يوسف عبدالرحمن
[email protected]
ورحل أخي وصديقي ناصر عبدالله الصلال، بعد أن استرد الله أمانته فيه يوم الجمعة، وليدفن يوم السبت 4 من ذي القعدة 1435 الموافق 30/8/2014 صباحا بمقبرة الصليبخات.
جاءه الأجل المحتوم وهو في الطائرة مستعدا للذهاب لتلقي العلاج في لندن وكأن الله عز وجل أراد به خيرا، فكلنا نعلم ان رحلات العلاج قد تطول وقد تقصر والعلم كله عند الله وكان عبدالله بن عمر رضي الله عنه يقول: «إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك».
وهكذا هو هادم اللذات يأتي بغتة، قال تعالى: (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ـ النحل: 61).
وهكذا رحل أخ وصديق وفيّ عزيز ذو أخلاق شهم، طيب النفس، لا يعرف إلا الخير لمن حوله، رافقته في آخر السبعينيات في جمعية المعلمين الكويتية في اللجان والمؤتمرات ودخلت معه مجلس 1982-1984 فأخذت أنا أمانة السر وكان رحمه الله المدير الداخلي، ورئيس اللجنة الاجتماعية التي برزت في عهده.
كان «أبو بدر» رحمه الله هادئ الطباع لا تسمع له صوتا جهوريا، ذا حياء وهمة، كنا ندخل الجمعية ولا نخرج منها إلا في منتصف الليل كل منا في عمله، وأشهد الله انه كان لي خير معين، متفهما، متجاوبا، نصوحا، له مكانته في مجلس الإدارة لأنه صاحب رأي وحكمة لا يتدخل فيما لا يعنيه، يأخذ بالأسباب متوكلا على الله في كل جوانب عمله.
كان خير من عمل وساند في السوق الخيري الذي أقيم وخصص ريعه لضحايا الاحتلال الصهيوني للبنان الشقيق في عام 1982 وكان كالعادة صورة رائعة لعطاء المعلم الكويتي.
كان الأستاذ ناصر الصلال على مدار عامين من تكليفه بمهمة المدير الداخلي بجمعية المعلمين كخلية النحل يعمل بلا كلل أو ملل، مؤد دوره، وكان الأستاذ ناصر الصلال يقدم جهده على صعيد الجمعية وفروعها ولن أنسى أبدا كيف ذهب معي في عام 1982 الى جزيرة فيلكا وقابلنا هناك الأستاذ محمود ادريس ويوسف بندر وعبداللطيف عبدالعزيز وعبدالله شهاب وبدر حسين رجب ويعقوب عثمان وابراهيم احمد سالم وناظم عبدالله وآخرين لا أذكرهم، ودار حديث مطول حول اللجنة الثقافية واللجنة الاجتماعية والرياضية والفنية وهموم الفرع وقد أكرمنا الإخوة حينذاك وكانت من أنجح الزيارات لهذا الفرع.
لن أنسى دوره معي في المؤتمرات التي قدتها في أسبوع التربية الثالث عشر «التقويم التربوي ودوره في العملية التربوية» خلال الفترة 26-31 مارس 1983 وأسبوع التربية الرابع عشر «المعلم في الوطن العربي» خلال الفترة من 24-29 مارس 1984.
ومضة
رحمك الله يا ناصر الصلال وجعل قبرك روضة من رياض الجنة ومنزلتك الفردوس الأعلى من الجنة يا صاحبي.
آخر الكلام
أخي ناصـر: أعـطيت في حياتك أكـثر مــمـا أخــذت لأنك كنت الكبير دائما بــيننا ولا يكــون الكبير كبــيرا إلا إذا أعطى أكثر ممـا أخذ.. وتسقط عليك دمعات.