دانيا شومان
اعربت وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي نورية الصبيح عن سعادتها لاقتحام المرأة الكويتية لسلك الشرطة، في حين اعتبرت وزيرة الدولة لشؤون الاسكان والتنمية الادارية ووزيرة الصحة بالوكالة د.موضي الحمود ان تخريج اول دفعة من الكويتيات المنتسبات للسلك العسكري سيفتح الباب امام العديد من المواطنات للانخراط في هذا السلك المهم جدا.
جاءت كلمات الوزيرتين خلال حفل العشاء الذي اقامته الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية مساء اول من امس لتكريم خريجات الدفعة الاولى من الشرطة النسائية بحضور مساعدة المدير العام لاكاديمية سعد العبدالله للعلوم الامنية دلال الرويشد ومديرة معهد الهيئة المساندة في الكلية العقيد نجمة الدوسري.
كما تم تكريم عضوات فريق التدريب البحريني اللاتي قمن بتدريب الدفعة الاولى من الخريجات في الكويت.
بدأ الحفل بكلمة لرئيسة مجلس ادارة الجمعية شيخة النصف التي اعربت عن سعادتها بهذه المناسبة قائلة: لقد اشرق يوم جميع مع لمعة النجوم على اكتاف الشرطة النسائية بمختلف رتبهن العسكرية، انه لاول مرة في تاريخ الكويت تشهد اكاديمية سعد العبدالله للعلوم الامنية تخرج اول دفعة من الكويتيات المنتسبات الى السلك العسكري.
واضافت: لقد كان امنية ان تقتحم المرأة الكويتية السلك العسكري واصبح الآن واقعا ملموسا، وهذا يدل على ان المرأة لا تحجم ابدا عن الدخول في اي مجال مهما كان مستحيلا بل تترجم تطلعاتها الى حقيقة واقعة مهما كانت العراقيل التي توضع امامها.
واعتبرت النصف ان دخول المرأة الى المجال العسكري تعزيز وتأكيد لقدرات المرأة وما تتميز به من امكانيات ومن ثقة بالنفس ومن تقبل لكل ما يجعلها تتقدم وتتطور وتواكب كل جديد بما يتناسب مع ما هو مألوف في مجتمعها.
واضافت: جهود المرأة بارزة منذ ايام الغوص، حيث كانت تدير البلاد بعد ذهاب الرجال الى الغوص لمدة اربعة او خمسة اشهر ثم اقبالها على تلقي العلم عندما كان تعليم البنات غير مباح ودخولها مجال العمل واثبات كفاءتها وقدراتها بل تميزها بكل ما اوكل اليها من عمل، وكان آخرها تولي منصب الوزارة حيث اثبتت ايضا قدرتها وكانت انجازاتها متميزة.
وختمت النصف كلمتها للخريجات قائلة: لقد سهلتن الطريق لمن ترغب في دخول السلك العسكري من السيدات، جعلكن الله قدوة ومثلا اعلى ووفقكن في عملكن وسدد خطاكن.
نقلة مهمة
اعقبتها كلمة لامين عام الجمعية الثقافية النسائية لولوة الملا والتي بدأت كلمتها قائلة: اشكر وكيل وزارة الداخلية الفريق احمد الرجيب ومدير عام اكاديمية سعد العبدالله للعلوم الامنية اللواء يوسف المضاحكة ومساعد المدير العام للادارة العامة للاكاديمية دلال الرويشد.
وهنأت الملا الخريجات قائلة: انتن تمثلن نقلة مهمة اخرى على طريق تمكين المرأة الكويتية من حقوقها وحريتها وواجباتها في ان تكون عنصرا فاعلا واساسيا في تنمية الكويت ورقيها، مؤكدة ان عقبات المتزمتين وذرائع العادات والتقاليد هي عقبات واجهت المرأة في الكويت في كل مرة تحقق فيها نقلة نوعية الى الامام.
واضافت الملا: ان ما واجهتن يعتبر امرا بسيطا امام ما واجهته المرأة عندما قرر المجلس التشريعي عام 1938 انشاء أول مدرسة نظامية لتعليم البنات، مذكرة بان في ذلك الوقت وفي تلك الظروف الصعبة اختيرت اول مدرسة كويتية لتعليم البنات وهي مريم الصالح، وقد اجتازت مع المجتمع تلك المقاومة والعقبات قائلة: «ها هي اليوم تجلس بينكم في القاعة لتحتفل معنا بتخرجكن وهي عضوة من اعضاء الجمعية الثقافية النسائية وحيت الملا فريق التدريب في البحرين اللاتي قمن بتدريب هذه الدفعة من الخريجات، وهن: العقيد نجمة عيسى الدوسري، ملازم أول انيسة مسفر عبدالله، ملازم ريم محمد علي بوطيبة، رئيس عرفاء رجاء سعد مسعد، نائب عريف نجلاء مرشد مرشد، شرطي أول مكية مبارك الرميحي، شرطي اول مريم احمد المهزع، شرطي أول نسيبة عبدالكريم الحمادي، شرطي أول نسرين محمد نعمة، شرطي أول حمدة راشد مرزوق، شرطي أول شريفة علي القاسمي.
واضافت: «أقول لهن نشكر فضلكن، وهذه ليست اول مساهمة تعليمية تقدمها البحرين للكويت فنحن علاقاتنا بالبحرين وشعبها عميقة وتاريخية، وأود ان اذكر ان من اوليات البعثات التعليمية للطلبة الكويتيين للخارج كانت بعثة الى البحرين عام 1940 وضمت طالبين هما خالد الغربللي، رحمه الله، وعقاب الخطيب اطال الله في عمره، عقاب الخطيب درس النجارة في البحرين، وهذه منجرة عقاب الخطيب قائمة شاهد على ذلك، أدام الله التواصل والمحبة بيننا، وحقق للكويت والبحرين الاستقرار والازدهار.
حضور سياسي
بدورها القت مديرة معهد الهيئة المساندة العقيد نجمة الدوسري من مملكة البحرين الشقيقة كلمة شكرت فيها الجمعية الثقافية النسائية والقائمات عليها على احتفائهن بأول دفعة من الخريجات الكويتيات في كلية سعد العبدالله للعلوم الامنية وقالت: الكويت من الدول التي اعطت المرأة حقوقها في عدة مجالات مختلفة واعتلت اعلى المناصب، فلها الحضور السياسي في البرلمان واصبحت وزيرة كما لها الحضور الاجتماعي والاقتصادي في شتى المجالات، مشيرة الى ان المرأة الكويتية اثبتت مقدرتها على تولي القيادة واتخاذ القرار وحمل المسؤوليات ومواجهة الصعاب حتى وصلت لى ما هي عليه الآن.
واضافت: المرأة الكويتية شقت بتاريخ 2/11/2008 طريقا أو مجالا آخر في سبيل خدمة الوطن والمواطنين وذلك بانضمامها للسلك العسكري، فكانت هذه الكوكبة من الفتيات الكويتيات اللاتي اثبتن قدرتهن واستعدادهن لخوض هذه التجربة التي تتطلب مزيدا من الصبر والتحمل والالتزام والانضباط العسكري، فهذا ما لمسته فيهن خلال دورتهن التأسيسية بالمعهد سواء من الناحية العلمية النظرية او من الناحية الميدانية والتدريبات العسكرية والرياضية، فكان الحماس والاصرار وروح المنافسة واضحة بينهن وعليه فكانت نتائجهن مشرفة وتقاديرهن ممتازة.
وحول التجربة البحرينية قالت الدوسري: «تعتبر مملكة البحرين أول دولة عربية تنشئ جهاز الشرطة النسائية ففي نوفمبر من عام 1970 التحقت امرأتان من خريجات علم الاجتماع بالسلك العسكري فهما النواة الأولى، ثم توالت الدفعات من الضابطات وضباط الصف والافراد، حتى وصلت المرأة البحرينية الى رتبة عميد وعقيد فهي تشارك اخاها الرجل في مختلف مجالات العمل العسكرية واثبتت قدرتها وتحملها وتفوقها في هذا المجال.
كما انها استطاعت ان توفق بين عملها وحياتها الاسرية فلم تنس دورها كأم وكزوجة وفي ختام كلمتي لا يسعني الا التوجه بالشكر الجزيل الى وزير الداخلية الذي كان له الفضل في ارساء قواعد اساسيات هذا الانجاز كما اوجه شكري وتقديري الى وكيل الوزارة الفريق احمد الرجيب الذي كرس كل الوقت للدعم والمساندة من اجل هذا المشروع، كما اوجه شكري وتقديري للوكيل المساعد لشؤون التعليم والتدريب اللواء الشيخ أحمد النواف الذي لم يأل جهدا في المتابعة والاشراف العام على هذه الدفعة، ولمدير عام اكاديمية سعد العبدالله للعلوم الامنية اللواء يوسف المضاحكة الذي عمل جاهدا من اجل النهوض بهذه الكوكبة من الفتيات الى المستوى العسكري المطلوب، والشكر موصول لمساعد المدير العام لشؤون التعليم والتدريب د.عميد وليد بن سلامة على ما بذله من جهد كبير لهذه الدفعة، وكل الشكر والتقدير لدلال الرويشد مساعد المدير العام للشؤون الادارية بمعهد الهيئة المساندة التي كان لها الاثر الواضح والجهد المتواصل والتي كرست كل طاقتها لهذا الانجاز وشكري موصول الى الطاقم الاداري والتدريبي بمملكة البحرين على ما بذلوه من جهد وتفان في العمل واتمنى التوفيق والنجاح للجميع.
وبعدها ألقت الملازم فرح غلوم الأولى على الدفعة والحائزة على التفوق العلمي كلمة نيابة عن الخريجات واصفة تجربتهن بأنها إنجاز تاريخي في الكويت، مشيرة الى انها وزميلاتها تحولن إلى «شقائق الرجال» متمنية ان تكون الدفعة الأولى هي البذرة التي سيحصد منها المزيد من العناصر النسائية في البناء الأمني للبلاد.
وفي ختام الحفل تحدثت وزيرة التربية نورية الصبيح للصحافيين قائلة: اتقدم بالتهنئة للأخوات الخريجات واعتقد ان هذه الدفعة تمثل اضافة جديدة للمجتمع ككل، واشكر الجمعية الثقافية النسائية التي قامت بتكريم خريجات الدفعة الأولى من الشرطة النسائية لما في ذلك من مجال للتلاقي والتواصل بين خريجات هذه الدفعة الأولى و بقية افراد الجمعية.
واضافت: لا يسعني سوى شكر القائمات على الجمعية لإتاحتهن هذه الفرصة لنا، واختتمت حديثها قائلة: اتمنى ان يرقى المجتمع الكويتي بجناحيه المرأة والرجل جنبا الى جنب في جميع المجالات.
كما تحدثت للصحافيين وزير الدولة لشؤون الإسكان والتنمية د.موضي الحمود التي وصفت انخراط المرأة في السلك العسكري بأنه انجاز للمرأة الكويتية قائلة: سيفتح المجال لانخراط العديدات في السلك العسكري المهم جدا في حياتنا المدنية والذي يعد اضافة للمرأة الكويتية في النهوض مع الرجل لرفعة هذا البلد العزيز بتعاون جميع عناصره النسائية.
واضافت الحمود: الجمعية الثقافية النسائية حملت منذ تأسيسها مشعل الدفاع عن حقوق المرأة الكويتية في جميع المجالات.