دانيا شومان
اعربت وزيرة الدولة لشؤون الاسكان ووزير الدولة لشؤون التنمية ووزيرة الصحة بالإنابة د.موضي الحمود عن سعادتها لتبوؤ الجامعة العربية المفتوحة مكانة رفيعة بتوسعها الى ثماني دول مع افتتاح فرع جديد قريبا في اليمن.
وقالت الحمود في كلمة القتها امام المؤتمر الطلابي الاول «جيل صاعد.. قيادي واعد» الذي تنظمه الجامعة العربية المفتوحة ان الجامعة خلقت فرصة جيدة للشباب العربي من الراغبين في متابعة دراستهم الجامعية مثمنة لرعاة الجامعة والقائمين عليها الدور الاكاديمي المتميز في تطوير الجامعة وتعزيز دورها.
من جانبه أشاد الشخصية القيادية للمؤتمر للعام 2009 النائب السابق م.مرزوق الغانم بفكرة انعقاد مؤتمر طلابي واختياره ان يكون هذه الشخصية معتبرا ذلك «شرفا لا يستحقه».
وقال الغانم ان له تجربة متواضعة في الحياة العملية استنبط من خلالها ان التفاؤل سبب رئيسي للنجاح يدعمه اسباب اخرى كعلاقة الانسان بربه ووطنه واسرته وايمانه بأهمية العمل الذي يقوم به.
واشار الى تجربته في العمل الوطني اثناء الاحتلال العراقي للكويت، مشيدا بانسجام الشعب الكويتي مع بعضه في ذلك الحين دون تفرقة لاسباب عائلية او طائفية.
وقال الغانم في كلمته: التفاؤل والنجاح هما وجهان لعملة واحدة ولا يمكن أن يكون هناك نجاح دون تفاؤل لأن التشاؤم يقضي ويحكم على كل فرص النجاح بالإعدام، لذلك يجب ان نكون متفائلين وكما قيل: «تفاءلوا بالخير تجدوه» فانطلاقة النجاح تبدأ من التفاؤل ولكن هل التفاؤل وحده كاف لتحقيق النجاح؟ لا اعتقد ذلك، لأن النجاح أسبابه عديدة وللنجاح أعمدة منها علاقة الإنسان بالله عز وجل وبوطنه وأسرته، وإيمان الإنسان بما يقوم به، هذه من الأسباب الرئيسية لنجاح اي شخص، ونحن جزء من هذا الشعب الذي حقق نجاحات كثيرة وكبيرة قبل عصر النفط، وللأسف بعد عصر النفط فقدنا هذه النجاحات إلا اننا نؤمن بأن هناك جيلا صاعدا وواعدا وقادرا على إحداث التغيير وتحقيق الطفرة المنشودة في المجتمع الكويتي وهذا ما يجعلني أشعر بالغبطة والسرور للمشاركة في هذا الملتقى، ويصعب على الإنسان أن يتحدث عن نفسه ولكني أود أن اتحدث عن بعض الدروس والعبر من خلال تجارب محدودة خضتها في حياتي، أهمها تجربة الاحتلال العراقي وعندها كنت أكمل دراستي وعدت للكويت في تاريخ 18 اغسطس واستمررت إلى ما بعد التحرير وتجربة الاحتلال جسدت لدي الوحدة الوطنية الحقيقية، واكدت لي على أن المجتمع الكويتي بجميع اطيافه جزء واحد لا يتجزأ مثل ما يحدث الآن، واعرب عن استيائه لبعض التصريحات التي تصدر والتي تمزق النسيج الاجتماعي للمجتمع الكويتي.
وسبق ان ذكرت ان الحاضرة والبادية هما طرفا الرئة التي يتنفس بها المجتمع الكويتي، والسنة والشيعة هما الجناحان اللذان حلق بهما المجتمع الكويتي، وليس الكلام الذي نسمعه هذه الايام من اجل المكاسب الانتخابية الوقتية ويؤدي إلى تمزيق النسيج الاجتماعي وتجربة الاحتلال اكبر دليل على خطأ من ينتهز هذا النهج من اجل مكاسب آنية وعلى صحة من يؤمن بالوحدة الوطنية في الكويت، وعن التجارب ايضا فأنا كنت من أصغر رؤساء إدارة يتولى مسؤولية مجلس إدارة شركة مساهمة كويتية للبتروكيماويات وبالعمل الجماعي سواء بأعضاء مجلس الإدارة أو الجهاز التنفيذي لهذه الشركة حققت الشركة أرباحا كثيرة وأضعافا مضاعفة بالنسبة لرأس المال حتى في أوقات الأزمة الاقتصادية لم تتأثر الشركة سوى تأثير بسيط وكانت تجربة مفيدة لي.
وبالنسبة للمجال الرياضي، فنادي الكويت الرياضي تسلمته مع مجموعة من الشباب ونقلناه من المركز الـ 11 الى المركز الثاني في كأس التفوق ولكن هذا بالنسبة لي اثبات أن العمل لا يمكن ان يكون فرديا لأنه لا يوجد شخص يستطيع ان يحقق هذه الإنجازات دون ان يكون جماعيا وبتعاون الجميع.
وعن التجربة الأخيرة وهي خوض غمار الانتخابات حيث تشرفت بثقة الشعب الكويتي في دورتين متتاليتين في عامي 2006 و2008 وتجربتي في مجلس الأمة أوضحت لي العديد من الأمور، وهناك الكثير من الممارسات الديموقراطية السلبية.
هناك فرق شاسع بين الديموقراطية نفسها وممارسات الديموقراطية السلبية التي نشهدها اليوم، وحل المشاكل التي نواجهها الآن ليس بتغيير الديموقراطية، لكن الحل بتعديل ممارسات الديموقراطية السلبية التي شهدتها الساحة السياسية في وقتنا الحاضر، والآن نحن أمام انتخابات وفرصة للشعب الكويتي ان يختار من يستحق تمثيله تحت قبة البرلمان إلا انني مؤمن إيمانا كاملا وراسخا بأن المستقبل أفضل ومتيقن أيضا من ان الشعب الكويتي شعب فطن وذكي ويستطيع ان يميز بين من يدخل المجلس لخدمة وطنه وشعبه، ومن يريد أن يستعرض للوصول الى هذا المجلس، ومن ثم تكون بعض هذه الاستعراضات السلبية استحقاقا انتخابيا تنعكس بسلبية على الممارسات الديموقراطية الموجودة داخل مجلس الأمة، وادعو الجميع الى التفاؤل كما كان شعاري في الانتخابات السابقة وايضا في الانتخابات الحالية «إياك واليأس من وطنك» وأقول للجميع: «الإنسان يستطيع أن يبدأ وأن يحقق الكثير ولكن عليه أن يبدأ بنفسه ومن ثم هذا التغيير يبدأ به وبسرعة كبيرة سيجد ان هذا التغيير تحول الى تغيير المجتمع بأكمله، وأدعوكم للتفاؤل واؤكد ان ظلام العالم لا يُطفأ بشمعة وإياك واليأس من نفسك فإنه يسقط الهمة، وإياك واليأس من وطنك فإنه يهدر الكرامة، وإياكم من اليأس من روح الله فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.