أسامة دياب
أكد مرشح الدائرة الـ 5 ناصر عبدالمحسن المري انه لا يطرح شعارات لدغدغة المشاعر بل حلولا عملية قابلة للتنفيذ والتطبيق من خلال تجارب سابقة، محذرا من خطورة من يستغلون القبلية والطائفلية كجسر لأهدافهم الخاصة، داعيا الكويتيين لأن تكون الكويت هي قبيلتهم وأسرتهم، وطنا واحدا للجميع وحثهم على طاعة ولي الأمر وتنفيذ وصيته بضرورة الحرص على الوحدة الوطنية وحسن الاختيار، مشددا على ضرورة الارتقاء بلغة الحوار الهادف وتقريب وجهات النظر لدفع عجلة التنمية لوطن آمن وشعب واحد.
جاء ذلك في مجمل كلمته التي ألقاها أثناء افتتاح مقره الانتخابي بندوة بعنوان «وطني.. إلى أين؟» في منطقة الفحيحيل بحضور حشد كبير من أبناء الدائرة الـ 5.
ولفت المري الى ان اشكالية المرحلة الماضية تمثلت في اننا بلينا بوزارة ضعيفة ومجلس متسلط هدفه الكسب المادي إلا ما ندر ولا نعمم على الجميع، داعيا الى ضرورة تقديم النواب إقرار الذمة المالية قبل دخولهم المجلس وهذا ما سيقوم به هو في حال وصوله للمجلس، معلنا انه لن يتقاضى راتب المجلس ولن يستخدم السيارة المخصصة للنواب حتى لا يكون عبدا لهذا المنصب.
الانتخابات الفرعية
واضاف ان اعضاء مجلس الأمة كانوا مع تجريم الفرعيات وصوتوا معها لأنها لم تكن في صالحهم في ذاك الوقت ولكن المحزن ان نرى الآن من جرموا الفرعيات يمارسونها ويدافعون عنها ويحللونها، مشددا على انه قرر عدم المشاركة في الانتخابات الفرعية لمحاذير دينية وقانونية وطاعة لولي الأمر الذي جرّمها، لأن طاعته من طاعة الله سبحانه وتعالي، مشيرا الى ان هيبة الدولة تأتي من خلال تطبيق القوانين واحترامها وليس من خلال التبجح بكسرها.
وطن يستحق الكثير
واشار الى انه كثيرا ما سئل عن سبب رغبته في الترشح لمجلس الأمة وهو رجل اقتصادي يعمل في البنوك والشركات التي دخلها أكبر ومكانتها الاجتماعية أعلى، موضحا ان المرء لا يعيش بالمال فقط ولكن يعيش بالمبادئ والكرامة قبل المال، مشيرا الى ان هذا الوطن يستحق منا الكثير ولقد ضحى أهل الكويت بأغلى ما يملكون حيث ضحوا بالنفس والمال والولد عندما تعرض وطننا لاحتلال غاشم من جار غدر بنا واحتل أرضنا وتجرأ على الوطن المسالم وهب أهل الكويت هبة رجل واحد للدفاع عن وطنهم وهذا هو الجواب الشافي والرد المناسب على كل من يشككون في ولاء البعض وانتماءاتهم الوطنية.
الدوائر الخمس
واشار الى انه قد قرر خوض هذه الانتخابات ليثبت للجميع ان الدائرة الـ 5 لا تقل كفاءة عن أي دائرة في الكويت وان أبناءها لا يقلون ولاء لهذا الوطن وان أبناء الكويت هم شعب واحد لا تفرقة بينهم ولم يعيشوا يوما على التفرقة ولا التفريق ولم نسمع بمصطلحات مثل بدوي، او حضري، سني أو شيعي إلا مع تقسيمات الدوائر الـ 5 التي هي سبب من أسباب تراجعنا التي أصلت العصبية القبلية والطائفية والفتنة بسبب هذا القانون، لافتا الى ان الكويت شعب واحد ويجب ان يكون الوطن دائرة واحدة وللمواطن صوت واحد.
ولفت الى انه سيضحي بدخله ووقته ووقت أسرته لصالح الوطن لأنه من لا يضحي في سبيل هذا البلد لا يستحق جنسيته ولا هذا الوطن، واستطرد قائلا: أقولها بكل فخر أنا أحد أبناء البادية وأحد أبناء ذوي الدخول المحدودة وأعيش في منطقة الصباحية في أحد بيوت الدخل المحدود، موضحا ان سر نجاحه هو مخافة المولى عز وجل وصلة الرحم والعلم والحرص على تطوير الذات بالأهداف الواضحة والسعي لتحقيقها.
وشدد على انه كتب برنامجه الانتخابي بنفسه وليس مستشارا أو كاتبا ولذلك فإنه يعي كل كلمة فيه والميزانية اللازمة والبرنامج الزمني لتنفيذها، فمن السهل على المرشحين ان يطلقوا الشعارات الرنانة ودغدغة مشاعر الناخبين إلا أن التطبيق والدراسة العلمية شيء آخر.
أوضح ان الحفاظ على الهوية الإسلامية التي يتمتع بها المجتمع الكويتي تتطلب منها العمل بجهد للحفاظ عليها، تدعيمها وترسيخ مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف والتسامح وحسن الجوار.
ودعا لضرورة ربط مستوى دخل الأسرة مع التغير السريع في تكاليف المعيشة وفق ما نص عليه الدستور وما يضمن الحياة الكريمة للأسرة الكويتية، مشددا على ضرورة التوزيع العادل للثروة من خلال تكافؤ الفرص وتنويع مصادر الدخل وتحسينها.
وعن موقفه من القروض الاستثمارية أوضح ان القروض أثقلت كاهل الأسرة الكويتية، مشيرا الى ان المواطن يقترض لحاجة ماسة وليس حبا في الاقتراض فمتوسط دخل الأسرة الكويتية حسب دراسات وزارة التخطيط هو 800 دينار كويتي بينما مصروفات الأسرة المكونة من 6 أشخاص هو 1500 دينار وبالتالي يتم سد الفارق من خلال الاقتراض علاوة على الحاجات الأخرى مثل بناء منزل أو تكاليف دراسة أو علاج في الخارج.
المشكلة الإسكانية
واوضح المري ان المشكلة الاسكانية لم تعد كونها شعارا في المجالس الماضية ومازالت من المشكلات العالقة والتي تؤرق المجتمع بجميع أطيافه، لافتا الى ان هذه المشكلة تحتاج لتدخل سريع وان حلولها ممكنة في المتناول وخصوصا ان عدد الطلبات الاسكانية يقدر بـ 5000 طلب سنويا تكلفتها 350 مليون دينار فهل يعقل ان بلدا دخله 3 مليارات دولار شهريا أي نحو 36 مليار دولار سنويا يعجز عن حل المشكلة الاسكانية.
واضاف ان بيوت منطقة الظهر قد وقع عليها ظلم بين، حيث ان بيوتهم اقل من 300 متر مربع، بينما ينص قانون الاسكان على ان تكون مساحة البيت 400 متر مربع، ولذلك يجب رفع الظلم عن هذه الفئة.
واستعرض بعض الحلول التي من شأنها ان تحل المشكلة الاسكانية في خلال 5 سنوات ومنها توفير الاموال اللازمة دون ارهاق المال العام، الاستغلال الامثل لأراضي الدولة بكفاءة اكبر، استصلاح مساحات اكبر من اراضي الدولة وتحويلها لمدن سكنية، حيث ان المستغل من اراضي الكويت لا يتجاوز 7%، و93% ارض فضاء، إشراك القطاع الخاص في بناء وتمويل السكن النموذجي، تطوير بدائل الرعاية السكنية بما يتلاءم مع احتياجات الاسرة وزيادة القرض الاسكاني بما يتماشى مع التكلفة المتغيرة للبناء.
الخدمات التعليمية
واشار المري الى ان للكويت مساهمات في بناء العديد من الجامعات في عدد من الدول الافريقية والآسيوية فهل يعقل اننا لا نملك الا جامعة واحدة؟ وهل عجزنا عن بناء عدد من الجامعات في بلدنا؟ واقترح بناء جامعة للهندسة البترولية والكيميائية في الاحمدي العاصمة النفطية للكويت، زيادة عدد الجامعات الخاصة، الارتقاء بمستوى المعلم والمعلمة وتطوير المناهج وتحديثها.
الخدمات الصحية
وعبر المري عن استيائه من تراجع الخدمات الصحية وتدهورها، داعيا الى رفع جودة الخدمات الصحية، زيادة عدد المستشفيات والمراكز الصحية المتخصصة، فتح مراكز طبية للعمالة الوافدة ودعوة اشهر المستشفيات والمراكز المتخصصة العالمية لفتح فروع لها في الكويت لإدارة الخدمات الطبية لتكون الكويت مركزا طبيا للمواطن ودول الجوار.
المشكلة البيئية
واوضح المري ان الكويت تعاني بشكل عام والدائرة الخامسة بشكل خاص من المشاكل البيئية، خصوصا في مناطق ام الهيمان التي يحيطها حزام التلوث، والقرين التي يعيش اهلها على قنبلة هيدروجينية، وهذا ما ادى الى تفشي الامراض السرطانية وارتفاع معدلات الوفيات. واقترح ان يفرض على رئيس الهيئة العامة للبيئة ووزير البلدية العيش في منطقة مثل أم الهيمان ليعرفا معاناة الناس.
واعلن انه سيتبنى القضية البيئية في أجندته الانتخابية عن طريق تقديم حلول عملية للمشكلة البيئية وحماية الافراد من التلوث الصناعي والنفطي الذي تتعرض له المنطقة، وتطبيق المعايير الدولية وانشاء مدن صناعية بعيدة عن المناطق السكنية، ولذلك سيعمل على تبني قانون لحماية البيئة والحفاظ على صحة المواطن. ودعا الى تحويل منطقة الفحيحيل الى منطقة تجارية وتثمين منطقة ام الهيمان لحل مشاكل الاهالي هناك.
وشدد على تبنيه كل القضايا التي تخدم الاسرة الكويتية وتخفف من الضغوط عليها، خصوصا المعاقين والمتقاعدين. وتطرق لحقوق المرأة وانصافها، داعيا الحكومة الى ان يكون تقاعد المرأة بعد 12 سنة، تخصيص راتب للأم المرضعة أو المربية، مساواتها بالرجل في الرعاية السكنية وتخفيف ساعات العمل.
«من شراك يبيعك»
ودعا المري الناخبين لحسن الاختيار وفق معايير بعيدة عن الاهواء الشخصية والانتماءات، موضحا ان الذي يسيء الاختيار يبيع بلده. ورد على الدعاوى التي يتشدق بها البعض عن شرائه الاصوات قائلا: اهل الكويت ليسوا للبيع، فلقد ولدوا احرارا وسيموتون احرارا، وحذر الناخبين قائلا من «شراك يبيعك». وعلق على بعض النواب الذين يملأون الدنيا صراخا أمام الكاميرات ومن خلفها يقبضون الشيكات، موضحا وجود مساومات من النواب على مصلحة البلد.