دانيا شومان
وجه النائب السابق ومرشح الدائرة الـ 2 (الدوحة ـ الصليبخات) م.مرزوق الغانم رسالة الى الحكومة الحالية والقادمة لضرورة التمعن والنظر في تقرير البنك الدولي الأخير عن التعليم في العالم العربي.
كلام م.الغانم جاء في ملتقى معلمات الغد لخريجات كلية التربية جامعة الكويت الذي أقامته ادارة المعلمات في جمعية المعلمين تحت رعايته صباح أمس في جامعة الكويت – قاعة د.خالد المذكور بكلية الشريعة انطلاقا من شعار «انطلاقة واعدة 3».
وتابع: حذر البنك الدولي من ان مستوى التعليم في العالم العربي متخلف بالمقارنة مع المناطق الأخرى في العالم ويحتاج الى اصلاحات عاجلة لمواجهة مشكلة البطالة وغيرها من التحديات الاقتصادية.
واضاف الغانم: كما جاء في تقرير البنك انه بالرغم من تحقيق الكثير حيث يستفيد معظم الأطفال من التعليم الإلزامي وتقلص الفجوة بين الجنسين إلا أن الدول العربية مازالت متخلفة عن كثير من الدول النامية.
واشار الى ان التقرير دعا الى استخدام الحوافز كالمكافآت على الأداء المتميز للطلاب والمعلمين، والمساءلة العامة مؤكدا انهما أداتان أساسيتان في تحقيق الأهداف التعليمية.
واوضح الغانم ان التقرير نص على ان الراتب الشهري للمعلم في جميع الدول العربية بما فيها الكويت من أقل المرتبات، مؤكدا ان هذا ما يجعل المعلم لا يزهد في مهنته ورسالته فقط بل يبحث عن مصدر دخل آخر، فتصبح مدرسته مكانا لأخذ قسط من الراحة فقط ليعينه على ممارسة عمله الآخر، مشيرا الى ان كثيرا من المدرسين الذين أنهكتهم الحياة لضآلة مرتباتهم يرغبون في تحسين دخولهم من خلال أعمال أخرى تشغل ذهنهم عن التعليم، لافتا الى ان هذا ما حدا الطلاب على أخذ الدروس الخصوصية معربا عن أسفه لما آلت إليه أحوال التعليم في الكويت وأدى الى غيابه في المدارس، وأكد الغانم ان هذه الظاهرة ملموسة بوضح في التعليم العام مطالبا الحكومة بأن تعامل المعلم معاملة خاصة نظرا لحساسية عمله وأهمية دوره في تطوير المجتمع وتحقيق التنمية كما طالب بإقرار كادر المعلمين وتشريع قانون حماية المعلم في أسرع وقت ممكن.
المربيات القائدات
ووجه الغانم كلمته للخريجات فقال: «أنتن المربيات والقائدات والمعلمات فلا تترددن في الاستفادة من الخبرات العلمية والتربوية ومواكبة تطورات التقنية في عصر الثورة المعرفية، فدوركن يمتد ليحتوي القدرات الإبداعية لدى أجيال المستقبل باكتشافهن ثم تطويرهن وتنميتهن سعيا الى صنع أجيال تتقبل التغير وتستطيع مواجهته دون الإخلال بدينها وقيمها وثوابت مجتمعها، مترجمة كل ما تعلمته من خبرات ومعارف ومهارات الى مواقف عملية مفيدة في الحياة ذات أثر في تحصيلهن العلمي وحياتهن المستقبلية.
مشددا على ان التعليم السبيل الأمثل لصناعة التقدم ورقي الأمم، كما انه العامل الحاسم في اعداد الثروة البشرية لمواجهة التحديات والأداة الرئيسية الفاعلة في التنمية الشاملة المتوازنة للأوطان.
رمز التضحية
واكد الغانم ان التعليم رمز التضحية في سبيل الوطن والمعلم إما صانع لجيل ووطن أو مقصر في حق نفسه ووطنه.
فمـن كـان يـرثـي قـلبـه لمـعـذب
فأجـدر شخـص بالـرثـاء المـعلـم
علـى كتفيـه يبلـغ المجـد غيـره
فـمـا هـو الا للـتسلـق سـلّـم
مشيرا الى انه لابد من وجود مواصفات تتوافر في المعلم، مستشهدا بقول الإمام مالك «لا يؤخذ العلم من اربعة ويؤخذ من سوى ذلك لا يؤخذ من السفيه ولا من صاحب هوى يدعو الناس الى هواه ولا يؤخذ ممن يكذب في احاديث الناس ولا من شيخ له فضل وصلاح وعبادة اذا كان لا يعرف ما يحدث به».
فضل العلم
وعن فضل العلم قال الغانم: اذا كان الطبيب يعتز بأنه سبب بعد الله سبحانه وتعالى في شفاء المرضى من الناس واذا كان المهندس يفتخر بأنه صاحب الاختراعات المذهلة التي تبهر الدنيا، واذا كان الضابط يفتخر بالأمن والأمان الذي شارك في ارساء قواعده في هذه البلاد الغالية واذا كان اي انسان في هذه الدنيا يعتز بعلم قد تعلمه وافاد به بني الانسان في اي مجال بمجالات الحيــاة، فهنيئــا للمعلميــن والمعلمــات أن يقفوا معتزيــن وفخورين بأن قد جعــل اللــه لهم الفضل الأعظم في تعليم هؤلاء جميعا كل في مهنته وكل في تخصصه، مشيرا الى ان لولا الله ثم وجود المعلم المخلص ما وجدنا الطبيب الناجح ولا المهندس البارع ولا غيرهم من ذوي المهن المختلفة.
واضاف أن الله ـ عز وجل ـ يقول (انما يخشى الله من عباده العلماء) ويقول ايضا: (وما اوتيتم من العلم الا قليلا).
داعيا كل معلم ومعلمة الى الجد في عمله لاحتساب الاجر عند الله تعالى قائلا: «على المعلم ألا ينسى أبدا الامانة التي حمّلها له الله تعالى وهي أمانة التعليم».
واضاف: نعيش في عصر العلم، مستذكرا بقول د.احمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء: اذا اراد العرب ان يدخلوا عصر العلم فليس امامهم سوى سبيل واحد وهو تطوير العلم.
ضاربا مثالا على ذلك ماليزيا التي استطاعت ان تستقل باقتصاد متين لا يعتمد على الموارد الطبيعية فحسب بل يعتمد على التنمية البشرية.
وختم كلمته بالشكر والتقدير لجمعية المعلمين القائمين على الملتقى كما توجه بالشكر لجامعة الكويت وكلية التربية على تخريج هذه الدفعة الجديدة من بنات الكويت قائلا: هن في الطريق لصناعة اجيال المستقبل، وتمنى للخريجات النجاح في العمل كما نجحن في العلم وفي حمل الأمانة.
الرأي والرأي الآخر
وبدوره قال رئيس جمعية المعلمين د.عايض السهلي: أتمنى منكن بعد تخرجكن ان تسلكن العمل في التربية والتعليم وتغيرن مفهومها من مهنة وعمل مقابل اجر الى رسالة وايمانكن بهذا يجعل العمل باخلاص للكويت، كما تمنى السهلي من الخريجات ان يعززن عملهن لابنائنا وبناتنا بالولاء والانتماء واحترام القوانين مؤكدا عليهــن الحــرص علــى تعليمهـم الحفــاظ على الممتلكات العامة واحترام الــرأي والــرأي الآخر وتقبل آراء الآخرين مهما اختلف الطرح لمصلحة الكويت، قائلا: اوصيكن بهذا النهج للتعليم في المرحلة المقبلة.
واضاف: يجب عليكن ان تكن راصدات لما يحدث في الساحة سواء السياسية او الاجتماعية او الاقتصادية او التربوية او التعليمية، مشيرا الى ان هناك نوعا من الضبابيــة فــي مستقبــل الكــويت ناتجا عن ممارسات خاطئة وسلبية بحق الكويت.
وأكد السهلي ان مرزوق الغانم وضع بصمة اثلجت الصدور بتبنيه قانون حماية المعلــم ومزاولــة مهنــة التعليــم، متمنيــا فــي ختام كلمته من باقي المرشحين ان يضعوا هذه البصمات للازدهار والتقدم بالبلد.
وفي الختام تم تكريم راعي الملتقى النائب السابق ومرشح الدائرة الـ 2 مرزوق الغانم والمشاركين في الملتقى.