محمد هلال الخالدي
أبدى عدد كبير من المزارعين الكويتيين استياءهم الشديد من التجاهل المتعمد والإهمال المتكرر من الهيئة العامة للزراعة لمطالبهم بحل مشكلة المياه الجوفية والتي تتسبب يوميا في خسائر فادحة وتؤدي الى انهيار الزراعة في الكويت، حيث تعاني مزارع الوفرة كل يوم من الغرق وتلف المحاصيل الزراعية بسبب تدفق المياه الجوفية غير الصالحة للسطح، كما طالب المزارعون الكويتيون الهيئة بإيجاد حلول عملية لمشكلة الرمال المتراكمة والتي تسبب بدورها مشكلات كثيرة وتحمل المزارعين تكاليف إضافية لإزالتها طوال العام، جاء ذلك خلال جولة للصحافيين نظمتها جمعية الصحافيين الكويتية بالتعاون مع احد المزارعين الكويتيين وهو راكان بن حثلين امس الأول.
تصريف المياه
قام المزارع خالد النوري بشرح مشكلة المياه الجوفية حيث عرض خريطة توضح مستوى انحدار سطح الأرض في منطقة الوفرة من المزارع الحدودية في النويصيب نزولا باتجاه البحر، وبين النوري انواع المياه الجوفية في الكويت وهي على نوعين: مياه سطحية تقع في الطبقة العليا من سطح الارض وتعتبر مياه غير صالحة للزراعة ومياه «الدمام» وهي مياه حلوة وتقع في طبقات الارض البعيدة وتحتاج الى حفر آبار لاستخراجها بعكس المياه السطحية التي تخرج من تلقاء ذاتها او بمجرد حفر بضعة سنتيمترات، وقال النوري ان الآبار المسموح لنا بحفرها هي الآبار السطحية ولكن مشكلة هذه المياه انها لا تصلح لري المحاصيل الزراعية من جهة، ومن جهة اخرى اصبحت هذه المياه تخرج بكميات كبيرة وتؤدي الى غرق المزارع وتلف المحاصيل وهدم الأبنية والمنشآت، واضاف ان الهيئة قامت بإغلاق الآبار «الفوّارة» دون التنسيق مع المزارعين الأمر الذي تسبب في خسائر فادحة لهم، علما ان الانتاج الزراعي خلال الأعوام الـ 5 الماضية كان وفيرا بسبب حفر هذه الآبار الفوارة، فلماذا لا يتم تنظيم حفر هذه الآبار بدلا من ردمها بلا تخطيط ولا دراسة وبتكلفة تصل الى ملايين الدنانير التي ذهبت هدرا وتسبب كذلك انهيار الزراعة في الكويت؟
غياب الهيئة
ومن جهته، عبر المزارع سعود العرادة عن استيائه من ادارة الهيئة العامة للزراعة واتهم المسؤولين والموظفين فيها بأنهم لا يبالون بما يحدث لمزارع الوفرة ولا يتحركون لإنقاذ هذه الثروة الوطنية ودعم المزارعين الوطنيين المنتجين والاكتفاء بالعمل المكتبي وتلميع أنفسهم أمام القيادة السياسية بإنجازات كاذبة وعلى حساب ثروتنا وأمننا الغذائي، وتساءل العرادة عن غياب دور الحكومة في هذا الجانب، وقال ان الوضع اذا استمر على ما هو عليه ولم تتدخل الدولة لوضع حلول عملية ناجحة فإن الزراعة في الكويت ستنتهي وستكون تكلفة الحلول بعد ذلك اكبر بعشرات الاضعاف مما هي عليه اليوم، واضاف ان هناك دولا فقيرة تقدم دعما للمزارعين اكبر بكثير مما تقدمه الحكومة في الكويت على الرغم من اهمية مزارع الوفرة كونها ثروة زراعية تؤمن للبلاد حاجاتها الغذائية، المشكلة بحاجة الى قرار سريع ورجال دولة يهتمون لمصلحة الكويت، فالمشكلة لا تخص المزارعين فقط والضرر على الجميع، ودعا العرادة المسؤولين الى زيارة مزارع الوفرة والاطلاع عن كثب على حقيقة المشكلة ومشاهدة المحاصيل الزراعية وهي تغرق وتتلف بالأطنان بسبب هذه المياه السطحية.
حلول
ومن جهتهم طالب كل من عبدالفتاح معرفي وعبداللطيف البحر وفيصل الحربي ومساعد الصوارج وعبدالمحسن السعيد ورئيس اتحاد المزارعين صالح الأنبعي الهيئة العامة للزراعة بإيجاد حل لمشكلة تدفق المياه السطحية واقترحوا عدة حلول عملية وذات تكلفة اقل وتؤدي الى استثمار هذه المياه في مشاريع تخضير المساحات الرملية حول الوفرة، ومن هذه الحلول حفر قنوات ومجار بمنزلة نقاط تجميع لهذه المياه في عدة مواقع باتجاه انحدار سطح الارض وبالتالي سيوفر هذا الحل فرص سحب المياه عن المزارع وحماية المحاصيل من التلف من جهة، وكذلك الاستفادة من هذه المياه التي تجمع في ري وتخضير الاراضي المحيطة والتي سيكون لها ايضا اثر ايجابي على البيئة، وكذلك التقليل من مشكلة الرمال المتراكمة، واستغرب المزارعون كيف تغيب مثل هذه الحلول العملية والمفيدة وذات التكلفة القليلة عن اذهان المسؤولين في الهيئة الذين يفترض انهم على علم ودراية بها، ولكنهم اصبحوا موظفين في مكاتب ولا يعرفون ما يحدث ولا يريدون حل مشكلة المزارع، ما أوصلنا الى هذا الوضع المرعب.
منتج كويتي
وبدورهم عبر كل من راشد الهاجري ومحسن الحشان ونامي الحربي وسعود العرادة عن استغرابهم من معاملة الدولة للمزارعين الكويتيين وهم الفئة المنتجة في البلاد بهذه الصورة السيئة، وقالوا اننا كنا نتوقع دعما من الحكومة وتشجيعا من الدولة بكل مؤسساتها على ما يقوم به المزارع الكويتي من دور مهم وحيوي في إحياء الأرض وتوفير الأمن الغذائي للمجتمع ودعم الاقتصاد الوطني وحماية البيئة، ولكن مع الأسف نفاجأ بالعكس تماما، فلا دعم حقيقي ولا حلول للمشاكل والعقبات التي تواجهنا بل اصبحت الهيئة العامة للزراعة عدوا للمزارع الكويتي تمارس ضده مختلف انواع الاضطهاد وتحاربه وتجبره على هجر الزراعة، واضافوا اننا نعمل في هذه المزارع ليل نهار وعلى حساب اسرنا ومن اموالنا الخاصة ونتكبد مصاريف باهظة لحفر الآبار وتوفير المبيدات والأيدي العاملة والهيئة رفعت يدها عن دعم المزارع الكويتي المنتج ولم يعد لها دور فاعل سوى التصريحات الاعلامية الكاذبة.
مناشدة
ناشد مجموعة من المزارعين الكويتيين القيادة السياسية العليا في البلاد وعلى رأسها صاحب السمو الامير وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء لتبني همومهم وإصدار أوامر سامية لحل مشاكلهم من اجل حماية المنتج الكويتي ودعم المزارع الوطني، قائلين اننا سئمنا من كثرة المطالبات للهيئة العامة للزراعة الذين لا يبالون ولا يهتمون لمطالبنا ولا يهمهم أن تدمر الزراعة في الكويت وتنتهي.