دعا مرشح الدائرة الـ 2 (الشامية ـ الصليبخات) النائب السابق د.عبدالله العرادة الحكومة إلى ضرورة استغلال الموارد البشرية التي تزخر بها الكويت مشيرا إلى ان الاستثمار في التنمية البشرية يعد من أنجح الاستثمارات في العالم وما يعكس صحة هذا الواقع هو ان جميع الدول المتقدمة تضع الاستثمار في التنمية البشرية في مقدمة أولوياتها وتوليه اهتماما خاصا عبر تقديمه على سائر مجالات الاستثمار الأخرى كونه النواة الأساسية للتــــقدم والتــــطور، ولفت في الوقت نفسه إلى ضرورة معـــالجة ملف البطالة خصوصــــا أنها باتت تشكل تحديا حقيقيا بعد الأزمـــة المالية العالمية والتي نتج عنها فقــــدان الشــــباب الــــكويتي لوظائفهم في القطاع الخاص، مشــــددا على أهمية تضــــافر جـــــهود جمـــيع المؤسسات الدستورية والجهــــات الحكومية لمعالجة هذا الملف، وهو ما يتطلب وضع هذه القضية في سلم أولويات برنامجها المقبل وان تضع حلولا لمعالجة هذا الملف، على ان يتم في مرحلة مقبلة التعاون مع المجلس للقضاء على هذه الظاهرة، والسعي إلى الترخيص لجامعات جديدة وافتتاح فروع جديدة لجامعة الكويت والعمل على الارتقاء بمناهج التعليم.
استراتيجية للتنمية البشرية
وقال العرادة ان وضع استراتيجية واضحة للتنمية البشرية مع الحرص على تطبيقها يمكن الدول من تنمية مهارات وقدرات الموارد البشرية لديها في شتى المجالات مما يمكننا من المساهمة في إطلاق الطاقات الكامنة لدى مختلف شرائح المجتمع، وبما يساهم في تنمية قدراتهم ويؤهلهم لقيادة البلد نحو التنمية والتطور.
وشدد العرادة على ضرورة ترجمة استراتيجية تطوير الموارد البشرية على أرض الواقع ووضع خارطة طريق واضحة تمتد لسنوات عدة ويتم من خلالها اعتماد برامج عمل متخصصة وواضحة تشمل في طياتها أفضل المعايير المعتمدة لدى الدول المتقدمة مشيرا إلى ان السير في هذه الخطط سيمكن الدولة من تحقيق رؤيتها المستقبلية وخططها التنموية والاجتماعية الشاملة.
أهمية الشباب
وفي سياق حديثه عن أهمية التنمية البشرية الشاملة دعا د.العرادة إلى الاهتمام بشريحة الشباب بصفة خاصة لعدة أســباب، ليس أقلها ان الشباب هم من يملكون الطاقات الدفينة بداخلهم هذا بالإضافة إلى أنهم يمثلون الشريحة الأكبر بين مختلف شرائح المجتمع مشيرا إلى ضرورة مقاربة موضوع الشباب بطريقة أخرى عن تلك السائدة والمعتمدة في هذه المرحلة خصوصا وان التجارب أثبتت أن ما يتم توفيره لهم لا يلبي متطلباتهم واحتياجاتهم وشدد د.العرادة على ان معالجة موضوع الشباب تبدأ من خلال استحداث مجالات وقطاعات عمل جديدة تنطلق من المقومات المتوافرة لديهم بما يمكن الدولة من استيعاب النسبة المتزايدة في إعداد الشباب وكذلك استيعاب طاقــاتهم.
وضع خطة متكاملة
من جهة أخرى شدد العرادة على ضرورة توحيد جهود مجلس الأمة والحكومة المقبلين لمعالجة هذا الملف بصورة شاملة خصوصا في ظل أهميته المتزايدة يوما بعد يوم مشيرا إلى ان الحكومة والمجلس باتا مطالبين أكثر من أي وقت مضى بإعداد خطة متكاملة تساهم في تأهيل الشباب الكويتي وتستفيد من قدراته والارتقاء بقدراتهم وتطويرها بما يجعل دورهم محوريا في جميع مجالات الحياة على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها كون فئة الشباب هي الثروة الحقيقية للمجتمعات، وهو ما يقتضي معاملتهم معاملة خاصة نظرا لأهمية دورهم في تطوير المجتمع وتحقيق التنمية.
تحدي البطالة
و أشار د.العرادة إلى ان هناك عدة تحديات تواجه الشباب الكويتي ولابد من معالجتها إلا ان التحدي الأهم يتمثل في البطالة التي باتت تهدد شريحة واسعة وباتت المشكلة الأكبر في المرحلة الحالية، وما زاد من تفاقمها التداعيات التي خلفتها الأزمة المالية العالمية والتي تركت أثرها على الشباب في المجتمع الكويتي وكان من نتيجتها تسريح شريحة واسعة من الشباب العاملين لدى القطاع الخاص في الوقت الذي لم يتم وضع حلول واضحة لمعالجة هذه المشكلة.
وأضاف مرشح الدائرة الثانية النائب السابق د.عبدالله العرادة ان هذه الوقائع تفرض على الحكومة بأن تضع قضية البطالة على سلم أولوياتها في البرنامج الحكومي الواجب تقديمه إلى مجلس الأمة المقبل، وبالمقابل يتعين على المجلس أيضا أن يقف وقفة جادة وفاعلة لمعالجة قضية البطالة وأن تتضافر جهود الحكومة والمجلس المقبلين لوضع حلول علمية لهذه القضية وأن يعي المسؤولون مدى خطورة هذه القضية وأن يتعاملوا معها بجدية لما لها من انعكاسات خطيرة على المجتمع.
دور التعليم في الحل
كما لفت العرادة إلى ان قطاع التعليم مطالب بدوره بدعم استغلال الموارد البشرية والسعي إلى وضع حلول لمشكلة البطالة من خلال ربط مخرجات التعليم بحاجة سوق العمل، وتــــوفير فرص تعليمية متعددة ومتنوعة للــــشباب تنمي مهاراتهم وتـــــطور قدراتهــــم وتمكنهم في الوقت نفسه من الانخراط بقوة في سوق العمل كل من موقــــعه ومن الخلفية المهنية التي يمـــلكها، وهو ما يتطلب في البدء قيــــام الحكـــومة بإنشاء جامعات جديدة وكلـــيات ومعاهدة متخصصة وفروع لجامعة الكويت في مختلف المحافظات وفي مختلف التخصصات، مع السعي لزيادة عدد الجامعات الخاصة التي لها باع طويل في العمل الأكاديمي، هذا بالإضـــافة إلى العــــمل على الارتقاء بمستوى التعليم وتطوير قدرات أفراد الجهازين التعليمي والإداري والعمل على توفير الأجواء الصحية للمعلمين كي يتمكنوا من تأدية واجــــباتهم الوظيفية على أكمل وجه إيـــمانا بدورهم في تنشــــئة جــــيل الشـــباب، مشيرا إلى ان هذه الخطوات لابد ان تتلازم مع العمل على تطوير المناهج وتحديثها بشكل يتلاءم مع متطلبات العصر والارتقاء بمستوى الطلبة الخريجين حتى نتمكن من استغلال الموارد البشرية التي تتمتع بها الكويت بالشكل الأمثل.