رسمت منظمة «فريدوم هاوس» الأميركية أمس صورة قاتمة عن حرية الصحافة العالمية حيث يواجه الإعلاميون ظروفا صعبة لتأدية واجبهم، فيما خسرت اسرائيل مرتبتها بين الدول التي تتمتع بحرية الصحافة بسبب الوضع في قطاع غزة.
وقالت المديرة التنفيذية لـ «فريدوم هاوس» جنيڤر ويندسور: «مهنة الصحافة اليوم في نضال من اجل البقاء على قيد الحياة فيما تستمر الضغوطات من الحكومات ولاعبين أقوياء اخرين، فيما الأزمة الاقتصادية العالمية تكبدها خسائر فادحة» وأضافت: «الصحافة هي المدافع الأول عن الديموقراطية ولهشاشتها آثار ضخمة على الديموقراطية اذا لم يتمكن الصحافيون من تأدية دورهم الرقابي التقليدي».
ويشير التقرير السنوي الى ان الخسائر بالمقارنة بالمكاسب في عام 2008 كانت مضاعفة مع تراجع في حرية الصحافة او ثبات في شرق آسيا وأوروبا الشرقية والشرق الأوسط وشمال افريقيا وتقدم في جنوب آسيا وافريقيا. وخسرت بلدان لأول مرة مرتبتها بين الدول التي تتمتع بحرية الصحافة وهي إسرائيل وايطاليا وهونغ كونغ.
ومن بين 195 بلدا شملتها الدراسة هناك 70 بلدا او 36% تتمتع بحرية الصحافة و61 بلدا او 31% بحرية جزئية و64 بلدا او 33% لا تتمتع بهذه الحرية وهذا يسجل تراجعا مقارنة بدراسة عام 2008 حيث كان هناك 72 بلدا حرا و59 حرا جزئيا و64 غير حر، كما رأى التقرير ان 17% فقط من شعوب العالم تعيش في بلدان تتمتع بحرية الصحافة.
وقال التقرير عن الشرق الأوسط «لاتزال المنطقة لديها اكثر المستويات تدنيا في العالم في حرية الصحافة، القيود على الصحافيين والمحاولات الرسمية للتأثير على تغطية النزاع في غزة أدى الى نقل إسرائيل الى مرتبة الحرية الجزئية». وأضاف التقرير «شهدت أراضي السلطة الفلسطينية المحتلة من اسرائيل تراجعات في ترهيب كل من صحافيي حماس وفتح، وشهد العراق إجراءات شرعية لحماية الإعلام في المناطق الكردية».
وقالت المديرة التنفيذية للتقرير كارين كارليكار لـ «كونا» ان الكويت حافظت على استقرار ادائها ولم يتغير وضع الصحافة فيها مقارنة بالعام الماضي ووصف التقرير الكويت بأنها بين الدول القليلة في الشرق الاوسط التي تتمتع بحرية حيث هناك «أداء أفضل وانفتاح إعلامي أكثر».
ولفتت كارليكار الى ان الاتجاه الايجابي الذي شهده الشرق الاوسط في السنوات الماضية بسبب الفضائيات والانترنت توقف في عام 2008، لكن اكثر البلدان تقدما كان العراق بسبب تحسن الوضع الأمني.
ولاحظ التقرير اتجاهات رئيسية حيث هناك «حريات هشة في الديموقراطيات الراسخة مع انفتاح إعلامي تقليدي» لاسيما في اسرائيل وايطاليا وتايوان، كما في المكسيك والارجنتين والبيرو وتايلند والفلبين والسنغال. كما أشارت الدراسة الى ان «الدول السلطوية تزيد من تعزيز رقابتها على الاعلام» في بلدان مثل روسيا واثيوبيا وغامبيا، كما لاحظ اتجاها عنفيا ضد صحافيين دون محاسبة، ما يؤدي الى رقابة ذاتية بحسب التقرير.
ورأى التقرير ان الصحافة الالكترونية هي «في غالب الأحيان أكثر حرية من الإعلام التقليدي ولديها امكانية فتح البيئات الإعلامية الضاغطة مثل الصين وإيران، لكن فيما تزداد المكاسب الإعلامية تبدأ الحكومات في ملاحقتها». وستنشر منظمة «فريدوم هاوس» حالة كل بلد وتفاصيل اضافية في شهر يونيو المقبل.