ضاري المطيري
أوضح عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية د.عبدالله المطلق ان مسؤولية تربية الأبناء عبادة جليلة تحتوي على عديد من القربات كالإحسان لذوي القربى كما انها من تأدية الأمانة التي يساءل المرء عنها يوم القيامة هل أداها ام ضيعها، مبينا ان بعض الآباء يظن ان شأن التربية يقتصر على تعليم الأبناء والمحافظة على صحة أبدانهم مهملا في الجانب الآخر صحة القلوب التي تضر بها المعاصي والآثام والتي هي ابلغ في الأثر.
واشار المطلق في المحاضرة التي اقامها في مسجد جابر العلي بمنطقة الشهداء حول تربية الأبناء الى ان اهم وسائل التربية الصحيحة استخدام اسلوب الحوار والاقناع مع الأبناء خاصة في ظل تداخل مصادر التأثير في التربية كالبيت والشارع والتلفاز والمدرسة والأصدقاء، إضافة إلى إلحاقهم بحلقات تحفيظ القرآن وتجنيبهم الصحبة السيئة، مؤكدا ان من اعظم هذه الوسائل على الإطلاق دعاء الله واللجوء إليه سبحانه لهدايتهم وصونهم من كل سوء.
وأوضح أن تربية الأبناء عبارة عن عبادة تتضمن عبادات عديدة، ومسؤولية تحتوي على قربات كثيرة، مسؤولية اذا اعتنى بها الإنسان فإنه يسعد في الدنيا والآخرة، وإذا اهملها هلك وغوى، مسؤولية تقع على الرجل والمرأة، وفي الحديث النبوي الشريف: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في اهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مســؤولة عن رعيتها» وفــي الـحـديث الآخر «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» متفق عليه.
وأشار المطلق الى ان من اهم وسائل التربية استخدام اسلوب الحوار والاقناع فحاليا يشارك في تربية الأولاد اضافة للوالدين الشارع والانترنت والمدرسة والتلفاز والاصدقاء، ولنا في النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أسوة حسنة، حيث كان يستعمل النصح واللين والاقناع مع الصغار، فقال للغلام الذي طاشت يده في المائدة «يا غلام سم الله وكل بيمينك، وكل مما يليك» فاستعمل اللين بدلا من الشدة والعنف.
وتابع ان ربط الأبناء بحلقات التحفيظ والمساجد والجمعيات الخيرية والصحبة الصالحة من افضل وسائل التربية، مبينا ان البعض مع الاسف دأب على توفير كل وسائل الفساد لأبنائه خاصة من وسائل الاعلام ثم يريد بعد ذلك اصلاح ابنائه، فصار مثل راعي الغنم في ارض مسبعة او بين الأسود.