بشرى شعبان
اشاد رئيس الجمعية الخليجية للاعاقة الشيخ دعيج آل خليفة بالتجربة الكويتية في مجال رعاية المعاقين مؤكدا ان الخدمات التي تقدمها الكويت لابنائها من ذوي الاعاقة مثال يحتذى على مستوى منطقة الخليج وتمنى ان تبادر الدول التي لم توقع بعد على الاتفاقية الدولية للمعاقين بالتوقيع كاشفا عن تشكيل لجنة في الجمعية لرصد القضايا الخاصة بالمعاقين ومدى التزام الدول بتطبيق بنود الاتفاقية وتوفير الرعاية الشاملة والتأهيل والخدمات المختلفة للفئات الخاصة وامور اخرى تطرق إليها في حديث خص به «الأنباء» على هامش مشاركته في الاحتفال في اسبوع المعاق الخليجي الذي انطلقت انشطته في 26 ابريل الماضي واستمر حتى 30 منه.
البداية هل تعرفنا اكثر بالجمعية الخليجية للاعاقة؟
انشئت الجمعية قبل 10 سنوات في البحرين بجهود عدد من المهتمين بقضايا الاعاقة في دول مجلس التعاون بهدف توحيد الجهود المبذولة في الخدمات المقدمة للمعاقين في دول مجلس التعاون بالاضافة الى مساندة الوزارات والهيئات الحكومية المسؤولة عن هذه الفئات، الى جانب نشر الوعي وحث المجتمع على الاهتمام بالمعاقين، وايضا الاهتمام بجانب البحوث والدراسات العلمية ذات الشأن.
الملتقى العلمي
ما ابرز انشطة الجمعية؟
اهم نشاط تنظمه الجمعية هو الملتقى العلمي السنوي ويقام كل سنة في دولة من دول مجلس التعاون، ويتم اختيار شعار له في الجمعية العمومية ويتم تحديد عنوان، وكل ملتقى نختار قضية من القضايا التي تختص بفئات المعاقين وتقدم اوراق عمل من جميع الدول الخليجية والمشاركين من اصحاب الاختصاص، وايضا اسبوع المعاق الخليجي الذي بدأ العمل به قبل اربع سنوات وهو يتضمن العديد من الانشطة التي تبرز مواهب المعاقين الى جانب انشطة توعوية لاولياء الامور في مختلف جوانب الاعاقة.
بالاضافة لتنظيم ورش عمل تأهيلية وتدريبية على مدار السنة يستفيد منها العاملون مع المعاقين واولياء امورهم والمعاقون انفسهم وايضا المتطوعون، وايضا هناك زيارات متبادلة لاعضاء الجمعية تشمل دول مجلس التعاون والدول العربية بهدف تبادل الخبرات والاطلاع على التجارب المتنوعة وما توصلت اليه الدول من خدمات متطورة في قضايا الاعاقة.
الاتجاه العالمي اليوم هو الى قضية دمج المعاقين على مختلف المستويات بالمجتمع، فأين دول مجلس التعاون من ذلك وما دور الجمعية؟
الجمعية ومنذ تأسيسها قبل عشر سنوات كان احد اهدافها دمج المعاق بالمجتمع وذلك ايمانا منا بأهمية ان يجد المجتمع فالمعاق الانسان القادر والمنتج ولا يميز عن اقرانه الاسوياء ولهذا طرحنا في احد الملتقيات مسألة الدمج وكانت عنوانا له ونظمنا ورش عمل حول هذه القضية بالاضافة الى طرحها موضوع الدمج في العديد من الاسابيع الخاصة بالمعاق الخليجي، وفي نهاية الملتقيات نضع توصيات يتم رفعها للمسؤولين المعنيين بالتنفيذ، كما اننا نطرح القضية والتصور للدمج على موقع الجمعية الالكتروني ويتم التركيز عليه في المجلة الفصلية التي تصدر عن الجمعية وتغطي جميع أنشطة الجمعية وتؤمن بالتواصل بين الجمعيات وتقرب فيما بينها بالاضافة الى تبادل الخبرات.
هناك الكثير من الجمعيات المختصة بشأن المعاقين كيف تقيم هذا؟
كثرة الجمعيات لها اوجه ايجابية وسلبية ونتمنى من اصحاب القرار الا يرخصوا للجمعيات الجديدة الا بعد دراسة متأنية ومعرفة ما تقدمه للمعاقين وما اذا كان هناك جديد يضيف اشياء مبتكرة للعمل مع المعاقين، وهذه الجمعيات تحتاج الى دعم فاذا كان الدعم يذهب لجمعية واحدة تعمل بفعالية افضل من ان يتشتت وتضيع معه الجهود وتتناثر الخدمات.
الاتفاقية الدولية
أين اصبحت الاتفاقية الدولية للمعاقين؟
الجمعية اهتمت اهتماما فعليا، وليس بالكلام، بالاتفاقية الدولية ونحن نحاول ونسعى من خلال اعضائها للتأثير في دول مجلس التعاون لكي تستكمل الدول اجراءات التوقيع على البروتوكول الخاص بتنفيذها، وقد شكلنا لجنة خاصة لرصد تنفيذ الاتفاقية وسنرفع التقرير حولها الى الأمم المتحدة. وأتمنى على الدول التي لم توقع ان تبادر بالتوقيع علما بأن دول مجلس التعاون سباقة في رعاية المعاقين ومنحهم حقوقهم ولدينا قوانين متطورة خاصة بهذه الفئات ولا يوجد مانع امام الحكومات من التوقيع.
مؤسسات المجتمع المدني
ما تقييمك لأداء مؤسسات المجتمع المدني في دعم قضايا المعاقين؟
الحمد لله نحن نعيش في مجتمعات خيرة وشعوبنا مجبولة على عمل الخير والعمل التطوعي احد أوجه العمل الخيري، ونرى ان مؤسسات المجتمع المدني تتسابق وتتنافس في تقديم افضل الرعاية للفئات الخاصة ولجميع شرائح المجتمع، ومؤسسات القطاع الخاص غير مقصرة لكن الكمال لله وحده عز وجل نريد تفاعلا أكثر ودعما اكثر لهذه الفئات التي جل ما تحتاجه الدعم المعنوي ومنحها الفرص لاثبات قدراتها.
كيف تقرأ تجربة الكويت في مجال دعم المعاقين؟
الكويت من الدول المتميزة في مجال رعاية المعاقين وتوفير الخدمات المتميزة لهم وهي قدوة يحتذى بها. ان ما شاهدته يثلج الصدر من تعاون وتنسيق بين الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني ونأمل لهم المزيد من التطور والتقدم في شتى المجالات، ولابد من توجيه الشكر لاخواننا في الكويت حكومة وشعبا ومؤسسات على كل ما قدموه لنا خلال الزيارة وأؤكد ان ما شاهدته في الكويت سواء في مراكز التأهيل او التعليم يدعو للفخر والاعتزاز.