحديات.وقالت: لدي قناعة تامة بأن الذي يعمل بالحملة الانتخابية لابد ان يقتنع ويؤمن بأفكار ومبادئ المرشح او المرشحة وبالتالي عندما يتحدث عنهم يكون على دراية عمن يتحدث.
ومن ناحية اخرى، لفتت د.الجسار الى انها طوال عام 2008 عملت الكثير من التقييم والتحليل بكل ما ورد خلال العام وحرصت كل الحرص كأحد افرازات التجربة الاولى في 2008 بأن يتم التواصل من خلال انشطة المجتمع والقواعد الانتخابية والناخبين، وان كانت لم تتمكن من الوصول الى البرلمان ولكنها تعتبرها نقطة نجاح بكل المقاييس في التجربة الأولى لها في دائرة من اقوى الدوائر التي تعتبر دائرة المدارس السياسية، معلنة ان ايصال النساء الى البرلمان وتعزيز مفهوم مشاركة المرأة في السياسة هو مطلب ليس فقط محليا، وانما مطلب اقليمي ودولي، فالتقارير العالمية المتمثلة في تقارير الاتحاد البرلماني الدولي وصندوق الامم المتحدة والبنك الدولي للدراسات الانمائية تؤكد انه مازال هناك تراجع لعدم وجود النساء في البرلمان والاحصائيات الاخيرة التي ظهرت مؤخرا في 2008 تشير الى ان عدد النساء في البرلمانات العالمية لا يزيد عن 11.6% مقارنة بتوصية الامم المتحدة بأن النسبة يجب الا تقل عن 30% من مقاعد البرلمان التي يجب ان تخصص للنساء، وانطلاقا من هذه الاهمية وانه يجب ان تظل المرأة تعمل بإخلاص وجد في قضية العمل السياسي، وتنطلق مساهمتها في العمل السياسي عندما يتم توزيرها او محاولاتها الدخول موضوع الانتخابات والترشيح والا يكون هناك نوع من التردد وردة الفعل السلبية والتجاوب مع لغة الاحباط والتأزيم التي تقف دائما ضد عدم وصول النساء.
مفهوم المواطنة
واكدت د.الجسار على ضرورة المناداة بتحقيق مفاهيم المواطنة، والتي تعتبر في العرف العالمي تمثل قضية مشاركة الرجال والنساء على حد السواء، ولكن في التكوين العام الدولي ومع الاسف هناك خلل في تطبيق المواطنة، فهناك تقدم وحصد فرص للرجال على حساب النساء وبالتالي حتى نبادر ونحقق مفهوم المواطنة لابد ان تأتي القواعد النسائية وتعطي مبادرة للمشاركة في العمل البرلماني والسياسي، واشارت الى ان مشاركة النساء ستخلق حالة تنوير كاملة تأتي من خلال مبادرة النماذج السياسية في خوض تجربة الانتخابات بشكل خاص والتجربة السياسية بشكل عام، وان كان عملا به تحدٍ كونه يتصادم مع الموروثات الاجتماعية والثقافية التي تدور في رفض المرأة لأنها امرأة فقط لا غير وبالتالي لا تعطي فرصة للتفكير في أن هناك نماذج نسائية على درجة عالية من الكفاءة وتستطيع ان تعمل وتقدم شيئا، فلماذا لا يتاح لها مساحة من المشاركة.
وزادت: نحن امام دستور وقانون وجميعنا مواطنون لدينا حقوق وعلينا واجبات، وعلى مواطن مسؤولية وطنية يجب ان يمارسها ولا يمكن ان يتنازل عنها نتيجة ممارسات شخصية وفردية لافتة الى ان البلد به كفاءات واشخاص نزيهة لديها استعداد لخدمة البلد التي اعطتنا الكثير، موضحة ان حالة التوتر خلقت متغيرات اجتماعية ونفسية واقتصادية في نفوس المواطنين، ولتعديل ذلك الوضع ونحن على ابواب الانتخابات فلابد من ان ننفذ ما اوصانا به صاحب السمو الأمير في خطابه الاخير عندما قال: «احسنوا الاختيار وأعينوني» مشددة على ضرورة الاستماع الى جميع الاطراف والابتعاد عن العيش في دوامة التبعية التي كانت موجودة في السنوات السابقة وعبرت عنها افرازات المجالس السابقة.
واشارت الى ضرورة الاهتمام بالتعليم وبالموارد البشرية واعادة بناء العنصر البشري المستهدف والمتمثل في فئة الشباب، لافتة الى ان نسبتهم تشكل في تركيبة السكان بالكويت وفقا لتعداد 2009 نحو 24.7% والذين تتراوح اعمارهم بين 15و27 عاما وهم الذين تقع عليهم مسؤولية احداث التغيير المطلوب، وبالتالي يجب التركيز على الشباب ليس فقط في توفير التعليم الجيد وانما ايضا الوظائف وايجاد حلول للخلل في التركيبة السكانية مشددة على ضرورة دعم الطاقات الشبابية من المبدعين والمتفوقين، قائلة: في الخطة العامة للتنمية الدولة مازال دعم الشباب يدور في نفس الدائرة، فلدينا الهيئة العامة للشباب والرياضة ولكنها لا تأخذ وضعها الصحيح والمطلوب على مستوى المنطقة.
واشارت د.الجسار الى ان نسبة المصابين بداء السكري في الكويت 36% و9% منهم اطفال بالاضافة الى امراض السمنة والعادات الغذائية السيئة فضلا عن حقوق الطفل داخل الاسرة، موضحة ضرورة توجيه التعليم لخدمة تلك الموارد البشرية فالاصلاح والتطوير يبدأ من عقل الانسان، فالتعليم الجيد يخلق عقلا مفكرا وانسانا مستقلا، بما يتيح الفرصة لتنمية الموارد المالية وكيفية ادارة اموال الدولة، مشيرة الى ان الازمة الاقتصادية خلقت مشاكل عدة منها التسريح من الوظائف والتعليم النظري الذي اصبح لا يخدم الخروج من الازمة الاقتصادية واصبح الوضع يتطلب الدخول في مجال التعليم التكنولوجي، بما يحقق التنمية المستدامة التي تحتاج الى برامج منظمة من جميع المستويات لاعادة بناء وصياغة عقل المواطن الكويتي لكي يصبح مواطنا مبدعا ومنتجا بما يعزز مفهوم المواطنة.
الاعلام والمرشحون
وتمنت د.الجسار من وسائل الاعلام المختلفة ان تنصف المرشحين اصحاب الرسالة والكفاءة الواضحة للتطبيق والتنفيذ.
ومن ناحية اخرى قالت ان مجلس الامة خلال عام كامل لم يجتمع الا 12 جلسة وبقية الجلسات لم تعقد اما لعدم اكتمال النصاب او بسبب اجواء الاستجوابات المتتالية التي قدمت من بعض النواب وبالتالي اصبح اداء مجلس الامة غير منظم، متمنية من الشعب الكويتي لاسيما الفئة المثقفة والمتعلمة منه ان يقوم بتحليل البيانات والمعلومات التي طرحت خلال السنة ومن ثم يواجه بها المرشحين في دوائرهم، فهناك مرشحون منذ 10 سنوات حتى الآن يعرضون نفس البرامج الانتخابية بذات الديباجة لكن مع تغيير التواريخ، مما يخلق حالة من المكاشفة المطلوبة لاسيما ان الشارع الكويتي حاليا في حالة صحوة وهناك وعي لا يقل عن 30% ما سيعمل على التغيير المطلوب.
وزادت: يفترض ان يكون عضو مجلس الامة قدوة سياسية في المجتمع، وعندما يمارس بعض الاعضاء سلوكيات مرفوضة في المفهوم الانساني لا يمكن ان يحظوا بثقة الآخرين، فالشخص المشرع يجب ان يكون نزيها وموضوعيا وبعيدا عن اجتذاب العواطف بعيدا عن التسييس، وتابعت قائلة: ما يحدث الآن في مجتمع اسلامي له عاداته وتقاليده عيب، فالكويت قادت التغيير والتطوير على مستوى المنطقة بل على مستوى العالم، فيسجل لنا اننا بدولة لها سجل سياسي نزيه في خارطة العالم، فمن العيب ما يحدث الآن من ممارسات فردية لابد من محاصرتها والقضاء عليها، واطلقت د.الجسار على انتخابات 2009، «فرصة ذهبية» وعلى المواطنين والناخبين اغتنامها باعادة تحليل ودراسة جميع السلوكيات التي تمت في مجلس 2008 والمجالس السابقة حتى نخطو خطوات للامام لاصلاح البلد.
القوائم النسبية
وحول ترشح المرأة ضمن القوائم النسبية قالت: هو احد الحلول التي طبقتها الكثير من الدول التي منحت المرأة حق التصويت والترشيح، فلقد وجد النظام العام واصحاب القرار اهمية تطبيق القوانين النسبية التي تحمل الجانبين الايجابي والسلبي فالقوائم النسبية اذا اتبعت اسلوبا في ان تتبع القائمة تحالفا او تيارا ما فهي لن يمثل فيها الا المنتمون لتلك التيارات والتحالفات، ولكنها لن تستخدم ولن تطبق في الكويت فلن يأتوا بمرشح على درجة عالية من الكفاءة ولكنها مستقلة.
مؤكدة انها في النظام الحالي لا تؤيد القوائم النسبية ما لم تكن هناك قناعة ورؤية بايصال جميع الكفاءات من الرجال والنساء الى مجلس الأمة، مفضلة القائمة النسبية الشعبية من خلال اعلان افراد المجتمع من باب الدائرة انهم يختارون رجالا ونساء بحيث تصبح القوائم النسبية مطلبا شعبيا.
مصرة على الاستقلالية
وافادت د.الجسار في ردها على سؤال بخصوص ان د.أسيل العوضي حصلت على اصوات كثيرة نتيجة خوضها الانتخابات ضمن تحالف ومع ذلك فإن د.سلوى تصر على خوض الانتخابات مستقلة حيث أنها خاضت انتخابات 2008 مستقلة في الدائرة الـ 2 وحصلت على اصوات تفوق الـ 3 آلاف صوت، واعتبر نزولي لأول مرة في تجربة لأول مرة في دائرة كالدائرة الـ 2 وحصولي على هذا العدد من الأصوات نجاحا بكل المقاييس واعتبر نفسي «فائزة» ومن احد المؤشرات الايجابية التي جعلتني اعتزم الترشح لانتخابات 2009، فهناك رجال مستقلون وصلوا للمجلس وفي المقابل هناك مرشحون لديهم قاعدة انتخابية عريضة ولم يصلوا، فالمقياس الذي يفرض نفسه هو الكفاءة والخطاب السياسي والاطروحات المتميزة فضلا عن قضية التواجد، مشددة على المسؤولية الوطنية الكبيرة التي تقع على عاتق المواطنين حاليا في حسن الاختيار.