مؤمن المصري
عبر المرشحون حسين مزيد ومحمد هايف ومبارك الوعلان وماجد موسى عن استيائهم من أداء الحكومات المتعاقبة وأكدوا أن أداء الحكومة في الفترة الماضية كان سيئا للغاية وأن الحكومات المتعاقبة لم تنجز أي مشروعات مهمة أو تحقق طموحات المواطنين.
جاء ذلك خلال افتتاح المقر الانتخابي لقائمة «المتحدون» التي شكلها المرشحون الأربعة لخوض انتخابات مجلس الأمة 2009 في الدائرة الرابعة من خلالها.
الإساءة لمجلس الأمة
وبدأ الحديث في الندوة عضو مجلس الأمة السابق حسين مزيد المطيري قائلا: هناك من يريد الإساءة لمجلس الأمة، يريدون أن يظهر المجلس بالمظهر السيئ. مستدركا: نعم لقد أخفق المجلس السابق في كثير من الأمور، ولكننا نعتز ونفتخر به لأنه من المكتسبات الشعبية التي يجب المحافظة عليها.
وتساءل مزيد ماذا قدمت الحكومة سواء الحالية أو السابقة أو غيرهما؟ ماذا قدمت الحكومات المتعاقبة للشعب الكويتي؟ لا شيء. لقد كان التعامل بين الحكومة والمجلس هو الذي أدى إلى حل المجلس. لقد جاء الحل من صاحب السمو الأمير حفظه الله، وهذه رخصة دستورية يستخدمها صاحب السمو الأمير إذا استحالت العلاقة بين الحكومة والمجلس. مبينا ان من يتحمل العبء الأكبر في هذه المسألة؟ هي الحكومة والسبب عدم تعاونها مع المجلس. وإن العودة لصناديق الاقتراع لا تخيفنا، ولكن ما يخيفنا هو تلك الصناديق الممتلئة بالمال والتي يشترون بها ضمائر الناس. إن مرسوم الاستقرار المالي جاء ليخدم الفئة القليلة المتنفذة، ولم يأت ليخدم عموم أبناء الشعب الكويتي.
ويضيف مزيد: إننا نريد في المجلس القادم أناسا أحرارا يطالبون بالتوظيف والإسكان وحل مشكلة البدون والحفاظ على المال العام. هذه هي مطالب المواطن الكويتي الذي يطالب أيضا بوقف ارتفاع الأسعار وفرض الرسوم وتثبيت أسعار السلع الأساسية.
واكد إن الحكومة اليوم بدأت بإزالة بيوت الله بالجرافات بحجة أنها أقيمت على أملاك الدولة، وقد تسببت هذه الممارسات الحكومية في تشويه سمعة الكويت أمام العالم. فليس هناك قانون يبيح لهم إزالة الدواوين أو إزالة المساجد. إذا لم يكن لدينا موقف جاد ورجولي فلا خير فينا، وخاصة في مسألة إزالة المساجد. مشيرا الى إن الحكومة تطلب منا التعاون ولا تقدم أي بادرة تنم عن التعاون بينها وبين المجلس. إننا سنتكلم وسنطالب باسم الشعب الكويتي حتى نحصل على الحقوق الضائعة. نعم نريد حكومة لها رؤية، نريد رئيس مجلس وزراء يستطيع إدارة دفة البلاد بجرأة ولديه إمكانية اتخاذ القرار. إنه لولا وجود مجلس الأمة بعد الله عز وجل لما وجدتم سوى الخراب لهذا البلد. إن الأوطان تبنى بقرار وبقدرة على البناء ولا تبنى بالتراجع.
وقال: إن يوم 16/5 ستقدم رسالة من هذا الشعب لتشكيل مجلس الأمة المقبل، على أن يكون بالفعل مجلسا قويا يتناول مشكلات الشعب بالحلول الجذرية، ولا نريد مجلسا ضعيفا فأنتم من سيعاني من مثل هذا الضعف إذا وقع. لافتا الى ان البلد اليوم يتراجع بشكل كبير في حين كان في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي يتقدم بشكل لافت للأنظار حتى سميت الكويت «درة الخليج».
واختتم مزيد كلمته بقوله: إن أسرة الصباح الكرام أسرة مكرمة معززة حتى لو حكمنا طفل أو امرأة من آل الصباح فسنسمع ونطيع. فنحن لسنا ضد أسرة الصباح الكرام وإنما ضد الحكومة وضد الوزراء الذين يقصرون في واجباتهم. وعندما يرفع النائب صوته في المجلس فإنما يمارس حقه الدستوري مع احترامه الكامل لكل أفراد الأسرة الحاكمة.
إتقان فن التأزيم
ثم تلاه النائب السابق محمد هايف المطيري الذي استهل كلمته بأن هذه المنطقة من الدائرة الرابعة يطلقون عليها «المناطق الخارجية»، مشيرا إلى أن هذه المناطق الخارجية قد تعرضت للظلم بشكل كبير.
ويضيف: ان أهل الكويت جميعا وحدة واحدة وصف واحد وهم ينشدون العدالة والمساواة لكل جزء من أجزاء هذا البلد، مبديا اسفه لان المجلس الماضي لم تكن له إنجازات إلا أن الحكومة كانت لها إنجازات هائلة. وهذه الإنجازات تكمن في إتقان فن التأزيم فبدأت بإزالة الدواوين التي افتتحتها على أكبر مستويات وتم إنشاؤها تحت سمع وبصر الحكومة، ولكنها فجأة نظرت واستعانت ببعض المستشارين الذين أفتوا بإزالة الدواوين التي كلفت المواطنين آلاف الدنانير.
وبين ان من إنجازات الحكومة أيضا أنها تمكنت من تهجير الآلاف من الثروة الحيوانية التي بلغت أكثر من مائتي ألف رأس من الثروة الحيوانية غادرت البلاد. إن أستراليا التي تعتبر من أكبر دول العالم إنتاجا للثروة الحيوانية لم تصدر يوما مثل هذا العدد من رؤوس الحيوانات كما فعلت الكويت، وهذا ببساطة بسبب سوء تصرف الحكومة وسياستها المتخبطة.
ويضيف هايف: ومن إنجازات الحكومة أيضا «إزالة المساجد» التي يهون البعض فيها ويقول «مجرد مصليات» فقد قاموا بإزالة بعضها وقطع التيار عن البعض حتى راح الناس يصلون بدون أنوار أو أجهزة تكييف في هذا الجو القاتل. وفي المقابل ترفع ضدنا القضايا بحجة أننا أسأنا لسمعة الكويت في الخارج. فمن الذي أساء لسمعة الكويت في الخارج من قام بإزالة المساجد أم من يحاول إيقاف هذه الإزالة؟ لقد خرجت علينا بعض الأصوات في الآونة الأخيرة بفكرة أنه ليس هناك نواب في الكويت وقاموا بتصنيف النواب إلى صنفين: نواب تنمية ونواب تأزيم. فليس هناك حكومة في العالم أفشل من هذه الحكومات المتعاقبة. فلا يعقل أن يتسبب ثلاثة أو أربعة نواب (الذين يطلقون عليهم نواب تأزيم) في حل المجلس والحكومة في آن واحد، مما يعني أن مثل هذه الحكومة يجب ألا تحكم البلد بما لديها من أغلبية لا تستطيع الاستفادة منها.
واضاف: إن الاستجواب في أي بلد متحضر لم يكن أبدا سببا للتأزيم وإنما هو أداة دستورية كفلها الدستور لعضو البرلمان. وأؤكد هنا أننا مع فكرة التعاون والتهدئة والالتزام بالقانون والدستور، ونتمنى أن يوفق الله عز وجل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لاختيار الرجل المناسب للمكان المناسب لإنقاذ البلد من هذا الحال المتأزم، ونحن ندعو إلى التعاون مع أي حكومة يتم اختيارها على أن تكون حكومة قيادة بلد وقيام دولة. واختتم هايف كلمته بان تعهد ان يخاطب محاميه لكي يسحب جميع القضايا التي رفعها أو بصدد رفعها ضد بعض الخصوم الذين تجنوا عليه في يوم من الأيام باستثناء القضايا المتعلقة بالعقيدة والتعرض للصحابة الكرام.
حكومة من دون برنامج
ثم تحدث المرشح ماجد موسى المطيري قائلا: رغم نصيحة البعض له بعدم انتقاد الحكومة، إلا أنه أصر على أن الحكومة التي تأتي بدون برنامج لا يعترف بها الشعب الكويتي، إن بعض من كانت نتائجهم في انتخابات مجلس الأمة السابق متأخرة ورغم ذلك اختارت الحكومة بعضا منهم وقامت بتوليتهم حقائب وزارية، فكيف تقدم الحكومة على توزير من رفضهم الشعب ولم يعطهم صوته في البرلمان؟
مضيفا: لقد بدأت الحكومة ممارساتها بإزالة الدواوين ثم تلتها بالاعتقالات السياسية وانتهت باتخاذ قرار وقف نشاط ندوات المرشحين بعد الحادية عشرة مساء، وقال موسى: إن بعض الوزراء يخرجون من السجون إلى الحكومات، ورغم ذلك عندما يريد أي مواطن أن يحصل على وظيفة عادية بسيطة يطلبون منه التوجه إلى وزارة الداخلية لاستصدار صحيفة الحالة الجنائية (البصمات).
وتابع: لقد أمرت الحكومة بإزالة المساجد والدواوين بحجة أنها مقامة على أراضي الدولة وتركوا أراضي الدولة في المنطقة الحرة وغيرها من المناطق لأصحاب «الكروش السمينة» ليتمتعوا بها على مرأى ومسمع من الحكومة، مبينا إن هناك مخالفات على أراضي الدولة لم تصل إليها لجان التفتيش والإزالة على الدائرة السابع رغم أنها تستثمر أموالا بالملايين لأن المستفيدين من هذه المواقع من أصحاب النفوذ.
لقد تقدم المجلس البلدي بعدة مشروعات جيدة منها مشروع «مدينة الحرير» الذي يعتبر من المشروعات الحيوية للبلد والذي كان سيقضي على مشكلة الإسكان، إلا أنه ظل سنتين حبيس أدراج المسؤولين في الحكومة ولم يتخذ بشأنه قرار حتى الآن.
رجال من نوعية خاصة
وتحدث المرشح مبارك الوعلان قائلا: إن الكويت تريد رجالا من نوعية خاصة للمرحلة القادمة ونرجو أن نكون من هؤلاء الرجال، إذا لم يكن لدى الحكومة خطة تطرحها فلابد أن يكون للمجلس موقف من هذه الحكومة، فلا نريد أن نصل إلى التخبط الذي حدث في الحكومات السابقة.
واضاف: إنه من الإفلاس أن يكون كل ما لديك هو أن تتحدث كنائب عن أمور تتعلق بازدواج الجنسية وتقوم بالتشكيك في الوحدة الوطنية، فهناك أمور كثيرة يجب على النائب الحر أن يتناولها في مجلس الأمة وكلها يجب أن تصب في مصلحة الوطن والمواطن.
إنه من الأمور المؤسفة التي رأيناها في الآونة الأخيرة أن الحكومة قامت بإنشاء مدينة على أحدث مستوى عالمي ثم فوجئنا بوجود أماكن تمتلئ بالقذارة والأمراض مقابلها تماما.