مبارك الخالدي
كان افتتاح المقر الانتخابي لمرشحة الدائرة الاولى (شرق ـ الدسمة) د.معصومة المبارك في الرميثية مساء امس الاول اشبه بالمهرجان حيث بدأ بالتغني بحب الكويت عبر اوبريت «الوطن غير» من اداء الفنانة ميريام فارس والفنان فارس السعيد واداء حركي نفذته مجموعة من اطفال الكويت لينتقل المهرجان الى الفقرة الثانية منه والتي كانت مفاجأة للجميع وهي حضور الشاعر سالم سيار في خطوة عكست رمزية لافتة للوحدة الوطنية ترنم بها الشاعر حبا بالكويت واطيافها وقيادتها وبالمرشحة صاحبة المهرجان وبدأ بعدها المشهد الثالث لحفل الافتتاح والذي تمثل في عرض عبر اجهزة البروجكتور للسيرة الذاتية للمرشحة تسللت بعده لاعتلاء منصة الحفل وسط عاصفة من الترحيب و«اليباب» لتتحدث د.معصومة التي شددت في كلمتها على الوحدة الوطنية ورفضت كل من يحاول العبث بها مناشدة الجميع نبذه وقالت بنبرة عالية يعلوها الشجن لن نسمح لكائن من كان بتمزيق وحدتنا الوطنية.
وانتقدت د.المبارك الفتاوى الرافضة للتصويت للمرأة وقالت انها فتاوى لا محل لها من الإعراب ولا تريد خيرا لهذا البلد بل انها تريد ان تنتقص من الديموقراطية واصفة اياها بالفتاوى المعلبة.
وقالت د.المبارك: لقد أدار البعض الظهر لفضيلة الاستماع والتدبر والتفكر الخلاق وطرح الحلول لما يواجهنا من مشاكل، وما نتطلع اليه من رؤى للعديد من القضايا وعلى رأسها القضايا التنموية التي هي قضايا وطن وليست برنامجا لمرشح فرد يستخدمها كسلم للوصول الى غاية وبعد الوصول ينساها او ينشغل بغيرها من القضايا والديموقراطية، وكما قال صاحب السمو الامير ونرددها معه «الديموقراطية وسيلة وليست غاية» الديموقراطية وسيلة للوصول الى الاهداف الكبار وليست غاية بحد ذاتها لا نتورع في استخدام آلياتها بما لا يفيد ولا يجمع، نستخدمها لبث روح الفرقة والتنازع والصراع وتوظيفها لنشر ثقافة التشكيك والتخوين واللوم وتقاذف الاتهامات تحت عنوان حرية الرأي والتعبير للجهة او الجهات التي اوصلتنا لهذه المرحلة من التشويه والانحراف الذي اصاب الممارسة الديموقراطية.
وزادت: لنرح بالنا عن التحسر على ما فات، ولنتوقف عن البحث عن المتهم، فالحقيقة تقول كلنا بدرجة او بأخرى متهمون في الدفع بالكويت التي نحب لهذا الاتجاه (اما بالانتهازية، او بالاتكالية واللامبالاة والسلبية او بعدم الجدية بتصيد الأخطاء او التصعيد)، فقد انشغلنا بالجدل عن العمل، فهل نريد ان نكون الأمة التي اراد الله بها شرا فأشغلها بالجدل عن العمل، اما ان نصحح مسارنا وننفض عنا تلك السلبية وننهض لإحداث التغيير من خلال العمل الجاد وان تكون لنا كأفراد ومؤسسات روح المبادرة للخروج من دائرة البحث عمن أشعل الحريق الى دائرة العمل على اطفاء الحريق وإعادة البناء قبل ان يأتي الحريق على كل شيء. واستطردت المبارك: هل نحن راضون عن الانحراف في المسار؟ وهل نحن مساهمون في خلق ذلك الانحراف؟ وهل نملك سعة من الوقت للاستمرار في ذات المسار فنحصد الريح وأخطرها رياح الفرقة والتشتت؟ وأجابت: هذه المرحلة هامة بل مفصلية لنقتنص الفرصة الذهبية واستثمار الوقت لتصحيح المسار من خلال حسن الاختيار على جميع المستويات وليس فقط انتخاب اعضاء السلطة التشريعية رغم الاهمية القصوى لذلك، وقالت انه لتصحيح مسار العمل والانجاز ومسار التنمية ومسار مشروع دولة القانون ودولة المؤسسات. مشروع الدولة التي تنصهر فيها جميع الفئات والطوائف والأعراف علينا الحصول على خلطة مميزة من المواطنة التي عنوانها الكويت، ولا شيء غير الكويت، وأهدافها الكويت ولا شيء غير الكويت، ومصالحها الكويت ولا شيء غير الكويت.
واعترفت د.المبارك بأن هناك أخطاء وان هناك مخطئين والتصحيح والمحاسبة امر واجب بل هو واجب وطني من الدرجة الاولى، وتحديد المسؤولية امر لا نختلف عليه ولكن من خلال القانون لا بالقفز عليه، ومن خلال الدستور لا بالقفز عليه، ومن خلال وحدة وطنية متماسكة لا من خلال تمزيقها.
وتابعت اؤكد أنه أيا كانت الطموحات التنموية المادية والبشرية فلن يكون لها نفع عندما ينهار بناؤنا الاجتماعي وسلمنا الاجتماعي وتماسكنا الاجتماعي، لا سمح الله، فهذه اهم بكثير من ابنية الكونكريت والألمنيوم والزجاج، وللاسف الشديد نرقب معكم شرارات تتطاير من حولنا ان لم نعرها الاهتمام اللازم والتصدي لها فانها ستتعاظم وتنذر بالحريق وان اعظم النار من صغار الشرر.
وقالت مرشحة الدائرة الأولى ان اصولنا مختلفة، ومذاهبنا مختلفة، ولنا افكار ورؤى مختلفة فلنعمل على مزج ذلك الخليط في نسيج اجتماعي وفكري متعدد الألوان، وان نتصدى بحزم لكل يد تحاول ان تستل خيوط ذلك النسيج لتتلفه وتبعثر مكوناته، والا نتعامل مع تلك المحاولات كأنها لا تعنينا لانها موجهة ضد ذلك المذهب او تلك القبيلة او ضد تلك المرأة أو ذلك الرجل، كل ما هو موجه لنسيجنا الاجتماعي يعنينا جميعا والسلبية مرفوضة لان اثارها مدمرة لنا جميعا، وساتقدم باقتراح بقانون بتجريم أي فعل يهدد الوحدة الوطنية فقد سئمنا لملمة المواضيع المهمة وعدم معالجتها.