محمد راتب
أقام مرشح الـ 5 (الأحمدي ـ الصباحية) د.بادي حسيان الدوسري ندوة مسائية أمس الاول بعنوان «لاجل الكويت، لاجلكم لنتعاون» بمناسبة افتتاح مقره الانتخابي، وبمشاركة أعضاء قائمة تحالف «لاجلكم» والذي يضم كلا من سعدون حماد العتيبي، ودليهي سعد الهاجري، وفهد عياد المطيري، إضافة إلى د.بادي الدوسري، وذلك بحضور حشد جماهيري كبير من ابناء الدائرة.
وفي كلمته التي ألقاها أمام الناخبين وجه د.الدوسري انتقادا لاذعا إلى الهيئة العامة للبيئة، التي جعلت مكتبها الرئيسي بمنطقة الشويخ، في حين أن بؤرة التلوث تتمركز في منطقة أم الهيمان، وقال: «إنه لمن المخجل أن تعاني هذه المنطقة من التلوث والغازات السامة والحكومة تتفرج على ما يصيب أهاليها من أمراض، وفي الوقت نفسه تعرقل علاجهم في الخارج حيث لم يعد يخلو بيت من مريض، فالنساء أجهضت في المستشفيات، والاطفال وكبار السن يعانون أمراض التنفس، ومرضى السرطان باتوا في ازدياد.
العدالة البيئية
وطالب د.الدوسري، بضرورة إقامة العدالة البيئية بين مناطق الكويت الداخلية ومنطقة الدائرة الخامسة والتي أصبحت مدفنا لنفايات البلد كون أغلب أصحاب هذه المناطق فقراء، بعكس المناطق الداخلية التي تتوافر لها بيئة نظيفة، وقال: إن هذا الامر لا يرضي أحدا لديه غيرة على وطنه، مبينا أن تحقيق هذه العدالة البيئية، يتطلب أن يكون هناك قوانين للحيلولة دون ازدياد هذه البؤر بل والتخلص منها، وأن ينقل مقر الهيئة العامة للبيئة إلى منطقة التلوث، لكي يكون القائمون عليها قريبين من الحدث، ويستنشقوا ما يستنشقه الاهالي هناك، ويشعروا بالالم والحزن عند فقد الام أو الابن والزوجة بسبب أمراض هذا التلوث.
وأكد د.الدوسري أن عدم تعيين مدير عام للهيئة لمدة سنتين ونصف السنة دليل على أن البيئة والحفاظ على أرواح الناس ليسا من أولويات الحكومة، مطالبا بمحاسبة من يعرض حياة الكويتيين للخطر، مشيرا من جانب آخر إلى أن محطات تحلية المياه يستخدم فيها وقود ثقيل يحتوي على نسبة كبيرة من مادة الكبريت الثقيلة السامة القاتلة، وقال: اقترحت تنظيم حملة وتوزيع كمامات على أهل المنطقة لنبين للحكومة وللمجتمع الدولي ومنظمات الامم المتحدة وحقوق الانسان، أن لدينا مشكلة، لانه لو لم يكن على الكويت ضغط خارجي فلن تقبل بالضغط الداخلي» واعدا الناخبين بأن يطالب الحكومة بتثمين بيوت أم الهيمان، وإعطاء المواطنين تعويضات مالية للحصول على رعاية سكنية آمنة خالية من التلوث والسموم.
تردي أوضاع الصحة
أما فيما يتعلق بالجانب الصحي، فقد بين د.الدوسري أن تردي أوضاع الصحة في الدائرة الـ 5 يشمل الجميع بلا استثناء، من حيث تقديم الخدمة السيئة، وتخصيص مستشفى واحد يخدم 600 ألف نسمة، مشيدا بدور النائب السابق سعدون حماد العتيبي، حيث سعى إلى استمرار عمل المستوصفات في بعض مناطق الدائرة لمدة 24 ساعة، مما خفف الضغط عن مستشفى العدان، وأرجع سبب تردي خدمات الصحة في المنطقة إلى تردي كفاءة الاطباء بالدائرة، في حين أن الكفاءات العالية موجودة «داخل السور» وسأل: «هل سمعتم عن مشكلة صحية في مستشفى الاميري؟ أو أن هناك طبيبا أخطأ في مستشفى الصباح؟ أما في العدان، فهناك عشرات «القتلى» الذين قتلوا بسبب أخطاء طبية وإهمال مهني، مطالبا بفتح مستشفى آخر في الدائرة للحفاظ على أرواح الناس، وبدراسة أوجه الخلل من خلال مستشارين وخبراء، بهدف وضع إستراتيجية لعلاج المواطنين، وإعطاء أولوية لبناء المستشفيات في الدائرة الـ 5، والتي تعتبر الاعلى من حيث عدد السكان في الكويت.
وعلى الجانب الاسكاني، لفت د.الدوسري إلى أن حل المشكلة يكون بإعطاء من يرغب في المناطق الحدودية ضعف ما يعطى من مساحة داخل المدينة، مع توفير جميع الخدمات، إضافة إلى تحرير أراضي الدولة من سلطة شركة نفط الكويت، معتبرا انها هي من يعرقل حل المشكلة الإسكانية ويمنع استغلال الأراضي بحجة أنها مليئة بالنفط، ووعد الناخبين برفع سقف الإيجار لرفع المعاناة وإضفاء الاستقرار الأسري والاقتصادي، وقال: «نحن من أغنى بلدان العالم، وإذا لم نستغل هذه الفوائض والنعم في رفع المعاناة عن أبنائنا فلا خير فينا».
التعليم يتعرض لزلزال
أما على صعيد التعليم في الكويت، فقد ذكر د.الدوسري أنه يتعرض لزلزال، فنصف طلبة الابتدائي يتعاطون الدروس الخصوصية وترتفع النسبة إلى 80% في المتوسط والثانوي، متسائلا: أين دور المدرسة التي يمكث الطالب فيها ست ساعات ليتعلم ثم يعود وهو لا يعرف القراءة والكتابة؟ معتبرا أن ذلك يدل على وجود خلل في الناحية التعليمية، وما ينتج عنه هو إرهاق ميزانية الأب بالمدرسين الخصوصيين، فلو كان لديه 4 أبناء، لذهب معاشه على التعليم من أجل أن يتعلم أبناؤه.
وأرجع د.الدوسري السبب الجوهري لتردي التعليم، إلى أن رضا المدرسين الوظيفي متدنّ، وبالتالي، أصبحوا يقللون أداءهم ولا يبدعون ومن ثم لا يستفيد الطالب، ويضطر الأب لإحضار مدرس خصوصي لابنه.
وقال: لقد أصبحت عملية التعليم طاردة وغير جاذبة للشباب، لأنها أمانة في الأصل ومتعبة وتحتاج إلى إنسان له ضمير ويخاف الله، في حين ان الراتب لا يكفي، لافتا إلى أنه تم توقيع ميثاق شرف مع المعلمين لحمايتهم وزيادة رواتبهم والوقوف معهم، وقال: «لقد أصبحت مكانة المعلم سيئة، وجرد من صلاحياته، وأصبحنا نمر بأزمة أخلاق، فالمعلم يتعرض للضرب والإهانة من قبل الطالب»، واعدا بالوقوف وقفة جادة مع اللجنة التعليمية في مجلس الأمة لدعم المعلمين وتحقيق مطالبهم.
وبين د.الدوسري من جهة أخرى، ان قانون الاستقرار المالي لم يصرف المال للشركات، وسوق البورصة ارتفع 1200 نقطة، وهذا يعني أنه متعاف وفيه سيولة، وأن ما حصل هو مصطنع. ولفت إلى أن الحكومة سعت لدفع 5 مليارات خلال 3 شهور لدعم الشركات التي حدث فيها خلل بسبب الأزمة، إلا أنه كلما طلب منها أن تبني مستشفيات وجامعات ومدارس ادعت عدم وجود ميزانية، ونحن من سنة 85 حتى اليوم، لم نر مشروعا تنمويا لمصلحة الوطن.
وقال: ان الاستقرار المالي لا يكون بدعم الشركات الورقية التي لا هم لها إلا الربح والمتاجرة بأموال الناس، بل نحتاج للدعم المالي من أجل الوطن وأندية الشباب، ودور الرعاية لكبار السن.
العدالة
من جانبه، أكد مرشح الدائرة الـ 5، دليهي الهاجري أهمية وجود العدالة والتي حث عليها القرآن والسنة والدستور الكويتي، لافتا إلى أن الواقع يثبت عكس ذلك، «فالحضارة نجدها في الكويت والمستشفيات الراقية والجامعات الكبيرة والأندية في الكويت، وعدم الازدحام وعدم التلوث والهواء النقي في الكويت، وإذا أراد المواطن السباحة في البحر لا يجد مكانا إلا في الكويت، أما في الدائرة الـ5 فالأندية والمستشفيات وجميع المرافق متخلفة دون عدالة أو مساواة. وذكر أن المنطقة لا يوجد فيها منذ 30 سنة إلا مستشفى وهو العدان الذي يخدم ما يقارب 600 ألف نسمة، أما المستشفيات الخاصة والجامعات فتبنى في 6 أشهر مقارنة بمدة 25 سنة للحكومية، لافتا إلى أن الدول المجاورة استغلت فوائض النفط في بناء الجامعات والمستشفيات والطرق، أما الكويت فلم تستفد بل ارتفعت أسعار مواد البناء وما زالت مرتفعة حتى الآن.
التلوث في المناطق الجنوبية
ولفت الهاجري إلى أن التلوث الذي يعاني منه أبناء المناطق الجنوبية على مدار الساعة، يشعر «الإخوان» به لمدة 5 دقائق عندما يذهبون إلى شاليهاتهم ويبدون إزعاجهم بسبب ما استنشقوه خلال هذه المدة القصيرة، داعيا الجميع إلى التكاتف، حتى يتم نقل هذه المصانع التي يصدر منها تجاوزات ومخالفات بعلم من الحكومة وطالب بأن تكون هناك فلاتر حتى وإن كانت مكلفة.
ووعد أبناء الدائرة الـ 5 في المستقبل بأن يكون هناك نسبة وتناسب في تقسيم الدوائر الانتخابية، بحيث يكون لكل 10 آلاف ناخب عضو، أو من خلال إعادة الدوائر إلى 25 دائرة، حتى تتفشى العدالة للجميع.
وأشار الهاجري إلى أن الكويت تتمتع بـ 150 كلم من الشريط الساحلي، داعيا إلى تطبيق ما اقترحه أحد النواب في أن يكون للدولة كورنيش بحري يمتد من السالمية إلى نهاية الجنوب، اسوة بالدول المجاورة. فهذه معاناة الجميع من امرأة وشاب وطفل، حيث إنهم لا يستطيعون السباحة إلا في الكويت.
ضرب التحالف
بدوره لفت مرشح الدائرة الـ 5 سعدون حماد، إلى أن هناك جهات تسعى إلى ضرب التحالف من خلال بث الإشاعات والاتصالات بالبيوت، وذلك بعدما تبين أن تحالف «لأجلكم» من أقوى التحالفات في الدائرة، داعيا الجميع إلى احترام هذه الانتخابات وأن تكون نظيفة، وقال: إن تحالفنا قوي ومتماسك والوعد في 16/5 والأربعة ناجحون إن شاء الله.
ودعا إلى الاهتمام بمن وصفهن بـ «الجيش الأسود»، وهن ناخبات الدائرة واعدا بالعمل على الرقي في الخدمات العامة، والمحافظة على بيئة نظيفة في أم الهيمان التي تعاني من التلوث، والحكومات السابقة والمتعاقبة لم تهتم بها، لافتا إلى أنه في بداية التوزيع كان التقرير يفيد بأنها غير صالحة للسكن، ومع ذلك أصرت الحكومة على توزيعها بدون دور، إلى أن استكملت البيوت وبدأت المعاناة، حيث إن معدلات الربو والسرطان والحساسية هي الأعلى في منطقة أم الهيمان.
إلغاء لجنة الإزالة
وتوعد حماد بإلغاء لجنة الإزالة، بعدما تبين أن هناك قرارات فردية من قبل البلدية، لافتا إلى أن الدولة طالبت أصحاب المزارع الحدودية في الوفرة بإزالة مزارعهم، فجاءوا واشتكوا إلى المجلس، ثم تم الاتفاق على إعطائهم مزارع في الوفرة والعبدلي مع تعويض عن ممتلكاتهم، ولكن الحكومة بعد حل المجلس، طالبتهم بالمغادرة دون تعويض.
وأشار حماد إلى تردي حالة التعليم، واعدا بالعمل على الرقي بمستواه، والمحافظة على أبناء الدائرة الـ 5 في المدارس، وقال: إن هناك تعديات أخلاقية تكررت في أكثر من موقع، والحل الأمثل أن نعيد حراس المدارس مرة أخرى، وبدل أن نوظف الأجانب في حراسة المدارس، علينا أن نوظف الكويتيين المتقاعدين. موضحا أنه قدم، فيما يخص موضوع الإسكان ومساكن الظهر، أكثر من مقترح، أهمها أن يعوض المواطن عن المساحة التي تقل عن 400 متر، معتبرا أن إعطاء مساحة 270 مترا في المنطقة و500 متر في المناطق الداخلية أمر ليس فيه عدالة.
مبارك الكبير بلا مستشفى
أما مرشح الدائرة الـ 5 فهد عياد المطيري، فقال إنه لا يعقل في دولة غنية مثل الكويت أن تكون فيها محافظة بالكامل وهي مبارك الكبير ليس فيها مستشفى، في حين أن أفقر دول العالم، تجد في جميع محافظاتها مستشفيات. لافتا إلى أن التعليم يعاني أيضا من مشكلة في نفس هذه المحافظة، حيث يوجد فيها 102 مدرسة وعدد الطلبة 40 ألف طالب، المعلمين 4000 مدرس، وعدد الطلبة في الصف الواحد 45، وقال: كلنا يعلم أن الحد الأقصى يجب ألا يتجاوز 25 لتقديم خدمة أفضل.
ولفت المطيري إلى أنه كما أن التلوث موجود في أم الهيمان، فإنه موجود أيضا في القرين ولم يعالج بشكل كامل، وقال: أعدكم حال وصولي بأن أطالب بحل جميع هذه المشاكل، لأن هذه المحافظة تحمل نصف أعداد الدائرة. معتبر أن حلها يكون بوجود حكومة صادقة مع ربها، ومع نفسها ومع شعبها، وتضع برنامجا حكوميا يحمل أرقاما وتواريخ، وأي برنامج لا يحمل أرقاما وتواريخ هو برنامج تعبيري، شبعنا منه.