أسامة أبوالسعود
أشاد المشاركون في الملتقى الإعلامي العربي السادس بما تم تقديمه من مقترحات وتصورات في اطار جدول النقاش الأخوي البناء الذي اعتاد الإعلاميون العرب على التجمع في اطاره ضمن الملتقى.
ورفع الإعلاميون المشاركون الشكر لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي ساند الملتقى الإعلامي ودعمه في بداية تأسيسه قبل ست سنوات، والى سمو ولي عهده الشيخ نواف الأحمد على كامل الدعم والمساندة التي تقدمها الكويت دائما للإعلام والإعلاميين العرب.
واطلق الملتقى الإعلامي العربي دعوة لدمج الإعلام كبعد أساسي في خطط التنمية في الوطن العربي، موضحا في السياق ذاته ضرورة ألا يقتصر دور عمليات التنمية على الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، ذلك ان الإعلام بدوره الجديد وبنيته الأساسية ومهاراته البشرية قد بلغ مرحلة من التأثير الإنساني والمجتمعي تجعل منه مكونا أساسيا ليس في العملية الاقتصادية فقط وانما في مجمل الحياة الاجتماعية خاصة عندما يتعلق الأمر بالتنشئة الاجتماعية والتنمية، سواء على المستويات الوطنية أو على المستوى العربي العام.
وجدد الملتقى التأكيد على ان الحوار الإعلامي الإيجابي يتطلب ارساء المزيد من المبادئ العامة التي ركز عليها خلال دوراته السابقة، مجددا الآمال في ان تتخذ وسائل الإعلام السياسات الإيجابية كافة، وان تشق طريقها دون توجيه أو انحياز إلا لمصلحة المواطن العربي والعدالة.
وأكد الملتقى ان الحوار الإعلامي الحر المستند الى مقومات عملية الإصلاح العربي الشامل هو خيار كل الإعلاميين على اختلاف انتماءاتهم، وذلك من خلال تعزيز لغة الحوار والابتعاد عن الذاتية والتمسك بالموضوعية التي من شأنها ترسيخ مبدأ احترام الرأي والرأي الآخر في وسائل الإعلام، بدعم ومشاركة فعالة من مؤسسات المجتمع المدني.
وأكد المجتمعون أهمية ان يضطلع الإعلام العربي بدوره الحيوي في خدمة القضايا التنموية العربية، ومساندة الإعلاميين العرب وهم يؤدون مهامهم في مناطق التوتر التي باتت رقعتها تتزايد كل يوم في العالم العربي، خاصة في فلسطين ولبنان والعراق والتأكيد على المصالحة العربية ونبذ الخلافات، والتفريق بين السياسة والاقتصاد الذي يتبنى أسس التنمية.
ودعا الملتقى مؤسسات الإعلام العربية الفاعلة والرئيسية بقطاعيها الخاص والعام الى رسم سياسات إعلامية تنموية تنعكس على المجتمعات العربية وتجلب الاستقرار والسلم، وطالب المجتمعون وسائل الإعلام باتباع الأطروحات الجديدة والقوالب المستحدثة في الإعلام التنموي بتناول موضوعي، وعدم التأجيج أو الانجراف الى مهاترات تثير الخلافات، مما يساعد على دعم الحوار الايجابي الذي من شأنه تقريب وجهات النظر، وتفعيل نظم الاعلام التنموي.
ويأمل المشاركون في الملتقى ان تكون خلاصة نقاشاتهم اضافة جديدة وقيمة لملتقيات متميزة سبقته، وكانت مصدرا من مصادر المعرفة العلمية في علوم الاعلام المختلفة وبلغات مختلفة كي يفهم كل الآخر، فما احوجنا الى استخدام منهج البحث العلمي لدراسة العلاقات المتشابكة بين الاعلام بفروعها المختلفة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتعليميا وبيئيا.
واكد الملتقى ان الحوار يتطلب مراجعة علمية ومزيدا من التفكير المنهجي في وضعية الاعلام وعلاقته بتغير المجتمعات وتطويرها وتنميتها، وهذا يجعلنا نردد داخلنا مجموعة من الاسئلة البناءه، حول ما اذا كانت وسائلنا الاعلامية تعمل بقصد او بدون قصد للتنمية ام للهدم، للتطوير ام للانغلاق، من اجل الديموقراطية أم لمآرب اخرى من اجل تقييد الحريات؟
واكد المحسن ان وضع الاعلام لاجندة تنموية واضحة للرأي العام العربي سيساهم ليس في دفع المواطن الى المشاركة في الحياة العامة فحسب بل الى المشاركة في الحوار الايجابي من اجل التنمية التي من شأنها ان تدفع الى رفعة وازدهار الوطن العربي.
واقترح الملتقى مبادرة الاعلام التنموي والتي تشتمل على اعادة طرح ما استفاض به المفكرون في الاعلام والتنمية في حقبة الاعلام التقليدي الى حقبة الاعلام الالكتروني على ان يقوم على اسس التعددية والاستقلالية والديموقراطية والشفافية والموضوعية والمسؤولية الاجتماعية.
وقال الملتقى ان اصلاح نظم الاعلام في عدد من دول العالم بما في ذلك العالم العربي يستند الى تحليل الدور الذي يمارسه الاعلام في التنمية بأشكالها المختلفة، فتطور الاعلام يرتبط بنتيجتين، هما اولا تآكل النظم غير الديموقراطية، وثانيا الاسهام في خلق التعددية في الآراء والاتجاهات والمعتقدات، التي تؤدي بدورها الى تنمية الحوار البناء بين الاعلاميين وجميع شرائح المجتمع واتجاهاته الفكرية والسياسية وتحفيز دور الاعلام الخاص في منظومة الاعلام والتنمية.
وشدد المجلس على ان تطور ثورة الاتصال في جانبيها التقني والفكري هو العامل الحاسم في تطور الاعلام في العصر الحالي، وبالتالي انخراط الاعلاميين في الحوار بما يستجيب لحقوق الانسان والامن الاقتصادي والاجتماعي وامن الانسان والقضايا ذات الصلة، ويمكن القول بأن الاعلام العربي يجب ان يسعى لاستعارة الجوهر من ثورة الاتصال، وان ينأى بنفسه عن الشكل ويتمسك بالافكار والادوات معا.
واشار الملتقى الى ان رياح التغيير تقتضي التحول الى العصر الرقمي والصحافة الالكترونية واعادة النظر في المناهج الاعلامية التقليدية وتحويلها المتدرج الى مناهج اعلامية تتواءم مع مستقبليات الاعلام الاتية على المنطقة العربية.
واقترح الملتقى مشروع «مدونة السلوك المهني» القائمة على الصحافة الاخلاقية والاعلام المسؤول على ان يقوم باعدادها عدد من خبراء الاعلام ممارسي الصحافة في الوطن العربي للحفاظ على الهوية العربية وعدم تشويهها، كما اقترح بعد المداخلات والمناقشات في الاعلام ودوره في التنمية ان تتحول القنوات الرسمية الارضية الى قنوات ارضية للمصلحة الوطنية، والتي تسمى احيانا «القنوات المجتمعية» وان يكون محورها التنمية الوطنية والمستدامة والبشرية في الوطن العربي.
واقترح المشاركون في المؤتمر التمسك بالتنظيم على جميع المناحي سواء الصحافية او الاعلامية الارضية منها او الفضائية مع اعتبار حرية التعبير اساسا لا مساس به، كما نرجو الاعتماد على البحث العلمي وبحوث الاعلام والتسويق في طرح نماذج اقتصادية جديدة لمواجهة ما قد يحدث من نتائج الازمة الاقتصادية العالمية على وسائل الاعلام العربية.