أسامة أبوالسعود
اكد اعضاء قائمة «الائتلاف» مرشحو الدائرة الاولى (شرق ـ الدسمة) عدنان عبدالصمد واحمد لاري ود.يوسف الزلزلة وحمد بوحمد على ضرورة التمسك بالدستور وعدم التعسف في استخدام الادوات الدستورية مطالبين الناخبين بالتوجه الى صناديق الاقتراع وانتخاب من يرونه كفئا لحمل الامانة، ومشددين على ان من أولوياتهم محاربة الفساد ودعم السلع وحماية المستهلك والقضاء على البطالة.
جاء ذلك خلال افتتاح قائمة الائتلاف لمقرها في الدسمة وسط حضور حاشد من ابناء الدائرة.
وبدأ الحديث المرشح حمد طاهر بوحمد عن كلمة صاحب السمو الأمير والتي تناولت الخلل السياسي في البلاد وتوقف العملية التنموية وتهديد الاستقرار السياسي والتجاوز على الدستور والقانون والتعسف في استخدام الادوات الدستورية الذي ادى الى فقدان الدولة للمسار التنموي.
ثم وجه رسالة الى الشعب داعيا اياه الى الاستجابة لكلمة صاحب السمو باختيار الافضل، مضيفا: ان العمل السياسي يجب ان يتميز بالتنظيم بطرق استراتيجية والأخذ بالاعتبار حاجات الشعب، والتعامل مع المتغيرات بحيث يكون هناك تكامل مع المسار الاستراتيجي للبلاد. وتابع: اننا لا نجد ذلك في السلطة التنفيذية، حيث نلاحظ عدم وضوح مسارها، اضافة الى غياب الاستراتيجية في عملها حتى صار الكلام عن عمل الدولة مجرد شعارات تترد على الألسن، وقال: اننا نعاني من تعارض في العمل السياسي بين السلطتين وهذا ما يعوق عملية التنمية، واضاف اننا كثيرا ما نسمع مصطلح «التعاون بين السلطتين» لكننا يجب ان نفهم معنى التعاون فهو لا يعني مبدأ التوازن ولا يعني خضوع سلطة لسلطة اخرى.
وأوضح بوحمد: ان الدستور تناول اختصاص السلطات ـ كسلطة مجلس الوزراء ـ برسمه السياسة العامة للدولة والاشراف على سير العمل، لكننا لم نشعر باستراتيجية المسار التنموي للدولة فالملاحظ ان عمر مجلس الوزراء لم يتجاوز سنة فمن الطبيعي الا نجد مسارا تنمويا، هذا بالاضافة الى تقصير الحكومات المؤلفة والمجالس المنتخبة فنحن لا نرتقي بأي شكل بالعملية التنموية وهناك كثير من الأمور التي تحتاج الى التعاون بين السلطتين.
التغيير والمستقبل
ثم هنأ المرشح احمد لاري الحضور بمناسبة ذكرى مولد زينب ابنة علي بن ابي طالب، وقال: هذه الانتخابات لا تعتبر تغييرا لاعضاء مجلس الامة فقط بل تغييرا لمستقبل الشعب، وهي مسؤولية تكليف لا تشريف، فالمطلوب من الناس حضور الندوات وعدم تحقيق رغبة البعض الذي يريد ايصال الشارع الكويتي الى حالة الاحباط واليأس والعزوف عن المشاركة السياسية في تقرير مصير شعبنا المعطاء، واضاف: يجب ان نلتف حول الدستور ونصون الامانة التي وصلتنا من الآباء والاجداد، ولنكن مصرين على الحرية والديموقراطية لأنكم انتم الذين تحددون الصورة المشرقة لمستقبل ابنائكم.
المشاركة في الجمعيات
وعن جمعيات النفع العام، قال: نحن نشارك في جمعيات النفع العام التي تخدم المجتمع مثل مشاركتنا في جمعية الشفافية والجمعية الثقافية، وعن ملف الاولويات لفت الى ان القائمة وضعت اولويات في المجالس السابقة كان من ابرزها محاربة الفساد والغلاء ودعم السلع وحماية المستهلك والتعليم وتعديل قانون الجامعة والبيئة والمناقصات والاسكان والصحة (قانون المدن الصحية الشاملة) والقضاء على البطالة وتعديل قانون التأمينات ومنح الجنسية لاحصاء 65 واقتراح بهيئة عامة للانتخابات وقانون الهيئة العليا للاتصالات والامن المعيشي (ربط الرواتب بالتضخم) وتفعيل دور البنك المركزي في الرقابة وانشاء مدينة الكويت الرياضية وانشاء هيئة عليا للمعاقين وغيرها من الملفات، فكل هذه الملفات والمشاريع كانت مطروحة لكن الاستجوابات حالت دون تحقيقها.
ثم تحدث عن اتهام البعض له بالتقصير بما أسماه الشأن الخاص، أي الشأن الشيعي، ان القائمة سعت منذ الثمانينيات الى ترسيخ قانون الاحوال الشخصية واضافة قانون الوصية ضمن قانون الاحوال الشخصية والتنسيق مع مركز العلوم الاسلامية من اجل تأسيس جامعة تعلم علوم اهل البيت، بالاضافة الى تناول قضايا العلماء والاهتمام بها. وفي مسألة الدبكة التي اخذت عليه من قبل البعض اثناء العدوان الاسرائيلي على غزة تساءل لاري: هل نسيتم جميع انجازاتي وتذكرتم الدبكة؟ ثم قال: الحمد لله اننا بعد مأساة التأبين بسنة وقفنا مع اخواننا لنصرة غزة ولعنة الله على اسرائيل، وكنا في جمعية الاصلاح مع اخواننا من أهل السنة فوصلنا خبر انسحاب الجيش الاسرائيلي فحملني البعض وكنا في غاية الفرح والسرور فصوروني ووضعوا عليها صوت الموسيقى والدبكة وانا افتخر بما فعلت لأنه شيء رمزي للوحدة الوطنية حيث اجتمعت مع اخواني من اهل السنة، وستعود فلسطين بإذن الله رغما عن أميركا.
التفاؤل
ثم تحدث المرشح د.يوسف الزلزلة فبدأ خطابه بتذكير الناس بقصة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) عندما ذهب الى الطائف فخرجوا اليه يرمونه بالحجارة فنزل عليه جبريل گ، وقال له هل تريد ان انزل عليهم العذاب او اطبق الجبلين عليهم؟ فقال ( صلى الله عليه وسلم ): لا، عسى ان يخرج من اصلابهم من يشهد لله بالوحدانية، هذه القصة مثال للتفاؤل وعدم اليأس، ثم ألقى الزلزلة بالعتب على السلطتين، موضحا ان المجلس أخطأ في استخدام الادوات الدستورية بتعسف بالاضافة الى تدني مستوى الحوار على الرغم من اننا نعلم ان الله سبحانه وتعالى امر رسوله بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن، فعندما يكون هناك صراخ فمن الطبيعي أن يحصل التوتر، وبالنسبة الى الحكومة ينبغي لها ان تكون على المستوى المطلوب لا ان يحفر الوزير لوزير آخر او ان يتخلى مجلس الوزراء عن الوزير الذي يتعرض للاستجواب وشبههم بقوم موسى گ عندما قالوا: اذهب انت وربك فقاتلا، كما انتقد الزلزلة عدم وجود استراتيجية لدى السلطة التنفيذية على الرغم من امتلاكها لجيش عرمرم من المستشارين حتى وصل بنا الحال الى التخوف من دخول الصيف ويصاحبه انقطاع التيار الكهربائي على الرغم من غنى البلاد، وهذه العشوائية وغياب المنهجية استغلها اعضاء التأزيم.
وفي ملف المرأة اشار الى انها يجب ان تحصل على حقوقها كاملة وتساءل: لماذا يجنس ابناء الكويتي المتزوج من غير كويتية ولا يجنس ابناء الكويتية التي تزوجت من غير كويتي؟ أليست هذه تفرقة؟ هذا على الرغم من مساواة الدستور للرجال والنساء؟ وفي ملف البدون تساءل: لماذا يوجد لدينا بدون؟ الا نخاف الله؟ لماذا هذا التهاون في قضية البدون الذي شوه سمعة الكويت في المحافل الدولية؟
التنسيق مع التيارات
وأكد المرشح عدنان عبدالصمد تنسيق القائمة مع مختلف التيارات التي تسعى لخدمة الوطن وان التاريخ يشهد للقائمة بذلك، وان القائمة تسعى لوحدة الصف وتساهم في نزع فتيل الأزمات المختلفة التي كانت على حساب الشعب الكويتي، وقال: نمر بأزمة لم نمر بمثلها على الاطلاق منذ 2003 الى 2009 فنحن في رابع انتخابات واكثر من خمس حكومات خلال سنوات قليلة وهذا الأمر مؤثر على الوضع السياسي، والاخطر من ذلك كله حالة اليأس والاحباط التي سعى البعض لأن يصيبنا بها وانعكس بعضها على الحياة الديموقراطية ومجلس الامة فصار البعض يقول إننا لا نريد مجلسنا ولا نريد دستورنا، فهؤلاء يريدوننا ان نكفر بالديموقراطية والدستور لكننا نرد على هؤلاء بأن القراءة التاريخية تشير الى انه في فترات عدم وجود المجلس كالفترة بين 1986 و 1992 زادت مشاكلنا اكثر من فترات وجوده، وهناك من يريد ضرب الدستور بالدستور وضرب الديموقراطية بالديموقراطية كتعطيل جلسات المجلس، فالعمر الظاهري للمجلس 10 شهور لكن بحذف العطلة والتأزيم صارت الجلسات قليلة تعد على الاصابع، وتابع عبدالصمد انه كان هناك استهداف حقيقي متعمد لرئيس مجلس الوزراء بحجة وجود حق دستوري بذلك، ومكمن القضية ان هناك عدة حلقات تلعب دورا رئيسيا في الصراع في المجتمع الذي انعكس على المجلس، اولها الصراع على الحكم والتنافس على المقاعد في مؤسسة الحكم وتشابك اطراف هذا الصراع، ونحن ندعو اطراف الصراع رحمة بمستقبل الكويت الى حله، وحلقة اخرى وهي التطاحن بين بعض الوزراء كاختلافهم في اللجنة المالية وقضية الداو والمصفاة الرابعة وهناك حلقة اخرى تتمثل في اصحاب المصالح الذين لهم تأثير على القرار السياسي خاصة بعدما تأثروا بالأزمة الاقتصادية فأرادوا تعويض خسائرهم على حساب الشعب والوطن، ومن هذه الحلقات ايضا حلقة الصراعات السياسية بين التيارات التي انعكست على المجلس، واوضح عبدالصمد اننا لم نصل الى مستوى تنظيم حزبي راق بل تيارات وليدة تتضارب فيما بينها بل تتضارب ايضا في داخلها، والخطورة تكمن في امتلاك هذه التيارات المال والمؤسسات الاعلامية ووسائل الاتصال، وهذه الوسائل لها دور في تأجيج الصراعات داخل البلاد والمجلس، لذلك نجد ان وسائل الاعلام ترفع مرشحا وتنزل آخر، كما ان الدوائر الخمس جعلت النائب لا يستطيع التواصل مع كل الدواوين ولا يستطيع خدمة جميع ابناء الدائرة مما جعل البعض يقوم بالصراخ في المجلس والحكومة ليصبح في نظر البعض بطلا.
واضاف: في دول اخرى لو كانت الحكومات فاسدة فالمجلس يصلحها، لكن المصيبة ان يكون المجلس فاسدا ايضا، فاللوم يقع على السلطتين خصوصا مع ضعف الوزراء وخضوعهم للابتزاز السياسي، والغريب ان بعض اطراف التأزيم تستنكر اليوم في ندواتها وفي وسائل الإعلام التأزيم لأنهم وجدوا الشارع الكويتي ضد التأزيم، فهذه مسؤوليتنا جميعا لوقف هذا التأزيم.