حنان عبدالمعبود
أكد مرشح الدائرة الأولى م.عبدالله خليفة المسلم ان مسألة تكوين الأحزاب والتيارات هي مسألة دخيلة على المجتمع الكويتي وهي محاولة لتقسيمه، مشيرا الى ان البعض يتخذ من سلوك التهجم والعنف في الحديث سبيلا للوصول الى المجلس، إلا أن هذا الأمر لم يعد يجد له نفس الصدى السابق حيث أصبح الناخب أكثر وعيا وإدراكا لمجريات الأمور والأوضاع بشكل عام.
واشار المسلم الى أهمية القطاع النفطي بالكويت، مؤكدا انه بحاجة الى إعادة ترتيب الأولويات ووضع الخطط البناءة والمدروسة ليجاري الأزمات الاقتصادية الحالية.
وقال ان أهم القضايا التي يجب ان يهتم بها من يتولى حقيبة النفط هي الناقلات، وحقول الشمال و«الداو» وتحديث المصافي ومشروع المصفاة الرابعة والكثير من القضايا والمسائل المهمة التي تطرق إليها المسلم في هذا الحوار الذي اختص به «الأنباء»، وفيما يلي التفاصيل:
هل فكرة خوض المعركة الانتخابية كانت مسبقة؟ أم جاءت فجأة مع تغير الأوضاع السياسية؟
كانت هناك فكرة منذ الدورة السابقة وكنت استعد عقب انتهاء هذه الدورة للدخول بأوراق وأفكار مرتبة، ولكن ما حدث من حل المجلس بشكل مفاجئ، بالرغم من انه كان متوقعا، قلب الموازين، وأدى الى دخولنا وبسرعة فقد فكرنا في الدخول كمستقلين لنثبت ان أبناء الكويت أناس مستقلون لا ينجرفون لتيار أو مذهب أو طائفة معينة، ففي النهاية كلنا كويتيون ولابد ان يكون لنا دور ملائم وبناء في ترسيخ دعائم استقرار وطننا.
التوفيق بين السلطتين
ذكرت انه بالرغم من ان حل المجلس كان مفاجأة إلا أنه كان موقعا، فما تقييمك للمجلس المنحلّ أخيرا؟
من المؤكد ان الجميع لاحظ أداء المجلس السابق، والخلل الرئيسي الذي كان واضحا من خلال الطرح غير الموضوعي وغير الهادف الذي لا يؤدي الى نتائج أو حلول، وانما يؤدي الى الدخول في صراعات بين المجلس والحكومة، والى عدم التعاون بين السلطتين وبالتالي تعطيل التنمية، هذا بالرغم من محاولات التوفيق التي سعى من خلالها الكثيرون وعلى رأسهم صاحب السمو الأمير للتوفيق بين السلطتين للتعاون لدفع عجلة التنمية والتي تبدأ من الفرد، حيث ان استقرار الفرد يكون معه استقرار المجتمع والدولة، وحتى لا يضطر الفرد للاتجاه الى تيارات ومذاهب لتحقيق رغباته ومصالحه.
ما برنامجك الانتخابي؟
من أهم أولوياتي التركيز على المشاريع التنموية والتي تبدأ من الفرد الذي يجب الاهتمام به ومراعاة استقراره من الناحية المادية والمعنوية، لأنه جزء من الدولة واستقراره يعني استقرارها.
يلي ذلك الخدمات كالصحة والتعليم وكل ما يتعلق بتنمية وتلبية احتياجات المواطن الكويتي، فمثلا بالصحة يجب وضع حلول للمآسي التي نعاني منها، فالاهتمام بهما موجود شكليا وورقيا، أما فعليا وعلى أرض الواقع فللأسف لا يوجد اهتمام وكذلك التعليم وباقي القطاعات الخدمية المختلفة والتي تمس حياة الناس بشكل مباشر.
هل المقصود الابتعاد عن التأزيم مع السلطة التنفيذية؟
ليست المسألة مسألة التأزيم بل لابد من وضع الحلول قبل المفاوضات والتسبب في حدوث أزمات، ففي النهاية النائب لابد ان يكون نائبا تصحيحيا وليس نائبا تأزيميا، فالحكومة قد تخطئ وهذا ليس فيه شيء، فالخطأ وارد في الحياة من كل اتجاه، ولكن الاعتراف بالخطأ واجب، حيث يجب توضيحه والاعتراف به وعلى النائب بعد مشاورته لأبناء دائرته وضع اقتراحات للحلول الممكنة مع وضع جدول زمني معقول لتنفذيها، وهنا لابد ان يكون معلوما ان النائب ليس أداة محاسبة فقط وانما أداة للتصحيح والتعديل بالمجلس، وللمساهمة بتسيير عجلة تطور البلاد.
ذكرت حالة عدم التوافق السائدة ما بين المجلس والحكومة، فهل تعتقد ان هناك إمكانية للتوافق فيما بينهما؟ وما السبيل الى ذلك من وجهة نظرك؟
هذا يعود الى التوافق فيما بين النواب أنفسهم أولا وبوجود آلية داخل المجلس لهذا التوافق، فمن الاقتراحات التي أفضلها ألا يقوم النائب ارتجاليا بالإدلاء بتصاريح أو عمل تأزيم بل يجب عليه الرجوع الى أبناء دائرته، ومعرفة الهدف الحقيقي والموضوعي من أي اقتراح أو سؤال وحتى إذا وصل الى مرحلة الاستجواب، فالتواصل مع أبناء الدائرة بعد الفوز فيه استمرارية في العمل ورصد حي لجميع المشاكل ولمس المتغيرات التي تبذل للحل أيضا، وكل هذا يؤثر على الأداء البرلماني بشكل لائق.
قد لا يمثل النائب الموجود في قاعة عبدالله السالم الشريحة الكبيرة من الناس مما يعكس الاستياء السائد، فمن خلال جولاتنا الآن أصبحنا نحاول إقناع الناس بعدم العزوف عن المشاركة ونحثهم على المشاركة واثبات الوجود من خلال الصوت، وعدم ترك الساحة للتيارات والطوائف التي تتحكم في الساحة البرلمانية وديموقراطية الكويت.
التأزيم
نرى بعض النواب السابقين في حملاتهم الجديدة يتبعون طرق التأزيم التي اعتادوها بالمجلس السابق، فهل تتوقع ان يكون المجلس المقبل أكثر هدوءا من سابقيه مع وجود مثل هذه المقدمات؟
ان هذا الأمر يبدأ من السلوك والطابع الشخصي لكل إنسان فنحن بالنهاية كويتيون واقعيون واللغة التهجمية نرفضها وكذلك اللغة العنيفة ولكن للأسف في الوقت نفسه أصبح اتباع هذا النهج أداة للشهرة، ونحن ككويتيين نرفض هذا الشيء، وبالتالي هناك العديد من الناخبين غير راضين عن هذه الأمور، فاتباع الموضوعية والشفافية هو الأساس. ولكن بالنهاية يجب احترام الرغبات السامية لصاحب السمو الأمير فهي خطوط حمراء لا يجب تعديها، ويجب ألا تكال الاتهامات لشخص بعينه، ولكن يمكن ان توجه لنهج أو سياسة متبعة، ولكننا نرفض التهجم على أشخاص هذا ما نرفضه سواء بتقديم الاتهامات للأسرة الحاكمة أو حتى للوزراء بشكل شخصي، ونحن مع نقد نهج العمل واظهار الأخطاء ولكن بهدف التصحيح وليس الإساءة للناس. وللأسف هنا لابد ان نذكر ان بعض وسائل الإعلام لديها تركيز على هذا النوع الذي يتسبب في تأزيم الأمور بينما يجب مقاطعته، وهذه فرصة الآن مع وجود مرشحين بعدد هائل، ومع الوعي الشديد للناخبين يجب التركيز على هذه الشريحة الجديدة من فئة الشباب المرشحين حيث الطاقات الكامنة التي يجب استغلالها وتسليط الضوء عليها، وبخاصة ان الإعلام وسيلة ذات دور فاعل في إيصال الأصوات والتعريف بالناس.
اخترت ان تكون مستقلا، فما رأيك في تكوين الأحزاب؟
هذه أمور دخيلة على مجتمعنا، فإذا كان هناك استقرار للمواطن معنويا وماديا، فلن يضطر الى التوجه أو استغلاله من قبل شريحة معينة للدخول في تيارات فهذه الأمور نرفضها رفضا تاما من جميع الطوائف والمذاهب فنحن في النهاية شعب واحد تربطنا علاقة واحدة اننا كويتيون وحزبنا الوحيد هو حزب «الكويت».
احترام المرأة
وما رأيك في دخول المرأة للمجلس؟
نتمنى ان يحدث هذا الامر، فالمرأة موضوعية وشفافة بطبيعتها، وفي اعتقادي ان وجودها بالمجلس سينعكس ايجابيا على اداء المجلس بنسبة 20%، فالمرأة الكويتية اصبح لها دور فاعل في كل الامور المجتمعية فلها اطروحاتها وحلولها، ولهذا يجب الاستماع اليها فهي جزء لا يتجزء من المجتمع الكويتي ويجب احترام رغباتها ومطالباتها فمطالبتها بالمساواة هو حق اضافة للكثير من الحقوق التي يجب ان تنالها فمثلا اذا ما كانت المرأة عاملة وغير متزوجة فلماذا لا تصرف لها العلاوة السكنية، وتصرف العلاوات فقط للرجل؟ فالمرأة ايضا حين تطلق ولا يستطيع الرجل دفع النفقة لها، فهنا يجب ان تتوافر لها نفقتها للسكن والاطفال ويخصم ذلك من الزوج وهناك العديد من الامور التي تحتاج الى اعادة نظر لتحقيق المساواة والعدالة، والتي تريدها المرأة في حياتها العملية فقط، وهذا حق لها.
الثروة النفطية
بما ان عملك يختص بالقطاع النفطي، فان النفط ثروة مآلها للنضوب فهل يتم التعاطي مع هذا القطاع على هذا الاساس؟ ام ان النظرة له غير مستقبلية؟
لا فالقطاع النفطي نهجه واضح وشفاف، ولكن هناك اولويات يجب اعادة ترتيبها لتتماشى مع الوضع الحالي الموجود، اما النهج فكان ولازال مرسوما منذ بداية اكتشاف النفط في الكويت.
ما اتساءل عنه ان النهج قديم ولا يتماشى مع مستجدات العصر الاقتصادية، مثل الوضع الاقتصادي العالمي المتردي فهل هذا صحيح؟
نعم، كما قلت ان النهج واضح ولكن الاولويات يجب اعادة ترتيبها مثل مسألة المصفاة الرابعة، وتحديث المصافي، فان هذه اشياء مطلوبة وواجبة، لاننا بالفعل نمر بأزمة اقتصادية الآن ولكن هذه فرصة يمكن استغلالها، فلماذا بعدما تم رصد ميزانية لهذه الامور تذهب المبالغ هباء للتوقف او الالغاء، ولهذا نطالب الحكومة باصدار تصريحات شفافة يفهمها الفرد.
والاولويات التي ذكرتها هي مدى الاحتياج لصفقة مع «الداو» او مسألة حقول الشمال، فالحقيبة النفطية الله يعين من تسند اليه، ولكن لابد ان يكون مؤهلا لمعالجة عدة قضايا بداية من الناقلات، حقول الشمال، مشروع الداو، تحديث المصافي، المصفاة الرابعة وهي خمس قضايا يجب معالجتها بموضوعية ومحاولة توصيلها بمنهجية سواء للافراد او المجلس.
مشروع «الداو»
ما تقييمك لمشروع «الداو» وقد قوبل بحروب ضارية؟
الداو موضوع استراتيجي يخدم ليس فقط الكويت وانما دول الجوار بأكملها ودول مجس التعاون ويزيد من مكانة الكويت، وبالطبع حدث ما حدث بسبب الازمة المالية ولكن هذا لا يمنع فالشركات تمر بأزمات ويجب التفرقة بين مشروع عادي ومشروع استراتيجي ولهذا يجب معالجتها بموضوعية وشفافية.
للاسف هناك اناس يستفيدون من هذه التغييرات ولا ندري لماذا يحدث ذلك؟ لماذا لا يتركون العجلة تدور ولكل حالة حديث، فدراسة الجدوى موجودة وتمت الموافقة عليها وتم توقيع الصفقات، ولكن للاسف اصبحت رؤية دول العالم للكويت مهزوزة خاصة في مسألة ابرام العقود الاستراتيجية بسبب الازمات والتغيرات التي تحدث حيث لا يجب ان يحدث ذلك، وانما يجب ان تكون الكويت متمسكة برأيها تجاه باقي دول العالم لان هذا يتعلق بسمعتنا.
هل من كلمة أخيرة؟
اتمنى من جميع الناخبين عدم العزوف عن المشاركة وانما الحضور بفاعلية يوم الانتخابات ويجب الا نترك الساحة لبعض التيارات، فالوقت لم يساعدنا لترتيب صفوفنا كمرشحين مستقلين حيث كانت النية للدورة التالية باستعداد اكثر، ولكن هذا لا يمنع ان يكون لكل منا صوته، حتى وان لم يكن الصوت من خلال قاعة «عبدالله السالم» فهذه فرصة لننقل صورة للشارع الكويتي الاصيل حول رؤيتنا لبعض القضايا التي تهم المواطنين.
ومن هنا اطالب الكل بخلع ثوب العصبية والطائفية والمذهبية وارتداء الثوب الكويتي الاصيل، فقاعة عبدالله السالم ليست مقاعدها حكرا على شخصيات او تيارات او اسماء معينة وانما هي لجميع الكويتيين، ولهذا يجب المشاركة من الكل لنثبت اننا نسمو فوق محاولات التمزيق والتفريق المستمرة، كما احثهم على محاولة التغيير باختيار الدماء الشابة الجديدة بنسبة 50%.