- الحسيني: خروج أميركا من العراق والتوترات فيه جعلته بيئة حاضنة للإرهاب
- مفتيا السعودية والعراق وشيخ الأزهر بينوا أن «داعش» لا تمثل الإسلام
- «داعش» حاربت تنظيمات إسلامية أخرى وفي الوقت نفسه كانت تهادن الجهة النظامية
- الفرج: لا يوجد حوار إقليمي غير عربي إلا بين قطر وتركيا أو الأردن وإسرائيل
- بناء تحالف إقليمي ودولي ضد «داعش» يكمن في وحدة الموقف العراقي
- توجيه الدول الإقليمية خاصة العربية والخليجية رسالة إعلامية قوية ضد ما يسمى بالفكر السلفي الجهادي وتنفيذها
عبدالله العليان
واصل برنامج قراءات استراتيجية الذي يعرض على تلفزيون الكويت مناقشته للأوضاع السياسية في المنطقة العربية والعالمية، وحلّ الزميل مدير تحرير جريدة «الأنباء» محمد الحسيني ضيفا الى جانب الضيف الدائم للبرنامج رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية د.سامي الفرج، حيث تمت مناقشة أبرز التطورات العسكرية وسيطرة «داعش» على بعض المناطق، وكذلك التطورات السياسية على العراق داخليا وخارجيا.
وأكد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية د.سامي الفرج ان «داعش» لا تنتشر هذا الاسبوع مثل الاسابيع الماضية، اذ كان انتشارها بشكل اكبر من هذا الاسبوع وأنها تأخذ الحيطة والحذر، خصوصا في ظل السيطرة الجوية لسلاح الجو الأميركي والعراقي الذي باتت تتلقى عدة ضربات منه في العراق، كما ان من المؤثرات على عدم انتشار «داعش» هذا الاسبوع ان هناك نجاحات للقوى المضادة لها، ومنها سيطرة القوات الكردية على سد الموصل، إضافة الى وجود تغيير في مواقف صف من الاشخاص الذين كانوا مع «داعش» واصبحوا الآن ضدها.
تحالف إقليمي ودولي
وأشار الفرج الى ان بناء تحالف اقليمي ودولي مناهض لتقدم «داعش» يكمن في وحدة الموقف السياسي العراقي الداخلي وتبلوره في موقف عسكري واحد، وكذلك تطور التقييم الاستراتيجي لدول المنطقة بشأن «داعش» الى اعتبارها خطرا اقليميا، وكذلك تطور التقييم الاستراتيجي للحلفاء الدوليين بشأن «داعش» على انه خطر دولي، بالإضافة الى التحضير اللوجستي والعملياتي على مستوى تحالف استراتيجي لمهمة محددة، ولتوجيه الدول الاقليمية خاصة العربية والخليجية رسالة اعلامية قوية ضد ما يسمى بالفكر السلفي الجهادي وتنفيذها.
وبين ان الخطوات التي تمت اقليميا لبناء تحالف مضاد لـ «داعش» ان الدول الاقليمية صرحت بأن ما يحدث ضد العراق يعتبر ضد مصالحها، وكذلك اتخذت الدول الاقليمية خطوات عسكرية وأمنية وقائية ازاء تقدم «داعش» نحوها، وتتفاوض كذلك مع حلفائها حول تعاون اقليمي ضد «داعش»، كما تتفاوض الدول الاقليمية مع حلفائها الدوليين حول تعاون دولي ضد «داعش». واشار الى انه لا يوجد حوار مع الدول الاقليمية غير العربية فيما يتعلق ببناء تحالف ضد «داعش» الا بين الاردن واسرائيل او ربما بين قطر وتركيا.
وأوضح الفرج ان مصادر القوة في الجبهة الداخلية الخليجية ضد نمو «داعش» تكمن في البناء الفكري والعقائدي لشعوب الخليج القائم على الفهم الصحيح للإسلام، وان الجزيرة العربية هي مهد الاسلام والاقرب الى فهمه، والنجاح النسبي للدول الخليجية الحديثة في بناء وادارة نظام تنمية هو الافضل بمقاييس العالم العربي والثالث. وتابع قائلا: ان قيام النظام السياسي الخليجي على تحالفات سياسية ومحاصصات قبلية قديمة وإحساس المواطن الخليجي بأن آلية التغيير هي آلية تدريجية وثبات ذلك من تجربة محاولات التغيير في العالم العربي مؤخرا.
الفراغ السياسي
ومن جهته قال مدير تحرير «الأنباء» الزميل محمد الحسيني إن الصراع الطائفي وارتفاع حدته في العراق وخروج الولايات المتحدة الأميركية منه، وكذلك الفراغ السياسي في الفترة الماضية جعل من العراق بيئة حاضنة للجماعات الارهابية، مما جعل تلك المجموعات تستغلها وتحكم السيطرة على الارض، مضيفا إن (داعش) استطاعت ان تسيطر على 25% من مساحة سورية تقريبا و40% من العراق ومناطق القوة خصوصا في ظل انهيار الحكومة المركزية وانهيار الجيش نظرا للظروف التي عاشها العراق.
وأكد الحسيني ان (داعش) اخطر من تنظيم القاعدة ويختلف في كثير من الامور، فهم يرفضون التحاور مع اي جهة ويكتفون بمجلس حرب، وكذلك بتعيين ولاة على المناطق التي حصلوا عليها، وهم يمتلكون قدرات عسكرية عالية، اما نظام طالبان فكان لديه وزير للخارجية، كما أكد ان (داعش) في حالة حرب مع قوات البيشمركة، مبينا ان تنظيم (داعش) يجندون حتى الاطفال وهم مستعدون للموت من اجل قضية معينة، مستشهدا بحوار احد جنود البيشمركة مع صحيفة اجنبية حيث قال: «خلال مواجهتي مع احد مقاتلي داعش اطلقت عليه الرصاصة وهو يركض نحوي فأصبته وأكمل الجري وأصبته بالثانية وأكمل، وكأن شيئا لم يحدث الى ان اصبته برصاصة في رأسه أردته قتيلا»، موضحا ان مقاتلي (داعش) لديهم قدرات عسكرية كبيرة، والعديد منهم مقاتلون لقوات اجنبية سابقة وهم مستعدون للموت.
عباءة الإسلام
وأضاف الحسيني: لدينا اليوم ثلاثة آراء من مشايخ دين أجلاء لهم كل التقدير والاحترام وهم مفتي المملكة العربية السعودية، ومفتي العراق، وكذلك شيخ الأزهر، جميعهم بينوا ان (داعش) لا يمثل الاسلام ولا علاقة له بالإسلام سواء بتصرفاته او ما يدعو اليه، مبينا ان (داعش) هو بالظاهر يلبس عباءة الاسلام لكنه بعيد كل البعد عن مبادئ الاسلام التي هي بريئة منه، مؤكدا ان خطر تنظيم (داعش) يحتاج فعلا الى عتاد وإلى اصطفاف دولي للقضاء عليه، وأعدادهم تدعو للقلق فهم مدربون على القتال وهنالك عناصر انتحارية بينهم قد يكونون شرارة لحدوث كارثة.
وأشار الحسيني الى ان (داعش) حاربت تنظيمات اسلامية اخرى وفي نفس الوقت كانت تهادن الجهة النظامية التي تحاربها الجهة الاسلامية كأنها تريد القضاء على كل الاصوات والجماعات الاسلامية لتكون هي الصوت الوحيد الموجود، وبين ان (داعش) تختلف كثيرا عن التنظيمات والجماعات الاسلامية فهي تحارب وتعترف على الملأ بتضادها ومحاربتها لها وللأنظمة العربية.
وأشار الى المهلة الدستورية الممنوحة لرئيس الوزراء العراقي لتشكيل حكومته في 11 سبتمبر، معربا عن تفاؤله بأن الامور تسير على مايرام حسب ما صرح، موضحا ان اقليم كردستان يحتاج الى ضمانات دولية ، ورأى الحسيني انه من الصعب ان يكون هنالك اتفاق داخلي عراقي دون تدخل خارجي، وتفاءل الحسيني كذلك باتفاق روسيا والولايات المتحدة الأميركية وكذلك دول المنطقة على ضرورة القضاء على (داعش).
وبين ان هنالك تحركات دولية عدة منها ان مجلس الامن يعقد الشهر المقبل جلسة برئاسة الرئيس باراك اوباما، وكذلك فرنسا تسعى لعقد اجتماع دولي يضم الدول الاوروبية وهنالك زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الاميركي للعراق، وكذلك هنالك عدة اجراءات استخباراتية وكذلك تدريبيات للأكراد.
استعطاف السكان
وأوضح الحسيني ان داعش اصبحت تقوم بعمل افضل مما كانت تقوم به حكومة بغداد المركزية من ايصال الماء والكهرباء، وهي تحاول استعطاف السكان رغم قسوة المناظر لجرائمهم وممارساتهم وفظائعهم من قتل وتقطيع وكذلك التمثيل بالجثث، وهنالك اجتماع الاسبوع المقبل في جنيف وهنالك اتهامات لداعش بارتكابهم جرائم حرب وقتل الاسرى، وآخرها قتل الصحافي الأميركي، كما ان هنالك اتهامات لها بتهجير الاهالي وارتكابها جرائم ابادة، وسيكون هناك مسعى للحصول على موافقة من محكمة جنيف ثم مجلس الامن، وتشكيل جبهة دولية لمواجهة (داعش)، خصوصا ان اميركا لا تريد ان تظهر كأنها تقود حربا جديدة على العرب والمسلمين.
وبين ان محاربي (داعش) لا يمكن لاحد أن يعتبرهم علماء في الدين او ربما يملكون خلفية دينية طفيفة فإنهم عسكريون رغم انهم يحاولون التستر بعباءة العلم الديني والفقهي، وبين ان احد «الدواعش» علق على ما حدث في غزة قائلا: «ان ما يحدث بين الاسرائيليين والفلسطينيين كلاهما متشابه لدينا، فجميعهم لا يحارب تحت راية الاسلام فهذا الامر لا يعنينا».
وأشاد الحسيني بمواقف المملكة العربية السعودية ومنها دعوة خادم الحرمين الشريفين قبل سنوات الى حوار الاديان، وكذلك مساهمتها ودعمها للمركز الدولي لمكافحة الارهاب، كما اوضح ان الكويت تعيش حالة من الاستقرار بفضل عدم وجود التوترات المذهبية الحادة وعدم اتباع سياسة الاقصاء، كما يسجل لها انها تبنت المركز العالمي للوسطية، مبينا ان الرأي العام الغربي يتابع بتخوف كبير خطر (داعش) على العالم وعليهم خصوصا، لاسيما ان هناك عددا من مواطني الدول الغربية مقاتلين مع (داعش)، كما ان هناك بعض الاخبار التي تشير الى ان قاتل الصحافي هو مغني راب بريطاني، مشيرا الى ان هناك غضبا كبيرا عبر استطلاعات الرأي وهناك آراء تطالب بالتدخل للحد من تفاقم خطر (داعش).
العازمي: «قراءات إستراتيجية» يسلط الضوء على أبرز المشاكل الدولية
أوضح مدير ادارة الاخبار والبرامج السياسية التلفزيونية العربية بقطاع الاخبار في وزارة الاعلام ورئيس فريق عمل برنامج قراءات استراتيجية عادل العازمي ان البرنامج يعرض على الهواء مباشرة، وينتجه قطاع الاخبار والبرامج السياسية بالوزارة، كما بدأ بثه قبل عام، وتدور فكرته حول القراءات الاستراتيجية للمنطقة الاقليمية او العالمية وتسليط الضوء على ابرز المشاكل والتحركات الدولية والتي يناقشها بطريقة موضوعية مع ضيف البرنامج، والضيف الدائم هو رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية د.سامي الفرج، مبينا ان اختيار الضيف الآخر يكون حسب موضوع الحلقة، والذي يحدد قبلها بأيام ويكون الاختيار حسب القضية الأكثر أهمية بين القضايا الاقليمية والعالمية.
فريق عمل البرنامج
٭ مقدم البرنامج:
بندر السعيدي
٭ إعداد:
سعد الزيد
٭ الإخراج:
فواز الشارخ
عايد الخالدي
٭ المصورون:
عبدالله الشيبة
لافي المطيري
فهد المطيري