حنان عبدالمعبود
نظمت شركة «ميرك شارب اند دوم» الرائدة في صناعة الادوية ندوة طبية عن سرطان عنق الرحم وسبل الوقاية منه، وحاضر فيها مجموعة كبيرة من الاطباء في عدة تخصصات طبية وهم رئيسة قسم النساء والتوليد بجامعة ملبورن ـ استراليا سوزان جارلاند واستشاري امراض النساء والاورام النسائية د.وليد الجسار ومدير شركة ميرك شارب الكويت د.سامح زكي.
في البداية قال استشاري امراض النساء والأورام النسائية د.وليد الجسار: ان الاصابة بسرطان عنق الرحم من التجارب القاسية التي تتعرض لها النساء خصوصا ان لم يتم كشفه في المراحل المبكرة، حيث يعد السبب الثاني للوفيات بين النساء بعد سرطان الثدي وتموت امرأة في العالم كل دقيقتين بسببه وتظهر الاحصائيات اصابة 80% تقريبا من النساء في الدول النامية به، كما يشهد العالم اصابة نحو 500 الف امرأة بهذا المرض سنويا، ووفاة 300000 منهن جراء المرض، ويقدر عدد الاصابات بسرطان عنق الرحم بـ 1.4 مليون حالة حول العالم.
وقال ان من اهم اسباب الاصابة بسرطان عنق الرحم الاصابة بعدوى ڤيروس الورم الحليمي البشري hpv وهو ڤيروس شائع يصيب نحو نصف الناس في مرحلة معينة من حياتهم.
ويعرف ما يزيد على 100 نوع من هذا الڤيروس يصيب 30 منها الاعضاء التناسلية لدى النساء والرجال، ومعظم هذه الانواع غير مؤذية نسبيا، ولا تسبب اي عوارض ملحوظة كما انها تختفي تلقائيا.
وتؤدي الاصابة بأنواع hpv الأكثر خطورة وهي الانواع 16 و18 و31 و45 الى ظهور سرطان عنق الرحم وسرطانات اخرى في الاعضاء التناسلية، ويسبب النوعان 16 و18 من ڤيروس الورم الحليمي البشري ما يقارب 70% من مجموع الاصابات بسرطان عنق الرحم بينما تتسبب الانواع الاقل خطورة من ذات الڤيروس في ظهور ثآليل تناسلية غير سرطانية ويسبب النوعان 6 و11 من ڤيروس الورم الحليمي 90% من مجموع حالات الاصابة بالثآليل التناسلية وفي حالات نادرة، قد يؤدي نقل الامهات اثناء الولادة للنوعين 6 و11 من ڤيروس الورم الحليمي الى تطور ورم حليمي تنفسي معاود عند الاطفال، وهو مرض قد تنتج عنه آفات حميدة في الجهاز التنفسي كبحة الصوت وفي بعض الاحيان صعوبة في التنفس.
ولفت الجسار الى ان سرطان عنق الرحم غالبا ما يصيب النساء في الاربعينيات والخمسينيات من العمر، وهي الفترة التي لاتزال فيها معظمهن منهمكات في الاهتمام بتربية الاطفال والمساهمة في تأمين المعيشة والامان للعائلة ولذلك قليلا ما تخضع النساء في المجتمعات المهمشة الى فحوص ينصح بإجرائها لكشف سرطان عنق الرحم، وهذا قد يشكل العامل الأساسي في تنامي خطر الاصابة بسرطان عنق الرحم وسط هذه المجموعات.
ومن جانبها اكدت رئيس قسم النساء والتوليد بجامعة ملبورن ـ استراليا سوزان جارلاند ان «جارداسيل» يعد اللقاح الأول والوحيد من نوعه عالميا، حيث يستهدف ڤيروس الورم الحليمي البشري hpv من الانواع 6 و11 و16 و18 التي تعتبر الاكثر ارتباطا بسرطانات عنق الرحم والمهبل والفرج وثآليل الاعضاء التناسلية بينما تغطي اللقاحات الاخرى المتوافرة في الاسواق النوعين 16 و18 فقط من ڤيروس الورم الحليمي البشري والتي اثبتت الدراسات انها تقف وراء 75% من اجمالي حالات الاصابة بسرطان عنق الرحم فقط، وبذلك يوفر «جارداسيل» حماية مضاعفة للنساء ضد غالبية الامراض الاكلينيكية المرتبطة بڤيروس الورم الحليمي البشري hpv.
وقالت ان لقاح «جارداسيل» يساهم في انخفاض معدلات الاصابة بسرطان عنق الرحم وجميع الامراض التناسلية الاخرى التي يسببها ڤيروس الورم الحليمي البشري في استراليا، مؤكدة في الوقت ذاته اهمية عنصر التوعية بمزايا واهمية اللقاح واجراء الفحوصات الدورية لتحقيق عنصري الحماية والوقاية.