اكد مراقب مجلس الامة السابق ومرشح الدائرة الـ 5 (الأحمدي ـ الصباحية) د.محمد الحويلة ان الواقع التعليمي بالكويت بشقيه العام والعالي يعاني وضعا حرجا انعكس على واقع التنمية ومخرجات التعليم التي لا تطابق الحاجة الفعلية لمتطلبات التنمية بالمجتمع.
بالنسبة للتعليم العام يجد المتصفح للمناهج الدراسية لا تلامس القدرات المتوافرة لدى الطلبة والطالبات ولا تعمل على تنميتها وصقلها، كما انها لا تواكب المستجدات الحديثة التي طرأت على اساليب التدريس وطريقة ايصال المعلومة بكل يسر للمتلقي، لذا فإننا نطالب بلجنة وطنية يشارك فيها كل المختصين من ابناء هذا البلد الغيارى على مصالح أبنائهم وبناتهم لوضع استراتيجية عامة للمناهج التربوية تكون بمنزلة الطريق الذي يسترشد به واضعو المناهج حتى نضمن تهيئة أبنائنا بصورة افضل مما هو حاصل الآن لمواجهة الحياة متسلحين بسلاح المعرفة والمعلومات التي تساعدهم على المساهمة في تنمية بلدهم.
واضاف الحويلة ان قلة التأهيل والدورات التدريبية للمعلمين والمعلمات وعدم ايفادهم بشكل فعال وبصورة منتظمة في مهمات رسمية للخارج للمشاركة في المؤتمرات والندوات العلمية والتربوية ساهما في جعل المعلم الكويتي يقف عند حد معين من التطور والتأهيل، على الرغم من ثقتنا الكاملة في اخواننا واخواتنا المعلمين والمعلمات وأنهم لو توافر لهم جو دراسي افضل لكان العطاء اكثر، مطالبا باعتبار مهنة التدريس من المهن الشاقة واعتماد كادرها نظرا للدور والجهد المضني الذي يبذله المعلم في اداء رسالته الوطنية.
وطالب الحويلة وزيرة التربية وكل القيادات التربوية بالالتفات بصورة افضل لواقع التعليم بالكويت، سواء من حيث المناهج او المعلمون او الادارة المدرسية والتي لها دور كبير في العملية التعليمية.
وفيما يخص التعليم العالي، ذكر الحويلة انه يعاني كثيرا وعليه العديد من علامات الاستفهام، فما زلنا على جامعة حكومية واحدة منذ القرن الماضي والتراخيص للجامعات الخاصة لا تعطى الا للجامعات ذات الاصول الاجنبية، اما الجامعات العربية وعلى الرغم من عراقة العديد منها، فإنها محرومة من تلك التراخيص مما حدا بأكثر من 40 الف طالب وطالبة من ابنائنا للاتجاه لتحصيل تعليمهم العالي بالخارج وعلى الاخص بالدول العربية، وباتت الاسر الكويتية تعاني الامرين من غربة ابنائها بالخارج، والامر نفسه ينطبق على ابنائهم في الداخل، في الوقت الذي تقوم الدولة بإنشاء الجامعات والمعاهد العلمية في كل انحاء الدنيا باستثناء الكويت التي اهلها اولى بخيرات بلدهم، وكان الاجدر بها بناء اكثر من جامعة حكومية تستوعب ابناءنا وبناتنا بدلا من تغربهم بالخارج وتعرض البعض منهم لحالات نصب من قبل ضعاف النفوس مستغلين حاجتهم للتحصيل الجامعي والحصول على الشهادة الجامعية.
واختتم الحويلة تصريحه بأنه قد وجه بالمجلس السابق العديد من الاسئلة البرلمانية لوزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي حول واقع التعليم العالي والتعليم العام بالكويت، وذلك لإحساسه بالخلل الذي يعانيه التعــليم بالكويت، مؤكدا انه سيواصل متابعته لهذا الملف المهم المتعلق بمستقبل أبنائنا وبناتنا والذي هو بالنهاية مستقبل الكويت.